كيف أحافظ على حماسي في ظل الظروف القاسية؟

لا يعترف معظم الناس بمسألة الخطوات، فتجدهم يميلون إلى التفكير بالعمل كثيراً، تجد أنَّهم غالب الأمر في حالة انتظار شيء ما، ويبقون في حالة انتظار إلى أن يفتر حماسهم للفكرة، ويُقتَل هدفهم وطموحهم وتضيع طاقتهم للبدء بالأمر.

لقد أعطى معظم البشر للظروف أحقيَّة التحكم والسيطرة في كل مفاصل حياتهم، فتناسوا قدراتهم ومهاراتهم وسلَّموا مفاتيح حياتهم إلى الظروف، وتجاهلوا قصص ملايين الأشخاص المبدعين والناجحين ممَّن استطاعوا تحقيق كثير من الإنجازات رغم ظروفهم القاسية، وبدلاً من البحث عن مفاتيح نجاح أولئك الأشخاص؛ استسهلوا الهروب من المسؤولية، وقاموا بصبِّ أسباب فشلهم على ظروف خارجية.

يملك معظم الناس نظرة مشوَّهة إلى مسألة الفشل، فيريدون وصول أهدافهم من أول محاولة لهم، معتقدين أنَّ طريق النجاح يجب أن يكون مفروشاً بالورود وألَّا يحتوي أية عقبة. كما يميل كثير من الناس إلى التفكير السلبي في مسألة العراقيل، فبدلاً من رؤية العراقيل على أنَّها تحديات جميلة في لعبة الحياة وفرصة للتفكير والإبداع، واكتشاف الكنوز الداخلية والقدرات الخفية في داخل الإنسان؛ يرونها على أنَّها تفاصيل قاتلة لحماسهم وشغفهم.

لا يعترف معظم الناس بمسألة الخطوات، فتجدهم يميلون إلى التفكير بالعمل كثيراً، يخططون ويرسمون مستقبلهم دون أن يبادروا إلى القيام بالخطوة الأولى، وإن سألتهم عن سبب هذا؛ تجد أنَّهم غالب الأمر في حالة انتظار شيء ما، كانتظار مساعدة شخص ما لهم، أو انتظار حصولهم على مبلغ ما لبدء خطواتهم الأولى، ويبقون في حالة انتظار إلى أن يفتر حماسهم للفكرة، ويُقتَل هدفهم وطموحهم وتضيع طاقتهم للبدء بالأمر.

لماذا يفتر حماس الناس في أثناء السعي لأهدافهم؟

تؤثر كثيرٌ من العوامل على حماس الناس؛ ومنها:

1. نقص المعلومات أو المعلومات المغلوطة:

يملك أغلب الناس أهدافاً معيَّنة، إلَّا أنَّ هذه الأهداف لا تتعدى مرحلة الأمنيات، أي أنَّهم لا يقومون بتفعيلها على أرض الواقع وتحويلها إلى أمر مادي؛ والأمر يعود في ذلك إلى أنَّهم قد يملكون معلومات مغلوطة عن طريقة وصول هدفهم، كأن يكون لديهم فكرة مثل “يحتاج كل إنسان إلى كثير من المال لبدء مشروعه الخاص”، وفي الحقيقة هذه الفكرة خاطئة ومُعرقلة، فأغلب الأشخاص الناجحين بدؤوا من مبالغ ضئيلة جداً، أو في بعض الأحيان بدؤوا من لا شيء.

ومن جهة أخرى، قد لا يملك بعض الأشخاص معلومات كافية عن الهدف الذي يتمنون تحقيقه، ويجدون أنَّ طريق الوصول إليه مبهم جداً، الأمر الذي يجعلهم يفقدون حماسة تحقيقه.

2. الانتظار:

يميل معظم الناس إلى تأجيل السعي في تحقيق أهدافهم قابعين في حالة قاتلة من الانتظار، كانتظار مساعدة شخص ما، أو انتظار حدوث معجزة ما، الأمر الذي يحوِّلهم عبيداً للظروف الخارجية، متجاهلين الملكات الإبداعية التي وهبها اللّه لهم.

