‘);
}

فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب الزكام

في حال الإصابة بالزكام أو نزلات البرد فإنّه يُحتمل أن تتأثر حاستي الشم والتذوق، فتظهر نكهات الأطعمة بطريقة مختلفة عن تلك التي اعتاد عليها الإنسان، ومع ذلك توجد بعض الحالات التي تتأثر فيها حاسة التذوق فقط دون الشمّ، ولكنّها قليلة الحدوث؛ إذ إنّ كيفية شعورنا بمذاق الأطعمة يعتمد على تفاعل الحاستين نوعًا ما،[١] ولتوضيح الرابط بين الزكام وفقدان حاسة الشم والتذوق بشكل أفضل لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ أغلب الفيروسات المُسببة للزكام والتي تتنمي لعائلة الفيروسات الأنفية (بالإنجليزية: Rhinoviruses) لا تُسبب أعراضًا في العادة، وقد لا يُرافق وجود هذا الفيروس أي عرض باستثناء فقدان حاسة الشمّ، وفي حال لم تتطور الحالة إلى التهاب أو ألم في الحلق متبوع بنزلة برد؛ فإنّ الطبيب يُسمّيها فقدان حاسة الشم مجهول السبب، ولكن في حال تطورت إلى زكام حقيقيّ مصحوب بالسعال والشعور بالتعب والإنهاك واحتقان في الأنف؛ فإنّ فقدان حاسة الشم يُعرف بفقدان حاسة الشم الفيروسيّ، مع استحضار أنّ الأعراض تتفاوت من مصاب لآخر.[٢]

وأمّا بالنسبة للتفسير العلمي الدقيق للرابط بين فقدان حاسة الشم والإصابة بفيروسات نزلات البرد أو الزكام؛ فيمكن اختصاره بقولنا: توجد في الجسم أعصاب كثيرة، منها ما يُعرف باسم الأعصاب القحفية أو الأعصاب الدماغية (بالإنجليزية: Cranial nerves)، وتكمن أهمية هذه الأعصاب في التحكم بما يتعلق بالرقبة والرأس، مثل التحكم بحركة الوجه، والقدرة على الكلام باستخدام الأحبال الصوتية (بالإنجليزية: Vocal Cords)، فضلًا عن التحكم في حاستي السمع والشم، وفي حال التعرض لفيروسات الزكام؛ فإنّ هذه الفيروسات قد تُهاجم الأعصاب الدماغية أو النسيج المخاطي المحيط بها، مما تُسبب التهابًا إمّا في بطانة الأنف حيث تُحيط بالأعصاب المذكورة، وإمّا تؤثر مباشرة في العصب نفسه تحديدًا في جسم العصب، مما يُسبب اضطرابًا واعتلالًا في الأعصاب الدماغية فتتأثر حاسة الشم بشكل ملحوظ، فقد يشمّ المصاب الروائح بطريقة غير دقيقة أو مزعجة أو كلتا الحالتين، وبسبب الرابط المذكور سابقًا فإنّ حاسة التذوق تتأثر كذلك، وفي الواقع يُعدّ الأفراد من جميع الأعمار والحالات الصحية عرضة لذلك؛ فقد يُعاني الصغير والكبير من هذه المشكلة والصحيح والمريض أيضًا.[٣][٢]