فوائد الشوفان للقولون

تعتبر متلازمة القولون العصبي أحد الأمراض الشائعة لدى الكثير من الأشخاص، وتتعد الأعراض الناتجة عنه لتشمل ألم البطن، والمغص، والشعور بالامتلاء والانتفاخ، والإسهال أو الإمساك أو كلاهما بشكل متناوب. ويعتبر النظام الغذائي أحد العوامل المتحكمة في السيطرة على الأعراض ومنع ظهورها، حيث تعمل بعض الأغذية على تهييج الأعراض وتعمل بعض الأغذية والأطعمة الأخرى على التخفيف منها، ومن هذه الأطعمة المفيدة للقولون الشوفان، يستعرض المقال فوائد الشوفان للقولون وكيفية استخدامه لذلك.

والشوفان هو أحد الحبوب الكاملة الذي تتعد فوائده لأجهزة الجسم المختلفة لتشمل القلب والجهاز الهضمي، ويعتبر الشوفان أحد المصادر الغنية بالألياف الغذائية القابلة للذوبان بالإضافة إلى احتوائه على العديد من العناصر الغذائية مثل الحديد، والسيلينيوم، والزنك واحتوائه على نسب عالية من البروتينات، مما يجعله خيار صحي بديل عن العديد من الأطعمة المهيجة للأعراض لدى مرضى متلازمة القولون العصبي.

اقرأ أيضاً الشوفان : بديل علاجي وغذائي عن القمح

ما هي فوائد الشوفان للقولون؟

أصبح من الشائع في الفترة الماضية السماع عن فوائد البكتيريا النافعة لتحسن أداء الجهاز الهضمي، وهي كائنات حية غير قابلة للهضم تعيش داخل الأمعاء، والتي تعتبر جزء مهم لصحة ووظيفة الجهاز الهضمي لتحقيق وظائفه لهضم الطعام الذي يتم تناوله.

وأشارت الدراسات إلى أن الحبوب الكاملة ومن ضمنها الشوفان، تعمل على إعادة توازن ونمو البكتيريا النافعة داخل الأمعاء، مما يحسن أداء الجهاز الهضمي عند الأشخاص الطبيعيين و يجنبهم التعرض لاعتلالات الأمعاء الناتجة عن اختلال توازن البكتيريا النافعة داخلها.

اقرأ أيضاً تأثير تغيرات الطقس على صحة الجهاز الهضمي

فوائد الشوفان للقولون المرتبط بالإمساك

تتعدد فوائد الشوفان للقولون المرتبط بالإمساك بسبب احتوائه على نسب عالية من الألياف الغذائية، حيث يحتوي كوب واحد من الشوفان على 4 غم من الألياف الغذائية القابلة للذوبان، وهي العامل الرئيسي للتخفيف من الإمساك المرتبط بالقولون.

تتحول الألياف القابلة للذوبان داخل الامعاء بعد تناولها إلى مادة هلامية كثيفة تعمل على انبساط الأمعاء وتقليل انقباضها مما يخفف أعراض التشنجات المعوية الألم المصاحب للقولون، كما تعمل الألياف الغذائية الموجودة داخل الشوفان على تحفيز حركة الأمعاء والقولون مما يجنبهم ويخفف أعراض الإمساك لديهم.

كما يحتوي الشوفان على نسب معتدلة من الألياف غير القابلة للذوبان التي يزيد حجمها داخل الأمعاء بعد تناولها، مما يسهل خروج البراز ويخفف الإمساك المصاحب لمتلازمة القولون العصبي.

فوائد الشوفان للقولون المرتبط بالإسهال

تشمل فوائد الشوفان للقولون قدرته على التخفيف من أعراض الإسهال لدى مرضى متلازمة القولون العصبي، حيث تعمل الألياف الغذائية القابلة للذوبان في الشوفان على امتصاص الماء من داخل الأمعاء مما يزيد صلابة البراز ويخفف أعراض الإسهال.

