كيف تطبق مراحل التعلم؟

هل تحرص على تعلُّم أمور جديدة ولكنَّك تجد صعوبة في القيام بذلك؟ ربما تنقصك الثقة لبدء تعلُّم شيء جديد، أو أنَّك غير متأكد من طريقة تحسين مهاراتك الحالية. دعنا نوضِّح لك هذا الأمر: يجد معظم الناس صعوبة في التعلم، لذلك لا ينبغي أن تحزن إذا كنتَ أحد هؤلاء الأشخاص. سنقدِّم لك في هذه المقال مراحل التعلم، وسيساعدك ذلك في اكتشاف تحديات التعلم الخاصة بك وتحولك إلى متعلِّم متمرِّس.

ولحسن الحظ، سنقدِّم لك في هذه المقال مراحل التعلم، وسيساعدك ذلك في اكتشاف تحديات التعلم الخاصة بك وتحولك إلى متعلِّم متمرِّس.

ما هي مراحل التعلم؟

يوجد 3 مراحل للتعلم إجمالاً، ويمكِن تقسيم كل مرحلة كما يلي:

1. التعلُّم المعرفي:

في هذه المرحلة، يراقب المتعلم وينصت ويربط ما يتعلَّمه بالمعلومات التي اكتسبها بالفعل، سواءً بوعي أم من غير وعي. يسمح التعلم المعرفي بمشاركة الطلاب في عملية التعلم، مما يجعلهم يستخدمون عقولهم بصورة فاعلة أكثر لإنشاء روابط جديدة من المعلومات التي يعرفونها مسبقاً؛ بحيث يساعدهم ذلك على تطوير مهارات حل المشكلات وتحسين الإدراك.

يمكِن اكتساب المعرفة في هذه المرحلة باستخدام إحدى الطرائق التالية:

1. 1. التعلم الضمني:

يَحدث التعلم الضمني عندما لا يدرك المتعلم أنَّه يتعلم بالفعل؛ فهو لا يتطلب اتِّباع تعليمات محددة، ولكنَّه يعتمد بدلاً من ذلك على الإشارات البصرية واللفظية والتي تكتسبها عادةً في إطار اجتماعي.

وكمثال عن ذلك، فكِّر في طفل يتعلم الكلام، فعادةً يتعلم الأطفال العناصر الأساسية للغة في بيئة اجتماعية دون الحاجة إلى تعليم رسمي.

يؤدي هذا الأسلوب من التعلم إلى اكتساب المعرفة بطريقة تُمكِّنك من تذكُّرها لسنوات عدة، بغضِّ النظر عن التغييرات النفسية التي تواجه المتعلم.

يُعدُّ التعلم الضمني فاعلاً لتطوير مهاراتك ولا يرتبط بمعدل الذكاء والعمر.

1. 2. التعلم الصريح:

يَحدث هذا النوع من التعلم عندما يبحث الشخص بوعي عن فرص للتعلم؛ وعلى الرغم من أنَّه -كما التعلم الضمني- يعتمد على الإشارات البصرية واللفظية، ولكن ليس من الضروري أن يعتمد على المُعلِّم.

دعنا نتحدث عن تعلُّم ركوب الدراجة مثلاً؛ فقد يحاول الشخص الذي يرغب في اكتساب هذه المهارة التعلم بمفرده عن طريق محاكاة الخطوات التي يتَّبعها الآخرون، والتي تُعدُّ إشارات بصرية، أو قد يَطلُب تعليمات شخص يتقن القيام بذلك، والتي تُعدُّ إشارات لفظية.

يُعدُّ التعلم الصريح طريقةً رائعةً لتدريب الدماغ على تعلُّم مفاهيم جديدة وحلِّ المشكلات.

1. 3. التعلم التعاضدي:

يُعدُّ التعلم التعاضدي النوع الأكثر استخداماً في المعاهد التعليمية، ويَعتمد على التعاون بين المُعلِّم والمتعلمين؛ حيث يقدِّم المُعلِّم المعلومات ويساعد المتعلمين على فهمها، ويترافق ذلك عادةً بطلب المتعلمين مناقشة المعلومات المكتسَبة حديثاً، وربطها بالمعرفة التي اكتسبوها بالفعل.

يعزز التعلم التعاضدي التفكير الإبداعي، والتواصل اللفظي، ومهارات القيادة لدى المتعلمين، كما أنَّه يساعد في تعزيز تقدير المتعلمين لذاتهم، وتقبُّل وجهات نظر مختلفة.

شاهد بالفديو: 6 نصائح تساعد على تنمية التفكير الإبداعي

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/3F62mxwMoeg?rel=0&hd=0″]

1. 4. التعلم التعاوني:

في التعلم التعاوني، يجب على الطلاب التفاعل مع بعضهم بعضاً ومع المُعلِّم. ويَعني التعلم التعاوني أنَّ المتعلمين يجب أن يتَّبِعوا تعليمات مُعلِّمهم؛ حيث سيراقب المُعلِّم ويُقيِّم المتعلمين ليحرص على أنَّهم يتعلمون الهدف من المهارات والمعلومات.

