10 مهارات للتواصل القيادي الفعال يجب أن يمتلكها كل قائد ناجح

اشتُهر القادة العظماء عبر التاريخ بمهارتهم في التفاعل مع الآخرين بانفتاح وسلاسة، سواء كانت القيادة في ساحات القتال أم في مجال الأعمال. يجب أن يمتلك رواد الأعمال العديد من المواهب لتوجيه الناس بدقة وفاعلية؛ لذا سنقدم إليك قائمةً ببعض النصائح التي تحتاج إلى إتقانها لتصبح قائداً عظيماً.

لذا إن كنت تتساءل عن نوع مهارات التواصل القيادي التي تميز القائد العظيم، فستجد ضالتك في هذا المقال الذي نناقش فيه مهارات التواصل القيادي الأساسية وكيفية إتقانها.

ما الذي يميّز التواصل القيادي؟

لفهم ما تنضوي عليه مهارات التواصل القيادي فهماً صحيحاً، يتعين علينا أولاً التمييز بين التواصل العادي، ونظيره القيادي.

يُعدُّ الحفاظ على الروح الجماعية للفريق وتوجيهها نحو النجاح، أحد أبرز الصعوبات التي قد تواجهها بوصفك قائداً؛ ولتحقيق ذلك، يجب عليك أن تعبِّر عن أهدافك بوضوح لأعضاء فريقك، إضافةً إلى تشجيعهم، وتحفيزهم للوصول إلى غايتهم التي يصبون إليها.

لن تستطيع أن تكون مرشِداً ومحفِّزاً وقائداً في آن واحد، ما لم تحظ بمهارات استثنائية؛ لذا يجب عليك تخطي المألوف، والتمتع بالبصيرة والحدس عندما تتواصل مع كل فرد تصادفه.

تساعدك مبادئ ومهارات التواصل التجاري والمهني التالية للقيادة على إتقان التواصل مع الآخرين في حياتك، وستؤدي أيضاً إلى تحسين فرصك في النجاح بوصفك قائداً.

10 مهارات تواصل تميِّز القائد الناجح:

يجب أن يمتلك رواد الأعمال العديد من المواهب لتوجيه الناس بدقة وفاعلية؛ لذا سنقدم إليك قائمةً ببعض النصائح التي تحتاج إلى إتقانها لتصبح قائداً عظيماً:

1. طبِّق سياسة الباب المفتوح في مجال عملك بواقعية:

من الضروري للقائد أن يُبقي بابه مفتوحاً دائماً لتعزيز التواصل مع الآخرين؛ ويمكن تطبيق سياسة الباب المفتوح حرفياً ومجازياً في العلاقة بين القائد وفريقه؛ إذ تحدد العلاقة التي تربطك بالموظفين أهلية تواصلك القيادي، سواء كنت المدير التنفيذي لمؤسسة متعددة الجنسيات، أم رائد أعمال في شركتك الناشئة؛ إذاً كيف تتقن مهارة التواصل الفعالة هذه؟

تتمثل أفضل طريقة لإنشاء بيئة مشجعة يشعر فيها كل عضو في الفريق بالأمان الكافي للتعبير عن آرائه، في أن يكون موقفك مشجِّعاً؛ فكم وُعِدنا بمنحنا الأمان للتعبير على آرائنا؛ لكنَّنا في النهاية عانينا العواقب الوخيمة لصراحاتنا!

لهذا السبب، عليك التأكد من استيعاب الأشخاص في مؤسستك بصفتك قائداً، وأن تتقبل بصدرٍ رحب آراءهم؛ بغية تحسين المؤسسة دون أي يُحمَّلوا أية عواقب سلبية.

2. ابحث عما يُبقي جذوة الحماس مشتعلة:

تختلف الأشياء التي تُحفز الناس عموماً؛ لذا عليك بوصفك قائداً إدراك أنَّ فهم هذه الإشارات المختلفة، وتضمينها في أسلوب تواصلك، سيؤدي إلى أفضل النتائج.

