4 خطوات بسيطة لإتقان التفكير الاستراتيجي

يُعَدُّ التفكير الاستراتيجي مملَّاً إذا لم تكن تعرف كيف تمارسه، لكنَّ بقاء الشخص في مكانه عاجزاً، يثير داخله إحساساً بالاستياء، بينما يثير المُضيُّ قُدُماً إلى الأمام إحساساً جميلاً في نفسه. هذا المقال مأخوذ عن الكاتب ديفيد رونليد (David Ronnlid) والذي يحدثنا فيه عن كيفية التفكير بطريقة استراتيجية لتحقيق أهدافك.

Share your love

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب ديفيد رونليد (David Ronnlid) والذي يحدثنا فيه عن كيفية التفكير بطريقة استراتيجية.

وفي هذا المقال، سوف تتعلم أنَّ التفكير الاستراتيجي غير ممل بعد أن تتقنه. بدايةً سوف تتعلم كيفية تحسين الطريقة التي يعمل بها دماغك لكي يساعدك بدلاً من أن يعيقك، وبعد ذلك ستتعلم كيف تفكر بطريقة استراتيجية لتحقيق أهدافك.

فكر للحظة كيف سيساعدك تحسين مهارات التفكير الاستراتيجي في حياتك، ولهذا عليك أن تعرف المشكلات التي تريد حلها وتحدد أهدافك؛ حيث يمكنك حل تلك المشكلات وتحقيق أهدافك بكفاءة أكبر من خلال فهم كيفية تحسين عمل دماغك.

يُعرَّف التفكير الاستراتيجي بأنَّه عملية ذهنية يطبقها الفرد لإعداد نفسه لتحقيق هدف ما بكفاءة في سياق محدد.

على سبيل المثال، قد تشارك في العملية الذهنية المتمثلة في التفكير في كيفية قراءة هذا المقال حتى النهاية دون فقدان التركيز؛ وهذا مثال عن التفكير الاستراتيجي؛ فأنت تفكر في الأمور التي يمكنك القيام بها لتحقيق هدفك المتمثل في إنهاء هذا المقال بكفاءة.

والآن كبداية، إليك نظرة عامة عن الخطوات الأربع البسيطة لتصبح محترفاً في التفكير الاستراتيجي:

  • ممارسة التأمل للحصول على فكرة واضحة.
  • استخدام المعززات المعرفية لشحذ عقلك.
  • فهم المشكلة التي تريد حلها، أو الهدف الذي تريد تحقيقه.
  • البحث عن أكثر الأساليب كفاءة لحل مشكلتك.

تتعلق الخطوتان الأولى والثانية بتحسين وظيفة دماغك لجعلك في حالة ذهنية تُفضي إلى التفكير الاستراتيجي، وتوضح الخطوتان الأخيرتان كيفية تطبيق هذه القوة الذهنية الخارقة بالفعل.

1. ممارسة التأمل للحصول على فكرة واضحة:

لكي تفكر بطريقة استراتيجية، تحتاج إلى فكرة واضحة عن المشكلة التي تحاول حلها والأساليب المتاحة لك لحلها.

التأمل هو وسيلة ممتازة لإزالة الأشياء غير المرغوب فيها من عقلك، وقد يؤدي اتِّباع عادة التأمل إلى تحسين مهاراتك في التفكير الاستراتيجي على الأمد الطويل، ولكن في الواقع سيمنحك التأمل أبرز فوائد التفكير بطريقة استراتيجية على الأمد القصير.

يُعَدُّ تأمُّل الوعي التام تحديداً -والذي يُمارَس دون تركيز الانتباه على أي موضوعٍ مُحدَّد، من خلال الاكتفاء بإراحة العقل ومراقبة كل فكرة تخطر في بالك عن كثبٍ قدر الإمكان- بمثابة التأمل الذي يميل إلى مساعدتي على التفكير بطريقة استراتيجية أكثر، بدلاً من التفكير بطريقة غريزية.

ومن خلال مراقبة أفكارك بوعي، ستصبح أكثر وعياً بافتراضاتك وتصوراتك المسبقة فيما يتعلق بطبيعة المشكلة والحلول التي فكرت بها حتى الآن.

