هل يجوز الصيام على جنابة حتى المغرب

هل يجوز الصيام على جنابة حتى المغرب

من أبرز الأسئلة التي ترد عن الصيام في شهر رمضان المبارك حكم الصيام على جنابة سواء بعد الجماع أو في حالة الاحتلام، حيث يخشى الكثير من فساد صومه في حالة عدم الاغتسال قبل الفجر، فمن المعروف أن هناك حالات تبطل الصيام أبرزها ما يدخل إلى الجوف من الطعام أو الشراب، إلى جانب الحيض والجماع والاستقاءة، وفيما يلي في موسوعة يمكنك التعرف على حكم العلماء في الصيام على جنابة:

• اتفق أصحاب المذاهب الفقهية أن الصيام على جنابة صحيح، وذلك لقوله تعالى (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)، فقد فسر العلماء الآية الكريمة بإباحة تناول الطعام والشراب والجماع إلى الفجر، وصحة الصيام تنطبق من هم على جنب سواء الرجال أو السيدات.
• كما استدل العلماء على ما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت عن اغتسال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو على جنابة بعد الفجر وليس قبله (أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وهو جُنُبٌ مِن أهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ويَصُومُ)، حيث أن ذلك يشير إلى صحة الصيام على الجنابة.
• على الجانب الآخر هناك بعض علماء افتوا بعدم جواز الصيام على جنابة لحديث رواه أبو هريرية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديثه:”إذا نوديَ للصَّلاةِ، صَلاةِ الصُّبحِ وأحدُكُم جُنبٌ، فلا يَصُمْ يومئذٍ”.
• كما أن هناك بعض العلماء أشاروا إلى أن الصيام الذي يصح على جنابة هو صيام النافلة وليس صيام الفرض في رمضان.
• ويجب الاغتسال من أجل أداء الصلاة قبل شروق الشمس وبعد صلاة الفجر.
• أما عن الجنابة من الاحتلام فهي لا تفسد الصيام، وذلك لأنها الشهوة نزلت دون تعمد، وهذا الحكم ينطبق على الرجل والمرأة على حدٍ سواء.

هل يجوز الاغتسال من الجنابة قبل صلاة الظهر في رمضان 

• يصح الصيام على جنابة في وقت الفجر، ولكن في حالة إرادة الصلاة فيجب الاغتسال من أجل اللحاق بصلاة الفجر.
• يترتب على ذلك وجوب الاغتسال من الجنابة بعد طلوع الفجر وقبل صلاة الفجر حتى لا تفوت الصلاة.
• في حالة فوات صلاة الفجر والاغتسال بعد وقت الظهر، فإنه يترتب على ذلك قضاء الصلاة الفائتة.

تأخير غسل الجنابة بعد المغرب

• أشار عروة بن الزبير رضي الله عنه إلى أن تأخيرر الاغتسال من الجنابة بشكل عام دون سبب يفسد الصيام، وقد استدل على ذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديثه“إذا نوديَ للصَّلاةِ، صَلاةِ الصُّبحِ وأحدُكُم جُنبٌ، فلا يَصُمْ يومئذٍ”.
• أشار بعض العلماء إلى أن تأخير غسل الجنابة بعد المغرب في حالة الاحتلام لا يتسبب في إفساد الصيام، ولكن في حالة تأخير الغسل للصلاة فإنه يجب قضاء الصلوات الفائتة.

حكم تأخير غسل الجنابة 

• تأخير الغسل من الجنابة أمر غير جائز في حالة عدم وجود عذر لذلك، وذلك لأنه يؤدي ذلك إلى تأخير وقت الصلاة وفواتها.
• أما في حالة السفر فإن تأخير غسل أمر جائزًا، حيث أنه يجوز له جمع التأخير في الصلاة، مع وجوب الاغتسال قبل أن يفوت وقت الصلاة الثانية.

هل الجنابة تبطل صيام النافلة 

• جاء حديث السيدة عائشة عن صحة صيام الجنب مطلقًا دون تحديد صيام الفرض من صيام النافلة، حيث قالت رضي الله عنها :”كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصبِحُ جُنُبًا مِن غَيرِ احْتِلامٍ، ثم يُصبِحُ صائِمًا”.
• وبالتالي يجوز الصيام على جنب في حالة صيام الفرض في رمضان، أو في حالة صيام النوافل.

