ما الذي يمنعك من المضي قدماً؟

يعاني معظم الناس من عقلياتهم وطريقة تفكيرهم، فهم يشعرون أنَّهم عالقون في حياتهم ومهنهم وعلاقاتهم، ويكافحون دائماً لإيجاد طريقة تساعدهم على المضي قدماً؛ فهم يمتلكون أحلاماً كبيرة، لكنَّهم يشعرون أنَّ شيئاً ما يعيق تقدمهم. يتطلب التحكم بطريقة تفكيرك إطلاق العنان لقوتك الداخلية، وتجنب الحديث الذاتي السلبي، وطرح الأسئلة الصعبة التالية على نفسك.

Share your love

يرغب معظم الناس في زيادة إنتاجيتهم وأرباحهم، ويريدون علاقات وحياة أفضل؛ ومع ذلك، يتعلق التخلص من العوائق وخروجهم من هذه الحالة بامتلاك عقلية وتكتيكات وأساليب أفضل، ولن يؤدي تجاهل أهمية طريقتنا في التفكير إلى تغيير دائم؛ لذلك سنذكر في هذه المقالة 5 أسئلة من المحتمل أن تساعدك على التحكم بأفكارك، واكتساب فهم أفضل لمشاعرك، وإدارة وقتك جيداً، والتخلص من العوائق، والخروج من هذه الحالة، وتبنِّي عقلية إيجابية، والتي تُعَدُّ أقوى سلاح يساعدك في سعيك إلى تحقيق النجاح.

يتطلب التحكم بطريقة تفكيرك إطلاق العنان لقوتك الداخلية، وتجنب الحديث الذاتي السلبي، وطرح الأسئلة الصعبة التالية على نفسك:

1. ما الذي يعيقك؟

يقول “تيم فيريس” (Tim Ferris): “إنَّ الخيارات الصعبة هي ما نخشى فعله، أو السؤال عنه، أو حتى قوله؛ لكنَّها في الغالب أكثر ما نحتاج إلى فعله. لقد أوقفني صوتي الداخلي لفترات طويلة، وأقنعني أنَّني لست ذكياً أو قوياً أو حتى جيداً بما فيه الكفاية لفعل ما كنت أحاول القيام به؛ ولكنَّني تعلمت في النهاية إسكات صوتي الداخلي والتغلب عليه والسعي وراء أحلامي”؛ لذا إذا شعرت أنَّك عاجز عن التقدم، وأنَّ صوتك الداخلي يضغط عليك؛ فلا تترد بتجاهله.

يسمح بعض الناس للمخاوف بمنعهم من المضي قدماً وجعلهم عالقين في مواقفهم وأفكارهم؛ إذ يمكن للخوف أن يُبقِيك عالقاً في مكانك ويؤثر في عقليتك ليجعلها ثابتة وتأبى التغيير؛ لكن يُسكِت “تيم فيريس” خوفه بالتصريح عنه بصوت عالٍ، حيث يقول: “تبدأ من خلال التعرف على أسوأ سيناريو محتمل التغلب على الخوف الذي يعيقك”.

لقد صمم فيريس تمريناً سماه “تحديد المخاوف”؛ فعندما واجه خوفه على الورق، تعلَّم كيف يواجهه، وأصبح من السهل عليه هزيمته في الحياة الواقعية، فقد فهم وأدرك أنَّ الخوف يضغط عليه ويمنعه من تحقيق أهدافه؛ لذا فكر فيما يخيفك ويحبطك، وسجل ذلك على الورق، وحاول التغلب عليه.

شاهد بالفديو: 12 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/_MeIsAISuIQ?rel=0&hd=0″]

2. ممَّن تنتظر الإذن؟

يقول غاري فاينيرتشوك (Gary Vaynerchuk): “لست بحاجة إلى إذن أحد للسعي وراء أحلامك، بل نفذ ما تريده وحسب”؛ ويعني هذا أنَّك لا تحتاج إلى إذن أي شخص لتكون على طبيعتك وتشارك مواهبك.

يرغب غاري فاينيرتشوك (Gary Vaynerchuk) -رائد الأعمال والحاصل على لقب المؤلِّف صاحب الكتب الأكثر مبيعاً من نيويورك تايمز (New York Times)- في إصدار كتاب جديد يتحدث عن منح نفسك الإذن للقيام بما تريد، فهو يعتقد أنَّ الإذن الوحيد الذي تحتاجه لتكون على طبيعتك هو إذنك الشخصي؛ لذا امنح نفسك الإذن لتكون رائعاً وعظيماً.

عندما تريد شيئاً ما، اسعَ إليه، ولا تنتظر حتى يوافق الآخرون على اختياراتك؛ فإذا كنت تريد ترك عملك، فاستقل فوراً دون الحاجة إلى موافقة صديقك للقيام بذلك؛ وإذا كنت ترغب في إنقاص الوزن، تناول الطعام الصحي، ولا تقلق بشأن ما يعتقده الآخرون عنك.

