كيف تحصل على ما تريده في العمل؟

لقد سمعت هذه العبارة من قبل، وسأقولها لك مرة أخرى: "إنَّك تقضي ثلث حياتك في العمل"؛ ومع أنَّك تعرف ذلك، إلَّا أنَّ عليك التفكير فيها ملياً. هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "مات أبوداكا" (Mat Apodaca)، والذي يحدثنا فيه عن كيفية التعامل مع الآخرين والاختلاف معهم باحترام.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب “مات أبوداكا” (Mat Apodaca)، والذي يحدثنا فيه عن كيفية التعامل مع الآخرين والاختلاف معهم باحترام.

إنَّ ثلث حياتك جزء كبير من الوقت، فإن كنت تعمل بدوام كامل، فيعني هذا أنَّك تقضي 80 يوماً كاملاً في مكان عملك في السنة؛ وفي حين يوجد الكثير من الأشخاص الذين يعملون بنظام التعاقد، تعمل الغالبية العظمى منَّا مع زملاء عمل أو موظفين آخرين؛ وسواء كنَّا نعمل في شركة ضخمة يعمل فيها 1000 موظف آخر أم في شركة مملوكة لعائلة مع 5 أشخاص آخرين، فإنَّنا نلتقي مع الآخرين في العمل بانتظام.

بطبيعة الحال، عند التعامل مع الآخرين، فإنَّنا نختلف معهم من وقت إلى آخر، وما سنناقشه هنا هو كيفية الاختلاف باحترام للحصول على ما نريده حقاً في العمل.

لقد عملت بعد التخرج مدة 25 عاماً، ومارست مهنتين خلال هذه الفترة، وكانت مهنتي الأولى التي استمرت 12 عاماً هي إدارة متاجر بيع بالتجزئة، وكنت في ذروة عملي مسؤولاً عن 80 زميل عمل في 3 مواقع، ونحو 6 ملايين دولار من الإيرادات السنوية، وكان لدي في هذه الفترة مجموعة متنوعة من الرؤساء الذين لم أتفق معهم؛ أما في مهنتي الثانية التي استمرت 14 عاماً، فقد عملت في مجموعة متنوعة من الشركات يتراوح فيها عدد زملاء العمل من 40 إلى ما يزيد عن 1000 في المبنى الذي أعمل فيه، وقد كان لدي الكثير من الخلافات مع الآخرين.

ولكن، هل أحصل دائماً على ما أريده؟ لا، لكنَّني أصبحت أكثر ذكاء حيال ذلك، فقد تعلمت كيفية الاختلاف باحترام للحصول على ما أريده، على الأقل في معظم الأوقات.

مع من نختلف؟

قد تتجادل أو تختلف مع مجموعة متنوعة من الزملاء في العمل، مثل:

1. مجموعتك:

إذا كنت تعمل مع أشخاص آخرين يقومون بالعمل نفسه الذي تقوم به، فهذه إحدى الفئات التي قد تتجادل معها من وقت إلى آخر؛ فقد عملت في مجال المبيعات والتوظيف لأكثر من عقد من الزمن، وتعاملت مع بعضهم بسلاسة، في حين بالكاد تحدثت مع بعضهم الآخر لأنَّنا اختلفنا في كيفية القيام بكل شيء.

2. الأقسام الأخرى:

إذا كنت محلل أعمال، فقد تعمل مع أقسام أخرى على مشاريع مختلفة، ممَّا يعني أنَّك قد تختلف معهم؛ ولكن يحدث هذا أكثر في الشركات الأكبر حجماً.

لقد مررت بمواقف عمل عديدة، حيث لم تهتم مجموعة بأكملها بمجموعة أخرى، وكان على المجموعتين التفاعل في الكثير من المشاريع، إلَّا أنَّ الجدال والاختلاف على صغائر الأمور كان هو الموقف السائد.

3. قادة المشروع أو الفريق:

إنَّ الاختلاف مع قادة المشروع أو الفريق ليس أمراً غريباً؛ فإن سبق لك العمل على مبادرة أكبر، فمن المحتمل أنَّك رأيت هذه المواقف في العمل.

