5 أساليب أثبتت نجاحها في التعامل مع الإجهاد

يُعَدُّ تشتت الطاقة -الذي سببه السعي إلى إنجاز كل المهام معاً ثمَّ الإحساس بأنَّك أخفقت في أداء أيٍّ منها بفاعلية- سبباً في الإحساس بالارتباك في كلٍّ من العمل والمنزل. لذا ستساعدك تقنيات إدارة الإجهاد العلمية هذه على الشعور بالمزيد من الهدوء.

يُعَدُّ تشتت الطاقة -الذي سببه السعي إلى إنجاز كل المهام معاً ثمَّ الإحساس بأنَّك أخفقت في أداء أيٍّ منها بفاعلية- سبباً في الإحساس بالارتباك في كلٍّ من العمل والمنزل، لأنَّ الخطوط الفاصلة بين الحياة المهنية والحياة الشخصية أصبحت غير واضحة، أو ربما كنت تُضخِّم التحديات الإضافية التي فرضها هذا العام من هول المعركة التي كنت تخوضها بالفعل لفترة من الوقت.

ورغم استحالة التخلص من جميع الضغوطات التي تؤثر فينا وتحرمنا من الشعور بالراحة، يمكننا على الأقل التحكُّم في ردود أفعالنا تجاهها؛ فمفتاح النجاح في إدارة الإجهاد بسيط للغاية، ويتمثَّل في اتِّباع نهج استباقي؛ إذ تساعدك تقنيات إدارة الإجهاد العلمية هذه على الشعور بالمزيد من الهدوء، بصرف النظر عن طبيعة حياتك، وما تواجهه فيها. لذا إليك فيما يلي 5 أساليب أثبتت نجاحها في التعامل مع الإجهاد:

تُمهِّد طقوسُ الصباح المُختارة بعناية الطريقَ لقضاء يومٍ هادئ:

هل شعرت يوماً بأنَّك تتحرَّك بصعوبة في الصباح ولا تستمتع حقاً ببدء يومك؟ قد تكون شعرت بهذا كثيراً، ولكن لا يجب أن يكون الأمر كذلك؛ إذ يؤثر بدء صباحنا بِنيَّة إيجابية في كل جانب من جوانب حيواتنا، ويؤثر محضُ قضاء الوقت الكافي للشعور بالهدوء والاعتناء بالذات في الصباح تأثيراً كبيراً في عملية إدارة الإجهاد الفعَّالة.

1. التركيز على الشعور بالسعادة أولاً:

بدلاً من الشعور بالهزيمة منذ اللحظة التي تفتح فيها عينيك، خطِّط مسبقاً لفعل شيء يثير سعادتك؛ ولكي يكون هذا أكثر فاعلية، اختر القيام بشيء تحبه حقاً؛ بدلاً من فعل شيء تعتقد أنَّه يجب عليك فعله.

على سبيل المثال: قد تكون قرأت أنَّ التمرينات الصباحية تخفِّف من الإجهاد؛ وذلك عن طريق زيادة إفراز هرمون السيروتونين (هذا الهرمون الرائع الذي يُحسِّن المزاج)؛ وهذا صحيح؛ فإذا كانت ممارسة التمرينات أمراً جيداً بالنسبة لك، فاستمر بالقيام بذلك!

ولكن إذا كنت لا تفضِّل ممارسة التمرينات الرياضية في الصباح، فقد حان الوقت لاتِّباع نهج مختلف؛ إذ تقلل الضغوطات التي نفرضها على أنفسنا للقيام بأعمال لا نتحملها دوافعَنا وتزيد من إجهادنا.

الاستراتيجية: تخلَّ عمَّا تعتقد أنَّه “ينبغي” عليك فعله، وافعل ما تحبه.

في حال كنت متأكداً ممَّا تحب القيام به تحديداً، فإليك بعض الأفكار البسيطة التي يمكنك تجربتها:

استمتع بالهدوء قبل أن يستيقظ أي شخص آخر في المنزل، وتذوَّق دفء ونكهة ورائحة قهوتك، واخرج للاستمتاع بالجمال الهادئ لشروق الشمس، كما يمكن أن تستمع إلى الموسيقى المُلهمة أو أصوات تغريد الطيور، ثم اكتب عما تمتن له أو ما الذي يسير بصورة جيدة في حياتك.

تساعدنا أنشطة اليقظة الذهنية هذه على الانتباه إلى حواسنا وملاحظة أفكارنا ومشاعرنا دون مقاطعة، فهي تخفِّف من الإجهاد من خلال بناء المرونة في هيئة مهارات تأقلم محسَّنة، وتقلِّل ميول التأثر بمشاعر الآخرين السلبية، وتعني هذه القدرات تقويض تأثير الضغوطات المستقبلية في سعاداتنا وسلاماتنا الجسدية.

2. الانتباه جيداً إلى الأشخاص والأشياء التي تسمح لها بشغل تفكيرك:

“أنت متوسط ​​الأشخاص الخمسة الذين تقضي معهم معظم وقتك”.

