كتاب جديد: عدم تنفيذنا خطة تهجير فلسطينيي الضفة عام 1948 مدعاة لبكاء إسرائيلي طول العمر فشلنا في اغتيال عرفات في لبنان عدة مرات وحبيقة نصاب

الناصرة ـ «القدس العربي»: يكشف كتاب في إسرائيل صدر عن وزير ورجل مخابرات إسرائيلي بارز هو رافي إيتان، بعد رحيله، تفاصيل مثيرة عن الصراع مع العرب والفلسطينيين.

Share your love

كتاب جديد: عدم تنفيذنا خطة تهجير فلسطينيي الضفة عام 1948 مدعاة لبكاء إسرائيلي طول العمر فشلنا في اغتيال عرفات في لبنان عدة مرات وحبيقة نصاب

[wpcc-script type=”b5f9a2764eba7c8040f7227a-text/javascript”]

الناصرة ـ «القدس العربي»: يكشف كتاب في إسرائيل صدر عن وزير ورجل مخابرات إسرائيلي بارز هو رافي إيتان، بعد رحيله، تفاصيل مثيرة عن الصراع مع العرب والفلسطينيين. ويقر بخطة إسرائيل لتدمير قرى الفلسطينيين بعد ترحيلهم في النكبة.
ويكشف عن خطة لم تفض لتهجير فلسطينيي الضفة الغربية .
في كتاب “رافي إيتان رجل السر” يكشف كيف فشلت إسرائيل في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات في بيروت عدة مرات/ متهما الكتائب اللبنانية بالخداع والكذب، ويصف رئيسها السابق ايلي حبيقة بالنصاب المحتال.
ويستدل من الكتاب أن إيتان الذي رحل قبل عامين قد بدأ طريقه في ارتكاب الجرائم مبكرا بعدما انضم للوحدة الضاربة لـمنظمة ” الهغاناه “(البلماخ) وهو في الثامنة عشرة لتحليه بقدرات خاصة يتطلبها العمل السري ومنها رباطة جأشه. وقتها يعترف إيتان في كتابه أنه نفذ عمليات ملاحقة الألمان أتباع تنظيم ” الهيكل” المقيمين في فلسطين لدواع دينية قبيل النكبة وبعدها قام بقتل رجلين منهم على مرأى ومسمع زوجتيهما، ففهم بقية الألمان الرسالة وغادروا البلاد قبيل 1948 .
وفي حرب 1948 شارك إيتان في وحدة “يفتاح” التي نشطت في الجليل والنقب وشارك في تدمير قرى فلسطينية وتهجير أهاليها وقد أصيب بجراح بالغة خلال ذلك كما يعترف في كتابه.
وبخلاف كتب مذكرات إسرائيلية أخرى يختار إيتان للحديث الصريح عن هذه المسألة الحساسة ويؤكد ما رواه مؤرخون كثر من بينهم مؤرخون إسرائيليون جدد أمثال إيلان بابيه، الذين أكدوا أن المنظمات الصهيونية هددت القرى الفلسطينية بالقتل والإبادة بحال لم “ترحل بخاطرها” .
إيتان الذي انتخب وزيرا في حكومة ايهود أولمرت عام 2006 يعترف أيضا بأنه ليس نادما على ما ارتكبه من جرائم في النكبة بل هو نادم على ترحيل لم يتم، ويشير لعملية “سن مقابل سن” كان يفترض أن تنفذ في واحدة من ليالي آذار/ مارس 1949 حسب المخطط، وكانت تقضي بـ احتلال جنين، ونابلس ومناطق أخرى في الضفة الغربية حتى جبال القدس والخليل على أن يتم خلال ذلك “إقناع” 300 ألف فلسطيني (أغلبية سكان الضفة الغربية وقتذاك) بالهرب إلى الأردن. ويرجح إيتان أن معطيات الخطة تسربت ووصلت للعاهل الأردني الراحل الملك عبد الله مما دفعه لتقديم تنازلات مهمة خلال محادثات وقف النار شملت التنازل عن وادي عارة بهدف منع العملية العسكرية الإسرائيلية. ويعتبر إيتان أن عدم تطبيق الخطة المذكورة شكل ويشكل سببا لـ “بكاء طيلة أجيال”. ويقول إنه لو تم تطبيقه لما احتاجت إسرائيل اليوم مواجهة حقيقة وجود مليوني فلسطيني في الضفة الغربية وحدها.