2. استخدام المعززات المعرفية لشحذ عقلك:

المعززات المعرفية -المكملات التي إن استُخدمت استخداماً مناسباً تُعزز الأداء المعرفي للمستخدم- قد تساعدك على التفكير تفكيراً أفضل، وغالباً ما تسمى هذه المواد أيضاً “منشطات الذهن” (nootropics) أو “الأدوية الذكية” (smart drugs).

لدى كثير من الناس مفاهيم خاطئة حول هذه الأمور؛ فإما يعتقدون بأنَّها فعَّالة للغاية ويجب حظرها لمنع الناس من استخدامها في الغش، أو يعتقدون أنَّها غير فعَّالة على الإطلاق؛ وكلاهما مخطئ في الغالب.

من المؤكد أنَّه قد يكون لبعض منشطات الذهن تأثيرات معززة للإدراك، لكنَّها جيدة للغاية فقط إذا كان أداؤك ضعيفاً أصلاً. فكر في الكافيين على سبيل المثال؛ فهو لا يرفع معدل ذكائك بمقدار 40 نقطة، لكنَّه يساعدك على التفكير، خاصةً إذا تناولت القهوة باعتدال.

لاستخدام منشطات الذهن للتفكير بصورة استراتيجية، من الهام أن تفكر تفكيراً استراتيجياً في كيفية استخدامها أولاً؛ لذا عليك أن تُحدد الأدوات الذهنية التي تريد تحسينها؛ الذاكرة، أو التركيز، أو المزاج، أو الطاقة، أو مستويات التوتر.

أنا أعمل في نوترلايز (Nootralize)، وهي شركة تساعد الناس على فهم علم المنشطات الذهنية؛ وخلال مراجعتنا لأكثر من 500 دراسة خاضعة للتحكم الوهمي والتي فحصت آثار أكثر من 200 منشط ذهني على البشر الأصحاء، وجدنا أنَّ معظم منشطات الذهن – التي يستخدمها الناس ويزعمون أنَّها تعزز أداءهم العقلي – لا تزال بحاجة إلى المزيد من البحث في أمرها، وهذا لا يعني بالضرورة أنَّ هذه المواد غير فعَّالة، ولكنَّ البيانات العلمية اللازمة لمعرفتها غير متوفرة بعد.

عموماً، إنَّ أكثر 5 منشطات ذهنية يدعمها العلم هي أوميغا 3 (Omega 3)، والجوز (Walnuts)، وباكوبا مونيرية (Bacopa Monnieri)، والكافيين (Caffeine)، والميرمية (Sage)؛ ولكن من الهام معرفة سبب رغبتك في استخدام منشط ذهني؛ إذ لن يساعدك الكافيين على الإطلاق في تقليل مستويات التوتر على سبيل المثال، ولكن قد يساعدك في ذلك “باكوبا مونيرية”.

حتى أنَّ بعض منشطات الذهن، مثل الكاكاو وبلسم الليمون، قد تساعدك في ممارسة التأمل؛ فالتأمل والمنشطات الذهنية هما طريقتان فقط من العديد من الطرائق المدعومة علمياً لتحسين عمل دماغك والذي بدوره قد يساعدك على التفكير تفكيراً أكثر استراتيجية.

شاهد بالفديو: عناصر التفكير الاستراتيجي

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/eKMzq_klVGc?rel=0&hd=0″]

3. فهم المشكلة التي تريد حلها:

الاستراتيجية ليست غاية في حد ذاتها، ولكنَّها وسيلة لهدف آخر، وما يثير في نفسك الرغبة في بدء التفكير الاستراتيجي هو أن تُحدِّد المشكلة مباشرةً، وبعد تحديد المشكلة التي تريد حلها، يحين الوقت لفهم كل ما يتعلق بها.

اسأل نفسك:

  • لماذا تريد حل هذه المشكلة؟
  • متى تريد حل هذه المشكلة؟
  • أين وفي أي سياق تريد حل هذه المشكلة؟

على سبيل المثال، يمكنك الإجابة عن هذه الأسئلة بالقول: “أحاول أن أفقد 10 كجم في عام 2021 لأنَّني أعتقد أنَّ ذلك سيزيد من مستويات طاقتي اليومية” حيث يتضح من هذا التصريح أنَّك تريد زيادة مستويات الطاقة لديك، وتريد أيضاً حل مشكلة كيفية فقدان 10 كجم، ومن الواضح أيضاً أنَّك تريد تحقيق ذلك قبل نهاية عام 2021، وأنَّك أنت وليس شخص آخر هو الذي تريد تغيير وزنه.

