الغد- مع ظهور فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد-19″، ظهرت تساؤلات حول مدى الأمان عند تعاطي عقار الآيبوبروفين للمرضى بكورونا، فما أحدث المعطيات حول هذا الموضوع؟

ونبدأ بنبذة علمية حول الآيبوبروفين (Ibuprofen)، وهو عقار ينتمي إلى مجموعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (non-Steroidal anti-inflammatory drugs)، ويعمل الآيبوبروفين عن طريق وقف إنتاج الجسم لمادة تسبب الألم والحمى والالتهابات.

ويستخدم الآيبوبروفين كمسكن للألم، ومخفف للتورم والتصلب الناجم عن التهاب المفاصل العظمي (Osteoarthritis) والتهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis)، وذلك وفقا للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة (U.S. National Library of Medicine).

كما يستخدم الآيبوبروفين لتخفيف الآلام الخفيفة إلى المتوسطة، بما في ذلك آلام الدورة الشهرية. ويستخدم دون وصفة طبية لتقليل الحمى وتخفيف الأوجاع الطفيفة والألم الناجم عن الصداع وآلام العضلات والتهاب المفاصل وكذلك آلام فترات الحيض ونزلات البرد، فضلا عن آلام الأسنان والظهر.

كما يوصف هذا الدواء أحيانا لاستخدامات أخرى، وعليك سؤال طبيبك أو الصيدلي للحصول على مزيد من المعلومات.

هل هو آمن لمرضى كورونا؟
في البداية، كان يُشتبه في أن دواء الآيبوبروفين يؤدي إلى تفاقم أعراض “كوفيد-19″، ووفقا لتقرير نشرته الجزيرة نت للكاتبة ماري موريس والمنشور في صحيفة لوتون السويسرية، تغيب الأدلة التي تدعم صحة هذه المزاعم حتى الآن. ولكن بسبب هذه الشكوك، لا يزال المتخصصون في الرعاية الصحية يوصون باستخدام علاجات بديلة.

يوم 14 مارس/آذار الماضي، حذّر وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران من خلال تغريدة على تويتر السكان من تناول الأدوية المضادة للالتهابات، نظرا لأنها يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض “كوفيد-19”.

وقالت الكاتبة إن عددا قليلا نسبيا من الشباب الأصحاء في فرنسا أصيبوا بأشكال حادة من المرض، وقد اشتبه الأطباء المشرفون على هذه الحالات في أن سبب ذلك هو استخدام دواء الآيبوبروفين.

وتفاعلت دول أوروبية عديدة بشكل فوري مع تغريدة وزير الصحة الفرنسي. وفي خضم الوباء، تراجع استهلاك السكان لبعض الأدوية التي تحتوي على الآيبوبروفين، مقابل تفضيل استهلاك الباراسيتامول في حالة الصداع النصفي أو الحمى.

وقد شهدت الصيدليات في فرنسا انخفاضا في مبيعاتها من دواء الآيبوبروفين بنسبة 80% بين مارس/آذار وأبريل/نيسان. وفي سويسرا، لا توجد بيانات متوفرة لعام 2020 حتى الآن، وذلك حسب اتحاد شركات الأدوية السويسرية “إنترفارما”. ولكن منطقيا، تسير الأمور بشكل مماثل لفرنسا.

لا دليل
ويؤكد رئيس مؤسسة “فودواز” الطبية، فيليب إيجيمان، أن الأطباء “يتوخون الحذر”، ولا يزالون يترددون بشأن وصف العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات. وفي سويسرا، أشار إيجيمان إلى أنه “لم يتم تحديث التوصيات المتعلقة بهذا النوع من الأدوية بعد، ولم تظهر دراسة تثبت أن الآيبوبروفين ليس له تأثير على المرض.. وهذا أمر مؤسف”.

بعد مرور 10 أشهر من ظهور فيروس “كوفيد-19″، لا توجد إجابة نهائية حول هذا الموضوع. ووفقا لتييري فومو، الرئيس المنتهية ولايته للجمعية السويسرية للطب عضو فريق العمل العلمي، “كانت البيانات المتاحة حتى وقت قريب ذات جودة منهجية رديئة للغاية، وكان من المستحيل التوصل إلى نتيجة حاسمة”.

وقالت الكاتبة إن دراسة دانماركية نُشرت في 8 سبتمبر/أيلول وشملت أكثر من 8 آلاف شخص مصاب بفيروس كورونا، أظهرت أنه ليس لدواء الآيبوبروفين أي تأثير سلبي. ويقول تييري فومو “ربما يكون هذا أعلى مستوى من الأدلة المتاحة اليوم”.

من ناحية أخرى، أشارت دراسة فرنسية إلى وجود ارتباط محتمل بين تناول الآيبوبروفين والإصابة بأعراض أكثر خطورة من المتوقع لفيروس “كوفيد-19”.

وتشير هذه الدراسة، التي نشرتها الوكالة الوطنية الفرنسية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية، إلى أن “ملف المرضى يشير إلى أن التعرض لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية في المرحلة المبكرة من عدوى فيروس كورونا.. قد تكون قد ساهمت في تطوير شكل خطير من عدوى كوفيد-19”.

إذا كنت تشك بإصابتك بكورونا أو أصبت بالفيروس بالفعل فلا تأخذ الآيبوبروفين إلا بعد استشارة الطبيب. وبالنسبة للصداع أو الأعراض البسيطة لكورونا فقد يكون الباراسيتامول هو الخيار الأول، ولكن هذا كله يحدده طبيبك.

ويوضح الرسم في الأسفل 9 من أبرز أعراض فيروس كورونا، ولمعرفة القائمة التفصيلية لأعراض عدوى كورونا اضغط على هذا الرابط.

احتياطات خاصة عليك اتباعها قبل تناول الآيبوبروفين

قبل تناول الآيبوبروفين أخبر طبيبك والصيدلي إذا كنت تعاني من حساسية تجاه الآيبوبروفين أو الأسبرين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى.
أخبر طبيبك والصيدلي عن الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة والفيتامينات والمكملات الغذائية والمنتجات العشبية التي تتناولها أو تخطط لتناولها.
لا تتناول الآيبوبروفين دون وصفة طبية مع أي دواء آخر للألم ما لم يخبرك طبيبك.
أخبر طبيبك إذا كان لديك أو سبق أن عانيت من أي من حالات مثل الربو، والسكتة القلبية؛ وتورم في اليدين والذراعين والقدمين والكاحلين أو أسفل الساقين، والذئبة (حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي ذاته العديد من أنسجة الجسم وأعضائه، بما في ذلك الجلد والمفاصل والدم والكلى)، أو أمراض الكبد أو الكلى.
إذا كنت تعطىي الآيبوبروفين لطفل، أخبر طبيب الطفل إذا كان الطفل لم يشرب السوائل أو فقد كمية كبيرة من السوائل بسبب القيء أو الإسهال المتكرر.
أخبري طبيبك إذا كنتِ حاملاً، خاصة إذا كنتِ في الأشهر الأخيرة من الحمل، وإذا تخططين للحمل أو في فترة الرضاعة. وإذا أصبحت حاملاً أثناء تناول الآيبوبروفين، فاتصلي بطبيبك.
إذا كنت ستخضع لعملية جراحية، بما في ذلك جراحة الأسنان، أخبر الطبيب أو طبيب الأسنان أنك تتناول الآيبوبروفين.
تحدث إلى طبيبك حول مخاطر وفوائد تناول الآيبوبروفين إذا كان عمرك 75 عامًا أو أكثر.
لا تأخذ الآيبوبروفين لفترة أطول من الوقت أو بجرعة أعلى من الموصى بها على ملصق المنتج أو من قِبَل طبيبك.