مع فيدل كاسترو

ويتضح من الكتاب أن إيتان رفض البقاء في الجيش لاعتباره إياه إطارا صارما يخلو من المرونة ولا يلائم طبعه الفوضوي فانضم لوحدة عملياتية مشتركة لجهازي لشاباك والموساد عام1949 ومن ثم استقر في الموساد ونفذ أهم عملية ناجحة في مسيرة الموساد وهي إلقاء القبض على القيادي النازي آيخمان في أمريكا الجنوبية لجانب مسؤولية عن أكثر من عملية فاشلة وهي تجنيد جونثان بولارد.
ويقول إيتان في كتابه إنه أدار خلسة أكبر بيارة حمضيات في العالم في منطقة هافانا وإن الرئيس الكوبي الراحل فيديل كاسترو هاتفه في مطلع 1994 ودعاه لوجبة عشاء عند الساعة العاشرة.
ويوضح أنه عمل هناك سرا لأنه معتاد على الحياة السرية وكي لا يستفز الولايات المتحدة التي كانت تعتبر كاسترو عدوا لدودا وسبق أن أصدرت أمر اعتقال بحق إيتان بعد انكشاف فضيحة تجنيد موظف أمريكي يهودي الديانة يدعى جونثان بولارد.
ويقول إيتان إن كاسترو ترك انطباعا كبيرا عليه بسبب قامته الطويلة وحضوره المهيمن وذاكرته القوية وحب اطلاعه الكبير وإلمامه بالثقافة العامة.
ويتابع “في مرحلة معينة أخذ كاسترو يقتبس من التوراة أيضا وقد سألني: عندما خرج اليهود من مصر كان تعدادهم وفق التوراة 600 ألف نسمة فلماذا لم يتزايدوا ويتحولوا لأمة تعدادها مئات الملايين خلال توالى الأجيال؟ كما يزعم إيتان أن كاسترو في لقاء آخر معه بعد عامين أدهشه بالسؤال بواسطة مترجم: هل صحيح أن إسرائيل ساعدت جنوب أفريقيا العنصرية بالقيام بتفجير نووي؟ ويضيف “بعد لحظات من الاندهاش قلت له: سيدي الرئيس هل تتوقع أن أجيب على مثل هذا السؤال؟ تبسمّ كاسترو ولم يعد على سؤاله هذا” .
وعمل إيتان سنوات طويلة مسؤولا عن نشاط الموساد في أوروبا خاصة تجنيد الوكلاء والعملاء. ويكشف أنه حاول شق طريق لعلاقات دبلوماسية بين إسرائيل والصين عام 1965 بواسطة جنرال يهودي  يدعى موريس  كوهين وهو مستشار للاستخبارات الصينية لكن بكين اشترطت ذلك بتحويل إسرائيل لها تكنولوجيا عسكرية، وهذا ما رفضه رئيس حكومة الاحتلال وقتها ليفي أشكول.

الحرب مع الفلسطينيين

ويزعم إيتان أنه اقترح على الموساد إلقاء قنبلة على صالة اجتماعات في مدينة  درمشطادت في ألمانيا اجتمعت فيها قيادات منظمة التحرير الفلسطينية بناء على معلومات استخباراتية وصلته، وما لبث أن اقترح استبدال القنبلة بقناص مهني يتم استخدامه لاغتيال رئيسها الراحل ياسر عرفات ونائبه خليل الوزير. لكن الحكومة رفضت، مرجحا أنها خشيت من التورط باغتيالات على الأراضي الأوروبية.
وترك صفوف الموساد بعد ترأسه من قبل تسفي زمير واصفا تعيينه بـ “الفاشل  والخاطئ” ويوجه انتقادات حادة لإدارته الأزمة فور حدوث عملية ميونيخ 1972التي ارتكب زمير في معالجتها خطأ تلو الخطأ. ويتابع “لو كان هناك أرئيل شارون أو موشيه ديان أو أنا لكانت النتيجة مختلفة ” . ويضيف “كما ارتكب زمير خطأ آخر عندما قرر السفر إلى لندن عشية حرب 1973 من أجل لقاء أشرف مروان صهر عبد الناصر. لم تكن هناك حاجة للسفر لأن  أشرف مروان أرسل كلمة “السر”( كيماويات) التي تعني أن الحرب ستبدأ بعد أيام ولأن مشغله من طرف الموساد كان في لندن وأمكنه إرسال كل معلوماته بشكل أسرع من السفر لبريطانيا” . ويرجح إيتان أن “هناك احتمالا كبيرا أن أشرف مروان كان وكيلا مزدوجا بغض النظر إذا كان ذلك عن وعي أم لا وهو جزء من خطة تضليل مصرية” .
وبعد استقالته من الموساد عمل إيتان نائبا لأرئيل شارون ومستشارا ” للحرب على الإرهاب ” لدى  رئيس الحكومة الراحل اسحق رابين. ويكشف أنه بعد شن حرب لبنان الأولى عام 1982 قام شارون بتعيينه قائدا لسرية “سمكة مالحة” بهدف اغتيال ياسر عرفات في بيروت. لكن ياسر عرفات نجا مجددا كما يقول إيتان، زاعما أنه بالإضافة للتدابير الأمنية الحذرة هناك سببان آخران لذلك وهو الخوف من المساس بمدنيين كثر حيث اختبأ داخل الطابق الأرضي في عمارة عالية قطنتها عشرات العائلات، والثاني يرتبط  بقوات الكتائب التي ضللت الموساد.

