ما هي أسباب صعوبة التركيز؟

إذا كنتَ تتساءل "لماذا لا أستطيع التركيز؟" فأنت لست وحدك؛ حيث كان لظهور العالم الرقمي تداعيات كثيرة.ليس هذا السبب الوحيد الذي يجعلك غير قادر على التركيز؛ بل هناك أسباب عدَّة مختلفة لقلة التركيز؛ وفي هذا المقال، ستتعرف إلى الأسباب الرئيسة التي تمنع الأشخاص من التركيز

Share your love

ليس هذا السبب الوحيد الذي يجعلك غير قادر على التركيز؛ بل هناك أسباب عدَّة مختلفة لقلة التركيز؛ وفي هذا المقال، ستتعرف إلى الأسباب الرئيسة التي تمنع الأشخاص من التركيز، ونأمل أن تكون قادراً أيضاً على معرفة سبب عدم تركيزك.

1. تعدد المهام:

عندما يكون لديك الكثير من الأعمال وترغب في أن تصبح أكثر إنتاجية، فقد يكون من المغري القيام بمهام عدة، مثل: القيام بمهمتين في الوقت نفسه في العمل أو القيام بمهمة خلال المشاركة في اجتماع عبر الإنترنت، ولكن هل تعلم أنَّ البشر لا يستطيعون القيام بمهام عدة؟ إذ عليك أن تقوم بشيء واحد في كل مرة؛ أي بالطريقة نفسها التي يعمل بها الحاسوب؛ حيث سيُفاجئك أنَّ الكمبيوتر لا يقوم بمهام عدة، فكما تعرف، يمكنك تشغيل فيلم على منصة “نيتفليكس” (Netflix) ومقطع فيديو على منصة “يوتيوب” (YouTube) وعلى “سبوتيفي” (Spotify) في الوقت نفسه، ولكن ماذا سيحدث؟

يبدو لنا أنَّ أجهزة الحاسوب تقوم بمهام عدة؛ وذلك لأنَّها تنتقل بسرعة بين المهام، ولكنَّ السر هو أنَّ أجهزة الحاسوب يمكنها القيام بذلك بسرعة؛ مما يجعلها تبدو وكأنَّها تقوم بتشغيل كل شيء في وقت واحد؛ حيث يعمل دماغك على هذا النحو أيضاً، باستثناء أنَّ التنقل بين المهام يكون أبطأ بكثير، كما أنَّ التبديل بين المهام يُكلِّف الكثير من الطاقة العقلية، خاصةً عندما تكون هذه المهام أكثر تعقيداً، فهل تقوم بمهام متعددة كثيراً وتتساءل لماذا تشعر بالتعب وعدم القدرة على التركيز؟ فربما يكون تعدد المهام هو السبب، إذن، حاول دمجها لتُحسِّن إنتاجيتك، وفي الأسبوع القادم، اسمح لنفسك فقط بالقيام بمهمة واحدة تلو الأخرى، وتأكَّد من إنهاء المهمة قبل الانتقال إلى المرحلة التالية.

2. عوامل التشتيت:

  • لقد ارتفع عدد عوامل التشتيت بشكل كبير منذ بداية العصر الرقمي؛ كالبريد الإلكتروني ورسائل التذكير في التقويم وإشعارات الوسائط الاجتماعية، بالإضافة إلى الإعلانات وغيرها من أشكال التواصل غير المرغوب فيها؛ حيث إنَّ هناك الكثير من الأشياء التي تحاول جذب انتباهك؛ ولذلك ليس من المستغرب أن يعاني الكثير من الناس من نقص التركيز، والحل بسيط من الناحية النظرية؛ حيث تُظهِر الأبحاث أنَّه إذا قمتَ بالحد من كل عوامل الإلهاء، فسوف تجد أنَّه من السهل أن تحافظ على تركيزك، أما من الناحية العملية، قد يكون الأمر أصعب قليلاً، ولكن يمكنك أن تجرب بعض الأفكار التالية:
  • المشتتات الاجتماعية: ابحث عن مكان يمكنك العمل فيه بمفردك.
  • المشتتات البيئية: ابحث عن مكان يمكنك العمل فيه دون انقطاع بسبب أيِّ عوامل بيئية، مثل أعمال البناء على سبيل المثال.
  • إشعارات الهاتف: يمكنك اختيار وضع الطيران في الوقت الحالي.
  • مصادر التشتيت عبر الإنترنت: إذا كنتَ تعمل عبر الإنترنت، فلن تستطيع وضع جهازك في وضع الطيران، ولحسن الحظ؛ هناك العديد من الأدوات عبر الإنترنت لتقليل عوامل التشتيت.