يختلف كل فرد عن الآخر؛ لذا لن يكفي وجود صنف واحد من التدابير كي تضمن مشاركة الجميع في المشروع، فإن أردت ضمان انغماس الجميع على نحو متساوٍ، فيجب عليك التأكد من أنَّ هدف المشروع يعكس تطلعاتهم التي تميِّز رحلتهم؛ لكن كيف لك أن تفعل هذا؟

إن كنت قائداً مبتدئاً، يمكنك أن تبدأ بالتعرف إلى الأشخاص داخل مؤسستك وما هي دوافعهم؛ إذ إنَّ لهذا النهج في إظهار التعاطف والاهتمام بحياتهم الشخصية، دور كبير في كسب ثقتهم؛ لكن يَصعُب على قادة الشركات الكبرى الذين لديهم فريق ضخم التعرف إلى جميع أعضائه؛ لذا فهم يعطون كل شخص فرصةً للنمو وتحسين نمط حياته، كي يعطوه حافزاً كبيراً للبدء والانغماس في العمل.

3. تكيَّف مع نماذج شخصيات الأفراد المختلفة والطريقة التي يتواصلون بها:

بصفتك قائداً، يجب أن تتفاعل مع مختلف الأشخاص مهما كان عددهم كبيراً وعلى اختلاف مشاربهم؛ ولكي تضمن التواصل الفعال معهم جميعاً، تحتاج إلى التأقلم مع أساليب التواصل المتنوعة.

ففي حين يكون بعضنا أكثر انفتاحاً وشفافيةً في أسلوب التواصل، هنالك آخرون أكثر تحفظاً؛ ويحتاج أسلوب التواصل الخاص بك إلى مواءمة سمات كل شخصية تتعامل معها؛ لذا اعلم أنَّ هدفك في المحصلة هو الوصول إلى تفاهم متبادل مع الشخص الذي تتفاعل معه.

قد يبدو التأقلم مع أساليب التواصل المختلفة أمراً عسيراً في البداية؛ ولكنَّه في الحقيقة أسهل مما تتصور؛ إذ يكفي أن تبدأ بالتعرف إلى أعضاء فريقك بصورة أساسية؛ إذ تُعدُّ معرفة ما يحفزهم ويعطيهم الدافع في حياتهم الشخصية والمهنية، إحدى أفضل الطرائق للتأقلم مع نمط التواصل الخاص بك مع كل فرد.

ولإتقان مهارة التواصل القيادي الفعال؛ فوائد جمة، وتأثير إيجابي في أسلوب القيادة؛ وسواء كنت تحاول إتقان مهارة الإصغاء الجوهرية، أو تريد جعل الأشياء التي تقولها أكثر تأثيراً؛ سيساعدك تخصيص أسلوب التواصل الخاص بك مع الأفراد على تحقيق الريادة المطلقة في مجالك.

4. استفد من طرح الأسئلة المفتوحة:

غالباً ما تقودك الأسئلة المناسبة والتعرف إلى إجاباتها إلى نتيجة غير متوقعة ومفيدة للغاية، والتي من شأنها تعزيز جهود الفريق؛ وللاستفادة من ذلك، يجب أن تعرف كيفية طرح أسئلة مفتوحة.

يوجِّه شخص ما في منصب قيادي أسئلةً مفتوحةً عموماً إلى أعضاء الفريق بوصفهم جزءاً أساسياً من عملية التواصل؛ إذ تتطلب هذه الأسئلة من المجيب أن يعطي إجاباته انطلاقاً من التفكير والبصيرة، ومن منطلق فريد حول الموقف الذي يتعامل معه.