عندما يتراوح عدد أعضاء فريق المشروع ما بين 4-25، عادة ما يتولى دفة القيادة قائد واحد؛ فإذا كان هذا الشخص قائداً ماهراً في إدارة الفرق، فلا توجد مشكلة عادة؛ ولكن إذا كان متعنتاً ولا يهتم بآراء الآخرين، فمن المرجح أنَّك ستخوض بعض الجدالات الساخنة الطويلة.

4. مديرك:

يختلف الكثيرون منا مع رؤسائهم، وأشعر أنَّني أستطيع كتابة مقال كامل حول هذا الموضوع؛ حيث ينعم بعضنا بتحفيز وتشجيع الرؤساء الذين يدعمون نمونا وتطورنا، ولكن لا يتعامل معنا كل الرؤساء بهذه الطريقة.

أكثر الأسباب شيوعاً لاختلاف الناس:

نحن نختلف ببساطة لأنَّنا بشر، فلكل واحد منَّا آراؤه الخاصة وتجاربه ومخاوفه والعوامل التي تحفزه على القيام بالأمور؛ حيث نختلف مع الجميع من حولنا كأزواجنا وأصدقائنا وأولياء أمورنا وأطفالنا ورفقاء الدرب، وحتى مع الآخرين في محل البقالة، ويحدث كل هذا في مكان العمل أيضاً، حيث تتضمن بعض الدوافع الكبيرة للاختلاف في العمل ما يأتي:

1. الحاجة إلى النفوذ:

يحب جميعنا أن يشعر بنوع من السيطرة على حياته، وهذا ما يحدث في العمل أيضاً، وهو أمر جيد إلى حدٍ ما؛ ولكن تبرز التحديات عندما يمارس شخص ما سلطته على الآخرين باستمرار، ويريد كل الثناء له وحده، ويعتقد أنَّه دائماً على حق، ويحب أن يكون الآمر الناهي.

2. لعب دور الضحية:

نعرف كلنا أشخاصاً ماهرين في لعب دور الضحية، ويخطِّئون أي شيء لا يسير كما يريدون؛ ويعد هذا التكتيك رائعاً لمن يلعب دور الضحية باستمرار؛ ذلك لأنَّه لن يضطر أبداً إلى تحمل المسؤولية عن حياته.

ولكن بالطبع توجد آثار جانبية، فهو يلوم الآخرين على كل شيء، وقد يؤدي هذا الأمر إلى الخلاف والشقاق.

3. رفض التغيير:

يشعر جميعنا بهذا الأمر على الأرجح؛ فعندما يقوم أشخاص لديهم مستويات متنوعة من الخبرة بالعمل نفسه، يسأل الأشخاص الجدد في كثير من الأحيان: “لماذا نفعل ذلك بهذه الطريقة؟” أو “لقد فعلت ذلك بطريقة مختلفة وأفضل”؛ فهم يميلون إلى الاختلاف مع الأشخاص الذين قاموا بعملية أو نظام معين لفترة طويلة ولا يتقبلون التغيير.

شاهد بالفديو: كيف تصنع التغيير في حياتك من خلال تغيير عاداتك؟

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/sPaeFauq1os?rel=0&hd=0″]

4. قلة التواصل:

يعدُّ هذا الأمر خطيراً؛ ذلك لأنَّه عندما يتلقى شخص ما جزءاً من المَهمَّة المطلوب منه تنفيذها، سينفذها بالطريقة التي فهمها، وليس كما يظن من طلب منه تنفيذها؛ ويحدث هذا الأمر في كل مكان، لأنَّ الجميع مشغولون جداً طوال الوقت، إضافةً إلى أنَّ الكثيرين منَّا لا يمتلكون مهارة التواصل.

5. وجود رؤىً مختلفة:

لنفترض أنَّني مدير مالي ولدي رؤية معينة لإدارة الشركة، حيث أعمل على نحو وثيق مع مدير العمليات الذي لديه رؤية مختلفة للشركة؛ ونظراً إلى أنَّه يتعين علينا العمل من أجل تحقيق هدف مماثل، لكنَّنا نرى الهدف بطريقة مختلفة، ونتجادل كثيراً.