سيُمكِّنك توضيح سياق المشكلة من مقارنة كفاءة الأساليب المتاحة لحل مشكلتك.

4. البحث عن أكثر الأساليب كفاءة لحل مشكلتك:

للعثور على أفضل حل لمشكلتك، يجب أن تفهم الأسباب الكامنة وراء المشكلة؛ أي أن تبحث عن العوامل التي تلعب دوراً في المشكلة المطروحة، وتعرف المتغيرات التي قد تساعدك في حل مشكلتك إذا استطعت التحكم بها.

كما عليك أن تبحث عن المصادر التي تحتاجها للتحكم بهذه المتغيرات؛ فقد تكون هذه المصادر أشخاصاً أو مالاً أو وقتاً أو طاقة أو طعاماً أو معلومات، إلخ، وبناءً على المصادر المتاحة لديك، يتعين عليك إيجاد طريقة لحل مشكلتك بسرعة، ولفهم الطريقة الأسرع والأكثر كفاءة، تحتاج إلى مقارنة خياراتك.

تخيل أنَّك تحاول تعلُّم الكيمياء، وأنَّك تريد معرفة الصيغة الكيميائية للماء في فترة زمنية قصيرة، وأنت تفهم الآن ما تريد القيام به ومتى وفي أي سياق، وقد حان الوقت الآن لإيجاد طريقة فعَّالة لتعلُّم الصيغة الكيميائية للماء.

الموارد المتاحة لديك هي كوب من الماء، وهاتفك المتصل بالإنترنت، ووالدتك عالمة الأحياء التي تجلس بجوارك على استعداد لمساعدتك.

كيف ستبدأ في تعلُّم الصيغة الكيميائية للماء؟ ربما لا يحاول معظم الناس حتى القيام بأي شيء بالماء لفهم تركيبته الكيميائية، لكن لماذا؟

لا يحتوي الماء بمفرده على أي معلومات ضرورية لك في سعيك لحل مشكلتك، ستحتاج إلى أدواتٍ متطورةٍ ومعلومات، بالإضافة إلى القليل من الوقت لاكتشاف الصيغة الكيميائية للماء بمساعدة كوب الماء.

شاهد بالفديو: 7 نصائح تساعدك على حل مشاكلك والعيش باستقرار

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/pQjus9Re6KE?rel=0&hd=0″]

هل ستسأل جوجل (Google) أم والدتك؟

للمقارنة بين خيارين عندما لا يكون هناك مَن ترجح كفته من حيث الكفاءة في مساعدتك على حل مشكلتك، قد يفيدك إعداد قائمة بسيطة بالمزايا والعيوب.

قد تجيب والدتك عن سؤالك بدقة على الأرجح، وفي فترة زمنية قصيرة جداً عندما تسألها عن الصيغة الكيميائية للماء؛ وقد يجيب جوجل على الأرجح بدقة أكثر، ولكن من المحتمل أن يستغرق الأمر وقتاً أطول لفتح هاتفك، وفتح متصفح الويب، وكتابة “ما هي الصيغة الكيميائية للمياه؟” ثم الضغط على زر الإدخال، وانتقاء مصدر جيد، وفي النهاية قراءة الإجابة.

يمكن توضيح قائمة المزايا والعيوب في هذا الجدول:

مصدر المعرفة بعلم الكيمياء

المزايا

العيوب

الأم

الوقت

الدقة

جوجل

الدقة

الوقت

يتضح سريعاً أنَّ معرفة سياق مشكلتك أمر بالغ الأهمية عند مقارنة الخيارات لحل تلك المشكلة عملياً، فإذا كنت تتطلع إلى فهم الصيغة الكيميائية للماء لأنَّك ستخضع لاختبار في المدرسة الأسبوع المقبل؛ فقد تقبل الإجابة السريعة والدقيقة إلى حدٍّ ما من والدتك.

ولكن إذا كنت ستلقي خطاباً أمام الأمة بصفتك رئيساً للولايات المتحدة، فمن المحتمل أنَّك سترغب في استثمار المزيد من الوقت للحصول على إجابة دقيقة ومؤكدة.

