كيف تطلق العنان لقدراتك باستخدام 7 خطوات بسيطة؟

يحتاج المرء إلى أن يتقن فن التعامل مع الذات، كي يستمتع بالنجاح والسعادة في حياته، ويشعر الكثير من الأشخاص الناجحين ظاهرياً بالتوتر وعدم الرضا من الداخل، ويوجد العديد من الأمثلة عن أناس انتهى بهم الأمر بمأساة، فإذا كنتَ أن تعيش عيشةً رغيدة، فيجب أن يكون ضبط النفس من أهم أولوياتك، وفي هذا المقال، سوف تتعرف إلى تعريف ضبط النفس، وكيفية السيطرة على ذاتك.

ما هو ضبط النفس؟

إنَّه السعي إلى السيطرة على نفسك، والمهارة التي تؤدي إلى المزيد من الانضباط والثقة بالنفس، وعموماً، يركز ضبط النفس على الجوانب التالية:

  1. البدنية.
  2. العاطفية.
  3. العقلية.
  4. الروحية.

إنَّ تحسين كلٍّ من هذه المجالات له تأثير إيجابي في حياتك، وعندما تشعر بالرضا، فإنَّك تشع بطاقةٍ إيجابية، ومن المرجح أيضاً أن تبني مستقبلًا أفضل لنفسك، ولكنَّ ضبط النفس ليس نتيجةً؛ حيث لا يتعلق تحقيقه بالوصول إلى وجهة معيَّنة؛ بل عندما تشرع في هذه الرحلة، فإنَّها تستمر إلى الأبد، وما يهم هو الرحلة بحد ذاتها؛ حيث يشبه الأمر الذهاب إلى الصالة الرياضية، فإذا ذهبتَ باستمرار، فسوف تصبح أقوى، ولكن إذا لم تذهب لفترة من الوقت، فسوف تضمر بعض العضلات وتضعف تلك القوة؛ إذ يستحق ضبط النفس الجهد والوقت.

لماذا السعي وراء تحقيق ضبط النفس ضروري؟

تخيَّل السيناريو التالي:

تشعر بالراحة التامة مع نفسك والعالم من حولك؛ حيث تسعى وراء المسار الذي حددتَه لنفسك، وليس ذلك الذي فرضه الآخرون عليك، بمعنى أنَّك تتحكم في حياتك ومصيرك، فبينما يترك معظم الناس الظروف تتحكم بهم، فإنَّك تتحكم بالظروف، فهل أعجبتك هذه الحياة؟ هذا هو بالضبط ما سيحققه لك ضبط النفس، وليس هذا فحسب، ولكنَّ النجاح دون ضبط النفس يمكن أن يكون محبِطاً، فتخيَّل كم هو مربك أن تنجح دون أن تشعر بهذا النجاح، ماذا ستفعل عندها؟

هذا هو السبب الذي يدفع العديد من أولئك الذين حققوا نجاحاتٍ كبيرة إلى الإدمان على الكحول أو المخدرات، وهذا ليس تعريف النجاح، فضبط النفس ليس من الأمور الكمالية؛ بل هو ضرورة؛ لذا عليك أن تدرك ما يجول في كيانك لتُحقق كل ما تريده في العالم الخارجي، فتعزيز شعور النجاح داخلك ضروري لتحيا حياةً رغيدة.

5 أسرار لضبط النفس:

تجعل الصفات العظيمة الناس عظماء، فعندما تتمكن من تحويل بعض هذه الصفات إلى عادات، يمكن أن يكون لها تأثير هائل في نوعية حياتك، فالصفات التي سنناقشها ليست مفيدةً لضبط النفس فحسب؛ بل لتحقيق العظمة والنجاح في أي مجال من مجالات حياتك أيضاً.

1. التمتع بعقل المبتدئين:

يعني عقل المبتدئين أن لا تتوقف عن التساؤل أبداً، وتكمن المشكلة في أنَّه كلما طالت مدة قيامنا بشيء ما، زاد شعورنا بأنَّنا نعرف كل شيء عنه، فعندما نصبح خبراء في مجال ما، نشعر أنَّنا بحاجة إلى الحصول على جميع الإجابات؛ حيث يقف غرورنا عائقاً في طريقنا ونتوقف عن التساؤل، وعلى الرغم من أنَّك قد تكون على حق في معظم الأوقات، إلا أنَّ عقلك المنغلق سيمنعك من تعلُّم أي شيء جديد، وتصبح حبيس أسلوبك الخاص، قال العالم العظيم “ألبرت أينشتاين”: “أهم شيء هو عدم التوقف عن التساؤل، فالفضول يعطيك سبباً للحياة ولوجودك” دعنا لا ننسى هذه الكلمات الحكيمة.