إذا لم نتفق على الإدارة والاستراتيجية العامة للهدف، فيجب أن يعمل كلانا بجد لإقناع الطرف الآخر؛ وكما سنرى، الجدل حول وجود رؤى مختلفة ليس بالأمر السيئ، خاصة عندما يكون الطرفان متحمسين للنجاح.

كيف يساعدك الاختلاف في الحصول على ما تريده؟

عند العمل لتحقيق هدف مشترك، تعني حقيقة أنَّك تجادل وتختلف بشأن أمر ما أنَّك مهتم به؛ لذا ضع ذلك في الاعتبار في المرة القادمة التي تختلف فيها أنت ورئيسك في العمل حول كيفية القيام بأمر ما؛ فأنت تعمل من أجل تحقيق بعض النجاح للشركة، فتذكر هذا ولا تخف من توضيح هذه الحقيقة لرئيسك في العمل -أو أي شخص آخر- لا تتفق معه.

رغم حقيقة أنَّك تختلف مع الآخرين حول كيفية الوصول إلى هدف معين، فأنت تعمل على تحقيق هدف هام بالنسبة إليك؛ ولكن لا تأخذ الأمر على محمل شخصي عندما يختلف معك شخص ما، واستمر في التعبير عن آرائك، وسيساعدك ذلك في سعيك إلى الحصول على ما تريده؛ فعندما تختلف باحترام، تكسب الاحترام، حيث ينظر إليك الآخرون كشخص مستعد للقتال من أجل ما هو هام في نظرهم، وتنال بذلك ما تريده.

عندما تختلف باحترام في العمل، تتعلم كيف تتعامل مع رئيسك، وتتعلم إلى أي مدى يمكنك الضغط، وإلى أي مدى يمكنك الاختلاف؛ وعندما تكون قادراً على الاختلاف بطريقة محترمة، سيحترم المدير الجيد ذلك، ويفكر فيك كشخص يطرح أفكاراً جديدة للعمل؛ وبمجرد أن تتعلم كيف تتعامل مع رئيسك بفاعلية، تتمكن من الحصول على ما تريده؛ فوجود رئيس يدعمك أمر لا يُقدَّر بثمن.

أخيراً، عندما تكون قادراً على الاختلاف باحترام، يساعدك ذلك على إدارة حياتك المهنية على نحو أفضل؛ فإن كنت تشعر أنَّك تحصل على راتب منخفض، فسيصبح من الأسهل إجراء تلك المحادثة مع مديرك؛ وإذا كنت تشعر أنَّك تقوم بالجزء الأكبر من العمل في مشروع ما وزميلك يقوم بالجزء الأصغر منه، فأنت قادر على توضيح ذلك بشكل أفضل لزميلك أو لرئيسك؛ حيث تساعدك قدرتك على الاختلاف باحترام في جميع مجالات إدارة حياتك المهنية.

متى يكون الاختلاف مفيداً؟

يجب أن تتذكر هذه المعلومة الأساسية عند حدوث خلافات أو مجادلات في العمل: “يعني الجدال أنَّك مهتم بما فيه الكفاية بأمر تؤمن به بقوة، ومستعد للمشاركة فيه والقتال من أجل ما تشعر أنَّه صحيح”، وهذا أمر جيد؛ فمن المفيد الجدال والاختلاف في العمل عندما يعمل طرفان لتحقيق الهدف نفسه، ويكونان متحمسين للوصول إليه؛ ويعني هذا أنَّهما يريدان النجاح بطريقة أو بأخرى، ولكن يصادف أن يختلفا حول كيفية تحقيق ذلك.

لا يعدُّ الجدال في معظم الحالات أمراً سيئاً، حيث يجب أن تنمِّي الشركات الكبيرة ثقافة الاختلاف وتخلق جواً من التحدي بين الموظفين لتعطي فرصة للإبداع ليظهر؛ ومع ذلك، إذا كان هناك جدال متكرر ينتهي عادة بفوز أحدهم، فسيخسر الجميع بالفعل.

