هل يجب التغيير الآن؟

أحيانا ما يكون القفز إلى عالم المجهول بكل ثقة و إيمان عندما يتعلق الأمر بالحياة المهنية أكثر التحديات ذات النتائج الإيجابية على حياة المرء. لقد أصبح ذلك حقيقة في المجتمعات المتحضرة إذ صار تغيير الناس لمسلكهم المهني في أي نقطة من حياتهم المهنية أمر شائع جدا. يمكن لك أن تحصل على إجابة بعيدة كل البعد عن المهنة الحالية التي يشغلها بعض الناس عندما تسألهم عن المهنة التي بدؤوا في مزاولتها. أصبح تغييرك لمسلكك المهني أمر لا مفر منه في مجتمع تكثر فيها الفرص المتزايدة و تشجع فيه عملية التنويع في خيارتك المهنية.

خلال العقدين المنصرمين سجل تغير ملحوظ في أعداد الناس الذين يتمسكون بمهنة واحدة طوال حياتهم. لا ينظر كل من أصحاب العمل و الموظفين إلى التغيير على انه قوة سلبية حيث يجد أصحاب العمل أن إمتلاك خلفية متنوعة يمكن أن يكون أمرا مفيدا جدا بشكل هائل.

كالعادة، يختار الطلاب الجامعيين تخصصاتهم وفقا لإهتمامتهم الشخصية و مسلكهم المهني المفضل للمستقبل. يغير العديد منهم تخصصاتهم في أثناء جلوسهم على مقاعد الدراسة الجامعية لكن يبقى العديد الآخر في نفس المسلك الذين إختاروه لأنفسهم.

فعلى سبيل المثال، يعد إحتمال ذهاب خريج كلية الهندسة للعمل في شركة إنشاءات أو نقل ضخمة وارد إلى حد كبير. سيحصل ذاك الخريج على تدريب معين يستفيد منه في تطوير خبراته. قد يأخذه ذلك في الوقع مدة لا تقل عن سنتين أو ثلاثة إذا كان قد إختار المسار الصحيح له و خاصة عند أخذ خبرتهم الأولية بعين الإعتبار في مكان العمل بشكل عام.

قد يحبون عملهم و يروه على إنه الأمر الوحيد الذين سيمارسونه مدى حياتهم العملية. لكنهم من خلال حلقاتهم الإجتماعية و المهنية سيتعرضون إلى مسالك مهنية آخرى، عندها سيرون المدى الذي يتمتع فيه أصدقائهم بعملهم و سيكتسبون معلومات أكثر حول الأمور التي تؤدي إلى الرضى على المسلك المهني المختار و الفرص و المكافآت.

Nستظهر إتجاهات جديدة و ستكشف فرص جديدة عن نفسها. لذلك، لم تعد ندرة متبعي مفهوم “مسلك مهني واحد مدى الحياة” مدعاة للدهشة. إذا ما هي الطريقة التي تتبعها عند تقريرك تغيير مسلكك المهني؟ عليك تقديم نفسك بنفس الطريقة التي تتبعها عند العمل على تطوير مخطط مشروع في وظيفتك الحالية إلا إذا طرقت الفرصة بابك أو تم إنتقائك.

تغيير المسلك المهني هو واحد من أكثر الأسباب شيوعا التي دفعت الناس لأخذ درجة الماجيستير في إدارة الأعمال. إن ذلك أمر منطقي جدا، لقد طورت مجموعة معينة من المهارات و حصدت خبرة عملية هامة كما أصبح عندك فهم أوسع فيما يخص طبيعة العمل الذي يلائمك. أنت الآن تحتاج الى توجيه نفسك نحو مسلك آخر و كسب البداية من نقطة الكوادر المبتدئة.

تمنحك شهادة الماجيستير في إدارة الأعمال مجموعة جيدة من المهارات المتعددة الإستعمال و المعرفة التي تساعد على تسوقيك إلى قاعدة أوسع من أصحاب العمل. حدد المسار المناسب لك و صاحب العمل المثالي الذي يمكنك التواصل معه قبل الإنتهاء من دراستك. بالرغم مما سبق لا تعتمد عليه لكنه عليك تحضير نفسك:

التفكير بأسلوب إبداعي

لا تقلل من أهمية نفسك و قدراتك. يعد نظرك إلى سيرتك الذاتية بعقل منفتح عند تفكيرك بسلك مسلك مهني جديد أمر هام جدا. تقدم معظم القطاعات المهنية مجموعة عريضة و متنوعة من المجالات الوظيفية التي تتطلب مجموعة متنوعة من المهارات. يتمتع نظرك إلى الخبرات التي إكتسبتها و الإستيعاب الذي شكلته حول طريقة سير الأمور بأسلوب نقدي حول كيفية تطبيقها في دورك الجديد أمر ضروري جدا في مرحلة البداية.

المهارات المتعددة الإستخدمات:

إذا، ما هي الأمور التي تعلمتها حتى الآن؟ ماذا عنك و ماذا عن تعليمك و خبرتك العملية التي تجعلك مميزا جدا؟ ما هي أهم نقاط قوتك و كيف تستطيع عرضها. كن إيجابيا حيث يوجد لك الكثير لتقدمه لكن كن واقعيا بنفس الوقت. لا تضحك على نفسك عندما يتعلق الأمر بنقاط قوتك و ضعفك.

وسع آفاقك:

يعد التفكير خارج النطاق التقليدي من العناصر الهامة جدا عند بحثك على مهنة جديدة. فغالبا ما يكون إتباع صور نمطية محددة عن الوظيفة التي ترغب بالعمل بها قبل دراستها بالتفصيل. تحدث إلى الأشخاص العاملين في المهنة التي ترغب العمل بها و إستغل معارفك قدر الإمكان في هذا الجانب

الثقة هي الأساس:

قد تكون فكرة تعلم مهنة جديدة من نقطة الصفر أمر مخيف جدا عند البداية. ستواجهك العديد من العقبات التي يجب عليك تخطيها كما ستمر في مرحلة الإعتياد على كافة الأمور الجديدة لكن الأهم من ذلك هو عدم شعورك بالإرتباك من كافة الأمور الجديدة كما عليك أيضا الحفاظ على تركيزك عندما تتطرق إلى السبب الذي يدفعك لتغيير مسلكك المهني. لا بد لك التحلي بالإصرار عند صنعك لقراراتك.

إمتلاك التصرف الصحيح :

إمتلاكك للتصرف الصحيح في بيئة العمل هو أهم شئ بالنسبة لك إذ تعتبر الحماس و الرغبة بالعمل الجماعي و التمتع بالإصرار و التصميم عند مواجهة التحديات صفات مميزة للموظف و قد يكون إستعراضك لهذه الصفات دور كبير في جعلك تحتل المقدمة بدلا من قبوعك في مؤخرة السلم.

أنظر إلى المستقبل:

يمكن لأي مهنة في حقل وظيفي تعمل فيه أن تكون مليئة بالإزدهار لمن يعكسون القابلية على العمل و الإصرار و الحماس بالإضافة إلى أخلاق العمل الإيجابية. تكاد فرص النمو و التطور المهني أن تكون غير محدودة و غالبا ما يكون هناك فرص للتقدم موزعة على القطاعات الفردية داخل المهنة.