كيفية اكتشاف الأخبار الحقيقية من المزيفة

تندفع سوسن للعمل والهاتف الخلوي في يد والقهوة في اليد الأخرى. وأثناء تصفحها وسائل التواصل الاجتماعي، صادَفَتْ خبر أنّ شركتها على وشك أن يتم شراؤها من قبل أكبر منافسيها. فقامت فوراً بمشاركة القصة مع جهات اتصالها، وأرسلتها عبر البريد الإلكتروني إلى فريقها. ولكن ماذا لو كانت القصة غير صحيحة وكانت مجرد "أخبار وهمية"؟ فكيف سيثق بها النّاس مرّة أخرى؟ لحسن الحظ، هناك الكثير مما يمكنك القيام به لتجنّب ارتكاب نفس الخطأ الّذي ارتكبته سوسن. في هذه المقالة، نستكشف كيف يمكنك فصل الأخبار المزيفة عن الحقيقة.

Share your love

ما هي الأخبار المزيفة؟

هناك نوعان من الأخبار المزيفة:

  1. قصص غير صحيحة: هي قصص تمّ اختراعها عن عمدٍ وتهدف إلى جعل النّاس يصدقون شيئاً كاذباً أو حثّه على شراء منتجٍ مُعيّن أو زيارة موقع ويب معين.
  2. القصص التي فيها شيءٌ من الحقيقة ولكنها ليست دقيقة بنسبة 100 في المئة: على سبيل المثال، يحضر أحد السياسيين مؤتمراً، لكن إحدى الأخبار المزيفة تشير إلى أنّ هذا السياسيّ حضر هناك لانتقاد السياسة بدلاً من دعمها.

هذا النوع من الأخبار المزيفة منحازة وتهدف إلى إقناع القراء بوجهة نظر سياسية أو أيديولوجية معينة. مثل هذه القصص يمكن أن تكون أيضاً بسبب الأخطاء أو “الأساطير المتداولة”.

من أين تأتي الأخبار المزيفة؟

الأخبار المزيفة ليست جديدة، ولكن الجديد هو مدى سهولة مشاركة المعلومات -سواءً كانت صحيحةً أو خاطئة- على نطاق واسع.

تسمح منصات التواصل الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك و”لينكد إن” لأيّ شخصٍ تقريباً بنشر أفكاره أو مشاركة القصص إلى العالم، ولكنّ المشكلة هي أنّ معظم الناس لا يتحققون من مصدر المواد الّتي يشاهدونها عبر الإنترنت قبل مشاركتها، مما قد يؤدي إلى انتشار أخبار مزيفة بسرعةٍ وفي بعض الأحيان بشكلٍ جنونيّ.

في الوقت نفسه، أصبح من الصعب تحديد مصدر الأخبار، لا سيما على الإنترنت، مما قد يجعل من الصعب تقييم دقتها.

وقد أدّى هذا إلى طوفان من الأخبار المزيفة. في الواقع، وجدت إحدى الدراسات أنّ أكثر من 25 في المئة من الأميركيين زاروا موقع أخبارٍ إلكترونيٍّ مزيفٍ على مدار ستة أسابيع خلال الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة لعام 2016.

ولكن، ليست كلّ الأخبار المزيفة موجودة على الإنترنت، فزملاء العمل الّذين يثرثرون في دورات المياه ويقومون بطباعة المنشورات الّتي لا يتحققون من مصداقيتها، على سبيل المثال، مذنبون أيضاً في نشر المعلومات المُضَلِّلَة، حتى لو كان ذلك عن غير قصد.

تأثير الأخبار المزيفة في مكان العمل:

تشير إحدى الأبحاث إلى أنّ 59 في المائة من الناس يشعرون بالقلق إزاء تأثير الأخبار المزيفة في مكان العمل، ولسببٍ وجيه!