ستكون قادراً على معرفة مدى انغماس أعضاء الفريق في المشروع، بالإضافة إلى رؤيتهم له من خلال طرح النوع الصحيح من الأسئلة المفتوحة؛ لذا باشر بطرح مثل هذه الأسئلة وادمجها في نظام تدريب مؤسَّسي، وانشرها لجمع المعلومات اللازمة إن أمكن، وقد يساعد طرح هذه الأسئلة بوصفها برامج تدريبية في تعزيز بيئة عمل أفضل في مؤسستك.

5. افهم الرسائل المُبطَّنة:

إلى جانب فهم التواصل ذي النمط الفردي وإشاراته التحفيزية المتنوعة، يجب على القائد المؤثر فهم الإشارات غير اللفظية الخفية التي تشكل جزءاً كبيراً من التواصل في العصر الحديث.

قد لا ينضوي التواصل القيادي على وسائل الاتصال المادية، إذ ستواجه بصفتك قائداً العديد من المواقف التي يتعين عليك فيها فهم المعنى الحقيقي لشيء قيل لك مباشرةً، أو إيجاد الطريقة المثلى للتواصل مع شخصٍ ما بناءً على سلوكه.

يمكِّنك فهم الإشارات غير اللفظية من أن تصبح قائداً متحسِّناً وصاحب بصيرة نافذة، كما يساعدك على توسيع شبكة علاقاتك، وكسب أصدقاء وحلفاء في مجال عملك.

6. اطلب التغذية الراجعة دائماً لتساعدك على أن تصبح قائداً فذاً:

يتمثل جزء كبير من القيادة والتواصل في الاستماع إلى الآراء والتغذيات الراجعة من الأشخاص الذين يحيطون بك، وتضمينها في أفعالك الأكثر أهمية.

ويتطلب الإصغاء منك الجسارة، فقد يكون النقد قاسياً في كثير من الأحيان؛ ومع ذلك، فإنَّ القدرة على فهم الرؤى القيمة للآخرين، والتخلص من مصادر التشتيت الأخرى الضارة هي أمر بالغ الأهمية لتحسين أفعالك بوصفك قائداً، وتعزيز فرص نجاح الفريق بوصفه كلَّاً في مهمته.

للحصول على تغذية راجعة قيمة من أعضاء فريقك، تبنَّ بيئة عمل منفتحة تسمح بحرية التعبير، مما يمكِّن أعضاء الفريق من التعبير عن أفكارهم وآرائهم بشفافية، ويساعدك على أن تصبح قائداً متمكنّاً وفذاً.

7. حقق أقصى استفادة من الاجتماعات:

تُعدُّ الاجتماعات واحدةً من أهم الأركان التي تمكِّن الفريق الكبير من العمل سويةً؛ إذ يساعد التجمع والعمل معاً كلاً من القادة والفِرق للتوصل إلى فهم متبادل للأمور، وحل النزاعات بفاعلية؛ ومع ذلك، لا يمكن أن تنجح اجتماعات الشركات ما لم تعرف كيفية تحقيق أقصى استفادة من إدارة تلك الاجتماعات وعملية التواصل القيادي؛ لذا بدلاً من تضييع وقت الاجتماع على مناقشات لا طائل منها وقضايا سخيفة، وجِّه الاجتماع إلى الاتجاه الصحيح.

ولتحقيق الغرض من الاجتماع، يجب عليك البدء بوضع جدول أعمال مخطَّط بدقة، وتحديد موعد لمناقشة كل موضوع.

يتعلق التواصل في الاجتماع بالإيجاز والدقة؛ لذا اغتنم هذه الفرصة لشرح التفاصيل، وطرح الأسئلة المغلقة ذات الإجابات المقتضبة، واعلم أنَّ المحادثة الفعالة والواضحة أثناء الاجتماعات، يمكن أن تساعد في حلِّ النزاعات في مكان العمل وتعزيز فرصك في النجاح.