2. حب البحث عن المعرفة:

لقد نجح الناس في جميع مناحي الحياة في ضبط أنفسهم في الماضي، ومن حسن حظنا اليوم يمكننا الوصول إلى كل تلك المعرفة واكتشاف أسرارها، سواء كان الأمر يتعلق بضبط النفس أم أيَّة مهارة أخرى، ويمكنك التعرف إلى أي شيء إذا كان لديك إنترنت أو إذا ذهبتَ إلى مكتبة عامة، فتخصيص بعض الوقت في يومك لتوسيع نطاق معرفتك هو استثمار لن تندم عليه أبداً.

3. بذل جهد متواصل:

لن تصل بك المعرفة وحدها بعيداً، فلن تُحقق أي نجاح ما لم تطبِّق ما تعلَّمتَه في حياتك حتى تتحلى بالحكمة، لكنَّ هذا ليس بالأمر السهل؛ حيث يتطلب منك الأمر أن تبذل جهداً متواصلاً، حتى عندما لا ترغب في ذلك، فمَن طلب العلا سهر الليالي.

4. المثابرة:

يمكن أن يظلَّ معظم الأشخاص مثابرين لبعض الوقت، خاصةً عندما يكون ما يفعلونه سهلاً؛ حيث تشعر وكأنَّك تطفو بين السحب خلال الأشهر الأولى من الارتباط العاطفي، وفي صالة الألعاب الرياضية، تكتسب العضلات وتفقد الدهون بسرعة في أول أسبوعين، وفي الشهر الأول من افتتاح مشروعك الخاص، تشعر وكأنَّك حررتَ نفسك أخيراً، فالبدء بأشياء جديدة أمر مدهش، ولكن تأتي المشكلة بعد ذلك بقليل عندما يتلاشى ذلك الاندفاع الأولي، فتبدأ برؤية عيوب الشخص الآخر، ولم تَعُد تنمو عضلاتك بسرعة، ويبدو التخلص من المزيد من الدهون أمراً مستحيلاً.

وفي مجال الأعمال التجارية، قد تواجه صعوبةً في الحصول على عملاء جدد أو بيع المنتجات بينما تنفد مدخراتك، وبغضِّ النظر عما تفعله، لديك ضمان واحد في الحياة وهو أنّك ستواجه تحدياتٍ صعبة في مرحلة ما من مشوارك، فقد تخفق لأسابيع أو حتى أشهر، أو قد تشعر بعدم الحافز للاستمرار وتبدأ بالتساؤل عن سبب قيامك بما تفعله، فإنَّ هذه الأمور ستحدث، والسؤال إذن ليس كيف يمكنك تجنُّب ذلك؛ بل كم من الوقت تحتاج إلى العودة والاستمرار؟ المثابرة عنصر ضروري للنجاح على الأمد الطويل.

5. الصبر:

إذا حافظتَ على صبرك مع التحلي بالصفات السابقة، فمن المؤكد أنَّك ستُحقق مزيداً من ضبط النفس، وخاصةً عندما تلاحظ أنَّك تُحقق العديد من الفوائد، على الرغم من أنَّ الجميع يجعل الأمر يبدو وكأنَّك بحاجة إلى تحقيق نتائج فورية، ولكن لا تقع في فخ الرغبة في الحصول على كل شيء بسرعة، فخُذ وقتك في متابعة العملية والتركيز على نفسك، وإذا كنتَ تعمل على الأمد الطويل، فسوف تستمتع برحلتك أكثر بكثير، وتزيد فرصك في تحقيق النجاح الشخصي.

شاهد بالفديو: كيفية التحكم بالانفعالات وضبط النفس

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/88blLQvCnR0?rel=0&hd=0″]

6 خطوات لضبط نفسك:

1. اكتشاف الذات:

لا يحدث أي تغيير دون وعي ذاتي، فأنت بحاجة إلى الوعي الذاتي لفهم نقاط قوَّتك وضعفك، ولتكتشف نفسك بصورة أفضل من خلال تحديات الحياة، ولكن فكِّر أيضاً فيما تستمتع به وما هو أكثر أهميةً بالنسبة إليك، فعندما تركز طاقتك على أولوياتك، ستجد أنَّه من السهل بكثير الحفاظ على ثباتك والاستمتاع بالرحلة.

