خصائص الاستاذ القدوة

Share your love

 

ومن أبرز أساليب التعلم ما اصطلح عليه بأسلوب النمذجة Modeling تلك الأساليب التى كانت موجودة منذ وجد الإنسان فى هذا الكون، فآدم تلقى من ربه المعرفة (وعلم آدم الأسماء كلها)، وموسى علم بنى قومه ما وصاه به ربه، والمسيح كان معلما لحواريه الذين أصبحوا من بعده معلمين، ومحمد (صلى الله عليه وسلم) كان فى الأساس قدوة ونموذجا ومازالت سنته حتى يومنا هذا نموذجا يتعلم منه المسلمون.
وبعيدا عن الأديان السماوية وجد الفلاسفة والمفكرون العظام الذين كانوا نماذج يتعلم منها الآخرون: بوذا وكونفوشيوس وأرسطو وابن سينا وتوما الأكوينى والقديس اوغسطين وهيجل وفرويد وبافلوف وواطسون وديوى والامام محمد عبده والكواكبى.. وغير هولاء كثيرون.
والأستاذ النموذج القدوة عالم وفنان، ووهو بالنسبة لتلاميذه ومريديه الضوء الذى يهتدون به وصاحب الرسالة التى يتعلمون منها، فما هى خصائص هذا الأستاذ القدوة؟!
من استطلاع التراث العلمى فى هذا السياق نلاحظ أن هذا الأستاذ القدوة أو الأستاذ الراعى Mentor يتميز بما يلى:
·         أنه قائد لتابيعيه يحدد لهم الأدوار ويشرح المهام ويحافظ على تماسكهم ويقودهم نحو أهدافهم.
·         أنه أب: حنان وعطف ومحبة وخوف على تلاميذه ومتابعة لنموهم وتصويب لأخطائهم وتدعيم مواقفهم الإيجابية وتقليص سلبياتهم.
·         معلم: ودور الأستاذ هنا هو تقديم المعرفة والفكر وتنمية المهارات الفنية وتعزيز السلوكيات المرغوبة وعمل التقويمات اللازمة واطلاع التابع (أو التلميذ) على نتائج تدريبه ورسم الطريق التعلمى أمامه لكى يواصل سواء تحت اشرافه أو منفردا.
·         موجة ومرشد: والأستاذ الراعى فى هذا الصدد يكون مستعدا دائما للاستماع إلى التلميذ (أو التابع) يتفهم أموره ويقدم له المشورة، ويساعده على أن يكون صاحب إرادة، وصاحب وعى وصاحب قرار، وقادر على الفهم والمقارنة والحكم والاختيار وممارسة السلوك الايجابى وتجنب السلوك السلبى.
·         واقى: بمعنى أن الأستاذ يأخذ على عاتقه مهمة حماية التابع (أو الطالب) من الأخطار التى يمكن أن يتعرض لها سواء من الخارج أو من الداخل، وهو فى هذا الصدد يكون مستعدا للدفاع عن تلميذة الذى يمثل بالنسبة له امتدادا تاريخيا ومهنيا.
·         مدعم: والأستاذ يحاول عادة أن يساعد تلميذه على أن يعتمد على نفسه، ولكنه فى ظروف معينة يجد نفسه راغبا فى تقديم الدعم النفسى والمادى لتلميذه حتى يساعده على تجاوز ازماته وتبين معالم الطريق والاعتماد على الذات.
·         صديق: وفى هذا السياق فإن قدرا من التقارب الإنسانى مطلوب من الأستاذ حتى يتمكن الطالب من بناء البعد الشخصى فى حياته، والأستاذ الذى يشارك تلاميذه فى مناسباتهم الخاصة ويدعوهم لمشاركته فى بعض المناسبات – ولو على سبيل التعلم – ومع عدم التدنى بأى شكل من الأشكال سيجد انه أمام عالم تفاعلى يتسم بالحيوية والشخصانية، عندئذ لا تكون العلاقة بين التلميذ وأستاذة أو بين الأستاذ وتلميذه (أو تلاميذه) مجرد علاقته آلية ميكانيكية، بل ستصبح واقعا حيا ونموذجا يحتذى، وتتحول من مجرد علاقة تعلمية إلى علاقة منتورية Mentorisim متدفقة بالعطاء المتبادل من جميع الاطراف.
 
 المصدر: شباب عالنت
Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!