خطوات يمكِن للمنظمات اتخاذها لتحسين نوم الموظفين وأدائهم في العمل

يحصل كثير من القياديين والمديرين التنفيذيين على القليل من الراحة، ولا يجدون حلاً لهذه المشكلة. أدمجَت العديد من المنظمات مثل: غوغل (Google)، وناسا (NASA)، ممارسات النوم الصحي ضمن شركاتها، وندرج هنا 5 ممارسات يمكِن للشركة تطبيقها لتصبح صديقة للنوم أكثر.

Share your love

ماذا لو حصل القادة على الراحة الكافية؟

النوم ليس رفاهيةً يمكِن الاستغناء عنها بسهولة؛ إذ يقلل تخفيض ساعات النوم من القدرات العقلية، والإنتاجية، والقدرة على التواصل، كما يقضي على القدرة على التركيز، ويقلل الإبداع، ويُضعف الذاكرة والمهارات الحركية، ومن ضمنها مهارات التواصل مع الآخرين.

وبشكل مبسط جداً، يَحدث شيئان عند الحصول على ساعات نوم كافية:

  1. يعالج وينظم الدماغ المعلومات في حالة السبات.
  2. يساعِد على إيقاف استجابة الجسم للتوتر.

وبدورهما، يُؤثِّر هذان العاملان في الذاكرة، واتخاذ القرارات، وأسلوب التعامل، والابتكار، والإبداع خلال اليوم كله.

لو حصل القياديون على الراحة اللازمة، لكان أداؤهم بأعلى مستوىً، وذاكرتهم أفضل، ولكانت مهاراتهم لإنشاء روابط جديدة وخلاقة أقوى، وسينظِّمون مشاعرهم ويتعاملون مع الآخرين بفاعلية أكبر؛ كما سينخفض مستوى التوتر، وتتعادل صعوبة القيادة مع القدرة على الاستجابة بوضوح وإبداع وإنتاجية.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح عملية لتحظى بنوم أفضل وتستيقظ نشيطاً

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/wRVeUtZAPNg?rel=0&hd=0″]

العلاقة بين النوم والأداء في العمل:

توضح الأبحاث المرتبطة بالشعور بالإرهاق في العمل أنَّ كبار القادة -وكل مَن يعمل ضمن ظروف صعبة ومعقدة- يحتاجون إلى مزيد من النوم.

تؤدي قلة النوم إلى المزاجية، وارتفاع الضغط والقلق، وترتبط بعدد من المشكلات الصحية وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية. وبما أنَّ نقص النوم يعيق الأداء القيادي، فيمكِن أن يعرض منظمتك للخطر نتيجة لذلك. أثبتَت دراسة حديثة أنَّ الخسائر الإنتاجية المتعلقة بالإرهاق تقدَّر بـ 1.967$ سنوياً للموظف.

حيث يمكِن لقوة العمل التي تعاني من قلة النوم أن تُحدِث ضرراً ملحوظاً بالمنظمة، وعلى الأمد الطويل، تتساوى خطورتها على المستوى الفردي؛ حيث يلحظ “مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” (Center for Disease Control) أنَّ نقص الراحة يرتبط بارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكري.

والنتيجة: يعمل المديرون والتنفيذيون والكثير من الموظفين لساعات طويلة ويبذلون مجهوداً كبيراً في التعامل مع مسائل معقدة ومواجهة تحديات مجهولة، ويَحدُّ نقص النوم من القدرة على الاستجابة للتحديات المعقدة في المنظمات.

يجب أن تؤدي المنظمات دوراً في مساعدة القادة للحصول على ساعات نوم أفضل:

بالرغم من أنَّ النوم مسألة شخصية وفردية، إلا أنَّه من الواضح أنَّ مشكلات العمل وثقافة المنظمة تُؤثِّر على نوم الأشخاص. علاوة على ذلك، تعاني المنظمات من نتائج نقص النوم؛ حيث عبَّر العديد من القياديين عن مخاوف متعلقة بإرهاقهم وتعبهم وكيف يرتبط هذا بالمعايير الثقافية غير المعلَنة في مكان العمل؛ حيث قال أحد القياديين في دراسة استقصائية حول النوم والقيادة: “أرى العديد من الأشخاص حولي مرهقين بسبب العمل لساعات طويلة، والمواصلات المتعبة، وفرق التوقيت عند السفر، وقلة ممارسة التمرينات الرياضية، والعمل في أثناء العطلات”، كما يصرح العديد من القياديين أنَّهم يعملون لساعات متأخرة في الليل ومنذ الصباح الباكر، مَضحِّين بذلك براحتهم للتمكن من إنجاز مهام أكثر خلال اليوم.

ترتبط غالباً توقعات العمل المتواصل لساعات طويلة خلال الليل والنهار بالثقافة الداخلية للمنظمة والرسائل التي توصِلها عن قصد أو عن غير قصد طوال الوقت، ولهذا من الضروري أن تتخذ المنظمات خطوات لتحسين النوم الصحي بين العاملين لديها.