إيلي حبيقة مخادع

ويشن إيتان حملة واسعة على قائد الكتائب اللبنانية ايلي حبيقة وقتها بالقول “بعد فترة قصيرة أدركت أن ايلي حبيقة محتال ونصاب وأحد أبشع الشخصيات التي التقيتها في حياتي. بعد مذبحة صبرا وشاتيلا التي كان حبيقة مخططها الرئيسي، طاف في المخيمين وكان يبيع الأرز بأسعار باهظة للبؤساء الناجين من المجزرة. وقد بادر لتصفية بعض منافسيه في هذه التجارة القذرة بواسطة نقل معلومات كاذبة عنهم لجهات مختلفة” .
ويعرب عن أسفه البالغ لقيام الموساد بالاعتماد التام على حبيقة، ورأى به مصدرا مركزيا ومنحه الثقة الكاملة لكن حبيقة كان يزوده بأكاذيب حول موقع  اختباء عرفات فقمنا بقصف الموقع عدة مرات استنادا لمعلومات حبيقة ليتضح لاحقا أن عرفات لم يكن فيها أصلا”. ويعترف أنه لا يشعر بأي حرج أخلاقي حيال الاغتيالات، لكنه كان يكره تنفيذها وسط عمليات غش وتضليل للمستوى السياسي.

قتل الفدائيين في حافلة 300

ويستدل من الكتاب أن إيتان كان من أوائل الذين وصلوا لموقع خطف حافلة إسرائيلية  في دير البلح على يد شابين من غزة في أبريل/ نيسان 1984 ، وهي حادثة عرفت لاحقا بفضيحة الحافلة 300.
ويكشف إيتان في الكتاب أنه  شاهد الجنرال يتسحاق مردخاي الذي صار وزيرا للأمن في حكومة الاحتلال لاحقا يضرب الشابين من غزة بعد أسرهما خلال إنزالهما من الحافلة. ويضيف” كان مردخاي يركلهما بقوة وهو يحاول معرفة عما إذا كانت الحافلة مفخخة وفجأة توجه لي رئيس (الشاباك) ايلي أفرهام وقال لي: ينبعي ألا يخرجا من هنا وهما على قيد الحياة. كنت أعرف افرهام جيدا من أيام الهغاناه وعلمت أنه لا يمكن مناقشته وأدركت أن كل كلمة أقولها ستنزل على أذن صماء، فقلت لنائبي غدعون محانيمي : أفرهام  يعد لأمر ما  ومن المفضل أن نرحل من هنا فهذا من الممكن أن ينتهي في المحكمة خاصة أن العملية انتهت ولم يعد ما نفعله هنا. وفعلا دخلنا السيارة وغادرنا المكان وفي اليوم التالي تلقيت تقريرا  من الاستخبارات العسكرية عن قتل المخربين الأربعة ” .
يشار أن صحيفة إسرائيلية (حادشوت) قد فضحت قتل الشابين من غزة وهما أسيران مكبلان بنشرها صورهما وهما مكبلان دون أي جراح ” مما أدى للكشف عن فضيحة إعدامهما وعرفت الحادثة بفضيحة ” الحافلة 300 “وعينت لجنة تحقيق وتمت الإطاحة بعدد قليل المنفذين لا المسؤولين ومنهم ايهود يتوم الذي شارك بقتلهما بضربات حجر برأسيهما، ولاحقا انتخب نائبا في الكنيست عن ” الليكود” .
كما كشف إيتان أنه لاحقا قام بتهدئة روع مردخاي بقوله له: لا تقلق فأنا أعلم أنك “بريء”. كما كشف أنه اعتمد بالكذب في شهادته أمام لجنة التحقيق (لجنة زوريع) بالقول إنه روى ما شاهده بعينيه فقط ولم يذكر ما سمعه من ايلي أفرهام رئيس الشاباك الذي دعا لقتلهما، مكتفيا بالقول في شهادته أذكر أن الجو كان عنيفا داخل مقر القيادة التي عالجت الحادثة ” .

