5 خرافات عن المعتقدات المقيدة

تؤثر المعتقدات على حياة الإنسان، وتطرح ذاتها بقوة وتكاد أن تسيطر على كل خياراته وقراراته، فإما أن ترفع من مستوى حياته، وإما أن تخفضه، لتصنع منه شخصاً قوياً أو هشاً. من خلال هذه المقالة سوف ننقاش 5 خرافات عن المعتقدات المقيدة فتابعوا معنا.

Share your love

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن مدرِّبة الأعمال ريليند مورس (Relinde Moors)، والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها مع مفهوم الحد من المعتقدات.

لقد تحولت هذه الكلمات الأربع إلى شيء آخر، وهو الاعتقاد الأساسي الذي تمسَّكت به في سنوات البلوغ: لست جيداً بما فيه الكفاية لاستحقاق شيء أو شخص ما.

أثَّر هذا الاعتقاد الأساسي في تقديري لذاتي، وأبقاني عالقاً في دورات وعلاقات سامة، ومنعني من السعي وراء أحلامي.

لم أتعرَّف على “المعتقدات المُقيِّدة” وكيفية تحويلها إلى شيء أكثر إيجابية حتى بلغت العشرينات من عمري.

ما هي المعتقدات المقيدة؟

هي المعتقدات أو رؤيتك للعالم أو الحالات الذهنية التي تقيدك بطريقة ما، ويمكن أن يكوِّنوا عنك أو عن أشخاص آخرين أو كيف يعمل العالم؛ حيث يمكنهم إبقاءك عالقاً في اتخاذ قرارات تمنعك من عيش الحياة التي تريدها،

وخمن ماذا؟ معظمنا لديه شكل من أشكال الإيمان المحدود، ورجال الأعمال ليسوا استثناءً.

لقد أمضيت السنوات السبع الماضية في مساعدة رجال الأعمال من جميع أنواع الخلفيات في بناء أعمال مزدهرة يحبونها، فلقد عملت مع كوتشز مختصين في مجال الحياة وخبيري دعاية ومعالجين للطاقة ومعالَجين من الصدمات ومصممين وراقصين ومدرسين ومساعدين وكُتَّاب ووكلاء عقارات وغيرهم.

وكان على كل واحد منهم تقريباً إيجاد حل للمعتقدات المُقيدة، فالأشخاص الذين لم يفعلوا ذلك من المحتمل أن يكونوا قد عملوا بالفعل في طريقة التفكير هذه قبل أن نعمل معاً.

لقد وجدت أيضاً أنَّ هناك بعض الأساطير المحيطة بفكرة المعتقدات المُقيِّدة التي تجعل من الصعب على بعض الناس التخلص منها، وهذا ما أُريد كشفه اليوم:

الخرافة الأولى، “إنَّها مجرد أفكار عالقة بسبب التكرار”:

المعتقدات المُقيِّدة هي المعتقدات الأساسية، فإنَّها متأصلة بعمق في نفسيتك، وغالباً في أثناء الطفولة أو نتيجة لنوع من الأحداث الصادمة – ملحوظة: يمكن أن يكون الحدث الصادم أي شيء له تأثير سلبي عميق فيك – فنعم، يمكن أن تظهر في شكل أفكار و”أصوات” في رأسك تخبرك بأشياء سلبية عن نفسك تؤمن بها، ولكنَّهم أكثر من ذلك.

في الواقع، تُعَدُّ المعتقدات المقيدة جزءاً متجذراً منك لدرجة أنَّه يصعب التعرف إليها على حقيقتها، فعلى سبيل المثال، يتحدَّث عالِم النفس جاي هندريكس (Gay Hendrix) عن اعتقاد مقيد يسمى “مشكلة الحد الأعلى”؛ حيث إنَّه الاعتقاد بأنَّه لا يُسمح لنا إلا بمستوى معين من السعادة في الحياة، وعندما نشعر أنَّنا وصلنا إلى هذا الحد، فإنَّنا نقوم بتخريب الذات من خلال أشياء مثل الشك الذاتي والمماطلة.

