كيف تعثر على معنى الحياة؟

يمنحنا العثور على معنى اللحظات التي نعيشها أدواتٍ هامة لتحمُّل وفهْم الصعوبات من حولنا، لكن حين يصعب علينا ذلك يمكننا ببساطة التركيز على ما يحصل في اللحظة الراهنة. فكيف نعثر على معنى الحياة؟ هذا هو محور نقاشنا في المقالة التالية.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون “مايكل إف ستيغير” (Michael F. Steger) والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته في العثور على معنى الحياة في لحظات صغيرة من حياته اليومية.

زاد الوضع السياسي وتفشي جائحة كوفيد 19 من إحساسي بأنَّ العالم بأكمله يخرج عن السيطرة وأنَّ حياتي الصغيرة كانت غير هامة في المقابل، وخلال هذه الأيام بدى أنَّ الفوضى تعم الحياة بأسرها، وأنَّ العثور على معنىً كونيٍّ عظيم لكل ما يحصل أمر مستحيل.

لكنَّ أموراً بسيطة واللحظات العابرة والمشاهد السحرية التي نعيشها مرَّةً واحدة، هي التي منحت الحياة معناها، فتساقط الثلج مهما كان توقيته غريباً، جلب معه هواءً نظيفاً، وطلى طبقة الرماد التي غطت كل شيء بالأبيض، وتناثر الثلج فوق أوراق الأشجار والأعشاب، وعلى الرغم من أنَّه تسبب ببطء حركة السير وانزلاق السيارات على الجليد وقضائنا ساعات في جَرف الثلج، منحنا عالماً جديداً بديع الجمال استبدل مشاهد الدخان أينما التفتنا.

شاهد بالفيديو: 5 أسئلة تحدد هدفك في الحياة

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/uPZIzgzERqY?rel=0&hd=0″]

على نحو مشابه، حين فتحت المدارس أبوابها مجدداً وتلاها مباشرة إصابة ابني بالحمى فجأة، وبعد أن كاد انتظار نتائج فحص كوفيد 4 أيام يُلغي كل خططنا المتواضعة لعطلة العيد، كانت الساعات التي قضتها عائلتي في إعداد الحلوى معاً والاستماع للموسيقى تحت الأضواء والزينة، ذكريات جميلة سأعود إليها ما حييت.

كان العام الماضي قاسياً، والعثور على معنى لكل ما ابتُلينا به في 2020 سيتطلب وقتاً طويلاً، فهو ليس أمراً يمكن الوصول إليه خلال بضعة أيام، ولا يزال أمامنا الكثير من العمل الذي سيستمر حتى بعد ذوبان الثلوج وعودة الحياة إلى الجبال المحروقة حيث كانت من قبل غاباتٍ جميلة؛ لكن يمكننا إيجاد معنى في طرائق أصغر وبالأهمية نفسها يومياً، فعوضاً عن عيش الحياة على عجلة دون ملاحظة رقاقات الثلج تلمع تحت نور الشمس، أو انعكاس غيمة على بركة ماء أو ابتسامة شخص تحبه، توقف هنيهة واشعر بمعنى هذه اللحظة العابرة، أدرك الأمور الهامة بالنسبة إليك والعزيزة عليك والتي تريد أن ترعاها.

إليك كيف تغتنم تلك اللحظات القصيرة وتعثر على المعنى فيها:

  • تمهَّل: توقف قليلاً واشعر بما يحصل حولك مستخدماً جميع حواسك.
  • لاحظ: وجِّه وعيك إلى شيء لفت انتباهك.
  • قدِّر: ابحث عن الجمال في شيء واشعر بالحب تجاه الآخرين.
  • تأمل: فكر كيف تعكس هذه اللحظة الأمور التي تحمل معنى بالنسبة إليك، والتي تستحق الاهتمام بها حتى خلال هذه الأوقات العصيبة.
  • استمتع: على الرغم من كل شيء يحصل حولك، لكن لا زال لديك هذه النعمة لتقدِّرها وتستمتع بها.

يمنحنا العثور على معنى اللحظات التي نعيشها أدواتٍ هامة لتحمُّل وفهْم الصعوبات من حولنا، وفي حين يمكننا أن نستمر بمحاولة فهم معنى هذه الأوقات في المستقبل، لكن حين يصعب علينا ذلك يمكننا ببساطة التركيز على ما يحصل في اللحظة الراهنة، سوف أستمتع أنا الآن لبعض الوقت بالرائحة العطرة لكأس شاي والسماء الزرقاء الصافية الخالية من الدخان.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!