كيف تصقل مهاراتك القابلة للنقل لتغير وظيفتك بسلاسة؟

يكبر معظم الناس وهم يحلمون في الذهاب إلى الجامعة والتخرج منها ليجدوا عملاً بأجرٍ مرتفع في انتظارهم بعد أسبوعٍ من التخرج، بينما يُفضّل بعضهم الآخر المسارات الوظيفية غير التقليدية؛ ولكنَّ الرغبة في النهاية هي نفسها، وهي إيجاد وظيفةٍ نحبها ويتناسب أجرها مع الخبرة التي نمتلكها. يمكن لتبديل الوظائف أن يكون مقصوداً أو لا؛ لكن، من الهام أن تكون مستعداً له جيداً، والطريقة الوحيدة للقيام بذلك: تعلُّم مهارات جديدة، أو صقل مهاراتك القابلة للنقل.

Share your love

لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فعلى سبيل المثال: قد ينتهي حلمك بأن تكون طبيباً جرَّاحاً بسبب تعرضك إلى إصابةٍ خطيرة، لتبدأ مناقشة كيفية الانتقال إلى وظيفةٍ جديدة؛ أو قد يتخلى عنك صاحب العمل الحالي، ممَّا يدفعك إلى القلق بشأن “الخيارات المتاحة”.

أيَّاً يكن، يمكن لتبديل الوظائف أن يكون مقصوداً أو لا؛ لكن، من الهام أن تكون مستعداً له جيداً، والطريقة الوحيدة للقيام بذلك: تعلُّم مهارات جديدة، أو صقل مهاراتك القابلة للنقل.

لمَ يجب أن تصقل مهاراتك القابلة للنقل؟

هناك العديد من الأسباب التي تدفعك إلى تطوير هذه المهارات إذا كنت ترغب في تطوير حياتك المهنية، ويمكن أن يؤدي صقل مهاراتك القابلة للنقل إلى:

1. عروض عمل أفضل:

يزيد التقييم والتحسين المستمر لمهاراتك من عروض العمل التي يمكنك الاختيار من بينها، إذ لن تتقيَّد أو ترتبط بذلك بمهنةٍ واحدة لكونك قادراً على التحكم بخياراتك عن قصدٍ بدلاً من أن تُفرَض عليك فرضاً.

كما يتيح الأشخاص الذين يمتلكون مهارات قابلة للنقل في سيرهم الذاتية الفرصَ لأصحاب العمل المحتملين للاستفادة منهم في عدة مجالات.

2. زيادة الأجور والاضطلاع بمزيدٍ من المسؤوليات:

إنَّه لمن المؤكد أنَّك سمعت العبارة التي تقول: “تأتي مع كلّ قوةٍ عظيمةٍ مسؤوليةٌ كبيرة”؛ إذ تجعلك المهارات القابلة للنقل مرغوباً أكثر من أرباب العمل، ممَّا قد يؤدي إلى زيادة راتبك.

رغم أنَّ هذه ليست عملية تلقائية، إلَّا أنَّك يجب أن تكون سبَّاقاً بشأن ما تريده في السوق، فمن المحتمل أن تأتي زيادات الأجور هذه مع تغييرٍ في الأدوار الوظيفية.

3. فرصة في ريادة الأعمال:

يشمل تغيير الأدوار الوظيفية أيضاً إمكانية العمل بشكلٍ مستقل؛ ومع هذه المهارات والخبرة العملية، يمكنك أن تعيش في أيّ مكانٍ في العالم، وأن تُخطط للحياة والمهنة التي تريدها.

لقد تحدثنا عن سبب حاجتك إلى تعزيز مهاراتك القابلة للنقل؛ ولكن ما هذه المهارات؟ وكيف يمكنك العمل على تحسينها؟

13 نصيحة لصقل مهاراتك القابلة للنقل:

1. حدّث سيرتك الذاتية:

قد تُفاجَأ بمعرفة ذلك؛ ولكن نعم، يُعدُّ تحديث سيرتك الذاتية مهارةً بحدِّ ذاتها، فأول ما يجب عليك فعله في أثناء التفكير في تبديل الوظائف: إبراز السمات التي تجعلك مرشحاً مرغوباً لأصحاب العمل.

