مرض الطاعون
}
مرض الطاعون
يُعرَف مرض الطاعون بأنّه أحد الأمراض التي تصيب البشر والثدييات الأخرى أيضًا نتيجة الإصابة ببكتيريا تُسمّى اليرسينيا الطاعونيّة، وعادةً ما تُنقَل عدوى هذا المرض عبر البراغيث المصابة بهذه البكتيريا، أو عن طريق التعامل مع الحيوانات المصابة بالطاعون، وعلى الرّغم من أنّ الطاعون يُعدّ من الأمراض التي تًسبّب الوفاة، إلّا أنّ العديد من العلاجات الفعّالة الحديثة تساهم في علاجه.
لكن تجدُر الإشارة إلى أنّ عدم تقديم العلاج السريع للطاعون يؤدي إلى الإصابة بالمرض الشديد، وموت الشخص المصاب، إضافة إلى أنّ مرض الطاعون ينتشر عامّةً في عدّة مناطق في العالم في الوقت الحاضر، بما في ذلك المناطق الريفيّة في غرب الولايات المتحدة، وأفريقيا، وآسيا أيضًا.[١]
‘);
}
أنواع مرض الطاعون
توجد ثلاثة أنواع رئيسة للطاعون، وبناءً على اختلافها قد تختلف الأعراض التي تظهر على المصاب، وهي ما يأتي:[٢]
- الطاعون الدّبلي: يعدّ أكثر أنواع الطاعون شيوعًا، ويُسمّى أيضًا بتورّم العقد الليمفاوية، إذ يحدث في هذا النوع تورّم في العقد الليمفاوية في الأسبوع الأول بعد الإصابة بالمرض، وقد توجد هذه التورّمات في الفخذ أو الإبط أو الرقبة، ويكون حجمها مماثلًا لحجم بيضة الدّجاج تقريبًا، وتكون صلبةً وتسبّب ألمًا عند لمسها، وتشمل الأعراض والعلامات الأخرى لهذا النّوع ما يأتي:[٣]
- ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الجسم، والقشعريرة.
- الصّداع.
- الشّعور بالتّعب والتوعّك.
- آلام في العضلات.
- الطاعون الإنتاني: يحدث هذا النوع من الطاعون عندما تتكاثر البكتيريا في الدّم، وتشمل أعراضه وعلاماته ما يأتي:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم، والقشعريرة.
- الضّعف الشديد.
- ألم في البطن، وإسهال، وتقيّؤ.
- نزيف من الفم أو المستقيم أو تحت الجلد.
- الصدمة.
- اسوداد الأنسجة وموتها أو ما يُعرف بالغرغرينا، ويكون ذلك أكثر شيوعًا في أصابع اليدين والقدمين والأنف.
- الطاعون الرّئوي: يعدّ الطّاعون الذي يؤثّر على الرّئتين، ويُعدّ أقلّ الأنواع شيوعًا لكنّه أخطرها؛ لأنّه من الممكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ المنبعث من السعال، وعادةً ما تبدأ الأعراض والعلامات خلال الساعات القليلة من الإصابة بالعدوى، إذ يتطوّر الطاعون الرئوي بسرعة كبيرة، وقد يسبّب الفشل التنفّسي والصدمة خلال يومين من بدء العدوى، ويحتاج الشخص إلى أن يحصل على المضاد الحيوي خلال يوم من ظهور الأعراض والعلامات، وإلّا ستصبح هذه العدوى قاتلةً، وتشمل هذه الأعراض والعلامات ما يأتي:
- السّعال، وخروج المخاط المصحوب الدم.
- صعوبة وضيق في التنفّس.
- الغثيان والتقيّؤ.
- ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم.
- الصّداع.
- الشّعور بالضعف والتعب.
- ألم في الصّدر.
عوامل الخطر لمرض الطاعون
تُعدّ عوامل الخطر المسببة لمرض الطاعون ضئيلة للغاية، إذ يصاب فقط بضعة آلاف من الناس بالطاعون كل عام في أنحاء العالم كافة، لكن يزيد خطر الإصابة بالطاعون تبعًا للمنطقة، والسفر، والعمل، والهوايات المتبعة، وتتضمّن هذه العوامل ما يأتي:[٤]
- الموقع، يتفشى مرض الطاعون في المناطق الريفية وشبه الريفية المكتظة بالسكان، والتي تمتلك أنظمة صرف صحي سيئة، وتضمّ عددًا كبيرًا من القوارض، بالإضافة إلى أنّه ينتشر في أفريقيا -خاصةً جزيرة مدغشقر-، وينتقل عبر أجزاء من آسيا وأمريكا الجنوبية.
- المهنة، يرتفع خطر الإصابة بمرض الطاعون حسب المهنة التي يمارسها الفرد، إذ يتعرّض الأطباء البيطريون ومساعدوهم لخطر أكبر للإصابة بهذا المرض؛ نتيجة الاتصال المباشر بالقطط والكلاب التي قد تُصاب بالمرض. والأفراد الذين يعملون في الهواء الطلق أكثر عرضة للإصابة بالطاعون، خاصةً في المناطق التي تنتشر فيها الحيوانات المصابة بالمرض.