إلا أن تناول كميات كبيرة من الشوفان يزيد نسبة الألياف داخل الأمعاء بشكل كبير مما يعرضهم لزيادة حركة الأمعاء وزيادة الأعراض، لذا يجب القيام بتجربة قبل الانتظام بتناول الشوفان لهذا الغرض لتجنب زيادة الأعراض، حيث تختلف الاستجابة والتهيج الحاصل نتيجة للأطعمة المختلفة من شخص لشخص.

اقرأ أيضاً علاقة القولون العصبي بالاضطرابات النفسية وعلاج القولون العصبي النفسي

محاذير استخدام الشوفان للقولون

بالرغم من تعدد فوائد الشوفان للقولون إلا أنه يجب التنبيه إلى بعض المحاذير في حال الرغبة باستخدامه بشكل منتظم واستبدال بعض الأطعمة فيه، وهي:

• بشكل عام، تختلف ردة فعل الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي تجاه الأغذية المختلفة، وقد يكون الشوفان أحد الأطعمة التي تسبب تهيج القولون والتي لا تناسب البعض، لذلك يجب تجنب الشوفان إذا كان يسبب التهيج وزيادة الأعراض لديه عند تناوله في مرات سابقة.
• قد لا يتحمل بعض الأشخاص النسب العالية من الألياف داخل الشوفان لتهيج الأعراض لديهم بسببها، وقد يواجهون صعوبة في تحمل تناول الشوفان بانتظام، لذا يجب عدم استخدام الشوفان بشكل منتظم عند الأشخاص الذين تزيد لديهم الأعراض بتناول الألياف إلى بعد استشارة الطبيب لتجنب زيادة الأعراض لديهم.
• يحتوي الشوفان الخام غير المطهو على أحد أنواع النشويات التي تسمى بالنشويات المقاومة (بالإنجليزية: Resistant Starches)، وهي نشويات لا يتم هضمها إلا بعد وصولها القولون مما ينتج عن ذلك غازات قد تسبب انتفاخ البطن لدى مرضى متلازمة القولون العصبي ويسبب لهم الإزعاج، ويمكن محاولة طهي الشوفان قبل تناوله للتخلص من النشويات المقاومة.

طريقة استخدام الشوفان للقولون

للحصول على أفضل فوائد الشوفان للقولون يجب استخدامه بالطريقة الصحيحة التي تضمن عدم تعريض المريض لزيادة الأعراض أو عدم التقبل، ومن الطرق التي يمكن تناول الشوفان فيها:

• يجب البدء بتجربة كمية بسيطة من الشوفان ومراقبة التحسن المرجو واستجابة الجسم بعدها، وعند تحقيق الاستجابة المطلوبة يمكن البدء بالزيادة التدريجية ومراقبة الاستجابة بعدها أيضاً والتأكد من عدم ظهور أي استجابة سلبية من الجهاز العصبي للشوفان، بعدها يمكن الانتظام على الكمية التي حققت أفضل استجابة.
• ينصح بتناول الشوفان كحصة واحدة عند الافطار، من خلال تحضير العديد من الوصفات المحتوية عليه مثل تحضير عصيدة الشوفان ومزجه من العديد من الفواكه المفضلة، كما يمكن اضافته لوصفات البيض أو الجبنة لزيادة كميات البروتينات داخل الوجبات، كما يمكن استخدام وجبات الإفطار الجاهزة المحتوية على الشوفان.
• كما يمكن استخدام الشوفان عند الغداء أو العشاء في حال عدم الرغبة بتناوله عند الافطار، من خلال تحضير الخبز والكعك أو تحضير بسكويت منه، كما يمكن مزجه مع اللبن وتناوله مع الوجبات.

اقرأ أيضاً وصفة حلو صحية: كوكيز الشوفان بالكرانبيري الخفيفة