فكر في تجاربك التطوعية ومشاريعك المستقلة ومشاريعك المدرسية؛ ففي حين قد تبدو لك غير هامة، إلَّا أنَّها تُثبت قدرتك على تحقيق النتائج، وهذا ما تبحث عنه العديد من الشركات.

ربَّما شغلت العديد من الوظائف منذ تخرجك، لكنَّ تبديل الوظائف يتطلب منك الحصول على نوع مختلف من السير الذاتية.

توجد ثلاثة أنواع مختلفة من السير الذاتية: الوظيفية، والمرتبة زمنياً، والمختلطة؛ فإذا كنت تتطلع إلى تبديل الوظائف، سترغب في الحصول على سيرةٍ ذاتية وظيفية؛ وهي تستند إلى نقاط القوة وتركز على المهارات القابلة للنقل، بدلاً من مجموعةٍ من التواريخ والألقاب الوظيفية.

2. حسِّن مهاراتك في التواصل:

تبدأ كلُّ محاولةٍ للتقدم في العمل والحياة بالحاجة إلى التواصل الفعَّال، وسواءً أكانت شخصية أم متعددة الثقافات أم متعددة الأجيال، فإنَّ قدرتك على إبراز نفسك وإيصال أفكارك إلى الآخرين في غاية الأهمية؛ وهذا هو السبب في كونها واحدة من أفضل المهارات التي تحتاج إلى إتقانها، حيث تسمح لك مهارات التواصل الفعَّال بمواءمة رسائلك بفعالية لتناسب فئة معينة، ممَّا يجعلك كنزاً ثميناً لأيّ مؤسسة.

ولصقل هذه المهارة: اهتمّ بمهاراتك في الإصغاء؛ فلكي تتواصل بفعالية، عليكَ أولاً تعلُّم كيف تفهم الآخرين.

كما أنَّ قدرتك على فهم الرسائل العلنية والضمنية -بغض النظر عن مدى دقتها- أمرٌ أساسيٌّ لمعرفة كيفية بناء علاقات عميقة مع الآخرين.

3. تعلَّم الكتابة التقنية (أو في مجال الأعمال):

الكتابةُ شكلٌ آخر من أشكال التواصل، وهي مهارةٌ يجب أن تكتسبها أيضاً.

تتواصل الشركات كثيراً من خلال المذكرات المكتوبة ورسائل البريد الإلكتروني والنشرات الإخبارية، وغيرها من الوسائل السمعية والبصرية؛ ويوجدُ في صميم كلّ هذا شخصٌ -أو بعض الأشخاص- مُكلَّفٌ بتحويل رؤية المنظمة إلى بيانات يمكن لأيّ شخصٍ فهمها.

ولصقل هذه المهارة: ضع في اعتبارك أخذ بعض الفصول الدراسية المجانية أو المدفوعة عبر الإنترنت، ويمكنك تحقيق ذلك من خلال العديد من كليات المجتمع، أو المنصات عبر الإنترنت مثل: “لينكد إن ليرننج” (ليندا Lynda سابقاً)، أو “يوديمي” (Udemy)، أو “إيديكس” (edX).

4. تدرَّب على مهارات التحدث والعرض:

لن يأخذك أحد على محمل الجد إذا لم تتمكَّن من تحقيق مستوىً لائقٍ من الإقناع من خلال مهارات العرض، بغضِّ النظر عن مدى ذكائك.

يمكنك إجراء معظم العروض التقديمية افتراضياً عبر الأجهزة الإلكترونية أو على أرض الواقع؛ فقد تتطلب مهنتك المختارة أن تكون أمام عدة مئات من الأشخاص، أو قد تُكلَّف بتطوير مواد للعرض.

