ما هي فائدة التفكير بأفكار سيئة؟

إذا كنتَ تشتكي من أنَّه ليس لديك أيَّة أفكار جيدة، فانطلق من أفكارك السيئة؛ إذ إنَّ تقبُّل الأفكار السيئة طريقة مفيدة للمضي قدماً، فهذه الأفكار ليست عدوك؛ بل هي خطوات أساسية عليك اتخاذها في طريقك نحو الأفكار الأفضل. فما هي فائدة التفكير بأفكار سيئة؟ هذا محور مقالتنا فتابعوا معنا.

Share your love

من المثير للاهتمام أن نتخيل أنَّه لا توجد طريقة ممكنة لتقديم مساهمة إلى العالم، ومن السهل الاستسلام لفكرة أنَّ قطار الإلهام قد فاتك ولن تستطيع اللحاق به؛ لذلك بدلاً من التفكير في أنَّه لا يمكننك التوصُّل إلى أفكار جيدة، عليك أن تُفكِّر في أنَّك يجب أن تحسِّن ما هو موجود بالفعل، أو أنَّ الأفكار التي توصَّلتَ إليها لا يمكن أن تُحسَّن أكثر من ذلك وأنَّ عليك الانتقال إلى المشروع التالي والاستفادة مما تعلمتَه من تجربتك.

هذه قصة كل ابتكار بشري وكل فكرة جيدة وكل مشروع جديد وكل قصيدة وكل رواية؛ حيث تبدأ كل هذه الأشياء بفكرة سيئة، لتصبح فكرة أفضل لاحقاً.

إذا كنتَ تشتكي من أنَّه ليس لديك أيَّة أفكار جيدة، فانطلق من أفكارك السيئة؛ إذ إنَّ تقبُّل الأفكار السيئة طريقة مفيدة للمضي قدماً، فهذه الأفكار ليست عدوك؛ بل هي خطوات أساسية عليك اتخاذها في طريقك نحو الأفكار الأفضل.

الحد الأدنى من قابلية الفكرة للتطبيق:

هل يمكنك إعادة كتابة فقرة واحدة من روايةٍ ما بطريقةٍ أفضل من كتابة كاتبها الأصلي لها؟ وهل يمكنك كتابة صفحة جديدة لسيناريو فيلمٍ شاهدتَه آنفاً؟ وهل يمكنك عزف نغمة واحدة على العود تستحق الاستماع لها؟ بدلاً من التركيز في تقديم عملٍ رائع، اسأل نفسك، ما هو الحد الأدنى من قابلية الفكرة للتطبيق؟ وما هي النغمات الموسيقية أو العبارات المكتوبة أو التفاعلات البشرية الشخصية التي قد تُحدِثُ فارقاً؟ لا تقلق بشأن تغيير العالم؛ بل ركِّز أولاً في صنع شيء يستحق المشاركة، فما هو أصغر شيء يمكن أن تفخر به؟

إظهار الجانب الإبداعي:

في عام 1972، كان هيربي فلاورز (Herbie Flowers) موسيقياً مستقلاً يظهرُ بجيتاره ويعزفُ ما طُلِب منه.

عمل ديفيد بوي (David Bowie) مع “فلاورز” (Flowers) على أغنية “سبيس أوديتي” (Space Oddity)؛ لذلك عندما طَلَبَ الممثل والمغني لو ريد (Lou Reed) من “بوي” (Bowie) اسم شخصٍ يزكيه، اتصل بـ “فلاورز” (Flowers).

أعطى “ريد” (Reed) “فلاورز” (Flowers) نوتة موسيقية ليعزفها، وفي هذه اللحظة سأل “فلاورز” “ريد” ما إذا كان في إمكانه التغيير فيها قليلاً، ومن ثم قرر أن يغير الإيقاع حتى يناسب الآلة التي يعزف عليها، وكانت النتيجة، اللحن الأساسي المؤلم لأغنية “تيك إووك أون ذا وايلد سايد” (Take a Walk on the Wild Side).