كُتِب الاقتباس الشهير لرجل الأعمال “جيم رون” (Jim Rohn) قبل فترة طويلة من ظهور التقنيات الحديثة مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وبفضل هذه الاكتشافات، توسعت دوائر علاقاتنا المؤلفة من خمسة أشخاص على نحو كبير.

لذا من الحكمة ألَّا نتجاهل حقيقة أنَّ محض “تسجيل الدخول الصباحي السريع” على هواتفنا يخلف تأثيراً قوياً فينا، كما تعتمد أمزجتنا ومستويات إجهادنا على مدار اليوم على هذا العنصر الفردي.

وتتمثَّل الطرائق الفعَّالة للسيطرة على هذا التأثير في وضع حدود صارمة؛ لذا حدِّد الأفراد والأحداث والأفكار التي تستحق مساحة من مساحات عقلك الثمينة، وارفض السماح لضروريات الآخرين بأن تصبح ضرورياتك أنت.

الاستراتيجية: تجنَّب النظر في البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي والأخبار حتى الانتهاء من طقوسك الصباحية التي تُشعِرُك بالسعادة.

حُدَّ من التعرُّض لهذه المشتتات طوال اليوم من أجل تقليل مستويات الإجهاد، وحدِّد كل الأشخاص أو الموضوعات أو المواقف التي تثير توتُّرك وتجنَّبها قدر الإمكان، وتجنَّب أيضاً أي ضوضاء إضافية تحرمك من بالشعور بالهدوء.

تجنَّب انخفاض مستويات الطاقة الذي يصيبك في منتصف اليوم وتحكَّم في حياتك:

هل سبق ولاحظت أنَّ العديد من نصائح التخلُّص من الإجهاد، خاصةً تلك المتعلقة بتعزيز النجاح وتحسين نوعية حيواتنا، تركِّز على الروتين الصباحي والمسائي؟

يسمِّي “دارين هاردي” (Darren Hardy)، مؤلِّف كتاب “التأثير التراكمي” (The Compound Effect)، هذه العادات بـ “بدايات ونهايات” أيامنا، ويقول إنَّها السمات المميَّزة لحياة ناجحة، ومع أنَّ هذه الممارسة وحدها تساعدنا على تخفيف الإرهاق من خلال فرض سيطرتنا على بدايات ونهايات يومنا، فهناك ميزة لا تُقدَّر حق قدرها وتتمثَّل في إنشاء نقاط ارتكاز إضافية على مدار اليوم للحفاظ على طاقاتنا وتحسينها.

3. إيجاد مجال للمُتعة:

فلنواجه الأمر! قد يُشكِّل النضج ورطةً حقيقية، فنحن نعاني من الكثير من الإجهاد المكبوت نظراً لتركيزنا على “ما ينبغي” و”ما يجب” و”ما نحتاج”، وفي ظل كل هذا الانشغال وما ينتج عنه من القلق، ننسى أحياناً التخلِّي عن التوقعات وملاحقة رغباتنا وأحلامنا ومتطلباتنا الجسدية للشعور بالارتياح.

الاستراتيجية: قاوم الرغبة المُلحَّة في توبيخ نفسك لكونك أنانياً أو كسولاً.

إنَّ هذا الصوت الناقد بداخلك طبيعي تماماً؛ ولكنَّه لا يقتل المتعة فحسب، بل يزيد من شعورك بالإجهاد، وقد يكون التعامل مع هذا الصوت مستعصياً بعض الشيء؛ ولكنَّه ممكن تماماً.

تنبَع هذه الأفكار التخريبية الذاتية في الأساس من عقلك الباطن الذي يحاول حمايتك من التعرُّض للأحكام الذاتية منها أو أحكام الآخرين، ويُعدُّ إدراكُها الخطوة الأولى لتجاوزها، فاسأل نفسك: “هل ما أفكر فيه صحيح حقاً، أم يتحدَّث عقلي بدافع الخوف؟” شبِّه ذلك بمخاطبة طفل صغير: هل يمكن أن تخبر طفلاً بأنَّه أناني أو يتكاسل عن اللعب لأنَّه يأخذ قسطاً من الراحة؟ بالطبع لا! ويُعدُّ تخيُّل نفسك مكان هذا الطفل طريقةً بسيطةً لممارسة التعاطف مع الذات.

تجنَّب أيضاً الميل إلى تأجيل المُتعة حتى نهاية اليوم لكي تستحقها؛ إذ لا يتعلق ذلك بنتيجة ما فعلته طوال اليوم، وإذا حاولت إدارة الأمور بهذه الطريقة، قد تخسر، فالسعادة والرضا عن حيواتنا ليست أموراً نكسبها بعد العمل، بل نستحقها طوال الوقت.

