كيف تمنع الوصول إلى حالة الانهيار؟

إن كان من عادتك أن تطغى عليك المشاعر السلبية وتقع تحت تأثير نوبات الغضب أو القلق، فقد تكون حياتك صعبة؛ حيث يمكن أن يتزايد الإحباط أو الانزعاج البسيط إلى رد فعل عاطفي يفسد يومك بأكمله. فكيف نمنع نفسك من الوصول إلى حالة الانهيار؟ هذا ماسوف نتعرف عليه من خلال المقالة التالية.

يحدث هذا لكثير من الناس وليس لك وحدك، في حالات عدة:

  • الشعور بالخيبة بسبب أحد الأشخاص، ثم تصاعد حدة الغضب أو الشعور بالغضب طوال اليوم؛ ممَّا يضعك في مزاج سيِّئ.
  • الشعور بالخوف أو الأذى، فقد تنشغل في قصة ذهنية تسبب لك نوبة قلق أو تجعلك تتوقف عن التفكير، وقد تستغرق هذه الحالة ساعات للتعافي منها.
  • شعورك بالاستياء حيال شيء فعلتَه أو فشلتَ في القيام به، فقد تتدهور إلى كراهية الذات، وقد تقع في حالة من الإحباط تجاه كل شيء.

ما الذي يمكن فعله عندما يتكرر الشعور بالإرهاق العاطفي؟ فلنأخذ فكرة عمَّا يحصل، ثم نرى بعض الأفكار حول ما يمكننا القيام به.

كيف ندخل في وضع الكارثة؟

نادراً ما تكون الصعوبة الأولية التي نواجهها كارثة بمعنى الكلمة؛ إذ إنَّها عادة مجرد شعور بعدم اليقين أو الخوف:

  • الإحباط عندما يتصرف شخص ما بطريقة لا نحبذها.
  • الخوف عندما يُوجَّه إلينا الانتقاد.
  • تدني مستوى الثقة بالنفس عندما لا يكون أداؤنا في شيء كما نرغب له أن يكون.

هذا الشعور الأولي بالخوف أو عدم اليقين أو الإحباط ليس مشكلة بالضرورة؛ إذ إنَّه مجرد شعور.

تأتي الصعوبة الحقيقية ممَّا يحدث بعد ذلك:

  • نشعر بذلك الانقباض، ثم ندخل في آلية دفاع لننسج إحدى رواياتنا المعتادة.
  • قد يكون السرد حول سبب خطأ الشخص الآخر، ولماذا أنت مخطئ، ومدى أهمية هذا الموقف.
  • تزيد هذه الأفكار من الشعور الذي بدوره يزيد من حدة الأفكار، وتغذي ناراً متنامية حتى نصل إلى وضع الكارثة الكامل، فتصبح الشرارة الصغيرة بحجم حريق غابة.
  • ثم قد نلجأ إلى عادات مختلفة للتعامل مع هذه المشكلة، مثل الصراخ، أو نوبة الغضب، أو الانكفاء، أو الاختباء، أو إراحة أنفسنا بالطعام، أو اللامبالاة، أو المخدرات، أو ربما نذوب في حالة اكتئابية.

حتى رد الفعل هذا ليس ذا أهمية كبيرة، فهو مجرد عاصفة عاطفية عابرة؛ لذا نحن لسنا بحاجة إلى تعذيب أنفسنا إذا وقعنا في هذه المشكلات، وفي الواقع، ما نحتاج إليه حقاً هو المزيد من التعاطف مع الذات.

شاهد بالفديو: 6 استراتيجيات لتحفيز الذات عند الإحساس بالاكتئاب

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/F__eNim8bRc?rel=0&hd=0″]

كيف تتوقف قبل حدوث الانهيار؟

إذا نظرتَ إلى العملية أعلاه، فإنَّ الشرارة التي تشعل اللهب ليست ساخنة جداً أو ضخمة، ويكمن السر في إدراكها مبكراً، فإذا تمكَّنَّا من إدراكها وهي لا تزال مجرد شرارة، فسوف يكون الأمر أسهل بكثير.

يمكننا ببساطة أن نسمح لأنفسنا ببعض الشعور بالخوف وعدم اليقين أو الإحباط أو أياً كان الشعور، كما يمكننا أن نستريح قليلاً، ونتعاطف مع أنفسنا، ثم ننسى الأمر ونمضي بقية يومنا.

كيف ندركها قبل فوات الأوان؟ بالتدريب، فإذا لم نكن مُهيئين جيداً للتعامل مع أنفسنا، فقد نضطر إلى البدء بتطوير هذه القدرة في الاتجاه المعاكس؛ حيث نلاحظ عندما تحترق الغابة بأكملها، ثم نتأمل عندما كانت مجرد شرارة.

في أيَّة مرحلة يمكننا إدراكها مبكراً؟ يمكننا ممارسة هذا التأمل دون جلد ذاتنا، فافترض أنَّك تساعد صديقاً على التفكير، ثم ببطء، ومع هذا النوع من الممارسة، قد نعرف اللحظة التي كانت فيها مجرد شرارة، وعندما نتمكن من اكتشافها في الوقت المناسب، يمكننا التوقف للحظة، وأخذ نفس عميق، ثم لاحظ الشعور كأثر في الجسم، فكن حاضراً مع الإحساس دون تأجيج السرد الذي يزيد من حدة النار.

عندما نعتاد هذه الممارسة، يمكننا ببساطة الانتباه إلى ذلك، فلاحظ الأفكار السلبية، ولاحظ أنَّها غير مفيدة (فهي تزيد الأمور سوءاً فحسب)، وانظر ما إذا كان في إمكانك العودة من هذه الأفكار إلى الإحساس بالجسد، فدع نفسك تتلقَّى هذه العواطف على أنَّها أحاسيس ملموسة.

من هنا، يمكنك أن تعطي نفسك بعض التعاطف وبعض الحب، فاعتنِ بنفسك عندما تشعر بعدم اليقين أو الخوف أو الإحباط، ومن خلال الممارسة، يمكننا اكتشاف الأفكار السلبية في الوقت المناسب ونعتني بمشاعرنا بتعاطف ورحمة.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!