كيف تعزز إنتاجيتك؟

يبدو أنَّ هناك فكرة خاطئة مفادها أنَّ الأفراد والمنظمات يجب أن يختاروا إما أن يكونوا مبدعين أو منتجين، ومن وجهة نظر معينة، هذا منطقي وعموماً، إذا كنتَ ترغب في زيادة الإنتاجية والأرباح، فأنت بحاجة إلى تسخير قوة الإبداع، وإليك 10 طرائق يمكنك من خلالها تحقيق ذلك، فلا تخف من مشاركة هذه الاستراتيجيات مع فريقك أيضاً، حتى تتمكن من تبنِّي ثقافة مُبتَكرة:

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة “ديانا ريتشي” (Deanna Ritchi)، والتي تُقدِّم لنا فيه نصائح إبداعية لتعزيز الإنتاجية.

كتب الأستاذ في جامعة “إلينوي آرت ماركمان” (Art Markman) في مجلة “هارفارد بزنس ريفيو” (Harvard Business Review): “هناك إشكال جوهري بين الإنتاجية والإبداع، ولن يحصل المديرون على الإبداع حتى يدركوا ذلك الإشكال؛ حيث يعمل الأشخاص المنتجون بشكل منهجي من خلال المهام التي يتعين عليهم إنجازها، وإنَّهم يحققون تقدماً ثابتاً وقابلاً للقياس نحو أهدافهم؛ وذلك لأنَّهم يستثمرون وقتهم بشكل فعال ومؤثر”.

ويضيف قائلاً: “لا يقدِّم الإبداع ما تقدِّمه الإنتاجية؛ بل يحتاج الإبداع إلى وقت ومساحة لينمو”، وفي الوقت نفسه، كما أشار المدوِّن “بولاند جونز” (Boland Jones) في مقال عن رواد الأعمال: “يؤدي هذا الإبداع إلى الإنتاجية”، ووفقاً لـ “جونز”، وهذا صحيح للأسباب التالية:

  • يشجع الإبداع على العمل.
  • يساعد على معالجة المشكلات الأكبر.
  • يمكن أن يُحفِّزك أنت وموظفيك إمَّا عن طريق تحسين مكان عملهم أو السماح لأفكارهم المبتكرة بأن تُسمَع.
  • يُعَدُّ شرارة للعاطفة، والتي بدورها تجعل الناس يستثمرون عاطفياً في عملهم.
  • يزيل الخوف من الفشل.

كتب الدكتور “يورام سولومان” (Yoram Solomon) في مجلة “ديسرابتر ليغ” (Disruptor League): “إذا حقَّقَت الشركتان الربح ذاته في العام الأول، فبحلول العام الخامس، ستحصل الشركة غير المُبتَكِرة على أرباح أقل بنسبة 75% إلى 80% من الشركة المُبتَكِرة”، و”بعد 19-20 سنة، ستتقلص نسبة الأرباح إلى 35-50%، ومع ذلك، إذا قارنَّا الشركات ذات الربحية العالية فقط، فإنَّ الفارق بعد 19-20 سنة سيكون 80%”.

في عام 2019، أفاد بحث أجرته شركة “ماكينزي وشركائه” (McKinsey & Co) أنَّ هناك “فجوة متزايدة في الأداء تفصل الشركات المبتكِرة عن الشركات التي تحاول مجاراة هذه القدرات”، ويوجد في الواقع سببان وراء صحة ذلك؛ حيث يوضِّح القائمون على الدراسة ما يلي: “أولاً، القدرة على وضع طموح جريء ولكنَّه معقول للابتكار، يرتكز على رؤية واضحة للقيمة الاقتصادية التي يحتاج الابتكار إليها، وثانياً، القدرة على اتخاذ خيارات صعبة لتخصيص الموارد للأشخاص والأموال اللازمة للاستفادة من قيمة الابتكار على نطاق كافٍ لإحداث فارق”.

وعموماً، إذا كنتَ ترغب في زيادة الإنتاجية والأرباح، فأنت بحاجة إلى تسخير قوة الإبداع، وإليك 10 طرائق يمكنك من خلالها تحقيق ذلك، فلا تخف من مشاركة هذه الاستراتيجيات مع فريقك أيضاً، حتى تتمكن من تبنِّي ثقافة مُبتَكرة:

1. الابتعاد عن المشكلة نفسياً:

تتساءل المدوِّنة “كارلا لانت زابير” (Karla Lant-Zapier) :”هل لاحظتَ يوماً كيف يمكن أن تشعر بمزيد من الإبداع بشأن مشكلة عندما تكون بعيداً عنها، كالاستحمام في المنزل بعد العمل”، وفي الواقع، هذا مثال رائع للابتعاد عن الأمر نفسياً.