على سبيل المثال، قد يبدأ بعض الأشخاص في الاعتقاد بأنّهم لم يعودوا بحاجةٍ إلى حقائق لدعم حججهم. بينما يبدأ آخرون في عدم الثقة في المعلومات كلّها، فيتوقفون عن الاستماع إلى الأخبار والتقارير المهنيّة ويبتعدون عنها بشكلٍ كامل، مما يؤدي إلى إبطاء نموّهم وتطوّرهم المهني. في النهاية، يمكن أن يتسبب ذلك في تلف ثقافة التعلم الخاصة بالمنظمة.

يمكن أن تؤثّر الأخبار المزيفة على السلوك أيضاً. فهي تشجّع النّاس على اختراع الأعذار، ورفض أفكار الآخرين، والمبالغة في الحقيقة، ونشر الإشاعات. يمكن أن يؤدي ذلك إلى إنشاء أماكن عمل مُقسّمة وقلقة حيث يكون النّاس متشككين وغير متأكدين بمن يتوجب عليهم الوثوق به.

قد يبدؤوا في عدم الثقة بك إذا كانوا يعتقدون أنّ شخصيات الإدارة قد كذبت عليهم، أو أنّ المعلومات التي يعملون عليها مشبوهة. هذا يمكن أن يستنزف من النّاس الفضول والحماس والطموح الّذي يحتاجونه ليكونوا ناجحين.

قد تؤدي المعلومات الخاطئة والأخبار الزائفة إلى إلحاق الضرر بمؤسستك. حيث يمكن أن تؤدي التقارير الزائفة الّتي تمّ اختراعها عن منتجاتك أو التحديثات المالية غير الدقيقة، على سبيل المثال، إلى إلحاق ضررٍ جسيمٍ بسمعةالشركة.

6 طرق لتحديد الأخبار الوهميّة:

يمكن أن يبدو فصل الحقيقة عن الخيال بدقةٍ أمراً مخيفاً، لكنّ الوصول إلى الحقيقة يستحقّ كلّ هذا الجهد دائماً – حتى لو لم تكن ما تريد أن تسمعه! استخدم هذه الخطوات الست لفصل الحقيقة عن الأكاذيب:

1. تطوير عقلية ناقدة:

إنّ أحد الأسباب الرئيسيّة كون الأخبار المزيفة قضيةً كبيرةً وهامّةً هي أنّها غالباً ما تكون سهلة التصديق، مما يعني أنّه من السهل الوقوع في الشك والحيرة. تتمّ كتابة العديد من القصص الإخبارية المزيفة أيضاً لخلق “صدمةٍ” ما.

هذا يعني أنّه من الضروري أن تضبط رد فعلك العاطفي تجاه هذه القصص. حيث يتوجب عليك التعامل مع ما تراه وتسمعه بشكلٍ عقلاني وناقد. اسأل نفسك:

  • لماذا تمّت كتابة هذه القصة؟
  • هل هي لإقناعي بوجهة نظرٍ معيّنة؟
  • هل تبيع لي منتجاً معيناً أم أنّها تحاول أن تجعلني أذهب لموقع ويب آخر؟

2. التحقّق من المصدر:

إذا صادفت قصّةً من مصدرٍ لم تسمع به من قبل، فقم ببعض البحث:

  • اكتشف المزيد حول الناشر – هل هي وكالة أنباءٍ محترفة ومعروفة أم أنّها مدوّنة شخصيّة لشخص ما؟
  • تحقق من عنوان رابط الصفحة URL أيضاً. (عنوان URL، أو Uniform Resource Locator، هو عنوان ويب يساعد المتصفحات في العثور على المواقع على الإنترنت). إنّ عناوين URL ذات التركيبة الغريبة والّتي تنتهي بملحقات مثل “infonet.” و”offer.” بدلاً من “com.” أو “co.uk.” أو الّتي تحتوي على أخطاء إملائية، قد تعني أنّ المصدر مشتبه فيه.
  • إذا كانت المعلومات قد أخبرها شخصٌ آخر، ففكّر في سمعته وتجربته المهنية. هل هو معروفٌ لخبرته في هذا الشأن؟ أم أنّه يميل إلى المبالغة في الحقيقة؟

3. انظر إلى من نشر القصة أيضاً:

تحقق مما إذا كانت القصة قد التقطت من قبل ناشري أخبار مشهورين، إنّ القصص من منظمات مثل رويترز وCNN وBBC، سيتمّ فحصها والتحقق منها مسبقاً. إذا كانت المعلومات الّتي لديك ليست من مصدرٍ معروفٍ مثل هذه المصادر، فهناك فرصةٌ أن تكون مزيفة.