يعمل أسلوب التعلم هذا بصورة أفضل عند مشاركة المعرفة العملية؛ فعلى سبيل المثال، تُعدُّ المجالات الرياضية والموسيقية بيئات تعليمية تعاونية ممتازة، حيث تتيح للمدرسين تقديم عروض عملية بالإضافة إلى قدرتهم على مراقبة طلابهم وهم يجرِّبون مهاراتهم الجديدة.

يساعد التعلم التعاوني الطلاب على زيادة فاعلية الاحتفاظ بالمعلومات، وبناء العلاقات، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، بالإضافة إلى ذلك، يوفِّر فرصاً لتقديم الدعم الاجتماعي، ويساعد على تحسين السلوك والتصرفات والتعامل مع السُّلطة ومع من يختلفون عن الآخرين.

1. 5. التعلم بالملاحظة:

يتضمن هذا الأسلوب من التعلم اكتساب المعرفة من خلال مراقبة الآخرين وتقليد تصرفاتهم، حيث ينجذب معظم الناس لاستخدام هذا الأسلوب؛ لأنَّه يجعل التعلم نشاطاً ممتعاً، ويشجع التفاعلات الاجتماعية، ويحسِّن الذاكرة.

1. 6. التعلم ذو المعنى:

يُعدُّ التعلم ذو المعنى عكس التعلم عبر حفظ المعلومات غيباً، ويَحدث عندما تفهم المفهوم بصورة كاملة وتُطبِّقها في الممارسة العملية. فعلى سبيل المثال، بمجرد أن يتعلم طالب الكيمياء من مُعلِّمه أنَّ خلط بعض المواد الكيميائية معاً يمكِن أن يؤدي إلى انفجار، سيمتنع عن فعل ذلك في المختبر.

يتطلب التعلم ذو المعنى ربط المعلومات الجديدة مع المعرفة المكتسَبة بالفعل؛ فهو أسلوب مثمر ويشجع على التعلم باستخدام تقنيات مختلفة.

2. التعلم الترابطي:

ترتبط هذه المرحلة بالتعلم أو بتعديل الاستجابات، مع مراعاة المحفزات المتاحة، ويَحدث هذا النوع من التعلم عندما يمكِنك ربط المعلومات القديمة والجديدة مع بعضها بعضاً، حيث تعزز بذلك الأفكار والخبرات بعضها أيضاً. يؤكد التعلم الترابطي على أهمية اكتساب المعرفة من البيئة المحيطة، ويدعم السلوك الأمثل.

لنلقي نظرة الآن على الشروط المختلفة الخاصة بالتعلم الترابطي:

2. 1. الإشراط الكلاسيكي:

يَحدث الإشراط الكلاسيكي عندما يُدرَّب الدماغ على ربط نتيجة محددة مرغوبة مع عمل ما، على سبيل المثال: في العمل؛ يمكِن تقديم مكافأة مالية إذا حقَّق الموظف أهدافه، وفي المنزل؛ يُسمح للأطفال بمشاهدة التلفاز إذا أنهوا واجباتهم المدرسية.

شاهد بالفديو: 6 عادات يمارسها الأشخاص الذين يتقنون التعلُّم

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/ld_lk1B6ilE?rel=0&hd=0″]

2. 2. الإشراط الإجرائي:

يرتبط الإشراط الإجرائي بفكرة أنَّ بعض الأفعال ستحدث عندما يكون عقاب أو مكافأة في انتظارك في النهاية.

فكِّر في طريقة تعلُّمنا في المدرسة، نحن عادةً ما نحصل على الشهادات والمؤهلات عندما نجتاز الفصول الدراسية؛ ولكن إذا تأخرنا في إنهاء دروسنا، فقد نُعاقَب بطريقة ما.

يمكِن أن يساعد الإشراط الكلاسيكي في تعديل الصفات غير المرغوبة لدى المتعلم، كما يمكِن استخدامه أيضاً للمساعدة في التغلب على الرُّهاب بكافة أنواعه.

2. 3. الإشراط العكسي:

يَحدث الإشراط العكسي عندما يُدرَّب الدماغ على عدم توقع استجابة متوقعة مسبقاً في حال عدم توفُّر شروط معيَّنة؛ فمثلاً، تتجنَّب فرقة موسيقية غناء أغنية لم تلقَ استحسان الجمهور عند إحياء حفلاتها. كما يمكِن استخدام الإشراط العكسي لتعديل السلوك الحالي الذي قد يكون غير مرغوب فيه.

2. 4. الإشراط التمييزي:

يَحدث هذا النوع من الإشراط عندما يُدرَّب الدماغ على توقع نتائج معيَّنة لمحفز ما بصورة موثوقة، ومن الأمثلة البسيطة على ذلك: تدريب كلب على التوقف باستخدام فعل الأمر “توقَّف” دون غيره.