ووفقاً لأستاذة علم النفس “ليلي جيا” (Lile Jia)، فإنَّ المسافة النفسية تولِّد الإبداع، فمن المُرجَّح أن نفكر بإبداع في الأشياء التي لا نختبرها في المكان أو في الوقت الحالي دون ضغوط؛ مما يعني أنَّه لنكون مبدعين، نحتاج إلى الشعور بأنَّنا بعيدون قليلاً عن المشكلة، وهناك طريقة واحدة لتحقيق ذلك: ضع في الحسبان منظور شخص آخر، واسأل نفسك مَن يعمل أيضاً على حل هذه المشكلة أو يتحدث عنها؟

يمكنك أيضاً إنشاء مسافة نفسية عن مشكلة من خلال إعادة صياغتها عبر التفكير في القضية الأساسية، فعلى سبيل المثال: تقترح “لانت زابير” ما يلي: “إذا كنتَ تريد أن يتوصَّل فريقك إلى جميع الحلول الممكنة للزحمة المرورية في مدينة ما، فلا تختر مدينتك، وابحث عن مدينة مشابهة على بُعد آلاف الأميال إذا أمكن، مع إحصاءات مماثلة، لتطبيق الحلول الإبداعية”.

2. تجربة أحلام اليقظة:

وفقاً لدراسة في مجلة “سايكولوجيكال ساينس” (Psychological Science)، فإنَّ أولئك الذين يتركون عقولهم ترتاح، لديهم قدرة أعلى على التذكُّر؛ حيث إنَّ امتلاك هذه القدرة يسمح لنا بالتفكير في أشياء متعددة في وقت واحد، كما أنَّه من العوامل المؤثرة في معدل الذكاء والفهم.

السبب في ذلك كما قال الباحث في الدراسة “جوناثان سمولوود” (Jonathan Smallwood)، من معهد “ماكس بلانك للإدراك البشري وعلوم الدماغ” (Max Planck Institute for Human Cognitive and Brain Science)، في بيان: قد يكون السبب في أنَّ “الأشخاص الذين لديهم ذاكرة عاملة إضافية يوزعونها للتفكير في أشياء أخرى غير الأشياء التي يقومون بها”، فكيف يمكنك أن تدع عقلك يشرد؟ واحدة من أبسط التقنيات هي أن تدع نفسك تشعر بالملل، فعلى سبيل المثال: اقرأ التقارير المملة أو انتظر في طابور دون هاتفك.

شاهد بالفديو: 9 تقنيات لزيادة الإنتاجية الشخصية

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/gZQLlkCdIqo?rel=0&hd=0″]

3. الذهاب في نزهة على الأقدام:

ربما يكون هذا من أفضل النصائح عندما يتعلق الأمر بالإبداع، فبعد كل شيء، كان بعض المفكرين الأكثر إبداعاً في كل العصور، مثل “بيتهوفن” (Beethoven) و”نيتشه” (Nietzsche) و”جوبز” (Jobs) يعشقون المشي؛ ومع ذلك، يؤكِّد بحث أجرته جامعة “ستانفورد” (Stanford University) هذا من خلال اكتشاف أنَّ المشي زاد من إبداع 81% من المشاركين.

“إنَّ دمج النشاط البدني في حياتنا ليس مفيداً لقلوبنا فحسب؛ بل لأدمغتنا أيضاً، وكما قالت عالمة السلوك والتعلُّم بجامعة “ستانفورد” (Stanford University) والمؤلفة المشاركة في الدراسة “ماريلي أوبيزو” (Marily Oppezzo): “يقترح هذا البحث طريقة سهلة ومثمرة لدمجها في نشاطات عمل معينة”، وعلاوة على ذلك، فإنَّ الذهاب في نزهة يمكن أن يشجع على تدفق الأفكار بحرية أكبر.

أنا شخصياً أمشي لمدة 20-30 دقيقة خلال فترة بعد الظهر، وأترك هاتفي بعيداً، وأدع ​​عقلي يسرح، وعندما أعود، لا أشعر بالانتعاش والتجدد فحسب؛ بل أعود بأفكار جديدة، وأوصي أيضاً بالتجول في أثناء إجراء مكالمة هاتفية هامة، أو جدولة اجتماعات مشياً على الأقدام، وحتى يتمكن فريقك من تبنِّي أفكار جديدة وفريدة من نوعها.

4. تغيير روتينك:

ليس عليك أن تفعل ذلك يومياً، فبعد كل شيء، يضيف الروتين حالة من اليقين والتنظيم إلى حياتك؛ ومع ذلك، لا تخف من الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك من حين إلى آخر والترحيب بالتجارب الجديدة، فعلى سبيل المثال: في أثناء استراحة الغداء، غادِر المكتب وجرِّب تناول طعامك في مطعم.

