‘);
}

اختيار الزوج

حثّ الإسلام على تكوين الأسرة، وحرص على رعايتها وصيانتها، والحفاظ عليها، وبذلك يتكون المجتمع المسلم، ويجب أن تكون الأسر قويةً ومتماسكةً، في سبيل الحفاظ على بناء المجتمع، ومن الوسائل التي توصل إلى ذلك؛ اختيار الزوج الصالح، حيث إنّ ربّ الأسرة، والقائم عليها، كما أنّه القدوة العملية لزوجته وأولاده، فيجب أن يحدّد ولي أمر الفتاة المقياس الذي يجب عليه اختيار الزوج، فإن كان الخاطب ضمن المقياس ومتطلباته، كان أهلاً للزواج، وإن لم يكن وفق المقياس، فلا يقبل ولي الأمر طلبه في الخطبة، والمقياس يبنى على أساس المقومات الشخصية للخاطب، ويعرف عند الفقهاء بالكفاءة، والكفاءة تطلق في اللغة على المساواة، أمّا في الاصطلاح: فهي مساواة الرجل للمرأة، في بعض الأمور المحددة، بحيث إنّ ذلك لا يؤدي إلى اللوم على الزوجة، أو على أوليائها بسبب الزوج، ومن الجدير بالذّكر أنّ الناس ليسوا على درجةٍ واحدةٍ في مختلف أمور الحياة، ومن ذلك التفاوت بينهم في العلم، حيث قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)،[١] وكذلك الأمر بالنسبة لمختلف أمور الحياة، حيث قال الله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)،[٢] وبناء على ذلك فيجب أن يكون اختيار الزوج بناءً على الحقوق التي يمكن اكتسابها؛ كالعلم، والدين، والأخلاق الكريمة، والرزق، وغير ذلك من الأمور المكتسبة، وليس على أساس الحقوق الطبيعية؛ مثل الحق في الحياة، أو الحرية، أو الانتقال، وغيرها من الحقوق.[٣]

صفات الزوج الصالح

بيّنت الشريعة الإسلامية أهم الأسس والصفات التي ينبغي توافرها في الزوج، وفيما يأتي بيان بعضها:[٤]