هل يجوز الاغتسال من الجنابة بالتيمم 

• اتفق كل من الشافعية والمالكية على جواز التطهر من الجنابة بالتيمم في حالة عدم وجود ماء، والدليل على ذلك من السنة النبوية الشريفة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :”إنَّ الصعيدَ الطيبَ طهورُ المسلمِ، وإن لم يجدِ الماءَ عشرَ سنين، فإذا وجد الماءَ فلْيمسَّه بشرتَه، فإن ذلك خيرٌ”.
• ولكن في حالة توفر الماء بعد التيمم فيجب التطهر به، وهذا يعني بطلان الصلاة السابقة من التيمم.
• على الجانب الآخر فإن الشافعية والمالكية ذهبوا إلى عدم جواز التطهر من الجنابة بالتيمم، لما روي عن عمران بن الحصين:”فَلَمَّا انْفَتَلَ مِن صَلَاتِهِ إذَا هو برَجُلٍ مُعْتَزِلٍ لَمْ يُصَلِّ مع القَوْمِ، قالَ: ما مَنَعَكَ يا فُلَانُ أنْ تُصَلِّيَ مع القَوْمِ؟ قالَ: أصَابَتْنِي جَنَابَةٌ ولَا مَاءَ، قالَ: عَلَيْكَ بالصَّعِيدِ، فإنَّه يَكْفِيكَ”.

هل يجوز الصيام بدون طهارة

• في حالة الحيض أو الدورة الشهرية فإنه يجوز الصيام دون اغتسال قبل الفجر، وهذل في حالة انقطاع نزول الدم قبل الفجر وإذا نوت الصيام في هذا الوقت.
• حيث إذا طلعت الشمس دون اغتسال فإن الصيام لا يُبطل، إذ قال الإمام مالك:”إذا رأت المرأة الطهر قبل الفجر اغتسلت بعد الفجر وصيامها مجزئ عنها”.

هل يجوز الصيام بدون الاغتسال من العادة

في حالة ممارسة العادة السرية فإنه يجوز الصيام على الرغم من أن ممارسة العادة السرية من المحرمات يأثم من يفعلها وعليه التوبة منها امتثالاً لطاعة الله في حفظ الفرج (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون)

مبطلات الصيام في رمضان

الإطلاع على الفتاوي الخاصة بالصيام يتطلب معرفة مبطلات الصيام في رمضان، لذا ففيما يلي نعرض لك المبطلات التي اتفق عليها العلماء:

الأكل أو الشرب عمدًا

• في حالة تعمد أكل الطعام أو الشراب في وقت النهار فهذا يبطل الصيام، وفي تلك الحالة يجب قضاء اليوم بعد رمضان.
• أما في حالة الأكل أو الشرب دون عمد عند النسيان فذلك لا يبطل الصيام لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:”مَن نَسِيَ وَهو صَائِمٌ، فأكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ”.

الجماع 

• يمثل الجماع أبرز مبطلات الصيام لقوله تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ).
• كما روى أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال:”بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ”.

الاستقاءة 

• يشير مفهوم الاستقاءة إلى تعمد القيء وإخراج ما كان في داخل الجوف، ويعد ذلك من مبطلات الصيام باتفاق كل من الحنابلة والمالكية والشافعية.
• في حالة الاستقاء فيجب قضاء اليوم بعد رمضان، أما من تقيأ دون عمد فليس عليه قضاء، وذلك لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:”مَنْ ذرعَهُ القيءُ فليس عليه قضاءٌ، ومنِ استقاء عمدًا فلْيقضِ”.

الحيض والنفاس 

• يفسد صيام السيدات في حالة الحيض والنفاس، حيث روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها:”ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ”.
• وبالتالي يترتب على ذلك قضاء الصيام، أما عن الصلاة فلا يتم القضاء فيه.

الردة 

تمثل الردة واحدة من أبرز مبطلات الصيام وهي اعتناق دين آخر، لأن المرتد عن الدين لا يعد مسلمًا وبالتالي لا يجب عليه الصيام.

دخول شيء من الجوف من منافذ مفتوحة 

يُبطل الصيام في حالة دخول شيء إلى الجوف من البطن أو الفرج ، وهذا ما اتفقت عليه المذاهب الأربعة، وذلك لما ورد عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما حيث قالوا:”الفطر ممّا دخل، وليس ممّا خرج”

أما عن مبطلات الصيام التي اختلف عليها الفقهاء فتشمل ما يلي:

• الإغماء لأن من يتعرض لهذه الحالة لا يكون عقله حاضرًا
• الجنون لأن المجنون يُرفع عنه القلم كما روي عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”يا أميرَ المؤمنين، أما علِمتَ أنَّ القلمَ قد رُفِع عن ثلاثةٍ؛ عن المجنونِ حتَّى يبرأَ، وعن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبيِّ حتَّى يعقِلَ”
• الحجامة في حالة أنها تتسبب في متاعب للصائم تؤدي إلى إحساسه بالضعف وفقدان القدرة على استكمال الصيام.