هذا مثال عن سبب حاجتك إلى فهم كامل لسياق المشكلة التي تحاول حلها قبل النظر في طرائق حلها، حيث يسمح لك التفكير الاستراتيجي بفهم سياق المشكلة.

المزايا / العيوب، الإيرادات/ التكاليف، المكافآت/ المخاطر، الفوائد/ الآثار الجانبية؛ كل هذه مصطلحات تصف الجوانب الإيجابية والسلبية للحلول أو الأدوات التي يمكن استخدامها لحل المشكلات.

في بعض الظروف، تكون المشكلة صغيرة جداً لدرجة أنَّ الأمر سيستغرق وقتاً أطول لإعداد قائمة بالمزايا والعيوب على الورق، أو لإنشاء تعريف واضح لسبب رغبتك في حل هذه المشكلة، وهنا من المفيد الاعتماد على ذكائك وصفاء ذهنك.

متى يجب ألا تفكر بطريقة استراتيجية؟

في العديد من المواقف اليومية التي تحتاج فيها إلى حل المشكلات الصغيرة؛ يمكنك اختصار الوقت اللازم لتحديد حل للمشكلة إلى الوقت الذي تستغرقه في التفكير في مزايا وعيوب المشكلة.

من المحتمل أنَّك تفعل هذا بوعي إلى حد ما بالفعل، ولكن إدراك أنَّك تحل المشكلات يمكن أن يساعدك على العودة خطوة إلى الوراء -ربما التأمل لمدة 10 ثوانٍ- وباستخدام المنشطات الذهنية، سترى القائمة الكاملة بمزايا وعيوب الحلول الممكنة للمشكلة أمامك.

يستغرق التفكير الاستراتيجي وقتاً، ولكن يعرف الأشخاص الذين يجيدون التفكير الاستراتيجي متى يكون التفكير الاستراتيجي مبالغاً فيه.

أنت لست بحاجة إلى كتابة قائمة بالمزايا والعيوب لأي زوج من الجوارب ستستخدمه صباح الغد أو حتى التفكير في مزايا وعيوب البدائل التي لديك؛ ففي بعض الأحيان، ستحصل على أفضل النتائج بمجرد التصرف والقيام بذلك بسرعة.

أنا أشجعك على التفكير تفكيراً استراتيجياً الآن في المواقف التي تريد التفكير فيها تفكيراً استراتيجياً في المستقبل؛ فأنا شخصياً أجد أنَّه كلما زادت أهمية حل المشكلة بالنسبة لي، ولزم الأمر استخدام المصادر اللازمة لحل المشكلة بكفاءة، أردت أن أفكر تفكيراً استراتيجياً أكثر.

إذا كان لدي اختبار الأسبوع المقبل وكنت بحاجة إلى معرفة الصيغة الكيميائية للماء؛ فلن أضع قائمة بالمزايا والعيوب؛ لأنَّ هذا سيستغرق الكثير من الوقت بالنسبة لأهمية المشكلة؛ لذلك سوف أتصرف فقط.

من ناحية أخرى، إذا كنت أرغب في استخدام منشط ذهني، فسأقرأ الكثير على الإنترنت وفي المؤلفات العلمية حول مخاطره وفوائده المحتملة؛ ذلك لأنَّ المنشطات الذهنية تغير خصائصك البيولوجية والتي بدورها تخلق تجربتك، ونظراً لأنًّ تجربتي هامة جداً بالنسبة لي، فقد أستثمر المزيد من الوقت والجهد في التفكير تفكيراً أكثر استراتيجية.

في الختام:

لكي تتقن التفكير الاستراتيجي، تحتاج لمعرفة متى تفكر تفكيراً استراتيجياً ومتى تتصرف وفقاً للغريزة، ولتحديد ذلك؛ افهم نوع المشكلة التي تواجهك، وعندما تفهم مشكلتك بعمق، يحين الوقت لفهم الحلول المتاحة والعثور على أفضل حل يناسب حالتك.

ولإنجاز هذه الأمور بدون عيوب وبكفاءة، سيفيدك التأمل والمعززات المعرفية التي ستشحذ عقلك إلى النقطة التي يصبح فيها التفكير الاستراتيجي أمراً سهلاً وممتعاً.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!