5 أمور تؤكد أنّ النوم هام وضروري في حياتنا

في أغلب الأوقات، نقضي ثماني ساعاتٍ من كلِّ 24 ساعةً في النوم، أو باستطاعتنا القول أنَّنا نقضي ثلث حياتنا في ذلك؛ إذ يُعدُّ النوم أحد قوانين الحياة الثابتة والمفروضة على البشر. ونظراً لأهمية النوم على الصحة العامة، سنطلعك على 5 أمورٍ تشير إلى أنَّ النوم هامٌّ وضروري في حياتنا.

Share your love

يتفق أغلب البشر ويؤيدون النطرية التي تقول: “إنَّ النوم ما هو إلَّا عمليةٌ تعويضيةٌ أو راحةٌ للجسد والبال، نتيجةً للجهد الذي بذله الإنسان طوال النهار”. ولكنَّ تلك النظرية لا تعدُّ صحيحة؛ وذلك لأنَّه لا يوجد أيُّ عضوٍ من أعضاء جسدك يرتاح خلال النوم؛ لأنَّ كلَّاً من قلبك ورئتيك وجميع أعضائك الحيوية تعمل حتَّى في أثناء استغراقك فيه، ولو أنَّك تناولت طعامك قبل موعد نومك، فسيجري هضمه وحرقه داخل قوامك أيضاً، وبالمثل فإنَّ عقلك الباطن لا يتوقَّف عن العمل ولا يستريح إطلاقاً، ولا ينام حتَّى، فهو دائم النشاط، ويعمل على إدارة جميع قِواك الحيوية. أضف إلى أنَّ عملية الشفاء تحدث بسرعةٍ أكبر في أثناء النوم؛ وذلك لأنَّه لا يكون هناك أيُّ تدخلٍ من عقلك الواعي. كما أنَّك تستطيع الوصول إلى اختياراتك الحياتية السليمة، واتخاذ القرارات الصحيحة في أثنائه أيضاً.

ونظراً لأهمية النوم على الصحة العامة، سنطلعك على 5 أمورٍ تشير إلى أنَّ النوم هامٌّ وضروري في حياتنا.

1. لماذا ننام؟

إنَّنا نتلقَّى في جميع الأوقات انطباعاتٍ ومؤشراتٍ نابعةً من الأعصاب المتصلة بالعين والأنف والأذن وتلك الموجودة تحت الجلد، وإنَّ السبب الرئيس الذي يجعلك تنام هو اتحاد روحك الداخلية، والتي تعدُّ الأقرب إلى الله تعالى، مع عقلك؛ فذلك يجعلك مترفِّعاً عن حياتك المادية التي تحجب عنك جميع الحقائق والوقائع الصحيحة.

2. الحرمان من النوم أمرٌ سيءٌ وغير صحي:

إنْ حرمْتَ نفسك من النوم فسوف تكون قلقاً، ومتوتراً، ومكتئباً، ومتقلِّب المزاج؛ إذ أنَّ كلَّ إنسانٍ يحتاج إلى 6 أو 7 ساعاتٍ على الأقل من النوم المتواصل يومياً ليكون بصحةٍ جيدة، ولكنَّ معظم الناس يحتاجون إلى عدد ساعاتٍ أكبر من النوم.

إنَّ هؤلاء الأشخاص الذين يعتقدون أنَّ بمقدورهم أنْ يعيشوا حياتهم ويومهم بعدد ساعات نوم أقل، يخادعون أنفسهم.

3. النوم ملهمٌ للقيام بالأمور السليمة:

لنفترض أنَّك تعمل في وظيفةٍ ما، وفي يومٍ من الأيام قُدِّم إليك عرضٌ مُغرٍ ومُربِحٌ بضعف الراتب الذي تتلقاه في عملك الحالي، ولكن بعد كلِّ ذلك، ربَّما ستكون في حيرةٍ كبيرةٍ حول قبول هذه الوظيفة أم لا. ما عليك هنا إلَّا الدعاء واللجوء إلى ربك، وأن تخاطب نفسك قبل النوم بما يلي: “إنَّ ربي يعلم ما هو الأفضل بالنسبة إلي، وهو الذي يسكن عقلي الباطن ويوجِّههُ نحو الحياة الصحيحة، وهو الذي يلهمني باتخاذ القرارات الصائبة التي تجعلني مرتاحاً ومسترخياً، وسأشكر الله سبحانه وتعالى على الاستجابة التي أؤمن بأنَّه سيمنحُها لي”.

حاول أنْ تُردِّد تلك العبارة البسيطة السابقة كما لو أنَّها بمثابة أغنيةٍ لك قبل موعد نومك، وعندما تستيقظ في صباح اليوم التالي، سيكون لديك شعورٌ كافٍ لكي تحسم ذلك الموضوع بالرفض أو القبول، فقد يكون العقل الباطن الواعي على حقٍ في بعض الأمور بشأن الحقائق التي يعلم بها ويُبرمجها داخله، وسيدفعُ حدسك ليقودك إلى القيام بالفعل الصحيح والمطلوب.

