كيف يمكن للذكاء العاطفي أن يعزز زواجك، وما هي أسرار تعلمه؟

لقد وقعت زوجتي في حبي منذ أول يوم التقينا فيه، فقد عمل كلانا في المنظمة نفسها، ولكن في فروع مختلفة، والتقينا في مؤتمر لجميع الموظفين، فرأيتها مثل المنارة المضيئة تعمل بسحر ورشاقة. هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "زاك بريتل" (Zach Brittle)، والذي يحدِّثنا فيه عن مدى تأثير الذكاء العاطفي في الزواج، وكيف نتحلَّى به لنكوِّن علاقات سليمة.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن “زاك بريتل” (Zach Brittle)، والذي يحدِّثنا فيه عن مدى تأثير الذكاء العاطفي في الزواج، وكيف نتحلَّى به لنكوِّن علاقات سليمة.

أمَّا عني، فكنت الشخص الوحيد الجالس في زاوية الغرفة تجنُّباً لأكبر عدد ممكن من المحادثات؛ وبطريقةٍ ما، تعرَّفت إليها، وتبادلنا الأحاديث، واستمعنا للموسيقا، وذهبنا في نزهة رومانسية طويلة تحت ضوء القمر.

وعادت إلى المنزل في تلك الليلة وكتبت في دفتر يومياتها أنَّها تتمنى أن أصبح زوجها – وقد أعطتني نسخة من هذه التدوينات كهدية زفافنا، وهي معلَّقة الآن على جدار غرفة نومنا – وعدت أنا إلى المنزل واتصلت بصديقي لأخبره عن هذه الصديقة الجديدة الأنيقة التي التقيت بها.

لم أكُن على دراية بالتأثير الذي تركْتُه في زوجتي المستقبلية، وكذلك ما خلَّفَتْه هي فيَّ من تأثير؛ وذلك لأنَّني في عمر الثانية والعشرين، لم أمتلك الكثير من الذكاء العاطفي، ولكنَّني اكتسبت بعضاً منه في العقدين الماضيَين.

لقد أصبحت عبارة الذكاء العاطفي شائعة منذ حوالي عشرين عاماً، عندما صاغها المؤلِّف وعالِم النفس الدكتور “دانيال جولمان” (Daniel Goleman)، والذي قال إنَّ الذكاء العاطفي (والمعروف أيضاً باسم “EQ”) بأهمية الذكاء المعرفي أو الأكاديمي نفسها، إن لم يكُن أهم.

ولقد أثارت فكرة الذكاء العاطفي جدلاً واسعاً على مدار العقدين الماضيين، والقادة الحاليون في هذا المجال هم “ترافيس برادبيري” (Travis Bradberry) و”جين جريفز” (Jean Greaves)، مؤلفا كتاب “الذكاء العاطفي 2.0” (Emotional Intelligence 2.0).

يصف “برادبيري” و”جريفز” الذكاء العاطفي بأنَّه مزيج من أربع مهارات: الوعي الذاتي، والإدارة الذاتية (المهارات التي تتعلق بك شخصياً)، والوعي الاجتماعي، وإدارة العلاقات (المهارات التي تتعلق بتعاملك مع الآخرين)؛ باختصار، الذكاء العاطفي هو مقياس لمدى إدراكك لنفسك وعلاقاتك، ولقد طُبِّقت معظم أبحاث الذكاء العاطفي في مكان العمل، ولكن للذكاء العاطفي تأثير عميق في الزواج أيضاً.

يقول الباحث الرائد في العالم في مجال الاستقرار الزوجي، الدكتور “جون جوتمان” (John Gottman): “الأزواج السعداء ليسوا أكثر ذكاءً أو ثراءً أو استقراراً نفسياً من غيرهم؛ ولكنَّهم توصَّلوا إلى ديناميكية يطبِّقونها في حياتهم اليومية تساعدهم على عدم السماح لأفكارهم ومشاعرهم السلبية تجاه بعضهم بعضاً (والتي توجد لدى جميع الأزواج) من التغلب على أفكارهم الإيجابية، وهذا ما أسميه بالزواج الذكي عاطفياً”.