3. التفسير الخاطئ للفشل:

يتعامل معظم البشر مع الفشل على أنَّه كارثة حقيقية في حياتهم، فيكتئِبون بعدها ويفقدون الحماس من أجل متابعة أهدافهم، في حين أنَّ الفشل هو الوقود الحقيقي للنجاح، وفرصة حقيقية للتطور والنمو، وهو الحافز والدافع القوي للوصول إلى الهدف، حيث ستكون رحلة النجاح رتيبة في حال احتوائها لحظات براقة فحسب.

4. عدم وجود هدف محدد:

يعيش مَن لا يملك هدفاً محدداً في هامش الحياة، ويفقد المتعة والسعادة بكلِّ شيء؛ لأنَّه لا يملك معنى أو غاية حقيقية لوجوده، ومن المؤكد أنَّه سيفتر حماسه وقابليته للعمل. بينما يسعى مَن يملك هدفاً محدداً إلى العمل بكامل المتعة والسعادة والحماس، فهو  لديه غاية حقيقية لوجوده في هذه الأرض.

خُلِق الإنسان من أجل إعمار الأرض، وهذه هي الغاية الأسمى لوجوده، لذلك فإنَّه سوف يشعر بالكآبة والإحباط في حال وجود تعارضات ما بين سلوكاته وفطرته السليمة.

كيف نُعيد الحماس إلى قلوبنا؟

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/HLawtTqyE4M?rel=0&hd=0″]

1. الدراسة:

يساعدك البحث عن معلومات تخصُّ مجالاً تود العمل فيه على كسر حاجز الخوف من البداية، فعندما تمتلك أرضية صحيحة لهدفك فإنَّك سوف تسعى جاهداً للقيام بالخطوة الأولى في طريق بلوغه.

ومن جهة أخرى، يساعدك البحث على تصحيح أي معلومة مغلوطة تملكها حول طريقة بلوغ هدفك، فقد يكون لديك فكرة “يجب على الإنسان أن يكون محترفاً ويملك معلومات ضخمة جداً لكي يبدأ مشروعه الخاص”، وهذه فكرة خاطئة؛ لأنَّ الإنسان يستطيع أن يبدأ بفكرة بسيطة ومن ثم يتدرج ويتطور.

2. الصبر:

يتسرع كثير من الناس لبلوغ أهدافهم، ويربطون سعادتهم بالنتيجة، حيث يؤجلون الإحساس بمتعة الإنجاز إلى حين وصولهم الهدف النهائي، في حين أنَّ السعادة تكمن في الرحلة نفسها.

الحياة قائمة على مبدأ التدرج، لذلك مَن لا يَعي هذا المبدأ سيَشعر بكثير من المتاعب؛ إذاً على الإنسان أن يقسِّم الهدف إلى مهام صغيرة، ويربط الإنجاز بالمهمة، بحيث يشعر بالمتعة عند الانتهاء من مهمة واحدة، وأن يكون متحمِّساً لمراحل تطوره، بحيث يفتخر بكل مرحلة على حدا، لأنَّه يعلم أنَّ النجاح محصلة اجتماع هذه المراحل كافة.

3. الاستمتاع بالتحدي:

تزداد العراقيل التي تواجه الإنسان في طريق تحقيق هدفه، عندما ينظر إليها على أنَّها كوارث ومصائب؛ لأنَّه ركَّز عليها، ووفقاً لعلم الطاقة فإنَّ ما تركِّز عليه يزداد ويكبر.

في حين لو أنَّ الإنسان تعامل مع العراقيل على أنَّها تحديات لإظهار قوَّته وتمسُّكه بالهدف، وأنَّ الحياة عبارة عن لعبة تحتوي على الإثارة والتحديات؛ فإنَّه سوف يشعر بالإيجابية وينجز أكثر بكثير، ويُطلق عقله كمَّاً هائلاً من الأفكار الإبداعية؛ وذلك لأنَّ عقله في وضعية المتعة، بينما لو كان عقله في وضعية التوتر، عندها لن يُنتج أيَّة أفكار إبداعية.

4. البدء الفوري:

يؤجِّل كثير من الأشخاص البدء بالخطوة الأولى، ويدمنون جملة “غداً، سأبدأ بكل تأكيد”.