4. النوم منقذٌ في بعض الأحيان:

سوف نشرح لك عزيزي القارئ كيف تقوم حكمة وعظمة عقلك الواعي بتعليمك وحمايتك وإرشادك إلى الطريق الصحيح حينما تذهب إلى النوم.

لنفترض أنَّ شخصاً ما عُرِضَ عليه وظيفةٌ مُربِحة جداً للعمل خارج بلاده، وكان ذلك الشخص مُربَكاً قليلاً حول اتخاذ القرار الصائب، وأخذ يقول: “إنَّ الله عالمٌ بكلّ شيء، وهو سيكشف لي القرار الصحيح، وسيعطيني إياه من خلال عقلي الباطن”، وأصبح يردِّد هذا الدعاء مراراً وتكراراً كلَّ يومٍ قبل النوم، وفي ليلةٍ من الليالي، جاءه حلمٌ رأى فيه صديقاً قديماً له، وقد كان قادماً لزيارته، حاملاً معه جريدة، وأخذ يقول له: ” اقرأ ما في الجريدة”، وكانت العناوين مليئةً بقصصٍ عن الرعب والعنف والاضطرابات والكوارث. وبعد وقتٍ قصيرٍ، حدث هذا بالفعل في ذات المكان الذي كان يُفترَض به الذهاب إليه والعمل فيه.

من هنا نخلص إلى أنَّ عقلك الباطن يعلم الكثير من الأمور، وأنَّه يتحدَّث إليك أحياناً بصوتٍ لا يفهمهُ سوى عقلك الواعي. ففي المنام الذي ذكرناه أعلاه، والذي كان سبباً رئيساً في إنقاذ حياة الشخص من خطرٍ مُحقَّق؛ قام العقل الباطن بتوصيل تحذيرٍ إليه عبر رؤية، وبالفعل فإنَّ نومه أنقذه من كارثةٍ كان بالإمكان أن تتحقَّق.

5. المستقبل داخل عقلك الواعي:

حاوِل التذكُّر دائماً بأنَّ مستقبلك يوجد داخل عقلك، وذلك نتيجةً لما كنت تفكِّر فيه سابقاً؛ إلا إذا كنت تريد تغييره عن طريق الدعاء.

وبالمثل، فإنَّ مستقبل أيِّ بلدٍ يقع في عقول وضمائر شعوبه، وإنَّ كلَّ الأحداث التي تقع حدثت بالفعل في عقول مَنْ دبَّروها ونفَّذوها؛ لأنَّ كلَّ خططهم كانت مطبوعةً في العقل الباطن للعالم أجمع.

إنَّ أحداث المستقبل مطبوعةٌ في العقل الباطن، إضافةً إلى أحداث الماضي القريب والحديث، ولكنَّ العلم بالشكل الصحيح عند الله وحده.

قد يرسل إليك عقلك الباطن إشاراتٍ على شكل تلميحات، وهذا نعمةٌ من الله لا ينعم بها سوى قليلٌ من الناس الذين يكونون على اتصالٍ دائمٍ وموثوقٍ بعقلهم الباطن. فإنْ قرَّرْت أنْ تصلِّي وتبقى على تواصلٍ دائمٍ مع الله ومع عقلك، فلا يمكن أنْ يحدث لك أيُّ مصيبةٍ أو كارثة؛ لأنَّ توجُّهك العقلي، وطريقة تفكيرك، وشعورك، واعتقاداتك حول المستقبل، وغيرها؛ ستحدِّد مصيرك ووجهتك المتعلِّقة بالمستقبل، وسيكون بمقدورك رسم هذا المستقبل من خلال تفكيرك بطريقةٍ إيجابيةٍ وواضحة؛ فما تزرعه سوف تحصده مع مرور الزمن.

في الخِتام:

كما رأيت عزيزي القارئ، إنَّ النوم يقدِّم إليك الكثير من الأمور الهامَّة في حياتك، ويمنحك حياةً أفضل للعيش في المستقبل القادم، حيث أنَّ مستقبلك مرسومٌ في عقلك الآن، وذلك وفقاً لطريقة تفكيرك المعتادة، ونوع معتقداتك التي تتعلَّق بالحياة. لذا كُنْ مؤمناً بأنَّ الله يرشدك من خلال تفكيرك وعقلك المطلق إلى كلِّ ما يخصُّ مصلحتك وتوجُّهك في الحياة، وستحظى حينها بمستقبلٍ زاهر.

صدِّق وتقبَّل ذلك، وسوف تحظى بالأفضل في حياتك.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!