يقول غاري: “عندما كنتُ طفلاً صغيراً، أُغرمتُ بكتابة القصص القصيرة، لكنَّني خشيتُ ما سيقوله الآخرون عن كتاباتي، وانتظرتُ أن يُسلَّط الضوء عليَّ، وأن يدفعني أحدهم ويطلب مني الكتابة؛ ففي الواقع، كنت أنتظر الإذن”.

إذا كنت تريد أن تفعل شيئاً ما، فتوقف عن طلب الإذن، وتحرك لتحقق أشياء رائعة؛ فعندما تنجح، يظهر معجبوك؛ لذا لا تقلق، فكل ما عليك القيام به هو البدء بعملك.

3. ما الذي يحفزك ويشجعك؟

يقول فرديناند فوش (Ferdinand Foch): “السلاح الأكثر قوة على وجه الأرض هو الروح الإنسانية المُتَّقدة”.

إذا كنت تريد أن تتطور وتنمو وتتخلص من العوائق وتخرج من الحالة التي تمنعك من التقدم وتبقيك في مكانك، فأنت بحاجة إلى أن تسأل نفسك: “ما الذي يحفزك ويشجعك؟”؛ حيث ستجعلك الإجابة عن هذا السؤال أقرب إلى أهدافك، وتساعدك على التحكم بطريقة تفكيرك.

لقد تمكَّن ستيف جوبز (Steve Jobs) من تحديد الأمور التي تحفزه على التقدم، فقد كان مهووساً بالتصميم، وبدأ هوسه عندما كان طفلاً صغيراً، وأحب فكرة التصميم البسيط والأنيق والمتميز؛ وحين كان يواجه مشكلة ما ويشعر أنَّه عالق في مكانه وغير قادر على المضي قدماً، يسأل نفسه: “ما هي الأمور التي تستهويني؟”، وكانت الإجابة دائماً ذاتها: “تصميم المنتجات البسيطة”؛ لذا اكتشف الأمور التي تستهويك، وستجد الحافز لتشجيعك على التقدم وعدم البقاء في مكانك.

إذا كنت تريد أن تتخلص من العوائق، فتبنَّ عقلية البحث عن الأمور المحفزة، واسأل نفسك: “ما الذي يستهويني ويحفزني؟”؛ حيث سيبقيك هذا الأمر مركزاً أكثر على التقدم ومتحفزاً ومنتجاً؛ لذا ابحث عن الحافز، ودع جذوة حماستك متقدة دوماً.

4. ما هي الالتزامات التي تقوم بها؟

يقول فينس لومباردي (Vince Lombardi): “تتناسب جودة حياة الشخص تناسباً مباشراً مع التزامه بالتميز، بغض النظر عن مجال العمل المختار”؛ فإذا لم يكن زواجك ناجحاً كما تريد، فتحقق من التزاماتك؛ وإذا لم تكن علاقتك مع أطفالك كما ينبغي، أعِد النظر في التزاماتك؛ وإذا كنت لا تكسب المال الذي ترغب في كسبه، فأعد التحقق من التزاماتك.

فالتزاماتك هي جسر العبور بينك وبين الحياة المثالية التي تتمناها؛ والالتزام هو عقلية مضمونة تخلِّصك من أي موقف تجد نفسك عالقاً فيه؛ إذ لا يتعلق العجز عن المضي قدماً بنقص المعرفة، وإنَّما بعدم اتخاذ الإجراءات؛ فإذا كنت ترغب في تنفيذ خططك، فتبنَّ عقلية الالتزام والتنفيذ.

تتمحور عقلية الالتزام حول المساءلة والاعتراف؛ فإذا كنت تريد أفضل النتائج في الحياة، اعترف بمشكلاتك؛ وإذا كنت تريد أسرع النتائج، فكن مسؤولاً عن عملك؛ وإذا كنت تريد أن تتخلص من العوائق، فالتزم بالقيام بالعمل الموكل إليك.

يتحدث المؤلف الأميركي “كين بلانشارد” (Ken Blanchard) عن أهمية الالتزام قائلاً: “يوجد فارق كبير بين الاهتمام والالتزام؛ فعندما تكون مهتماً بفعل شيء ما، فإنَّك لا تفعله إلَّا عندما تجد ذلك مناسباً؛ أمَّا عندما تلتزم بشيء ما، فأنت لا تقبل أي أعذار، وإنَّما تسعى إلى النتائج فقط”.

إذا كنت ترغب في التخلص من العوائق والمضي قدماً في حياتك، فتوقف عن تقبُّل الأعذار، والتزم بتنفيذ العمل.

