سفير فلسطين في نواكشوط: صفقة القرن ولدت ميتة ومآلها مزبلة التاريخ

نواكشوط – «القدس العربي»: أكد السفير الفلسطيني في نواكشوط، ماجد محمد هديب، أن «هناك حالة من الانسجام التـام والتطابق الكامل بين الموقفين الشعبي والرسمي

سفير فلسطين في نواكشوط: صفقة القرن ولدت ميتة ومآلها مزبلة التاريخ

[wpcc-script type=”2ea5aa1db74c5cb51aef1b0c-text/javascript”]

نواكشوط – «القدس العربي»: أكد السفير الفلسطيني في نواكشوط، ماجد محمد هديب، أن «هناك حالة من الانسجام التـام والتطابق الكامل بين الموقفين الشعبي والرسمي الموريتانيين من القضية الفلسطينية ومن أسلوب وطريقة دعمها ومساندتها».
وأوضح، أمس الأحد، في مقابلة مع صحيفة «التواصل» الموريتانية المستقلة، «أن موريتانيا كانت من الدول الأولى التي فتحت مكتباً لحركة فتح على أراضيها قبل أن يتحول إلى مكتب رسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية ومن ثم إلى سفارة دولة فلسطين، ومن نواكشوط كنت تبث إذاعة الثـورة الفلسطينية بشكل يومي، والعديد من القيـادات والكوادر الفلسطينية كانوا يحملون جوازات سفر موريتانيـة في تنقلاتهم، وفي موريتانيا كانت تعمل بعثة تعليمية فلسطينيـة مكونـة من مجموعة من المدرسين الفلسطينيين، وبعثة طبية وأخرى شرطية مازالت تقدم خدماتها حتى الآن».
وحول أسباب تراجع العرب عن القضية الفلسطينية، وكونها لم تعد قضيتهم الأولى، قال السفير ماجد هديب: «للأسف، هذه حقيقة، والحقيقة الأخرى أن النظام الرسمي العربي في أسوأ حالاته، ويعيش حالة انهيار غير مسبوقة مصحوبة بحالة ارتباك وتخبط سياسي، حيث الرؤيا فيه معدومة والبوصلة مفقودة والعديد من وحداته غارقة في حالة من عدم الاستقرار والاقتتال والصراع الداخلي المرير. وعليه، والحال هكذا، فمن غير المستبعد ولا المستغرب أن تتزاحم الأجندات، وتتغير الاهتمامات، وتتبدل الأولويات لبعض الوحدات الفاعلة في النظام العربي».
وأضاف: «بالتأكيد سيكون لحالة التردي والانهيار هذه ارتدادات في غاية السلبية على مجمل القضايا المصيرية للأمة، وفي مقدمتها وعلى رأسها القضية الفلسطينية. حذرنا ونحذر من كل محاولات الالتفاف على حقوقنا بما فيها التطبيع وكل أشكال الهرولة نحو دولة الاحتلال قبل إنهاء الاحتلال لكافة الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة وإحلال السلام العادل والدائم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونعتبر أن كل محاولات التطبيع أياً كان مصدره وشكله هو هدية مجانية ومكافأة لسلطات الاحتلال على انتهاكاتها وجرائمها بحق شعبنا وطعنة مسمومة في ظهر الشعب الفلسطيني ونضاله العادل».
ورداً على سؤال حول صفقة القرن، قال السفير ماجد هديب: «هناك تباين واضح بشأن ما يسمى صفقة القرن بين الدول العربية ما بين رافض بوضوح وداعم، والدعوة إلى التروي قبل اتخاذ موقف منها، ففي حين رفضتها بعض الدول العربية مثل الأردن، والكويت، والجزائر، ولبنان، وموريتانيا، وغيرها، كذلك جامعة الدول العربية في دورتها غير العادية في 1/2/2020 واعتبرتها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني، وتخالف مرجعيات عملية السلام المستندة إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، كذلك رفضها الاتحاد البرلماني العربي في اجتماع له بمشاركة ممثلي 20 برلماناً عربياً في 8/2/2020 وعلى الرغم من ذلك ظهر جلياً تباين بين الموقف العربي الجمعي والفردي، ففي المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الأمريكي ترامب بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيت الأبيض 28/1/2020 حضر سفراء ثلاث دول خليجية المؤتمر، بينما قاطعته باقي الدول العربية، لكن العديد منها مثل السعودية والإمارات والبحرين رحبت بالجهود الأمريكية لتطوير الخطة الشاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فيما دعت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، بالدراسة المتأنية للخطة الأمريكية للسلام والوقوف على كافة أبعادها».
وقال: «في اعتقادي، إن هذه الصفقة ولدت ميتة ومآلها مزبلة التاريخ، ولن يكون مصيرها مغايراً لمصير غيرها من الصفقات المشبوهة التي طواها الزمن وذهبت أدراج الرياح، ويجب ألا ننسى أن هناك إجماعاً عالمياً على رفضها، فبالإضافة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي والاتحاد البرلماني العربي ومجلس الكنائس العالمي وغيرها من المنابر والاتحادات الإقليمية وحتى في أمريكا نفسها، فقد وقع 107 من أعضاء مجلس النواب الأمريكي على عريضة أعربوا فيها عن رفضهم لصفقة القرن».
وعن قرار كيان الاحتلال الصهيوني الخاص بضم الضفة في عودة جديدة لتنفيذ حلم (إسرائيل الكبرى) قال السفير ماجد هديب: «المخطط الصهيوني يهدف إلى ضم أجزاء من الضفة الغربية بما فيها القدس وغور الأردن وشمال البحر الميت والمستعمرات، مع الاستمرار في تهويد القدس وهدم البيوت وتوسيع المستعمرات ومصادرة الأراضي والترحيل القسري، وذلك لتغيير التركيبة الديمغرافية وطابع وضع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 في انتهاك سافر لقواعد القانون الدولي ومخالف لميثاق وقرارات الأمم المتحدة».
وأضاف: «إن خطوة الضم هذه إن أخذت طريقها إلى التنفيذ فإنها ستكون إعلاناً إسرائيلياً بالتنصل وإلغاء كافة الاتفاقيات الموقعة من طرفها وإنهاء التسوية التفاوضية، وستقضي على حل الدولتين المتفق عليه دولياً، كما أنها ستضع المسجد الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين تحت السيادة والسيطرة الإسرائيلية الكاملة لتمرير مخططهم في ترويج روايتهم المزيفة لهدمه وبناء هيكلهم المزعوم، وستقود في النهاية إلى تحويل الصراع من سياسي إلى ديني، ما سيتسبب في زعزعة الاستقرار وتقويض الأمن والسلام الإقليمي والعالمي».

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!