عندما يفوز شخص ما في جدال أو خلاف، يعني هذا أنَّ شخصاً آخر يخسر، ممَّا يُولِّد مشاعر سيئة لديه تجاه كلٍّ من الشخص الذي تجادل معه والمدير الذي سمح بحدوث ذلك، ويجعل هذا بدوره المدير يخسر أيضاً، ومن المرجح أن يتوقف الشخص الخاسر وكل من شاهد ما حدث عن طرح الأفكار والمشاركة بفاعلية مرة أخرى.

كيف تختلف باحترام؟

عند الاختلاف في العمل، من الهام أن تتذكر بعض النصائح حتى تتمكن من الاختلاف باحترام، والتي منها:

1. تأكد من أنَّ الخلاف حول الفكرة المعنية وليس الناس:

عندما نتجادل، يكون الأمر بين شخصين أو أكثر؛ وعندما نختلف، يتعلق الأمر بفكرة؛ وعندما تتذكر أنَّك غير موافق على فكرة ما، فإنَّ ذلك يزيل الشخصنة من المعادلة؛ إذ عليك أن تعلم ألَّا أحد يتجادل بشأنك كشخص، بل يتعلق الأمر بشخصين يتحديان فكرة كلٍّ منهما؛ وعندما تعلم أنَّكما تعملان معاً لتحقيق هدف مشترك، فلن يكون هناك مجال لشخصنة الأمور، وتصبح بيئة العمل أكثر إنتاجية.

2. كن على استعداد للاعتراف بخطئك:

عندما تعترف بأنَّك مخطئ حتى عندما تعلم أنَك لست كذلك، سيخفف ذلك من حدة الموقف؛ كما سيغير استعدادك للاعتراف بخطئك على الفور القوى المحركة للخلاف.

3. ألقِ نظرة على جميع الجوانب:

أنت تعلم أنَّ أفكارك هي الأفضل، ولكن هل يستحق الأمر الجدال دائماً لإثبات ذلك؟

لا تدع حرارة النقاش وحماستك في الدفاع عن أفكارك يمنعانك من النظر إلى الجوانب والآراء الأخرى، حيث يساعد إعطاء قيمة للآراء الأخرى الآخرين على رؤية وجهة نظرك أو فكرتك بشكل أفضل؛ فعندما تثني على موقفهم إزاء بعض النقاط التي يؤمنون بصحتها، تشجعهم على التعاون معك في سبيل تحقيق هدفكم المشترك.

4. حافظ على المهنية:

أنا من النوع الذي يتفاعل بحماسة مع الحدث الذي لا أحبه أو أتفق معه، حيث كنت أغضب غضباً شديداً وأطلق رداً سريعاً عندما أتلقى بريداً الكترونياً لا أتفق مع محتواه، وكان هذا تصرفاً سيئاً؛ ولكن في لحظاتي الأكثر ذكاء، أتنحى وأرغم نفسي على عدم الرد حتى أشعر بالهدوء؛ لذا تذكَّر أن تحافظ على هدوئك وتتصرف بطريقة مهنية عند الاختلاف.

شاهد بالفديو: 6 نصائح حتى لاتجعل غضبك يسيطر عليك

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/vbPVcf4ItK0?rel=0&hd=0″]

5. استخدم القصص لا الحقائق والأرقام:

قد يبدو الأمر وكأنَّك تتباهى بذكائك عندما تقدم الحقائق والأرقام، ولكنَّ هذا لا يساعدك كثيراً؛ ففي الواقع، سيحجم الناس عنك ويفقدون الاهتمام بما تقوله في فترة زمنية قصيرة.

ما يساعدك هو سرد قصة جيدة؛ فعندما تكون قادراً على سرد قصة تساعدك على توضيح وجهة نظرك، تجعل الناس يرون وجهة نظرك ويتعاطفون معها على نحو أفضل.

6. جد أرضية مشتركة:

هذا صحيح في أي شراكة أو بيئة عمل جماعي، حيث يكون الحل الأفضل في كثير من الأحيان هو إيجاد حل وسط يحقق معظم ما يريد الجميع تحقيقه؛ فالسيناريو الذي يكسب به الجميع هو ما يجب أن تسعى إليه.

في الختام:

تذكر أنَّ الاختلاف في العمل ليس أمراً سيئاً، حيث تتبنى أفضل الشركات ثقافة الاختلاف الذي يؤدي إلى الابتكار في نهاية المطاف.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!