تتفاعل أدمغتنا وأجسامنا تفاعلاً إيجابياً مع التجارب التي تثير البهجة والراحة والتواصل واللعب إلى الحدِّ الذي يجعل هذه التأثيرات قابلة للقياس؛ ففي الواقع، لقد تبيَّن أنَّ المشاركة في الأنشطة الممتعة تقلِّل من مستويات الكورتيزول (هرمون الإجهاد).

4. تناوُل الطعام للتغلب على الإجهاد:

يعاني الدماغ المتعطِّش للوقود (للطعام) من الإجهاد الشديد، فعندما تفرغ معداتنا، تنخفض مستويات السكر في الدم، ممَّا يؤدي إلى انخفاض طاقاتنا، وهذا من شأنه تقليل مستويات الصبر أيضاً.

إذا سبق لك وشاهدت طفلك، أو حتى زوجتك أو زميلك، وهو ينفجر كالقنبلة الموقوتة، فربما تكون قد شاهدت ما يسميه البعض “غضب الجوع”؛ فمن المرجح أن يصاب الناس بالذعر أو الانفجار عند العمل في هذه المرحلة؛ إذ يتوقَّف الجزء الذي يتَّخذ قرارات مدروسة ومنطقية وثاقبة من أدمغتنا تماماً في هذا الموقف.

من الشائع أن نلاحظ أنَّنا فقط جائعون، أو نتذكَّر تناول الطعام عند وصولنا إلى أقصى مراحل الجوع؛ ولكنَّ المشكلة، كما ذكرنا، هي أنَّ مهاراتنا في اتِّخاذ القرار تتوقَّف تماماً في هذه المرحلة، وبما أنَّ الجلوكوز هو أحد أهم مصادر الوقود في أدمغتنا، فإنَّنا نشتهي بطبيعة الحال الكربوهيدرات والحلوى البسيطة للحصول على هذا السكر بسرعة،  ممَّا يزيد الشعور بالإجهاد بعد بضع ساعات حين تنهار طاقاتنا؛ وهو ما يخلق المزيد من الإجهاد من خلال التسبُّب في إهدار الكثير من الطاقة العقلية.

الاستراتيجية: التخطيط مسبقاً أمر ضروري؛ لكنَّه لا يحتاج إلى التعقيد بالضرورة.

جهِّز مجموعة من الوجبات الخفيفة والفواكه والخضروات المختلفة لتناولها أثناء تنقُّلك، واحتفظ بالوجبات المُغذية في سيارتك، ومكتبك، وثلاجتك لتكون في متناول يدك.

وتناول من ضمن ذلك الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من المغنيسيوم، والتي ثبت أنَّها تعمل على تخفيف الإجهاد وتحسين المزاج؛ مثل: الموز أو اللبن أو البروكلي أو المكسرات؛ للحصول على جرعة سريعة من هذا المعدن الذي يُعزِّز الطاقة ويخفِّف الشعور بالإجهاد.

الاسترخاء وإزالة الضغط للتخلُّص من التوتر والإجهاد:

في نهاية يوم مضطرب، من الطبيعي أن نرغب في تنحية مشاكلنا جانباً والتخلُّص منها قليلاً، والحقيقة القاسية هي أنَّ العديد من مساعينا للاسترخاء الليلي لا تحقِّق لنا النتائج التي نرجوها، وتوفِّر في أحسن الأحوال؛ راحة سطحية قصيرة الأمد، وفي أسوأ الأحوال؛ تؤدي إلى تفاقم الضغوطات التي نحاول التخلُّص منها.

5. التخلُّص من الإجهاد من خلال بعض ممارسات الاسترخاء:

إليك بعض الأفكار لتجربتها:

  • أنشئ ملاذاً للاسترخاء؛ أي مساحة تتوق إلى العودة إليها كل مساء.
  • ضع مصباحاً أو أضواء متلألئة للحصول على جو مريح.
  • اقرأ كتاباً.
  • استمع إلى جلسة تأمل موجَّه.
  • احتسِ كوباً دافئاً من الشاي أو أي مشروب يساعدك على الاسترخاء.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لتصفية ذهنك

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/rnvI2rDLSHI?rel=0&hd=0″]

تخلَّص من طاقتك المبعثرة:

من خلال هذه الأساليب الخمسة للتعامل مع الإجهاد، يمكنك أخيراً أن تودِّع فترات الصباح الخاملة والأيام المنهكة، وأن تخلق الحياة التي كنت تعلم دائماً أنَّ بإمكانك عيشها على نحوٍ واعٍ.

من الممكن إدخال تحسينات كبيرة على إرهاقاتنا وسلاماتنا عموماً من خلال تعديلات بسيطة نسبياً على عقلياتنا وسلوكاتنا؛ لذا تعمَّق في الوعي الذاتي، والتزم بالقيام بالعادات التي تُشعِرك بالارتياح والمُتعة والرضا عن الذات، وافعل الأشياء التي تدعمك لعَيش الحياة التي تريدها وتهدف إليها.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!