3. التوتر:

لقد كان التوتر عنصراً هاماً لبقاء جنسنا البشري، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتركيز، فعلى الأغلب لاحظتَ أنَّ الاثنين لا يتماشيان مع بعضهما، ولسوء الحظ؛ أدى ظهور الجائحة إلى زيادة التوتر في حياتنا؛ بمعنى آخر، هناك احتمال كبير أن يكون نقص التركيز لديك نتيجة للتوتر.

من تأثيرات التوتر أنَّه: يقلل من ذاكرة الدماغ العاملة، وهي ما تجعل الدماغ فعالاً للغاية؛ حيث يؤثر انخفاض سعة الذاكرة العاملة سلباً في قدرتك على التركيز، والحل: تعتمد الإجابة على ما يسبب لك أكبر قدر من التوتر؛ إذ إنَّك في بعض الأحيان، تحتاج إلى التعامل مع المشكلات التي تحاول تجنبها أو ربما ما تحتاج إليه هو استراحة من الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لذا مارس التأمُّل الذاتي لفهم ما إذا كان التوتر هو سبب صعوبة التركيز، ومن ثم اكتشف ما الذي يسبب لك أكبر قدر من التوتر باستخدام بعض تقنيات الوعي الذاتي، وبعدها معالجة هذه المشكلات.

شاهد بالفيديو: 6 اقتراحات للتعامل مع التوتر

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/CXb3ChIfadc?rel=0&hd=0″]

4. قلة النوم:

منذ فترة قريبة عُدَّ النوم لمدة 4 ساعات فقط في الليل أمراً فعالاً للوصول إلى النجاح؛ حيث بالغ الناس بفكرة أنَّ الوقت يساوي المال بشكل كبير، ولحسن الحظ، بدأ هذا الاعتقاد يتغير؛ حيث ينام العديد من الأشخاص الناجحين أكثر من 7 ساعات في الليل، وربما يتفق معظم الناس على أنَّ قلة النوم ليست استراتيجية طويلة الأمد للنجاح؛ حيث إنَّ قلة النوم تقلل من قدرتك على التركيز، وعندما لا تتمكن من التركيز بشكل جيد، فهذا يعني أنَّ كل مهمة تستغرق وقتاً أطول لإكمالها.

وبمعنى آخر: النوم الكافي يزيد الإنتاجية؛ حيث إنَّ عدد ساعات النوم المناسبة يعتمد على الشخص والعمر، وعموماً، ينصح البالغون بالنوم ما بين 7 و9 ساعات؛ لذا النوم لمدة 8 ساعات يُعَدُّ نقطة انطلاق جيدة، وإذا كنتَ لا تستطيع النوم هذه المدة بسبب عوامل أخرى فلا مشكلة، فيمكن أن تساعد القيلولة على مدار اليوم على مواجهة عدم قدرتك على التركيز أيضاً.