- الهوايات، بعض الهوايات ترفع خطر الإصابة بمرض الطاعون، خاصةً هواية التخييم، أو المشي لمسافات طويلة، أو الصيد في المناطق التي تحتوي على حيوانات مصابة بالطاعون، بالإضافة إلى أنّ هذه المناطق تزيد من خطر تعرّض الأفراد للسعات البراغيث المصابة بالطاعون.
مضاعفات مرض الطاعون
قد تتضمّن مضاعفات مرض الطاعون ما يأتي:[٤]
- الوفاة، حيث الأفراد المصابون بالطاعون الدملي والذين يتلقون العلاج بالمضادات الحيوية ينجون من الطاعون، لكن ترتفع معدّلات الوفيات بسبب الطاعون في حال عدم علاجه.
- الإصابة بالغرغرينا، يصاب مريض الطاعون بالغرغرينا، خاصةً في حال الإصابة بالجلطات الدموية في الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة في أصابع كلٍ من اليدين والقدمين، وبالتالي التسبب في عطيل تدفق الدم وموت الأنسجة، مما يؤدي إلى الحاجة إلى إزالة الأجزاء التي ماتت من الأصابع من خلال بترها.
- التهاب السحايا، يسبب الطاعون نادرًا التهاب السحايا؛ ذلك من خلال حدوث التهاب في الأغشية المحيطة بالنخاع الشوكي والدماغ.
علاج مرض الطاعون
الطاعون من الحالات الطبية التي تهدد حياة الشخص وتحتاج إلى رعاية طبية فورية، فإذا اكتُشف المرض والعلاج مبكّرًا يصبح المرض قابلًا للعلاج باستخدام المضادات الحيوية المتوفّرة والشائعة، ودون علاج يمكن أن ينتقل مرض الطاعون إلى مجرى الدم ليسبب الطاعون الإنتاني، أو إلى الرئتين ليسبب الطاعون الرئوي، وفي هذه الحالة قد تحدث الوفاة في غضون 24 ساعةً من ظهور الأعراض والعلامات الأولى للمرض.
عادةً ما يرتكز العلاج على المضادات الحيوية القوية والفعالة، مثل: الجنتاميسين، أو السيبروفلوكساسين، والسّوائل الوريديّة، والأكسجين، وفي بعض الأحيان دعم التنفّس، كما يجب عزل الأشخاص المصابين بالطاعون الرئوي عن المرضى الآخرين، ويجب أن يتّخذ الموظّفون الطبّيون ومقدّمو الرعاية احتياطات صارمةً لتجنّب الإصابة أو انتشار الطاعون، ويجب أن يستمرّ العلاج لعدّة أسابيع بعد زوال الحمّى، ويجب أيضًا مراقبة أي شخص يتلامس مع الأشخاص المصابين بالطاعون الرئوي، وعادةً ما يُعطى هؤلاء الأشخاص المضادات الحيوية كإجراء وقائي.[٢]ref name=”GopnF9xytF”>”Plague”, www.medlineplus.gov,2-10-2019، Retrieved 17-10-2019. Edited.</ref>
تشخيص مرض الطاعون
تُشخّص الأنواع المختلفة من الطاعون من خلال التحقق من وجود البكتيريا في الجسم، ذلك من خلال عدة طرق أشهرها:[٢]
- اختبار الدم، للكشف عن وجود البكتيريا في حال احتمال الإصابة بالطاعون الإنتاني.
- الكشف عن الإصابة بالطاعون الدملي، ذلك من خلال استخراج سائل من الغدد الليمفاوية المتورمة.
- الكشف عن الإصابة بالطاعون الرئوي، من خلال استخراج سائل من مجرى الهواء عبر إدخال أنبوب عبر الأنف، أو الفم، أو الحلق. ويُطلَق على هذه العمليّة اسم تنظير القصبات، وبعد أخذ هذه العيّنات المختلفة تُرسَل لتُحلَّل في المختبر الطبي، إذ تحتاج النتائج الأوليّة إلى مدة ساعتين حتى تظهر، لكنّ الاختبارات التأكيديّة قد تستغرق من 24 إلى 48 ساعة.
الوقاية من الطاعون
على الرغم من أنّه لا يوجد أيّ لقاح لعلاج مرض الطاعون، إلا أنّه يوقى من المرض من خلال عّدة طرق، ومن أشهرها:[٥]
- تجنّب التعرض للقوارض، وتقليل المواطن التي تجذب القوارض، خاصةً حول المنازل، وتجنّب الاتصال بالقوارض البريّة، بالإضافة إلى ضرورة ارتداء القّفازات أثناء التعامل مع جثث الحيوانات المصابة.
- استخدام طارد للحشرات في حال الجلوس في الهواء الطلق؛ ذلك لتجنب التعرض للبراغيث.
- استخدام منتجات مكافحة البراغيث في حال امتلاك الحيوانات الأليفة.
المراجع
- ↑“Plague”, www.cdc.gov,11-9-2019، Retrieved 15-10-2019. Edited.
- ^أبتDaniel Murrell (3-1-2018), “The Plague”، www.healthline.com, Retrieved 15-10-2019. Edited.
- ↑Mayo Clinic Staff (5-2-2019), “Plague”، mayoclinic, Retrieved 22-8-2019. Edited.
- ^أب“Plague”, www.mayoclinic.org,5-2-2019، Retrieved 17-10-2019. Edited.
- ↑Melissa Conrad Stöppler, “Plague (Black Death)”، www.medicinenet.com, Retrieved 17-10-2019. Edited.