5 ممارسات لإنشاء أماكن عمل صديقة للنوم:

أدمجَت العديد من المنظمات مثل: “برايس ووتر هاوس كوبرز” (Price waterhouse Coopers)، و”غوغل” (Google)، و”ناسا” (NASA)، و”بين أند جيريز” (Ben & Jerry’s)، ممارسات النوم الصحي ضمن شركاتها، وندرج هنا 5 ممارسات يمكِن للشركة تطبيقها لتصبح صديقة للنوم أكثر:

5 ممارسات يمكِن للشركة تطبيقها لتصبح صديقة للنوم أكثر

1. التثقيف حول أهمية النوم:

إنشاء برنامج أو حملة للتوعية حول النوم لمحاربة المفهوم الثقافي الذي يقول إنَّ النوم مضيعة للوقت أو تعبير عن الضعف، حيث يمكِنك أن تُطلق هذه الحملة لوحدها، أو يمكِن أن يكون أحد عناصر برنامج يُعنى بصحة الموظفين، أو مبادرة أكبر لتنميتهم:

  • عرِّف الموظفين بفكرة أنَّ المبالغة في العمل لا يعني بالضرورة إنجاز عمل أفضل، والبحث عن طرائق لمواجهةالممارسات والافتراضات التي تقدِّر ساعات العمل أكثر من التأثيرات والنتائج.
  • اجعل الأشخاص يدركون أنَّه عند تعبهم يكونون أقل فاعلية كقادة ومديرين. شجِّعهم على اعتبار النوم طريقة بسيطة وسهلة لتحسين مستوى الإنتاجية والفاعلية.
  • شارِكهم الاكتشافات العلمية؛ فالناس يفضلون معرفة الإثبات العلمي الكامن وراء أيَّة توصية. شارِك المقالات، والنصائح، والاستطلاعات، والروابط المفيدة عبر قنوات التواصل الداخلية بين الموظفين.

2. تشجيع القدوات على التراجع عن ثقافة العمل على مدار الساعة:

وذلك من خلال مشاركة المديرين التنفيذيين الكبار لدعم جهودك والمساعدة لإيصال رسالتك بأنَّ النوم يدعم الأداء، وصحة القادة، والمنظمة ككل:

  • تأكَّد من أن يتبع القادة هذه التصرفات المرغوبة، فعلى سبيل المثال: يجب التوقف عن مناقشة الاستيقاظ في الرابعة صباحاً للبدء بالعمل، أو إرسال البريد الإلكتروني في ساعات الليل المتأخرة، حيث تُؤثِّر هذه الممارسات السلبية في ثقافة المنظمة وتُحدِّد توقعات غير صحية من الآخرين.
  • يمكِنك مقابلة مديري الفِرَق المعرَّضة بشكل خاص لساعات عمل طويلة وسفر، فساعِدهم على فهم أهمية النوم بنفسهم، وشجِّعهم على النوم كوسيلة فاعلة وداعمة ليحصل الموظفون على راحة أكثر.
  • شجِّع القادة التنفيذيين على طرح مشكلات النوم التي تواجه الفِرق ومناقشة حلول محتملة ضمن الاجتماعات الروتينية أو التدريب.

3. دعم وضع الحدود بين وقت العمل ووقت الراحة:

اجعل النوم عاملاً من عوامل سياسة الشركة أو جداول العمل، وإلى جانب رسائل التوعية والتثقيف هذه، عالِج السياسات المنظماتية والعادات التي قد تعيق أوقات الراحة:

  • افسح المجال لوقت الانتقال بين العمل والمنزل، وادعم عدم تَوفُّر الموظفين في أثناء العطلة.
  • راجِع البرامج وأوقات الاستراحة وساعات العمل أو المناوبات.

4. تشجيع النوم في مكان العمل:

انسَ مفهوم “عدم النوم في أوقات العمل”، وعوضاً عن ذلك، انشر رسالةً مفادها أنَّ النوم هام ويؤدي إلى أداء ممتاز في العمل:

  • وفِّر غرفاً خاصة للقيلولة، أو كبسولات الطاقة، أو كراس مريحة، ولا تنسَ تثقيف الموظفين حول أفضل طريقة لاستخدام هذه الموارد.
  • توضيح أهمية هذه الموارد للموظفين أمر في غاية الأهمية؛ وإن لم تُشجِّع الموظفين بنشاط ليستثمروا هذه الموارد؛ فمِن المرجح ألا يستخدمها أحد أبداً.

5. التوفيق بين الجداول الزمنية:

خذ بعين الاعتبار توفير ساعات عمل مرنة أو العمل عن بعد عندما يكون ذلك ممكناً وعملياً، وذلك من خلال السماح للموظفين بالعمل عندما يكون أداؤهم الأفضل مرجحاً.

  • ضع في الاعتبار استراحة بعد السفر، وتعاوَن مع الفِرق أو الأقسام لوضع معايير تُحدِّد أوقات حضورهمعبر المناطق الزمنية والتكنولوجيا، إلى جانب توقعات إمكانية الوصول إليهم.
  • افسح المجال للأقسام لاختيار أسبوع من كل شهر لتخفيف العمل والحصول على ساعات نوم أفضل، وقد يعتاد الموظفون على بعض هذه العادات.
  • اعترِف بحقيقة أنَّ الناس مرهقون في العمل وفي مجالات الحياة الأخرى.

لا يمكِنك القيام بهذا التغيير وحدك أو خلال ليلة وضحاها، ولكن يمكِنك أداء دور هام في تغيير ثقافة الشركة.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!