2. الإدارة الذاتية:

يتعلم معظم الناس الكثير من الأشياء العملية؛ حيث نتعلم خلال سنوات نشأتنا كيف نصبح مسؤولين عن أنفسنا، كما تؤهلنا المدرسة لتحقيق النجاح في حياتنا المهنية، ويعلِّمنا آباؤنا كيفية التعامل مع الآخرين بشكل جيد، لكن لا أحد تقريباً يعلِّمنا بعض المهارات الأساسية الضرورية للجميع، وهذه هي الطريقة التي يدير بها المرء نفسه، فكيف تتعامل مع النكسات في الحياة؟ وماذا تفعل عندما تشعر بالوحدة أو بالضيق؟ وكيف تتعامل مع مشاعرك وعواطفك ورغباتك؟

لا تعلِّمنا المدارس ضبط النفس أو الذكاء العاطفي، ومع ذلك، هذه مهارات بالغة الأهمية تعمل على تحسين نوعية حياة الفرد والمجتمع ككل، وإذا كنتَ لا تستطيع إدارة نفسك، فسوف تواجه بعض التحديات الخطيرة في الحياة، وسوف يكون التعامل مع تلك التحديات أسهل كثيراً عندما تتعلم هذه المهارة الأساسية.

3. التحفيز الذاتي:

غالباً ما يكون التحفيز مجرد كلمة رنانة إلى حد ما، لكن فكر في الأمر على هذا النحو: “التحفيز الذاتي هو ما يدفع إلى النهوض من السرير في الصباح؛ حيث يواجه معظم الناس صعوبةً في ذلك، ويضغطون على زر الغفوة مراتٍ عدَّة؛ ذلك لأنَّهم غير متحمسين لليوم التالي”.

بالطبع، لن تشعر بالحيوية والإثارة طوال الوقت، فالإثارة ليست سوى جزء من معادلة التحفيز، أما الجزء الآخر هو قدرتك على القيام بما تحتاج إلى القيام به، بغض النظر عن شعورك في الوقت الحالي، فهل يمكنك تحفيز نفسك على اتخاذ إجراء حتى عندما تشعر بالرغبة في أخذ غفوة؟ التحفيز الذاتي ليس بالأمر السهل، وحتى لو شعرتَ بالتحفيز في بعض الأيام، فسوف تشك في نفسك في أيام أخرى؛ وذلك لأنَّ الإثارة التي تشعر بها تأتي وتذهب، لكنَّ المثابرة هي مفتاح ضبط النفس، وإذا كنتَ تعرف كيف تحفز وتضبط نفسك، فلديك القدرة على تحديد مصيرك.

4. إدارة الوقت:

يمكن للجميع أن يصبحوا أكثر إنتاجيةً، ربما ليس كالآخرين أو كأشخاص مثل رائد الأعمال “إيلون ماسك” (Elon Musk)، لكن دون شك، يمكنك أن تصبح فرداً منتجاً، فالمشكلة هي أنَّ الناس لديهم فكرة خاطئة عن الإنتاجية؛ ذلك لأنَّك عندما تسألهم لماذا لا ينجح الأمر معهم، سيقولون إنَّهم جرَّبوا طريقةً لتعزيز إنتاجيتهم، ولم ينجح الأمر معهم”، لكن ما قد يناسب شخص ما قد لا يناسبك، وهذا ينطبق على الإنتاجية أيضاً؛ لذا سيكون عليك تجربة طرائق عدَّة واختيار ما يناسبك منها وأين تكمن نقاط قوَّتك.

5. إدارة الطاقة:

تساعدك إدارة الإنتاجية والوقت على إنجاز المزيد، ولكن فقط إذا كنتَ تأخذ في الحسبان أيضاً إدارة الطاقة؛ ذلك لأنَّه إذا لم تفعل ذلك، فسرعان ما ستشعر بالإنهاك والإرهاق، فالطاقة هي كل شيء في الحياة؛ لذا اسأل نفسك: كيف تشعر غالبية الوقت؟ هل تشعر بالحيوية والنشاط؟ أم هل تشعر بالخدر والنعاس؟ إذا كنتَ تشعر بالتعب في معظم الأوقات، فمن المحتمل أن تشعر أنَّك أقل حيويةً وتفتقر إلى المرح أيضاً، فعندما تنخفض طاقتك، لن تتمتع بالمزايا الكاملة التي تقدِّمها الحياة لك، وإذا كان الأمر كذلك، فإليك ثلاث نصائح بسيطة للشعور بالتحسن:

  • تناول الأطعمة التي يمكنك معرفة مصدرها.
  • اذهب إلى النوم في وقت محدد ونم جيداً.
  • مارِس بعض تمرينات القوة والتحمل والمرونة.

6. المثابرة:

لقد اجتزتَ جميع الخطوات؛ حيث يكمن السر الآن في متابعة تطبيق كل خطوة من هذه الخطوات باستمرار، على سبيل المثال: لا تشحن طاقتك مرة واحدة فقط، وبدلاً من ذلك، عليك أن تتأكد من أن تفعل ذلك بين الحين والآخر، على الرغم من أنَّ الأمر قد يبدو واضحاً، إلا أنَّه ينطبق على جميع الخطوات الأخرى، فأنت بحاجة إلى المثابرة كي تضبط نفسك، وما إن تتمكن من القيام بذلك، فسوف تشعر أنَّك سعيد ومهيَّأ للنجاح.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!