8. أدرك أهمية التفويض:

يتحمل القائد عدداً لا حصر له من المسؤوليات؛ إذ ستواجه بصفتك قائداً صعاباً ومهام متعددة؛ لذا يجب عليك تفويض المهام المناسبة للأشخاص المناسبين، لضمان إنجازها جميعاً على أتم وجه؛ فقد أظهر استطلاع أجراه “بيان التفكير الاستراتيجي” (Strategic Thinking) افتقار ما يقرب من 96٪ من الأفراد في المناصب القيادية إلى الوقت للتخطيط الاستراتيجي المناسب نظراً لاستحواذ المهام الأخرى على جل وقتهم؛ وهذا هو السبب في أنَّ تفويض المهام يشكِّل جزءاً أساسياً من التواصل القيادي؛ لأنَّك لا تضطر فقط إلى فرز مهام الآخرين، ولكن توكل إليهم بوضوح ما يجب القيام به.

لن يزيد الغموضُ أعضاء فريقك إلا إرباكاً؛ لذا بمجرد أن تقرر تكليف أحد أعضاء الفريق بمَهمة معينة بناءً على معرفتك بكل عضو في الفريق، احرص على توضيح ما تتطلبه المهمة، إذ يساعد شرح العملية والهدف النهائي المتوقع للمهمة المحددة بوضوح الموظفَ على إنهاء المهمة على أتم وجه.

9. عليك بالشفافية والاستمرارية فهما سر التواصل الفعال:

الشفافية والصدق في التواصل هما أمران أساسيان يميزان القائد الناجح؛ لذا عليك اكتساب هاتين المهارتين في أسلوب التواصل القيادي.

سواءٌ كان فريقك يمر بوضع صعب أم كان يؤدي أداءً جيداً، يمكنك إعلامه بأدائه ومساعدته على تحسينه عبر تواصل شفاف ومتواصل؛ إذ ستسِّهل بيئة العمل الشفافة حل المشكلات، وتنسق العمل، وتعزز أداء الفريق في المحصلة.

للحفاظ على استمرارية التواصل المستمر والشفاف مع الفِرق، يمكنك عقد لقاءات شهرية، أو اجتماعات للفريق لمناقشة نقاط هامة من المعلومات، واطلاع الفرق على أداءاتها، كما يمكنك أيضاً إرسال نماذج استطلاع ذات أسئلة مفتوحة إلى أعضاء الفريق، كي يتمكنوا من الإجابة بوضوح وتمعُّن.

10. قدِّم الشكر والثناء على العمل الجيد:

تشير الدراسات إلى أنَّ شكر أعضاء الفريق والثناء على شيء فعلوه بإتقان؛ يحفزهم ويحسِّن وتيرة أعمالهم وكفاءاتهم في أداء المهام؛ فإذا كانت التغذية الراجعة هامةً بالنسبة لك للقيادة بفاعلية، فالثناء على أداء فريقك يحمل الأهمية نفسها؛ فإن لم يقدِّم القائد الثناء لأعضاء فريقه على عملهم، فسيشعرون باليأس، ولن يعرفوا أبداً ما إن كانوا يؤدون عملهم على أتم وجه أم لا.

لذا كن منفتحاً، وأثنِ على المهام التي قام بها أعضاء الفريق جيداً، فلهذه المبادرة البسيطة أثر عظيم في حث أعضاء الفريق على تقديم أفضل ما لديهم دوماً.

التواصل القيادي هو طريقك لنجاح القيادة:

ها قد قدمنا لكم مهارات التواصل القيادية العشر الأساسية التي يجب أن يمتلكها القائد الناجح؛ فالقيادة مَهمة شاقة؛ ولكن يمكنك عبر التواصل الصادق والمنفتح، تعزيز ثقافة العمل التي ستمكِّنك من تحقيق أهدافك، وتساعدك وفريقك على الارتقاء بمسيرتكم المهنية.

لا يجب أن يكون تأسيس بيئة قائمة على التواصل المنفتح عملية سريعة؛ لكن إن استثمرت ما يكفي من الوقت والجهد في ذلك، فستتمكن من جني أفضل ثمار هذا النهج التواصلي الصادق.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!