‘);
}

أمراض المناعة الذاتية

تُعرَّف أمراض المناعة الذاتيَّة (بالإنجليزية: Autoimmune diseases) على أنَّها الأمراض الناجمة عن مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا وأنسجة الجسم السليمة بشكلٍ غير طبيعي وعلى أنَّها أجسام غريبة، وهو على النقيض من وظيفة الجهاز المناعي السليم الطبيعيَّة المتمثِّلة بحماية الجسم من العناصر الغريبة والممرضة، ولم يتمكَّن العلماء حتى الآن من تحديد المسبِّب الرئيسي لأمراض المناعة الذاتيَّة، إلا أنَّ فرط نشاط الجهاز المناعي وإنتاجه للأجسام المضادَّة (بالإنجليزية: Antibodies) نتيجة التعرُّض لمحفِّز مجهول قد يؤدِّي إلى مهاجمة أنسجة الجسم السليمة عوضاً عن مهاجمة الأجسام الغريبة المحفِّزة لها، كما يرتفع خطر الإصابة بهذه الأمراض في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بها، وقد تؤثِّر أمراض المناعة الذاتيَّة في أيٍّ من أجزاء الجسم المختلفة،[١][٢] ومنها: الدماغ، والقلب، والجلد، والعينان، والأعصاب، والعضلات، والمفاصل، والرئتان، والكلى، والغدد، والأوعية الدمويَّة، والجهاز الهضمي،[٣] فقد تم إلى الآن اكتشاف ما يزيد عن 100 نوع من أمراض المناعة الذاتيَّة التي قد تصيب الإنسان.[٤]

ونتيجة تشابه أعراض العديد من أمراض المناعة الذاتيَّة فقد يصعب على الطبيب تشخيص الإصابة بهذه الأمراض أو التفريق في ما بينها لتحديد نوع المرض، وهذا بدوره قد يؤدِّي إلى إجهاد وإحباط الشخص المصاب أيضاً، وتتميَّز بعض أمراض المناعة الذاتيَّة بأنَّها قد تأتي على شكل هبَّات من الأعراض التي تليها فترات من الفتور واختفاء الأعراض، وتتمثَّل الأعراض الأولى من أمراض المناعة الذاتيَّة بالشعور بالتعب والإعياء وارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم وألم العضلات، بالإضافة إلى الالتهاب الذي يُعدُّ العلامة الأساسيَّة التي تصاحب معظم أمراض المناعة الذاتيَّة، والذي يكون مصحوباً بالانتفاخ والألم والاحمرار والحرارة في المنطقة المتأثِّرة، أما بالنسبة لعلاج أمراض المناعة الذاتيَّة فيعتمد بشكلٍ رئيسي على نوع المرض، وفي الغالب يهدف إلى الحدِّ من الالتهاب المصاحب للمرض، كما قد يصف الطبيب أدوية الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroids) أو بعض الأدوية الأخرى للمساعدة على كبح الاستجابة المناعيَّة في بعض الحالات.[١]