‘);
}

الإنسان والتكريم الرباني

تعدّدت مخلوقات الله -تعالى- في هذا الكون الفسيح، وتنوّعت آياته فيه، ومن صفات كمال الله -سبحانه- أنّه منزّهٌ عن العبثية؛ فلم يخلق المخلوقات عبثاً ولا لعباً، وحاشاه -سبحانه- أنْ يفعل، حيث يقول الله عزّ وجلّ: (وَما خَلَقنَا السَّماءَ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما لاعِبينَ)،[١] ونبّه العباد إلى انتفاء العبث في أفعاله سبحانه؛ فقال: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)،[٢] وشاءتْ إرادة المولى -عزّ وجلّ- أنْ يختار الإنسان من سائر مخلوقاته ليكلّفه بمهمّة الاستخلاف في الأرض وفق مراد الله -تعالى- ومنهجه، ولأجل تمكينه من تحقيق هذه المهمّة العظيمة فقد هيأ طبيعته لتكون قادرةً على حمل هذه الأمانة، ويتساءل الكثيرون من البشر عن الهدف من خلقهم، وما مهمّتهم ودورهم في الحياة، وهذا المقال يناقش هذه المسألة من ناحيةٍ شرعيةٍ.

الهدف من خلق الإنسان

الهدف من خلق الإنسان مسألةٌ مصنّفةٌ عند أهل العلم تحت أبواب العقيدة؛ فهي تنطوي على أسسٍ عقديةٍ كثيرةٍ، ومبناها ومعقدها على معرفة الله تعالى، وفي هذا الموضوع يمكن القول: