4 أسباب للاحتفاء بالإنجازات الصغيرة

مهما كان الإنجاز بسيط فهو جاء نتيجة جهد تم بذله، حيث يؤمن الأشخاص الناجحين بإنجازاتهم مدركين بأن أعمالهم تتم بشكل أفضل عند اعتمادهم على قواهم ومواهبهم واهتماماتهم وأهدافهم.

ما هي “الإنجازات الصغيرة”؟

دعونا أولاً نعرِّف الإنجازات الصغيرة؛ حيث يمكن القول أنَّها أي شيء تحققه ويتوافق مع أهدافك المستقبلية؛ فهي قد تكون مرتبطة بالعمل، أو العلاقات الشخصية أو المهنية، أو الإقلاع عن عادة سيئة، أو أي جانب آخر من جوانب حياتك الشخصية.

قد يتجاهل معظمنا هذه الإنجازات ويتعامل معها بسطحية، خاصة إذا كنت شخصاً ينتقد نفسه أو يسعى إلى المثالية باستمرار، فلا يجد أي متعة فيما يفعله. ولنفترض أنَّك ترغب في أن تكون أقل انتقاداً للآخرين؛ قد يكون الالتزام بهذا الأمر بمثابة إنجاز صغير، فكلما بدأت التفكير في انتقاد شخص ما على أخطائه الإملائية على الرغم من بساطتها، تتريث قليلاً وتُهمِل الأمر كي تتجنب إهانته أو تساعده على تجاوز أخطائه بمنحه تغذية راجعة منتظمة على كتاباته.

قد تجعلك ملاحظة أفكارك الخاصة تلك تتساءل لماذا يخطئ بعض الأشخاص في الكتابة، وتفكِّر أنَّك قد تتعرض للأخطاء نفسها في المستقبل؛ وهذا ما يُكسبك وعياً يكون بمثابة القوة الدافعة لكل التغييرات في الحياة.

لماذا يجب أن نحتفي بالإنجازات الصغيرة وليس الكبيرة؟

بدلاً من الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة، لمَ لا ننتظر تحقيق الإنجازات الكبيرة لتكون السعادة في قمَّتها؟

تخيَّل أنَّك ربحت 3 مليون دولار؛ كيف سيكون شعورك عند الاحتفال بفوز كبير مثل هذا؟ مع هذا المبلغ الضخم، ستشعر بالحماس والذهول، ولكن هل ستتمتع أيضاً بسعادة ورضا يدومان إلى الأبد؟

تُشير الأبحاث إلى أنَّ الأشخاص الذين يربحون مبالغ كبيرة من المال يكونون أكثر رضا عن نوعية حياتهم عموماً، لكن قد لا يشعر هؤلاء بالسعادة اليومية أكثر من الآخرين، وهذا ما قد يدعو للذهول، فالإنجازات الصغيرة هي ما يُضفي سعادة تتجدد يوماً بعد يوم على عكس الإنجازات الكبيرة التي تمنحك سعادة عارمة لكنَّها قد لا تدوم إلى الأبد.

في الواقع، يعج الإنترنت بالمقالات التي تُشيد بمزايا الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة، فالسعادة ليست سوى واحدة من عشرات الأسباب التي تدفعك كي تحتفي بها بصورة روتينية.

أسباب تدفعك للاحتفاء بالإنجازات الصغيرة:

1. اكتساب الطاقة:

قد يصعب عليك تحقيق أي شيء عندما تكون طاقتك منخفضة؛ وهذا أمر منطقي تماماً، فعندما تكون طاقتك منخفضة، سيساعدك تحفيز المدرب لك على النهوض والتدرب أكثر من رؤية جهاز المشي؛ وبالمثل، عندما تحتفي بكل إنجاز صغير ستمنح نفسك القليل من الطاقة التي تتزايد بمرور الوقت، فمن المعروف أنَّ الكثيرين يفضلون أن يستلقوا على الأريكة بدلاً من ممارسة الرياضة.

فكر في أمر صغير حقَّقته اليوم، فربما قمت بإتمام بعض العمل لترتيب حديقة منزلك وإزالة القمامة قبل يوم عاصف، رغم أنَّك كنت متعباً ولم تكن ترغب في ذلك؛ قل لنفسك: “أنا فخور جداً لتحدِّي هذه الظروف الجوية الرهيبة للحفاظ على نظافة المنزل وأمانه”، أو احتفِ بإنجاز صغير آخر كاحتساء الشاي الأخضر كبديل عن القهوة في فترة المساء، عندما ترغب في تنظيم نومك.

شاهد بالفديو: 7 فوائد عظيمة يقدمها الشاي الأخضر للصحة

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/fQlI7-gYcsM?rel=0&hd=0″]

مع مرور الوقت، ستلاحظ أنَّ هذه الإنجازات الصغيرة تمنحك المزيد من الطاقة التي ستتراكم بداخلك، فعلى الرغم من أنَّك ما زلت تكره أعمال التنظيف وإخراج القمامة، إلا أنَّك على الأقل ستمتلك الطاقة للقيام بذلك.

بمجرد أن تبدأ في اكتساب المزيد من الطاقة، قد تلاحظ الشعور بدافع أكبر لإنجاز كل تلك الأعمال الكبيرة والصغيرة في قائمة مهامك، وتصبح هذه بمثابة حلقة تغذية راجعة؛ فأنت تنجز شيئاً ما وتحتفي به، لتزيد من طاقتك لإنجاز المزيد، وتستمر المكاسب مرة بعد أخرى.

في الواقع، هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أنَّ الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة يدفعك إلى تحقيق إنجازات أكبر، والعكس صحيح أيضاً؛ فإذا لم تُنجز مهام صغيرة، سيكون من الصعب أن تُنجز المهام الكبيرة.

2. التقدم الشخصي والمهني:

يساعدك الاحتفاء بالمكاسب الصغيرة على تتبُّع مدى تقدمك، وهذا جيد عندما تحاول اكتساب عادة جديدة أو تغيير نمط حياتك.

من أكبر التحديات التي نواجهها هي تغيير سلوك ما أو تعديله، ولكن ذلك سيكون أكثر فائدة في سبيل التقدم والتطور على المستوى الشخصي أو المهني، فمن السهل الوقوع في فخ “الكل أو لا شيء”.

على سبيل المثال، قد يستسلم الكثير من الأشخاص إذا لم يتمكنوا من تحقيق تغيير سلوكي -مثل الإقلاع عن التدخين- من المرة الأولى، لكن يمكنك توظيف التعزيز الإيجابي من خلال الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة وبذلك ستتمكن من العودة إلى المسار الصحيح وعدم الاستسلام، فعندما تحتفي بأنَّك قد دخَّنت 3 سجائر فقط في اليوم، سيشكِّل ذلك دافعاً يقودك إلى تدخين سيجارتين فقط في اليوم التالي.

يتطلب التقدم في أي مجال من مجالات الحياة بذل جهد إضافي، واستخدام الأدوات المناسبة؛ فالاحتفاء بالإنجازات الصغيرة هو الأداة المقصودة التي يمكن أن تستخدمها كي تصبح الشخص الذي تريد أن تكونه، وهذا جيد لك لتجعل ذلك واقعاً ملموساً وتحقِّق رؤيتك لنفسك.

شاهد بالفديو: 5 خطوات لتحسين نمط حياتك

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/RI05aNv6h3w?rel=0&hd=0″]

3. حب الذات:

يقال: إنَّ التعليم هو أهم استثمار تقوم به على الإطلاق؛ لكن تخيل أنَّك تحاول الحصول على شهادة جامعية، لكنَّك لا تنفك تنتقد نفسك على أصغر الأمور والهفوات التي ترتكبها، مما يجعلك تدخل دوامة من القلق قبل كل امتحان تجريه، فإذا لم تكن تحب نفسك، لن يهم مقدار الأموال التي تنفقها على تعليمك، فأنت لن تحصل على شهادةٍ أبداً.

اعلم أنَّ حب الذات هو أفضل استثمار ستقوم به على الإطلاق، ويجب أن يرافقك طوال حياتك؛ فعندما تحب نفسك دون قيد أو شرط، ستكون قادراً على تجاوز أي عقبات في حياتك، ويعد الاحتفاء بإنجازاتك الصغيرة أحد السبل التي عليك اتِّباعها للاعتناء بنفسك.

نحن نحتفل في الأعراس وفي أعياد الميلاد لأنَّ الاحتفالات تُظهِر حبنا للآخرين؛ وبالمثل، عندما تحتفل بإنجازاتك الصغيرة، فأنت تؤكد على حبك لنفسك، وهي طريقة لتلاحظ مستوى إنجازاتك، وتساعدك على الاعتماد أكثر على ملاحظاتك الإيجابية بدلاً من انتظار آراء الآخرين عنك، وبما أنَّ “إرضاء الناس غاية لا تُدرَك”؛ فلا تنتظر الآخرين ليقدِّروك، وابدأ تقدير كل إنجازاتك الصغيرة.

من ناحية أخرى، يؤدي حب الذات إلى بناء علاقات أفضل مع الآخرين، فأنت بذلك تُظهر للآخرين كيف تريد أن يعاملوك. ليس حب الذات مجرد تفاخر؛ فهو يُظهر للآخرين أنَّك مهتم لأدق التفاصيل في حياتك، مما يعني أنَّك قادر أيضاً على ملاحظة التفاصيل الصغيرة في علاقتك معهم أو في حياة الآخرين.

وعندما تحتفي بمكاسبك، ستُشجِّع الآخرين على فعل الشيء نفسه والاحتفاء بمكاسبهم أيضاً؛ وسريعاً ما ستجد نفسك محاطاً بأشخاص يحتفي كل منكم بنجاحات الآخرين، ويتشاركون الشعور بالرضا والسعادة في الحياة.

4. الشعور بالسعادة:

وفقاً لعالِم النفس الدكتور جيمس هوليس ( Dr. James Hollis): “لا يجب أن يكون سعينا وراء السعادة محور حياتنا؛ وبدلاً من ذلك، سيكون من مصلحتنا تصميم حياتنا حول إيجاد المغزى فيها”.

إذاً، نحن نتحدث عن السعادة في أغلب مقالات الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة، بما في ذلك هذه المقالة؛ وذلك لأنَّ السعادة هي ما نريده جميعاً في الحياة؛ وكما نعلم، الطريق إلى ما نريده ليس طريقاً مباشراً ومعبَّداً.

وكما يقول هوليس: “الفرح والسعادة ليسا هدفين في حد ذاتهما، لكنَّهما نتيجة ثانوية لتلك اللحظات التي نقوم فيها بما يناسبنا حقاً”.

إنَّ السعادة نتيجة ثانوية فعلاً؛ فعندما ننخرط انخراطاً كاملاً في حياتنا، تزداد ثقتنا بنفسنا، وتتوافق أفعالنا مع نوايانا، ويزداد حبنا لأنفسنا، ونعيش حياة مليئة بالمغزى؛ لذلك إذا كنت ترغب بالحصول على السعادة، يجب أن تجد طرائق لإيجاد المغزى من حياتك، وقد يكون الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة أحد الحوافز لإيجاد هذا المغزى.

إذا لم تكن مستعداً للتخلي عن السعي وراء السعادة، فحاول أن تنظر إليها على أنَّها عمل تمارسه؛ وإذا كنت تريد طريقة فعالة للانخراط في هذا العمل، فحاول الاحتفاء بكل إنجازاتك الصغيرة.

في الختام:

ضع في حسبانك أن تحتفظ بسجل يومي لإنجازاتك الصغيرة، وقراءتها في نهاية كل أسبوع؛ حيث يساعدك ذلك على تجميعها وتذكُّرها، وإذا كنت ترغب في تجربة مكاسب  أكبر، أعِد قراءة يومياتك في نهاية العام، كي ترى إلى أي مستوى قد وصلت وكم من الإنجازات قد حققت خلال عام كامل.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!