ولصقل هذه المهارة: تطوع لقيادة المشاريع التي تمنحك بعض المسؤولية عن تجميع العروض التقديمية، وجرّب الالتحاق بدورات من شأنها تحسين مهاراتك في التحدث أمام الجمهور إذا كنت تشعر بقصورٍ في ذلك.

5. تأقلم مع تحديد المشكلات وإيجاد الحلول:

لكلِّ منظمة مشكلاتها الخاصة، بغضِّ النظر عن النجاح الذي تحققه.

ولصقل هذه المهارة: تدرب على أن تكون واسع الحيلة.

هل يمكنك أن تجد سياسة أي شركة على الإنترنت في أقل من خمس دقائق؟ هل لاحظت عدم كفاءة سير العمل واقترحت حلاً؟ هل اقترحت حلولاً لسبب ما، ممَّا أدى إلى تحسين عمليات قسمك؟ بغضِّ النظر عن مدى صغر منصبك، أو شعورك تجاه الشركة، إلَّا أنَّك تمتلك بعض مهارات حل المشكلات التي تريدها المنظمات.

6. تعرَّف على قدرتك على بناء الفريق:

تعتمد قدرتك على تبديل الوظائف بسلاسة على بثّ النشاط في فريقك، خاصةً إذا كنت تهدف إلى الحصول على دورٍ قيادي؛ لكن لسوء الحظ، لا يعدُّ بناء الفريق شيئاً تتعلمه في العمل في معظم المهن، ما لم تشغل منصباً إدارياً.

ربَّما تمتلك بالفعل بعض مهارات بناء الفريق، فقد كُنت تعملُ في الجامعة في مشاريع جماعية مع زملائك، وكان عليك العمل مع 3 إلى 4 أشخاص غرباء لأشهر، وتمكَّنت من تجاوز خلافاتك معهم للتركيز على تفرُّد كلّ واحدٍ منكم وكيفية تقديمه أفضل ما يمكن في سبيل المجموعة.

قد يتطلب إجراء تبديل مهني أن تعمل مع فرق متعددة التخصصات، سواءً أكانت لديك معرفة عميقة بما يفعله الفريق الآخر أم لا. فكر ببساطة في الأطباء والممرضات وأخصائيي العلاج الطبيعي والأخصائيين الاجتماعيين الذين يعملون بشكلٍ وثيقٍ ومترابط لتحقيق الأهداف في خطة رعاية المريض.

ولصقل هذه المهارة: ابحث عن المشاريع التعاونية وأنشطة بناء الفريق التي تثير حماسك، وتحدَّ نفسك بخياراتٍ جديدة.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح ذهبية لبناء فريق عمل ناجح

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/JXOKK3Q3ej4?rel=0&hd=0″]

7. استند إلى مهاراتك القيادية:

رغم أنَّها مشابهة للنقطة السابقة، إلَّا أنَّ مهارات القيادة تتجاوز بكثيرٍ مسألة بناء الفرق، وإدارة جداول الوقت، وتصحيح السلوك.

ما نشير إليه هنا هو قدرتك على تطوير رؤيةٍ ما والإيمان بها، وإلهام جميع المعنيين للمشاركة؛ ولا يتعلق الأمر بمعرفة كيفية تشغيل جهاز معين، بل بكيفية قيادة فريقٍ من الأشخاص ذوي الخلفيات والخبرات والأفكار المختلفة لتحديد كيفية القيام بالأمور.

ولصقل هذه المهارة: رغم أنَّها أكثر تعقيداً من البقية، إلَّا أنَّها تبدأ بالنظر بعمقٍ إلى مكامن القوة والضعف لديك، ثمَّ طلب مساعدة مرشد أو مدرب يمكنه أن يبرز صفاتك القيادية؛ حتَّى تتمكَّن من العمل من موقع قوة.

8. حسِّن مهاراتك التحليلية:

إذا كُنت تُجيدُ التعامل مع كميةٍ كبيرةٍ من البيانات وتفسيرها، فقد تكون مهاراتك هذه مفيدة؛ إذ تبحث المؤسسات عن أشخاصٍ لفهم البيانات من حولها، وشرح كيفية تأثيرها في الربحية، ووضع التوقعات بناءً عليها.