5. ما التغيير الذي تسعى إليه؟

يقول “أبراهام ماسلو” (Abraham Maslow): “نحن نمتلك في أي لحظة خيارين: المضي قدماً نحو النمو والتطور، أو العودة إلى بر الأمان المزعوم”؛ فإذا كنت تريد السيطرة على أفكارك، فيجب أن تكون واضحاً بشأن التغيير الذي تسعى إليه.

هل تحاول الحصول على أفضل توازن بين العمل والحياة؟ هل تحاول إطلاق مشروعك الأول؟ هل تحاول استعادة صحتك؟ هل تحاول إدارة مشاعرك جيداً؟ هل تحاول بناء علاقة أفضل مع زوجتك؟ ما التغيير الذي تسعى إليه؟

بمجرد توضيح أهدافك، يصبح من السهل أن تتخلص من العوائق وتخرج من حالتك هذه وتغيِّر طريقة تفكيرك؛ لذا كن واضحاً بشأن أهدافك والتغيير الذي تسعى إليه.

كان روجر بانيستر (Roger Bannister) يبلغ من العمر 25 عاماً في عام 1954، وقد كان حينها طالب طب في مستشفى سانت ماري (St. Mary Hospital) في لندن، وكان صريحاً بشأن الركض لمسافة ميل في أقل من 4 دقائق، وابتكر نظاماً تدريبياً جديداً، وبدأ الجري بمفرده مراراً ولفترات صعبة؛ وقد وصفته الصحافة البريطانية بـ “الذئب الوحيد”، واقترحت أنَّه يحتاج إلى تغيير نظامه الغذائي إذا كان جاداً بشأن المنافسة.

كان بانيستر يقضي ساعات في تخيل نفسه وهو يعبر خط النهاية في أقل من 4 دقائق، وقد حوَّل تفكيره بهذه الطريقة من “هذا الهدف مستحيل” إلى “أريد أن أكون أول من يحقق ذلك”.

كان من المستحيل في ذلك الوقت القيام بذلك جسدياً، لكنَّ بانيستر ركز على التدريب النفسي أكثر من تدريبه البدني، وبدأ التحكم بطريقة تفكيره؛ وقد ركض في 6 أيار عام 1954 مسافة ميل في أقل من أربع دقائق (3:59:4 دقيقة تحديداً)، ليصبح أول إنسان يفعل ذلك على الإطلاق.

أسكت روجر بانيستر صوته الداخلي وتغلَّب عليه، وأعطى لنفسه الإذن بأن يكون شخصاً عظيماً، وأدرك أنَّ الجري هو الحافز ليدفعه نحو الأمام؛ فقد قطع وعداً على نفسه بأن يكون أول إنسان يقطع مسافة الـ 4 دقائق ويحقق الرقم القياسي، وكان واضحاً جداً بشأن التغيير الذي كان يسعى إليه.

شاهد بالفديو: 9 دروس عظيمة تعلمها الأشخاص الناجحون من الفشل

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/SJKfNVm2jZ8?rel=0&hd=0″]

أفكار أخيرة:

إذا وجدت نفسك عالقاً وغير قادر على التقدم، فاسأل نفسك الأسئلة الخمسة المذكورة أعلاه؛ وبمجرد الإجابة عنها، ستدرك أنَّك أقوى وأكثر قدرة ممَّا تظن؛ لذا توقف عن السماح للخوف والمجتمع والصوت الداخلي بإبطائك، فأنت تمتلك القوة الداخلية لمتابعة أحلامك وتحقيق أهدافك.

تبدأ الأفكار في ذهنك، ومن الممكن أن تكون مخيفة أحياناً؛ لذا لا تسمح لطريقة تفكيرك السلبية بالسيطرة على مشاعرك، وبدلاً من لوم نفسك وتضخيم عيوبك، خذ نفساً عميقاً وفكر فيها؛ فبدلاً من القول أنَّني شخص فاشل، قل أنَّني فشلت في هذا المشروع على وجه التحديد.

ركز على الفعل الذي ترغب في تغييره بدلاً من التركيز على مشاعرك، وابدأ ممارسة الحديث الإيجابي؛ فمثلاً: لا تقل أنَّك “بدين”، وإنَّما قل “إنَّني أرغب في خسارة الوزن، وأنا أعرف كيف أفعل ذلك”؛ واختر أن تكون لطيفاً مع نفسك، وتوقف عن التحدث سلباً عنها.

ستؤدي الإجابة عن الأسئلة الخمسة المذكورة أعلاه إلى إطلاق العنان لقوتك الداخلية، وتسمح لك بالسيطرة على طريقة تفكيرك، وتخرجك من أي موقف تجد نفسك عالقاً فيه؛ كما ستكون دليلك للسيطرة على أفكارك، وبناء علاقات أفضل، وإدارة وقتك، والتغلب على أزماتك، وتجاوز العقبات اليومية، وزيادة إنتاجيتك.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!