ومع ذلك، عليك أن تكون حذراً حتى هنا، يقوم الأشخاص الذين ينشرون أخباراً مزيفة و”حقائق بديلة” أحياناً بإنشاء صفحات أو نماذج ويب بالأحجام الطبيعية للصحف أو يُنشِئون صوراً “معيّنة” تبدو رسميّة، ولكنها ليست كذلك.

لذا إذا رأيت منشوراً مشبوهاً يبدو أنه من CNN، على سبيل المثال، تحقق من الصفحة الرئيسية لـ CNN للتحقق من أنّه موجودٌ هناك بالفعل.

4. التأكّد من الأدلّة:

ستشمل القصّة الإخبارية الموثوقة الكثير من الحقائق – على سبيل المثال اقتباساتٍ من الخبراء، وبيانات المسح والإحصاءات الرسمية. إذا كانت هذه العناصر مفقودةً أو المصدر هو “خبيرٌ غير معروف” أو “صديق”، فاستفسر عن ذلك!

هل يُثْبِتُ الدليل أنّ شيئاً ما حدث بالتأكيد؟ أم أنّ الحقائق قد تمّ التلاعب بها لدعم وجهة نظرٍ معيّنة؟

5. ابحث عن الصور المزيفة:

سهلت برامج التحرير الحديثة على الأشخاص إنشاء صورٍ مزيفة تبدو احترافيّة وحقيقيّة. في الواقع، يُظهر البحث أن نصفنا فقط يمكنه معرفة متى تكون الصور مزيفة.

ومع ذلك، هناك بعض علامات التحذير التي يمكنك البحث عنها. ظلال غريبة على الصورة، على سبيل المثال، أو حواف خشنة حول الشكل. إذا كانت لا تزال لديك شكوك، فيمكنك استخدام أدوات مثل Google Reverse Image Search للتحقق مما إذا كانت الصورة قد تمّ تغييرها أو استخدامها في السياق الخاطئ.

6. تحقق من أنّ القصّة “تبدو صحيحةً”:

وأخيراً، استخدم الحسّ السليم الخاص بك! إذا كانت القصّة تبدو غير معقولة، فمن المحتمل أن تكون كذلك. ضع في اعتبارك أنّ الأخبار المزيفة مصممة لتغذية “تحيّزاتك أو مخاوفك”. وتذكّر، فقط لأن القصة تبدو “صحيحة” وحقيقية، فإنّ ذلك لا يعني أنّها كذلك.

على سبيل المثال، من غير المحتمل أن تقوم ماركة المصمم المفضلة لديكِ بمنح مليون فستان مجاني للأشخاص الّذين يصلون إلى متاجرها. وعلى نفس الشاكلة، لمجرد أنّ زميلك يعتقد أنّ اثنين من زملاء العمل المتزوجين لديه يقيمان علاقة غرامية، فإنّ ذلك لا يعني أنّ هذا صحيح.

تحذير: إذا كانت هذه النصائح تشير إلى أنّ المعلومات التي لديك مزيفة، أو إذا كانت لديك أيّ شكوكٍ حولها، تجنّب مشاركتها مع الآخرين. قد يؤدي القيام بذلك إلى انتشار الشائعات وقد يضر بمصداقيتك المهنيّة.

اختبر معلوماتك:

الآن حان الوقت لوضع ما تعلّمْتَهُ موضع التنفيذ! يحتوي موقع سنوبس.كوم قصصٍ إخباريّة حديثة وقديمة. يمكنك تصفحها (باللغة الإنكليزية) لمعرفة أيٍّ منها صحيح وأيّها غير صحيح، وبعد قراءتها والاطلاع على الصورة والفيديوهات للأخبار ستجد في أسفل كل خبر إشارة تدلّك على صحة أو عدم صحة الخبر.

 

المصدر: موقع “مايند تولز”

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!