‘);
}

الفرق بين المؤمن والكافر

يوجد فرقٌ بين حياة من آمن بالله ووحّده، ومن كفر به وأنكره في سائر شؤون الحياة، وفي ظاهر الأفعال وباطن الأفكار كذلك، فإذا قرّر الإنسان أن يوجّه حياته لله تعالى، ويحياها في سبيل الله، فإنّ عليه أن يعلم بأنّ هناك نقلةٌ حقيقيةٌ سينتقلها في جميع جوانب حياته؛ فمن يقارن بين المؤمن والكافر يعلم بأنّ الأصل عند الكافر أن يحيا في الدنيا يتمتّع بها ويلهو، وأمّا المؤمن فإنّ الأصل عنده النظر إلى الآخرة والاستعداد لها، ولذلك فالكافر يأكل ويشرب ويتمتّع وينكر الآخرة إنكاراً يجعله ينساها طوال حياته، بينما المؤمن بالله يؤمن بالجزاء في الآخرة، فيستعدّ له، ويُؤثر لذلك طاعة ربّه على هوى نفسه ولذّاتها، والمؤمن بسبب تصديقه بالآخرة والجزاء والحساب؛ فإنّه لا يعتدي على أحدٍ، ولا يظلمه، ولا يأكل حقوقه، وإن غابت عنه سلطة القوانين، لكنّ الكافر بسبب إنكاره بالآخرة؛ فإنّه لا يرى نصب عينيه سوى مصلحته، وحياته في الدنيا، ممّا يجعله مُستبيحاً لكلّ ما يستطيع من حرماتٍ؛ بُغية قضاء حاجاته، وإسعاد نفسه قبل الموت[١].

والمؤمن يسعى بكلّ لحظةٍ من حياته ليُرضي ربّه ويتقرّب إليه، ويطمح أن يستزيد من خير الآخرة في كلّ حينٍ، ويُقرن بين التزامه بالطاعات والفرائض، وبين الخير والمسرّات في الدنيا، وكذلك بين المعاصي وسوء المنقلب، ويكون المؤمن دائم التفكير في وصال الله تعالى، محافظٌ على أذكاره وأدعيته؛ رغبةً في المضي في ظلّ التوفيق والرضا على الدوام، بعكس الكافر الذي لا يكاد يرى شيئاً من تلك الأمور والفضائل، ولا يقرن بينها وبين أيّ حدثٍ قد يواجهه في يومه، حيث إنّه يؤمن بالماديات، ويفرح لها من طعامٍ وشرابٍ ونساءٍ، ولا يعطي أهميةً لما سوى ذلك، وفي النهاية سينقلب الرجلان إلى ربّهما، فتكون خاتمة المؤمن سعيدةً هنيئةً، ونهاية الكافر شقيةً تعيسةً[١].