خلال 20 دقيقة، قدَّم “هيربي فلاورز” (Herbie Flowers) القليل من العبقرية وضمن احتفاظ “ريد” بعمله، وبالطبع، استغرق الأمر أكثر من 20 دقيقة؛ حيث إنَّه استغرق عقداً من الزمن لبناء حرفته وتعلُّم الرؤية والاستماع.

الاختلاف بين تحسين ما هو موجود وإنشاء شيء جديد:

هذه هي الطريقة التي تعمل بها ثقافتنا؛ إذ من السهل الحصول على إجماع لجنة على انتقاد الشعار الجديد الذي وضعَته وكالتك، ولكن يكاد يكون من المستحيل العثور على شخص مستعد إلى عمل الشعار نفسه.

نحن نعيش في مجتمعٍ يُفضِّل الناس فيه الانتقاد واقتراح التعديلات والتغييرات، والسبب في هذا بسيط؛ وذلك لأنَّه أكثر أماناً، فنادراً ما ينتقد الناس الناقد، وعلاوة على ذلك، ليس من الصعب ممارسة التخريب العبثي، إلَّا أنَّه من الصعب جداً ابتكار شيء ما، أو حتى وضع خطة مبدئية.

ما يجب عليك فعله الآن هو البدء بالتخطيط؛ إذ إنَّ هذا نادرٌ، فالأشخاص الذين يضعون الخطط نادرون، والأشخاص الذين يجربون كل شيء أولاً نادرون، بعد ذلك، يمكنك بسهولة الحصول على المساعدة من أحد الأشخاص الذين يجيدون الصقل، الآن بعد أن قمتَ بكل الأجزاء المخيفة تقريباً.

ما الذي تعنيه كلمة “جيد”؟

لا أحد يريد أن يقوم بعمل رديء، فنحن نبحث عن “عمل جيد” أو حتى “عمل عظيم”، ولكن كيف نحكم بالضبط على عملنا؟

قد تقع في الفخ عندما تسأل شخصاً آخر – أو عندما تسأل نفسك – عما إذا كان عملك جيداً؛ وذلك لأنَّك قد تميل إلى الحكم من خلال النجاح التجاري، أو من خلال التغذية الراجعة للأشخاص الذين يقفون في طريقك.

هل كان كتاب “هاري بوتر” سيئاً عندما رفضه 12 ناشراً؟ وهل أصبح جيداً فجأة بعد أن أصبح ظاهرة عالمية؟ وكيف يمكن أن يكون الكتاب نفسه جيداً وسيئاً في الوقت نفسه؟ يجب تحديد الجودة قبل أن تبدأ، فما هو الغرض مما تفعله ولمن تفعله؟

إذا حقَّق مهمته، فهذا جيد، وإذا لم يحدث ذلك، فإما أنَّك كنتَ غير محظوظ أو ربما كنتَ مُخطِئاً أو ربما أنَّ عملك لا يتطابق مع ما قررتَ القيام به، فصحيح أنَّ هناك فجوة كبيرة بين ما هو “جيد” وما هو “أفضل ما يمكن أن يكون”، إلَّا أنَّ هذه الفجوة من المُحتمَل ألَّا تُسَدَّ أبداً.

شاهد بالفديو: كيف تواجه الانتقادات السلبية؟

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/zyABF_qxHn4?rel=0&hd=0″]

حماية فكرتك المثالية:

ما مدى الراحة الذي تشعر به بسبب معرفة أنَّ لديك شيئاً مميزاً تخبئه، أو طاقات كامنة، أو شيئاً لم يُكتشَف بعد؟ لن تنفدَ أفكارك، فهذه ليست فرصتك الوحيدة، ولا توجد فكرة مثالية؛ حيث إنَّ كل ما لديك هو الفكرة التالية التي لم تبدأها بعد.

لا أحد يمنعك من نشر الفيديو الخاص بك ولا من التدوين كل يوم، ولا من رسم لوحتك؛ إذ الطريقة الوحيدة لإنهاء الخطوات هي القيام بالخطوات.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!