تُعَدُّ هذه الجملة كارثية في الحقيقة؛ لأنَّها تدفع العقل إلى التراخي والتأجيل الدائم، فالعقل لا يفهم هذه اللغة ويترجم الأمر على أنَّه من الأمور المؤجَّلة وغير الهامِّة، لذلك على الإنسان بمجرد شعوره بالحماس تجاه فكرة ما؛ أن يستثمر طاقة الحماس تلك مباشرة كأن يقوم بفعل خطوة في طريق هدفه، وهنا سوف يعتاد عقله على العمل وبناء خطوات فعَّالة.

إنَّ تخزين طاقة الحماس دون عمل فعلي، يؤدي إلى نتائج كارثية؛ لأنَّ الإنسان سيفرِّغ هذه الطاقة من خلال سلوكات سلبية كإدمان تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي أو إدمان الطعام أوالتدخين.

5. التغيير:

إن  كنتَ ممَّن يحصل على ذات النتائج على مدار سنوات طويلة، فهذا دليل على أنَّ عليك البحث في نظام معتقداتك وقناعاتك، والعمل على تعديلها باتجاه التطور والنمو.

على سبيل المثال: إن كان لدينا شخصاً ما يحصل على الأجر الشهري ذاته منذ سنوات، ويسود التوتر والنزاع علاقاته منذ سنوات؛ فهذا يعني أنَّ عليه البحث في نظامه الداخلي أكثر والعمل على تعديل أفكاره في الاتجاه الصحيح.

يُدرِك الشخص الواعي أنَّ ما يدور في عالمه الخارجي ما هو إلَّا انعكاس حقيقي لما يدور في داخله، فإن أراد تغيير الخارج عليه البدء بتغيير ذاته.

6. تحديد الهدف:

إن كنتَ ترغب في نتائج أكثر في حياتك عليك أن تحدد هدفك، فأغلب الناس يُضيِّعون وقتهم في التركيز على أشياء لا يريدونها، ويحصلون بالنتيجة على مزيد منها.

7. المسؤولية والالتزام:

كن مسؤولاً عن مسار حياتك، واستمتع بالتفرد، فلا تقلق إن شعرتَ في البداية بالوحدة في أثناء سعيك لتحقيق هدفك، فلابدَّ أن ينصر اللّه كل ساعٍ في هدفه. عليك بداية أن تُحفِّز ذاتك وتقوم بفعل كل ما في وسعك في سبيل هدفك، وأن تتبنَّى تصوُّراً إيجابياً لك وقد حقَّقت هدفك مُحافظاً على النيَّة السليمة لك وللآخرين، ولا تنسى ربط هدفك بقيمة عُليا كقيمة مساعدة الناس.

8. النجاحات السابقة:

تذكَّر أنَّك قادر على الوصول إلى أهدافك، بدليل أنَّك قد نجحت في تحقيق كثير منها في السابق، كهدف التخرج من كليِّة مُعيَّنة بمعدل مرتفع، أو هدف الحصول على وظيفة مُعيَّنة براتب مغري. استذكر نجاحاتك القديمة لتكون وقودك خلال رحلتك.

9. تقبُّل المنحنيات:

لا يوجد في الحياة مستوى ثابت، بل هناك مستويات مختلفة، فتارةً تصعد وتارة تنخفض، لذا عليك أن تتقبَّل انخفاضك وتتعامل معه بوعي، وتَعدَّه فترة مؤقتة وهامَّة من أجل إعادة الحسابات، وإعادة تقييم وضعك وتوجُّهك.

شاهد بالفيديو: 9 استراتيجيات فعّالة لتحفيز ذاتك عندما تفتقد إلى الحماس

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/IXXI06LmcCQ?rel=0&hd=0″]

الخلاصة:

في اللحظة التي تعترف فيها أنَّك المسؤول عمَّا يحصل في حياتك، سيتعاون معك عقلك في البحث عن الأسباب التي أوصلتك إلى هنا، ومن ثم سوف تكتشف الخطوات التي عليك اتخاذها في تحقيق أهدافك، ولكي تشعر بالحماس في أثناء طريق رحلتك، عليك أن تتبنَّى منهجية تفكير مختلفة وأكثر إيجابية، وأن تثق أنَّ اللّه معك، وسيَنصرك لا محالة.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!