3. التعلُّم المستقل:

في هذه المرحلة يكتسب المتعلمون المعرفة باستخدام الجهود المستقلة وتطوير القدرة على الاستفسار، وتقييم أنفسهم بعيداً عن تأثير المُعلِّمين والأقران.

يمتلك المتعلمون في هذه المرحلة المعرفة والقوة الكافيتين للتحكم في تعلُّمهم، ويبحثون عادةً عن المصادر التي ستساعدهم في اتخاذ القرارات استناداً إلى فهمهم الخاص للقضايا، وبالإضافة إلى ذلك، يتحملون مسؤولية تحديد أهدافهم وغاياتهم.

يساعد التعلم المستقل المتعلمين على التعلم بالاعتماد على إرادتهم وشغفهم؛ فهم يتمتعون بحرية وضع خطط واستراتيجيات التعلم الخاصة بهم لتحقيق أهدافهم، كما أنَّهم يدركون أسلوب التعلم المناسب لهم ويمكِنهم إجراء تقييم ذاتي.

لماذا يجب الاهتمام بالتعلم؟

عندما تفهم وتطبق مراحل التعلم، يمكِنك توقع رؤية عديدٍ من الفوائد، نذكر منها: 

  • تحسين ذاكرتك.
  • تعزيز ثقتك بنفسك.
  • تسريع وقت تعلُّمك.

ومن البديهي أنَّك ستتمكن أيضاً من زيادة معارفك وتوسيع آفاقك، بالإضافة إلى قدرتك على تعليم الآخرين، إذا كنتَ تفضل هذا الأمر.

لذلك، إذا كنتَ مستعداً لتعلُّم طريقة تطبيق مراحل التعلم؛ فلنبدأ معاً.

3 خطوات لتطبيق مراحل التعلم:

لستَ مضطراً لأن تتمتع بالذكاء الشديد لتصبح سريع التعلم، حيث يُعدُّ هذا الأمر مهارة يمكِن لأي شخص تعلُّمها، وكل ما تحتاج إليه هو فهم وتطبيق مراحل التعلم المختلفة، وبمجرد أن تفهم هذه العملية؛ ستتمكن من معرفة ما تريد وفي الوقت الذي تريد:

  1. تسمية المهارة أو المعرفة التي ترغب بتعلُّمها: فكِّر قليلاً في المهارة أو المعرفة التي تحاول اكتسابها، وبمجرد معرفتها قُم بتدوينها، ولتوضيح الفكرة أكثر، دعنا نطبِّق الأمر في مثال، ونفترض أنَّك تريد تعلُّم القيادة.
  2. تقسيم مهارتك إلى مهارات فرعية: عندما تحاول اكتساب مهارة أو معرفة جديدة، يوجد بالتأكيد أكثر من أمر يجب أن تتعلَّمه، وبالعودة إلى مثال القيادة، ستحتاج إلى تعلُّم وفهم قواعد المرور والجوانب العملية للقيادة؛ حيث يتضمن ذلك طريقة بدء تشغيل السيارة وإيقافها، وطريقة التحكم بمقبض السيارة والغيار، واستخدام الفرامل والمكابح، والقيادة في الاتجاه المعاكس (المناورة)، على سبيل المثال لا الحصر. وبالتأكيد ستحتاج للوصول إلى مستوىً معيَّن من إتقان القيادة لتتمكن من اجتياز اختبار القيادة؛ لذلك، فكِّر في المهارات الفرعية التي عليك تعلُّمها، ثمَّ دوِّنها.
  3. تقييم معلوماتك الشخصية: في هذه الخطوة، يجب أن تتأكد من معلوماتك، وتقيِّم قدراتك، حيث تُعدُّ هذه الخطوة ضرورية لمساعدتك على فهم مهاراتك الحالية، وتحديد المهارات التي تنقصك، وتلك التي عليك تعزيزها، كما يمكِنك الاستفادة من هذه الخطوة في التخلص من الأفكار المقيِّدة مثل: مقارنة نفسك بالآخرين باستمرار.

بالعودة إلى مثال القيادة، قد تقضي بعض الوقت في تقييم معلوماتك الحالية بأمور السلامة على الطرق ومستوى ثقتك بنفسك.

الخلاصة:

سيعزز فهم مراحل التعلم وتطبيقها ثقتك بنفسك ويُسرِّع تعلُّمك؛ فالمهارات التي استغرقَ تعلُّمها شهوراً سابقاً، سيستغرق أسابيع قليلة الآن.

من خلال إتقانك للتعلم، ستجد نفسك أمام عديدٍ من المعارف والمهارات، وستتمكن من تعلُّم العزف على الآلات الموسيقية، وتعلُّم لغات جديدة، وإذا كنتَ طالباً جامعياً؛ فستتمكن من تسهيل عملية تعلُّمك والحصول على أعلى الدرجات.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!