ما هي التزامنية؟ وهل تستطيع الأفكار تغيير الواقع؟

التزامنية دليل على أنَّك مصيب في تفكيرك، فمعها تبدأ المصادفات الصغيرة بالحدوث، كأن يتصل بك صديق فجأة وأنت تفكر فيه، أو أن تفكر في اتباع نظام غذائي وتبحث عن أفضل طريقة لذلك، وبعد بضعة أيام تجد نفسك جالساً بجانب اختصاصي تغذية على متن الطائرة. هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "كريس" (Chris)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته مع مفهوم التزامنية.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب “كريس” (Chris)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تجربته مع مفهوم التزامنية.

تُسمَّى هذه الحالات بالتزامنية؛ حيث صاغ عالم النفس كارل يونغ (Carl Jung) مصطلح التزامنية (Synchronicity) ويعني العلامات والإرشادات التي يطلقها الكون عندما نتناغم معه ونعتقد أنَّه سوف يستجيب لطاقتنا أو أفكارنا، فمجال الكم هو واقع متعدد الأبعاد موجود ولا يمكننا إدراكه بحواسنا، وهو وراء الزمن، ويتخطى الفضاء وأجسادنا، فعلينا أن نعيش الحاضر لوضع الاحتمالات ومواءمتها، ومع ذلك، يجب علينا إزالة أفكارنا من بيئتنا المادية.

من المؤكد أنَّه كلما قضينا المزيد من الوقت في التفكير والتخطيط لحل مشكلة ما، أصبح من الصعب العثور على حل، ففقدان الوزن مثلاً أمر صعب عندما تحاول تحقيقه، وأنا أكره الركض على سبيل المثال، لكن لطالما دُفِعتُ للاعتقاد بأنَّني “بحاجة” إلى الركض من أجل إنقاص الوزن، والمشكلة هي أنَّني لن أركض باستمرار كل يوم، فهذه الرياضة مزعجة بالنسبة إليَّ.

يمكنني بدلاً من ذلك ممارسة التمرينات التي أحبها، كالرقص ولعب كرة القدم والمشي، وسوف أتخلص من الوزن الزائد، وكنتُ أتعجَّب لرؤية هذه الحالة أينما بحثتُ؛ إذ كنتُ أرى أشخاصاً يلعبون كرة السلة مثلاً، وأفكر في أنَّهم يفقدون حتماً الكثير من السعرات الحرارية، ثمَّ فكرتُ في لعب كرة القدم كوسيلة للاستمتاع في أثناء رحلة فقدان الوزن، وقد حدث هذا فعلاً، وفقدتُ الوزن بسهولة دون التركيز على “فقدان الوزن”.

غيِّر أفكارك، فالأفكار حقيقية:

يمهد علم فيزياء الكم الطريق لنا لإحداث تغييرات كبيرة في حياتنا، فعندما نغيِّر أفكارنا، ونجعلها مركزةً ومتماسكة، ونسمح لعواطفنا وأفعالنا بأن تتطابق معها، يمكننا تغيير سلوكنا وحياتنا، فالتزامنية هي في الأساس رسالة من الكون، ودليل على أنَّك مصيب في تفكيرك؛ لذا انتبِه إليها كل يوم، فكل شيء ممكن، وسترى علامات كل يوم تدلك على كيفية تحقيق ما تريده.

نحن مرتبطون بالذكاء العالمي، ومترابطون مع كل شيء، ولكنَّ ماضينا وأنماط حياتنا لها تأثير قوي في تفكيرنا الحالي لدرجة أنَّنا نفقد الثقة في أنفسنا وفي هذا الذكاء، فعندما نغيِّر أفكارنا بناءً على تصوراتنا الجديدة، نغيِّر أفعالنا، ومن ثمَّ نغيِّر تجربتنا الخاصة وواقعنا؛ إذ تُحسِّن التزامنية إيماننا كل يوم، وتُذكِّرنا بالحفاظ على طريقة تفكير إيجابية تساعدنا، وبأنَّ الله يعيننا دوماً.

أمثلة عن التزامنية:

جربتُ التزامنية مرات عدة؛ حيث كنتُ أفكر في شخص ما وصادفتُه بعد بضع دقائق، فقد جربتُ الأمر حتى وصلتُ إلى درجة جعلَتني أتوقع حدوث شيء ما عندما تظهر الأفكار العشوائية فجأةً في ذهني، وإذا كانت الفكرة العشوائية إيجابيةً، فإنَّني أنتظر حدوثها بلهفة، أما إذا كانت سلبيةً، فأنا أدعو الله كي لا تحدث، وأتخيل نقيضها.

توفِّيَت والدتي منذ بضع سنوات، وكنتُ أفكر دائماً في صفاتها الإيجابية التي أفتقدها، وتشبه كل تلك الصفات صفات زوجتي من طريقة طبخها وحديثها إلى سلوكها، فإنَّها بالضبط ما أفتقده في أمي، كما فكرتُ مراتٍ عدَّة في المال واتصل بي عميل على الفور تقريباً بعد تأملي؛ إذ تدهشني دائماً سرعة حدوث ذلك؛ حيث أشعر كأنَّني أبني الرغبة في قلب شخص آخر، فأصبحتُ أعلم الآن من خلال تجربتي أنَّ هناك بالفعل مسارات تُمكِّنني من الحصول على ما أريد، وكل شيء يتعلق بتغيير الأفكار لتتناسب مع رغبتي ولتحفيز التزامنية.

ظهور ما ترغب به في حياتك في الوقت المثالي:

هل تعتقد أنَّ كل ما يظهر في حياتك مرتب تماماً بحيث تكون على استعداد لاستقباله؟ تُظهِر طلباتك أنَّك عجول ولا تنتظر التوقيت الكوني، ومن ثمَّ تُشتِّت نفسك بعيداً عما هو قادم إليك، وإليك بعض الأشياء التي يمكن أن تساعد على فهم التوقيت الكوني:

  • لماذا لا نأكل كل وجباتنا في يوم واحد؟
  • لماذا نشعر بالرضا عندما ندرك أنَّ الكائنات الحية تنمو ببطء وبعناية في مراحل مختلفة؟
  • لماذا ينفق صانعو الأفلام الملايين في عرض قصة تستمر لمدة ساعتين بدلاً من إعطائنا ملخص مدته خمس دقائق؟
  • لماذا تشعر أنَّه من الأفضل تعلُّم موضوع صعب لسنوات بدلاً من إتقان شيء بسيط في بضع دقائق؟
  • لماذا ننزعج عندما تنتهي الرحلات الطويلة؟
  • كيف يُعقَل أن يكون التفكير بفكرة ما أفضل من رؤيتها تتحقق؟

سيكون لدينا يوماً ما نظرة أبدية لا عيب فيها عن حياتنا، وسنرى أنَّ رحلاتنا هي أفضل جزء من الحياة، فالرحلة هي ما نرغب فيه، لا النجاح، وعندما تتخلص من مقاومتك حقاً وتتمكن من الإصغاء إلى حكمتك الداخلية، فلن تكترث بوقت حصولك على ما تريده وسوف تستمتع فعلاً بقدرتك وأحاسيسك، كما تحدث التزامنية عندما تكون سعيداً بوضعك، وعندما تنتظر تحقُّق أحلامك بلهفة.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!