أفضل شيءٍ هنا، أنَّك لست بحاجةٍ إلى أن تكون محاسباً حتى تكون محلِّلاً.

ولصقل هذه المهارة: بيانات عبر الإنترنت، وتعلَّم “مايكروسوفت إكسل” (Microsoft Excel) أو “أكسس” (Access) لاكتساب ميزة إضافية؛ وإذا كنت طموحاً بما فيه الكفاية، فيمكنك التفكير في الحصول على شهادات إضافية حول هذا الأمر.

9. استفد من مهاراتك في إدارة الوقت وتحديد الأولويات:

هل تُجيد تحديد أهمية المهام، وتنظيم الجداول الزمنية، وتنسيق الخطط؟

إذا كنت على استعداد، فهناك سوق عملٍ في انتظارك؛ حيث تبحث المؤسسات والمديرون التنفيذيون المشغولون دائماً عن الأفراد الموهوبين لإيكال هذه المهام إليهم.

ولصقل هذه المهارة: رغم عدم امتلاك الجميع مهاراتٍ مكتبية جيدة، إلَّا أنَّه يمكنك تحسين هذه المهارة من خلال التركيز على القيام بمهام ضخمة، وتقسيمها إلى أهداف أو خطوات أصغر لتحقيق هدفٍ أكبر.

10. استغلَّ تفكيرك الإبداعي والنقدي:

رغم الاعتقاد السائد بأنَّ الإبداع يخصُّ الفنانين والناس الذين يعتمدون على الجانب الأيمن من الدماغ فحسب، إلَّا أنَّ الجميع قادرٌ على الإبداع.

تدرك معظم المنظمات في الواقع أنَّ الإبداع وسيلةٌ تقود الابتكارات الناجحة في المستقبل.

ولصقل هذه المهارة: حاول القيام بشيءٍ ممتع، وستندهش عندما تعرف كم أنكَّ قادرٌ على التعلم. تقول عالمة السلوك والتعلم “ماريلي أوبيزو” (Marily Oppezzo): “قد يكون المشي كلَّ ما تحتاجه لتتدفق مَلَكاتك الإبداعية”.

11. لا تتوقَّف عن تعلُّم المعارف والمهارات التقنية:

أن تكون خبيراً في التكنولوجيا ميزةٌ ضخمة، وإذا كُنت متمكناً من استخدام أجهزة الكمبيوتر وتطبيقات البرامج ومواكبة التطورات التكنولوجية، فأنت تمتلكُ مهارة قابلة للنقل تستحق تسليط الضوء عليها؛ إذ ليس عليك أن تكون خريجاً جامعياً شاباً يحلم بالعمل في “وادي السليكون”.

12. التشبيك وبناء العلاقات:

لست بغنىً عن التشبيك وبناء العلاقات، خاصة مع هدفك في التحول إلى مهنةٍ مختلفة، حيث ستكون مهاراتك في التواصل مفيدةً جداً.

لحسن الحظ، فالتشبيك ليس بتلك الصعوبة التي تتخيلها.

ولصقل هذه المهارة: احضر المؤتمرات ومعارض الوظائف، إذ من المحتمل أن يكون لديك بالفعل أشخاص في شبكة علاقاتك يمكنهم تقريبك من مهنة أحلامك.

أفكار أخيرة:

رغم وجود العديد من الأشخاص ممكن يملكون المؤهلات والشهادات نفسها التي تمتلكها، إلَّا أنَّ قابلية التوظيف تتعلق بعددٍ لا يُحصَى من الأشياء، مثل: الثقافة الملائمة، ومدى قابليتك للتعلم، والوعي بين الأجيال، وقدرتك على تجاوز الشكوك.

أنت تمتلك الفرصة كي تشغل وظيفة أحلامك من خلال إبراز مهاراتك التي تجعلك موظفاً لا يقدر بثمن، وتسعى الشركات إلى كسبه ضمن فرقها؛ لذا استغل هذه الفرصة الآن.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!