نصائح لرعاية صحتك العقلية في ظل انتشار فيروس كورونا

بينما تواصل البشرية التعامل مع المخاوف المتزايدة بسبب انتشار فيروس كورونا، نودُّ أن نشاركَكم نصائح مفيدةً حول أفضل السُّبل للتعامل مع مخاوفكم وقلقكم. بشكلٍ عام، يجب أن تبذلوا قصارى جهدكم لتحقيق أكبر قدرٍ ممكنٍ من التوازن؛ خاصةً عندما يبدو كلّ شيءٍ بعيداً عنكم. قد تشعرون بعدم اليقين بشأن تأثير هذا المرض المعدي؛ لذلك، لا بأس من القلق، ولكن هناك طرائق للتأكُّد من أنَّكم تعطون الأولوية لصحتكم العقلية والجسدية، مع الاستمرار في الالتزام بالإرشادات الموصى بها. إليكم بعضها.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الطبيب والمعالج النفسي الأميركي “سيث ريسنك” (Seth Resnick)، الحاصل على شهادة البورد في الممارسة السريرية والخبرة في الطب النفسي العام، والذي يخبرنا فيه ببعض النصائح للتعامل مع مخاوفنا في هذه الأوقات الصعبة في ظلِّ انتشار فيروس كورونا.

يواصل مسؤولو الصحة والحكومات تقديم التحديثات حول آخر المعلومات، ولكنَّك قد لا تزال تشعر بعدم اليقين بشأن تأثير هذا المرض المعدي؛ لذلك، لا بأس من القلق، ولكن هناك طرائق للتأكُّد من أنَّك تعطي الأولوية لصحتك العقلية والجسدية، مع الاستمرار في الالتزام بالإرشادات الموصى بها. إليك بعضها:

1. اتخاذ إجراءاتٍ حول ما يمكنك التحكُّم به، وتقبُّل ما لا يمكنك التحكُّم به:

من الطبيعي أن تشعر بالقلق الآن، حيث تُغلَق المطاعم والمدارس والعديد من الشركات، ويَنْصَحُ المسؤولون الناسَ بالبقاء في منازلهم. وإنَّه لمن المؤكِّد أنَّ روتينك اليومي قد انقلب رأساً على عقب، ويتعيَّن عليك التكيُّف مع الوضع الحالي.

هذا أمرٌ يَصعُبُ فهمه، ولكن من الهامِّ التركيز على الأشياء التي يمكنك التحكُّم بها. اتبع الإرشادات الموصى بها من “مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها” فيما يتعلَّق بالنظافة الشخصية، ومارس التباعد الاجتماعي، وابقَ على اتصالٍ مع عائلتك وأصدقائك وجيرانك.

إنَّ الالتزام بالإرشادات هو الجزء الذي تتحكَّم أنت به، والذي من المرجَّح أن يقلِّل من مخاطر إصابتك بشكلٍ كبير؛ كما يمكن لمعرفة أنَّك تُبقِي نفسك والمقربين منك في وضعٍ آمنٍ وصحي، بالإضافة إلى القيام بدورك للحدِّ من انتشار الفيروس في مجتمعك؛ أن يُشكِّل قفزةً كبيرةً في إدارة قلقك والتقليل منه.

2- تقليل الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة، وتجنُّب الإفراط في معرفة آخر المستجدات:

يُعدُّ الحصول على أحدث المعلومات حول “كوفيد-19” من مسؤولي الصحة الموثوقين أمراً مفيداً، ولكنَّ مشاهدة التلفاز ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي طوال اليوم ليست مفيدةً ولا صحيةً دائماً. لاحظ كيف يستجيب جسمك عندما تعمل على هاتفك أو جهازك اللوحي أو شاشة التلفاز لفترةٍ طويلةٍ من الزمن، هل يزيد معدَّل ضربات قلبك؟ وهل يتغيَّر نمط تنفسك؟ يمكن أن تكون إضافة عوامل مشددةٍ إلى الظروف المجهدة التي تمرّ بها ضارةً بصحتك العامة.