تغطية شامير على الجريمة
ومع ذلك يوجه إيتان انتقادات قاسية لأفرايم ليس لأنه أصدر تعليماته بالقتل بل لأنه “لم يفهم كيف قرر قتلهما وهو يعرف أن عشرات الركاب  قد شاهدوا عملية قتلهما بعدما تم إنزالهما وهما على قيد الحياة”.
يشار الى أن أفرايم حاول التنصل من القتل بالقول إن رئيس الحكومة اسحق شامير أعطاه تعليمات بقتل المخربين” وأنه كان على علم مسبق بقصة التغطية على القتل. وعندما سألته لماذا لم تكشف عن ذلك أمام لجنة التحقيق وقمت بنسج شهادات كاذبة قال لي:  لأنني لا أثق بهم فلم أثق أنهم سيقومون بتخليصي من الورطة وخشيت دخول السجن فأنا أعمل معهم منذ سنوات وأعرفهم جيدا”. لكن إيتان يرفض ذلك ويؤكد أن شامير كان سيقلب الدنيا من أجل التغطية على افرايم ولم يكن يسمح بدخوله السجن ولو جاء أفرايم لشامير واعترف وقدم استقالته أنا متأكد أن شامير سيرفض استقالته وسيجد الطريق القضائية لمنحه هو وشركائه في القتل  حصانة تحميه من المحاكمة ” .

ضم الضفة الغربية

ويكشف إيتان أنه غداة قيام العاهل الأردني الراحل الملك حسين عام 1988 بفك الارتباط عن الضفة الغربية اقترح هو وشارون على شامير ورابين استغلال الفرصة والإعلان عن ضم  مناطق من الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية حسب مخطط  ألون ـ غاليلي، لكن شامير رئيس حكومة الاحتلال وقتها رفض.
وفي التفاصيل يقول إن شارون تمكن من إقناع وزير الأمن رابين لكن الأخير وعد بعدم التصويت ضد القرار في حال طرحه في الحكومة، أما شامير فعلل رفضه بالتساؤل لماذا ثلث الضفة فقك وليس كل الضفة الغربية؟ لماذا ليس “أرض إسرائيل الكاملة”؟ ويوضح إيتان أنه حاول إقناع شامير برسالة عاطفية قال له فيها إن هناك لحظات بتاريخ الأمم تفتح السماء أبوابها وعلى قادتها التقاط اللحظة ” .

خطورة أوسلو
ويعتقد إيتان أن إسرائيل فوتت وقتها فرصة تاريخية نادرة،  متجاهلا منافع إسرائيل من اتفاق أوسلو، فيؤكد أنه عارض لاحقا اتفاق أوسلو عام 1993 بشدة بسبب كراهيته الكبيرة بالأساس لياسر عرفات. ويتابع “بعد عام من توقيع الاتفاق التقيت اسحق رابين  وحذرته من الخطر المنوط بإدخال منظمة التحرير  للبلاد. من جهته حاول رابين تهدئتي بالقول: سينشغلون بأمور شبكة مياه المجاري  وشبكة الكهرباء والماء والعمل وهذا سيغير نظام حياتهم ويبعدهم عن الانشغال في النضال ضدنا. لكن أنا الذي شاهدت صمود وقدرة الفلسطينيين على التحمل في لبنان وتعرفت على التوجهات الأصولية الإسلامية لم أستطع قبول أقوال التهدئة من رابين. حتى اليوم لا أقوى على الفهم كيف نجح يوسي بيلين مساعد رابين بزرع الوهم في قلوبنا بأن قدوم عرفات إلى غزة سيقنع لاجئي 1948 بالتنازل عن حق عودتهم والبقاء داخل مخيماتهم

كلمات مفتاحية

Source: alghad.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!