حديث عن فائض الأنوثة والذكورة

بيَّنت أحدث الدراسات العلمية أنَّ دماغ المرأة مختلف عن دماغ الرجل من حيث التكوين البيولوجي.باختصار، لكل دماغ كفاءته وميزاته؛ فدماغ الرجل بطيء مرحلي ولكنَّه قوي، ودماغ المرأة عنكبوتي متداخل ولكنَّه سريع.

دماغ الرجل مرحلي ودقيق يعمل بنظام المراكز المتتالية؛ إذ تنتقل السيالات العصبية بين مراكز الحس والمعالجة وبين نصفي المخ انتقالاً متتابعاً؛ وهذا يأخذ وقتاً ويطبع دماغ الرجل بطابع الروية والتأني والحكمة في معالجة الأمور.

ومن جهة أخرى يتسم دماغ المرأة بالسرعة والانفعالات، والتي تكون غير المفهومة لدى الرجال؛ وذلك كما ذكرنا آنفاً نتيجة توزُّع المراكز وعشوائيتها في دماغها؛ فهي تأخذ أي أمر دفعة واحدة وتعالجه دفعة واحدة؛ وهو ما يستغرق وقتاً أقل، ومن ثَمَّ سرعة ولكن على حساب الدقة.

باختصار، لكل دماغ كفاءته وميزاته؛ فدماغ الرجل بطيء مرحلي ولكنَّه قوي، ودماغ المرأة عنكبوتي متداخل ولكنَّه سريع.

حسب التقسيمات العلمية فإنَّ أي دماغ، سواء كان دماغ رجل أم امرأة، فإنَّه يُقسَم إلى نصفين يميني ويساري، والدراسات العلمية الحديثة أعطت للنصف اليميني اسم الأنثوي ولليساري اسم الذكوري.

إنَّ الفرق الرئيس بين الدماغين يكمن في أنَّ الأنثى لديها القدرة على استعمال نصفي المخ – المتساويين حجماً لديها – معاً، بخلاف الرجل الذي لا يستعمل غالباً إلا نصف المخ الذكوري اليساري – الأكبر حجماً من اليميني لديه – ولا يمتلك مهارة استعمال النصفين معاً.

السمات الأساسية لكل نصف من المخ:

إنَّ النصف الأنثوي إبداعي حدسي حالم متحرر، أما النصف الذكوري دقيق ملتزم أصولي تحليلي؛ لذلك ترى الإناث ينجحن في الأعمال والمهن التي تحتاج حدساً وملكات شعورية وقدرات تواصل، كالفن والتعليم والديكور. وبالمقابل ترى الذكور يبدعون في المهن التي تتطلب تحليلاً ودقة وتركيزاً، كالهندسة والطب والمحاماة.

إنَّ كل ما سبق يُعَدُّ كلاماً وتوصيفاً أكاديمياً نمطياً أو أنموذجياً، وكما نعلم، إنَّ أغلب الأشياء في الحياة نسبية، ومن ثَمَّ قد نرى رجالاً يستعملون نصف المخ الأنثوي استعمالاً أكبر من النصف الآخر، ونراهم أقرب للأنوثة العقلية من الذكورة. وهؤلاء لا تفضِّلهم ولا تحبِّذهم إلا النساء المسترجلات اللواتي يتمتعن بنصف دماغ يساري ذكوري متطور أكثر من الأيمن.

وبالمقابل، نرى رجالاً يفيضون ذكورة، وهذا شيء ليس إيجابياً، ونساء يفضن شعوراً وأنوثة، كذلك الأمر ليس إيجابياً. فالرجل فائض الذكورة غالباً ما يتجه نحو الأصولية الفكرية والتشدد، ويصعب عليه جداً التفكير خارج الصندوق، يكون ملتزماً بالتعليمات والأصول، ولا يمتلك مرونة اجتماعية أو حياتية، ولا يتقبَّل الأشياء الجديدة والاختلاف والآخر، وينظر إلى الأنثى نظرةَ دونيةٍ واحتقارٍ.

إنَّه عصبي منفعل دائماً، ويرى أنَّ الشديد لا يكون إلا بالصرعة، ولا يمتلك تبصُّراً أو حكمة، ويصعب عليه قراءة ما بين السطور. وهؤلاء تتجسد صورتهم المثالية في الأصوليات المتشددة.

وبالمقابل، النساء اللواتي يفضن أنوثة تراهنَّ حالمات وشعوريات جداً، ينشدن فرسان أحلام موجودين في مخيلاتهن فقط، ويبغين الكمال في كل شيء ومهووسات به، ويجدن صعوبة في التأقلم مع الأوساط الجديدة. باردات وانفعاليات في آنٍ معاً، وكثيرات الكلام وصامتات في آنٍ معاً، يجمعن كل المتناقضات التي لا يفهمها الرجال أبداً.

يبحثن عن أي شيء للتعبير وتفريغ فائض الأنوثة لديهن، مثل: عرض الأزياء، والاستعراضات، والغناء حتى لو لم يكن صوتهن جميلاً، والمبالغة في استعمال مستحضرات التجميل، وتراهنَّ متنبئات فلكيات، وربما كاتبات أحياناً أخرى. يفعلن أي شيء ليعبِّرن عن فائض الأنوثة والحلم والحدس الذي يمتلكنه في أدمغتهن.

ومن نكد الدنيا على المجتمع والعلم أن تتجه هذه النوعيات من الرجال والنساء نحو العلم والثقافة، فالأول سيورث المجتمع أصولية فكرية شوفينية تخاطب الغرائز لا العقل، والثاني سيورث أتباعه ومريديه مُتَعاً آنية ورؤى حالمة تتكسر دائماً على صخرة الواقع والحياة.

في الختام:

يجب أن نُنوِّه إلى أنَّه من الأفضل للمجتمع استيعاب هذه الشخصيات من الرجال والنساء، ودمجها في أعمال ومهن لا تتطلب تفكيراً زائداً أو هوامش حركة وتصرفات فردية ذاتية، فهؤلاء الرجال ينجحون بصفتهم جنوداً منضبطين وماهرين وأصحاب عقيدة، أو مهندسين إنشائيين.

والنساء قد ينجحن في مهن مثل تقديم نشرات الأخبار بأنواعها كافةً – وليس البرامج الحوارية – أو بصفتهن مضيفات طيران، أو عازفات موسيقيات ضمن فرق، أو ربما عارضات أزياء لشركات محترمة.

إعداد ورؤية: صفوان غالية.

المراجع:

  1. كتاب كيف تفكر الأنثى (د. عماد فوزي الشعيبي).
  2. كتاب سفر التكوين في العلاقة ما بين الجنسين (د. عماد فوزي الشعيبي).
  3. بحوث ودراسات متنوعة عبر الشبكة.
Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!