5. سوء التغذية:

ربما سمعتَ القول من قبل: “تعتمد صحتك على ما تأكله”، وهذا صحيح؛ حيث يُستَخدَم ما تأكله كطاقة وأيضاً لتجديد الخلايا في جسمك، ومما لا يثير الدهشة أنَّ هذا يجعل تناول بعض الأطعمة أفضل من غيرها، فالسكر مثال جيد على الطعام الذي له آثار ضارة في أدائك، وفي الواقع؛ إنَّ تناول طعام يسبب ارتفاع الجلوكوز يؤثر سلباً في فترة انتباهك؛ ولذلك إذا كنتَ تتساءل: “لماذا لا يمكنني التركيز؟” فإنَّ الطعام الذي تناولتَه في الساعات أو الأيام الماضية قد يمنحك الإجابة.

6. غموض الأهداف:

يمكن أيضاً أن يكون سبب عدم التركيز هو الغايات والأهداف الغامضة؛ حيث تصبح معظم المهام التي يتعيَّن عليك القيام بها أسهل بكثير عندما تعرف الغاية منها، فعلى سبيل المثال: لنفترض أنَّك حصلتَ على مجموعة من الأعمال لتنجزها في نهاية اليوم، ولكنَّ رئيسك لم يخبرك الغاية منها، وبالإضافة إلى ذلك تشعر بأنَّ العمل غير هام ولا تفهم مدى أهميته، فسوف تكون النتيجة أنَّك ستجد صعوبة أكبر في التركيز في المهمة، ولكن إذا أُعطيتَ سبباً للقيام بهذا العمل، فسيصبح التركيز أكثر سهولة، فلم يَعُد عليك أن تتساءل لماذا تفعل ذلك، وبدلاً من ذلك، ستكون الأمور واضحة.

ووفقاً للكاتب “سيمون سينك” (Simon Sinek)، فإنَّ البدء بالأسباب هو سر النجاح، ويبدو أنَّ فهمَ سبب قيامك بشيء ما يؤدي إلى تحسين إنتاجيتك، وبالطريقة نفسها يجب أن تعمل مع أهدافك؛ إذ عليك أن تفهم بالضبط ما هي الغاية من أهدافك، وإذا لم تعرف غايتك، فهذا هو سبب عدم قدرتك على التركيز.

7. الانشغال الدائم:

على الرغم من أنَّنا نمتلك الأدوات اللازمة لنكون أكثر إنتاجية، فهل نحن أكثر إنتاجية؟ أم أنَّنا أصبحنا أكثر انشغالاً؟ ففي كثير من الأحيان نحن مشغولون فقط، والمشكلة هي أنَّ معظم الناس يعتقدون أنَّ الانشغال ضروري للإنتاجية، فإذا كان المدير لا يرى أنَّك مشغول طوال الوقت، فقد تكون علاوتك في خطر، فما هي تأثيرات هذا السلوك في تركيزك؟

قد لا يؤثر ذلك في تركيزك بشكل مباشر، وقد تكون قدرتك على التركيز ممتازة طوال الوقت، ولكنَّ المشكلة هي أنَّك تركز في الأشياء الخاطئة؛ لذلك هذا نقص مختلف في التركيز؛ حيث إنَّ انشغالك بحد ذاته يمثل مشكلة؛ لذا اسأل نفسك في المرة القادمة التي تفتقر فيها إلى التركيز: “هل أركز فيما يهم؟”.

في الختام:

إذا كنتَ تتساءل “لماذا لا يمكنني التركيز؟” نأمل أن تكون الأسباب المذكورة أعلاه قد أعطتك بعض الأفكار عن سبب عدم قدرتك على التركيز، فكما لاحظتَ هناك مجموعة متنوعة من الأسباب التي تجعلك تفتقر إلى التركيز؛ وذلك بدءاً بالأسباب الجسدية مثل الشعور بالتعب إلى عدم الاستعداد أو الانشغال فقط، وفي بعض الحالات، يمكن أن تؤثر فيك العديد من هذه الأسباب في الوقت نفسه؛ لذلك أَوجِد حلولاً لها.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!