‘);
}

الوساوس

يعاني الكثير من الأشخاص من تَردّد فكرةٍ ما أو أغنيةٍ ما في الدماغ فيشعر بالضيق منها، ولكنها لا تلبث طويلاً إلّا وتختفي وحدها، وهنا يكون الأمر طبيعيّاً ولا خوف منه؛ فالحياة مليئةٌ بالمشاكل والهموم التي يحاول العقل الباطن التنفيس عنها من خلال هذا التصرّف الطبيعيّ، ولكن تكمن المشكلة في بعض الحالات عندما تصبح هذه الفكرة تتردّد بشكلٍ كبير في الدماغ ولا يمكن التخلّص منها، أو ارتباطها ببعض التصرّفات التي تتبعها، وهذا ما يُدعى بالوسواس القهري، فما هو الوسواس القهري؟ وكيف يمكن علاجه؟[١]

الوسواس القهري

هو مرض عضويّ ونفسيّ يصيب الجسم؛ حيث تتردّد فكرة معينة في رأس المصاب بشكلٍ قويّ وخارجٍ عن السيطرة، فلا يستطيع التخلّص من هذه الفكرة أو تصحيحها، وتؤثّر في سير حياته بشكلٍ سلبي، مثل: الخوف من الموت، وبالتالي يُصبح الشخص مكتئباً وخائفاً من حياته، أو قد تكون هذه الفكرة مرتبطة بتصرّفات تتبعها كغسل اليدين بعد كلّ مصافحةٍ، أو إغلاق الباب عدّة مرات بسبب الشكوك التي تُراود العقل بعدم إغلاقه وهكذا. ولا بُدّ من التفريق بين الوسواس القهري والمخاوف الطبيعيّة التي يُعاني منها الشخص؛ فالوسواس القهري يؤثّر في أعصاب المصاب ويجعل تصرّفاته من غير معنى ولا مغزى وهو يعي ذلك ولكن لا يستطيع التخلّص منها؛ فالرّأي الطبي في مرض الوسواس القهري أنه خلل يصيب مناطق مُعينةٍ في المخ ممّا يؤدّي إلى عدم قدرته على التعامل مع فكرةٍ ما أو تصرّفٍ معين، ولا يقتصر المرض على فئةٍ معينةٍ أو عمرٍ معينٍ وإنما الجميع معرّض للإصابة به في أيّ وقتٍ.[٢]