إذا لاحظت أنَّ قضاء الكثير من وقتك أمام الشاشة يزيد من مستويات القلق لديك؛ فمن الهامِّ اتخاذ خطواتٍ مدروسةٍ لمعالجتها. يمكن أن يساعد إغلاق التلفاز لبضع ساعاتٍ كلَّ يوم، أو تقليل عدد إشعارات الوسائط الاجتماعية التي تتلقَّاها في هذا الصدد؛ ومن المفيد أيضاً تحديد مصدرٍ موثوقٍ به أو عددٍ قليلٍ من الموارد الموثوقة التي ستساعدك في مواكبة الموقف دون أن تُثقِل نفسك بالمعلومات.

إذا كنت لا تزال تشعر بالإرهاق، فإنَّني أوصي بإيجاد حصة تمريناتٍ رياضيةٍ مجانيةٍ عبر الإنترنت، أو تخصيص وقتٍ كلَّ يومٍ لممارسة التأمُّل وتصفية ذهنك؛ إذ يساعدك ذلك في تحسين صحَّتك العقلية، ويمكن أن يكون له تأثيرٌ إيجابيٌّ في صحَّتك الجسدية؛ فعشرون دقيقة في اليوم من التمرينات والاهتمام بصحتك الجسدية، سيكون لها آثارٌ إيجابيةٌ على صحتك العقلية ومشاعرك بشكلٍ عام.

3- البقاء على تواصل، لكن دون اتصالٍ جسدي:

أوصت “مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها” بممارسة التباعد الاجتماعي لتقليل خطر التعرُّض إلى فيروس كورونا ونشره، وبالنسبة إلى الكثيرين، يعني هذا قضاء الكثير من الوقت في منازلهم، وهو ما قد يُشعِرهم بالعزلة والوحدة.

بصفتي طبيباً نفسياً، فإنَّني أفهم مدى أهميَّة التفاعل الاجتماعي لصحتنا العقلية؛ وفي حين قد يبدو التباعد الاجتماعي مثل سجن، فلا يجب أن نجعله كذلك.

هل كنت سابقاً تتناول الغداء بانتظامٍ مع زملائك في العمل، ولكنَّك تعمل الآن عن بُعد؟ استخدم إذاً مكالمات الفيديو للإبقاء على موعد الغداء الخاصِّ بك، والبقاء على تواصلٍ مع أصدقائك. وهل اضطررت إلى إلغاء عشاءٍ مع صديقٍ مقرَّب؟ حدِّد إذاً موعداً للاتصال بصديقك للاتفاق على موعدٍ جديد.

من الضروري الالتزام بالتباعد الاجتماعي، بيدَ أنَّ هذا لا يمنع الاتصال مع العائلة والأصدقاء وزملاء العمل.

4- عدم التردد في النظر إلى المستقبل:

في حين أنَّه من غير المعروف متى ستعود الأمور إلى طبيعتها، إلَّا أنَّنا نعرف أنَّ الإرشادات التحذيرية لن تكون موجودةً إلى الأبد؛ لذلك، فإنَّ التفكير في الأسابيع والأشهر المقبلة بعد هذه الأزمة يمكن أن يُحسِّن مزاجك العام.

تذكر أنَّه من الطبيعي أن تقلق أو تشعر بالذعر في أوقاتٍ كهذه، وتذكَّر أيضاً أن تقوم بالتركيز على الأشياء التي يمكنك التحكُّم بها، والتأكُّد من أنَّك تتعامل بطريقةٍ إيجابيةٍ وصحية.

جميعنا في هذا الأمر معاً، وهناك العديد من الموارد وأسس الدعم الموجودة لمساعدتك طوال هذه الفترة الصعبة.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!