يكون الزواج السعيد زواجاً ذكياً عاطفياً، ويلتزم الطرفان فيه بالوعي الذاتي والوعي بمشاعر الآخر، كما يستطيع الزوجان إدارة حالتهما العاطفية ومعرفة تأثيرها في الآخر، كما يقول الدكتور “جوتمان”: “في أنجح الزيجات، يتقاسم الزوج والزوجة الإحساس العميق بالهدف؛ فهم يتناغمون معاً، ويدعمون أيضاً آمال وتطلعات بعضهم بعضاً، ويبنون إحساساً بالهدف في حياتهم معاً، وكلما كان الزوجان أكثر ذكاءً عاطفياً، كانا أكثر قدرة على فهم واحترام بعضهما بعضاً بهذه الطريقة”.

يبدو كل هذا رائعاً، وقد يجعل فهم واحترام بعضكما بعضاً العلاقة مثالية؛ لذا يجب أن نتعلَّم كيف نكون أكثر ذكاءً عاطفياً، وقد يسأل بعض الناس: “ماذا لو لم أكن جيداً قط في الأمور العاطفية؟ هل يوجد سر في ذلك؟ كيف أتمتَّع بذكاء عاطفي أكبر؟

لحسن الحظ، يمكنك بالفعل تعلُّم كيفية رفع معدَّل ذكائك العاطفي، وهذه هي الأطروحة الأساسية لكتاب “برادبيري” و”جريفز”، كما يمكنني أن أؤكد لكم، من خلال تجربتي الشخصية، أنَّه في إمكان أي شخص تعزيز ذكائه العاطفي؛ فأنا لم أكن شخصاً عاطفياً أو يستطيع التعبير عن مشاعره، ولكن تمتلك زوجتي وعياً عاطفياً كبيراً، وبمرور الوقت، تعلَّمتُ كيف أكون أكثر انسجاماً مع نفسي وبيئتي، وبدأت علاقاتي (مع نفسي ومع الآخرين) بالتحسُّن؛ ممَّا يجعلني دليلاً حيَّاً على إمكانية تعلُّم الذكاء العاطفي.

يبدأ تعزيز الذكاء العاطفي بتعزيز الوعي من خلال الانتباه إلى الإشارات والدلائل التي يمنحك إياها قلبك وعقلك وحتى جسدك، وثمَّة أيضاً طريقة لبدء رفع مستوى الوعي، وهي بسيطة للغاية، وتكمُن في بناء مفرداتك العاطفية.

أعتقد أنَّ أحد أكبر العقبات التي تحول دون إدراكنا لمشاعرنا وعواطفنا هي محدودية المفردات، وكانت هذه مشكلتي في اليوم الذي قابلت فيه زوجتي؛ إذ لم أتمكن من التعبير سوى عن المشاعر الأساسية التي يسهل وصفها مثل السعادة والحزن والغضب، ولكن بعد ذلك، عملت بجد لتعلُّم كيفية وصف هذه المشاعر تماماً، على سبيل المثال: يختلف الشعور بالحزن عن الشعور بالاكتئاب والضعف والحنين والمرض، ولكنَّنا قد نخلط بينهم أو نصفهم بوصف واحد؛ لذا ينبغي علينا التفرقة بين المشاعر والصفات بدقَّة لنعالجها معالجة صحيحة.

بالإضافة إلى ذلك، عليك أن تتجاوز أول شعور تشعر به وتصفه لنفسك بدقة؛ إذ تكون المشاعر الأولى التي تنتابك هي الأقوى ولكنَّها الأقل صحة، ومن ثم عندما تشعر بالغضب كردَّة فعل أولية، فيجب عليك أن تتحقَّق من مشاعرك وتصفها بدقة أكبر حتى تتمكَّن من الانتقال إلى عاطفة أكثر فائدة.

قد تشعر في الواقع بالغيرة أو الإحراج أو القلق أو الانزعاج أو الأذى أو الخجل؛ يحمل كل شعور من هؤلاء تأثيراً مختلفاً، وسيخبرك الوصف الدقيق لكل منهم بالطريقة التي تتعامل بها مع شريكك؛ ممَّا سيعزِّز من احترامكما لبعضكما بعضاً.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!