5. تطوير مهارات إدارة الإجهاد:

يقول الدكتور في علم النفس “روبرت إبستين” (Robert Epstein): “الإجهاد هو قاتل معروف للإبداع”، وعلى هذا النحو، ابحث عن طرائق للتعامل مع التوتر بشكل أفضل؛ حيث تشمل بعض الاقتراحات:

  • إعطاء الأولوية لسلامتك من خلال القيام بنشاط بدني وصحي والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
  • يمكن أن يقلل قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة من مستويات الكورتيزول وضغط الدم.
  • ممارسة تمرينات التنفس.
  • تتبُّع وقتك وتحديد مسببات التوتر.
  • استخدام الزيوت العطرية مثل اللافندر أو الحمضيات أو خشب الصندل أو النعناع أو الياسمين.
  • الاحتفال بإنجازاتك حتى انتصاراتك الصغيرة.

6. استخدام الموسيقى:

يمكن أن تكون الموسيقى أداة فعالة للغاية، فلها القدرة على تحسين حالتك المزاجية وحجب عوامل التشتيت وتحفيز الأفكار الإبداعية، لننظر إلى الأمر بهذه الطريقة، إذا نجح الأمر مع العالم “ألبرت أينشتاين” (Albert Einstein)، فسوف ينجح معك أيضاً.

كتب العالم “أينشتاين” في إحدى المجلات: “لو لم أكن عالم فيزياء، فربَّما كنت سأصبح موسيقياً، وغالباً ما أفكر في الموسيقى؛ حيث أعيش أحلام اليقظة الخاصة بي في الموسيقى، وأرى حياتي من منظور الموسيقى وأستمتع كثيراً بالحياة من خلال الموسيقى”.

إذا لم تتمكن من العزف على آلة موسيقية، فعليك على الأقل تنظيم قائمة تشغيل أغاني، فمن الناحية المثالية، يجب أن تتواصل الموسيقى معك على المستوى الشخصي.

7. تعديل مزاجك:

وجدت بعض الدراسات أنَّ المزاج الإيجابي يمكن أن يحفز الإبداع؛ وذلك لأنَّه يُعزِّز النشاط في قشرة الفص الجبهي والقشرة الحزامية الأمامية؛ حيث تتحدى التفكير الإبداعي عندما تكون في حالة مزاجية سيئة، ويمكن للمشي في الخارج أن يحسن مزاجك، ولكن، قد ترغب أيضاً في التفكير في استراتيجيات أخرى مثل مشاهدة مقطع فيديو مضحك على منصة “يوتيوب” (YouTube) أو اللعب مع أطفالك أو حيوانك الأليف، ويمكنك أيضاً الاستمتاع في العمل من خلال استراتيجية التلعيب أو نشاطات بناء الفريق.

8. استخدام المحفزات البصرية:

وفقاً لمنصة “بيترهيلب” (Betterhelp)، “هذه طريقة محددة لاستخدام خيالك؛ حيث إنَّها عملية معرفية تتكون من صور ذهنية حية، فأنت تُغيِّر الصور بوعي، وهذا بدوره يغير مشاعرك حول الموضوعات التي تتناولها الصور، وبينما تتدرَّب على تصور المستقبل الذي تريده، فإنَّك تصنع ذلك المستقبل”.

ستحتاج إلى اتخاذ الخطوات التالية:

  • اختيار هدف صغير ومحدد لمساعدتك على النمو من أجل النجاح.
  • تشكيل صورة ذهنية حية للشيء أو النتيجة التي تريدها، وتخيُّلها كما لو كانت موجودة بالفعل بالطريقة التي تريدها.
  • إعادة النظر طوال اليوم في الصورة التي استحضرتَها.
  • إضافة الإيجابية إلى الصورة الذهنية التي أنشأتَها.

9. الاسترخاء:

لماذا غالباً ما تأتينا الأفكار الأكثر إبداعاً في أثناء الاستحمام؟ يشرح فريق “ثينك كريتف” (ThinkCreative) السبب قائلاً: “تُطلِق نشاطات الاسترخاء – مثل الاستحمام أو ممارسة الرياضة أو القيادة إلى المنزل بعيداً عن العمل – هرمون الدوبامين؛ وهي المادة الكيميائية التي تمنحنا إحساساً بالمتعة”، ويضيفون: “يثير الدوبامين المزيد من الأفكار الإبداعية عن طريق زيادة النشاط في أجزاء معينة من الدماغ”، و”الحالة الذهنية المريحة هي مفتاح الإبداع؛ وذلك لأنَّنا نصبح أكثر ذكاءً؛ مما يزيد من احتمالية التواصل بين الأفكار”.

10. الكتابة وتنظيم أفكارك:

أخيراً، كلَّما كانت لديك فكرة عشوائية، فدوِّنها، وحتى لو بدا الأمر سخيفاً تماماً، فلا توجد أفكار سيئة، وكما قال رائد الأعمال “كريج بروس” (Craig Bruce) ذات مرة: “لا شيء يفوق جمال وأناقة فكرة سيئة”، وبعد ذلك، عندما يكون لديك وقت فراغ، نظِّم هذه الأفكار، فقد يكون بعضها يستحق العمل عليه؛ فتلك هي الأفكار التي لا يجب التخلص منها.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!