المعتقدات المُقيدة مثل اللبلاب السام؛ فلا يمكنك قطع الكروم فقط – عليك الوصول إلى الجذور – وجزء من ذلك هو إدراك أنَّ المعتقدات الأساسية واسعة وليست محددة، فعلى سبيل المثال، قد تسمع نفسك تقول: “لا أعرف ما يكفي عن الأعمال لأقوم بعمل جيد”، ومع ذلك، إذا تعمَّقت بما يكفي، فقد تُدرك أنَّ إيمانك الأساسي الحقيقي هو أنَّك لست جيداً بما يكفي، وأُراهن أنَّه بمجرد أن تدرك أنَّ هذا هو الاعتقاد الأساسي، سترى كيف يؤثر في جميع مجالات حياتك – وليس عملك فقط – وعندها ستعلم أنَّك اكتشفت شيئاً ما.

الخرافة الثانية، “استبدلهم ببساطة بأفكار إيجابية”:

أتمنى لو كان هذا صحيحاً؛ حيث كانت لتصبح الحياة أسهل بكثير، فإذا كانت المعتقدات المقيدة مجرد أفكار عالقة بسبب التكرار في عقلك، فسيكون التخلص منها بسيطاً مثل التفكير في أفكار أخرى تفكيراً متكرراً.

لكنَّ هذه ليست الطريقة التي يعمل بها الأمر، فلقد رأيت الكثير من الناس يستسلمون؛ وذلك لأنَّ معتقداتهم المُقيِّدة لم تختفِ بعد شهرين من تكرار التأكيدات الإيجابية، ولا تفهموني خطأ، أعتقد أنَّ هذه الأشياء يمكن أن تساعد، ولكنَّهم ليسوا الحل في حد ذاته، وفي الواقع، فإنَّ تغيير المعتقدات المُقيِّدة إلى الأبد؛ هو عملية تستغرق المزيد من الوقت والعمل، ويبدأ بالعودة إلى هذا الاعتقاد الأساسي وإعادة برمجته أولاً، وبعد ذلك، يمكن للتأكيدات الإيجابية القيام بالعمل الذي من المفترض القيام به.

الخرافة الثالثة، “لا يمكنك تغييرها”:

يعتقد بعض الناس أنَّه نظراً لأنَّ المعتقدات المُقيِّدة جزء من شخصيتك، فلا يمكنك تغييرها، وهذا ليس صحيحاً.

هناك دليل على أنَّ الدماغ مرن وقابل للتغيير؛ حيث يمكنك استخدام طرائق مثل العلاج بالتنويم المغناطيسي لتغيير طريقة إفراز نقاط الاشتباك العصبي، مما يعني أنَّه يمكنك تغيير المعتقدات التي تمَّت برمجتها في عقلك، وأحد الكتب التي تغطي هذا الأمر تغطيةً جميلةً هو كتاب “الدماغ الذي يغير نفسه” (The Brain That Changes Itself) (2007) بقلم دكتور في الطب يُدعى نورمان دويدج (Norman Doidge).

الخرافة الرابعة، “تغييرها يستغرق مدى الحياة”:

هذه الحالة لا أسمعها كثيراً، ولكنِّني أشعر أنَّه يتعين عليَّ التطرق إليها؛ حيث يعتقد بعض الناس أنَّه إذا كان لديك اعتقاد مقيد طوال حياتك، فقد يستغرق التخلص منه وقتاً طويلاً، فأنا أَعتَقِد بنسبة 100% أنَّ تغيير المعتقدات المقيدة للأبد يستغرق وقتاً، بينما لا أَعَتِقد أنَّه يجب عليك أن تظل عالقاً معهم لسنوات أو عقود بمجرد أن تقرر القيام بشيء حيالها.

هل سيتطلب الأمر جهداً من جانبك للتغلب على المعتقدات المُقيِّدة وتحويلها إلى شيء يدعمك بدلاً من إعاقتك؟ لا، على الإطلاق، ولكن ما هو نوع التغيير الذي لا يحتاج إلى جهد؟

هناك الكثير من الأساليب والأدوات التي يمكنك استخدامها لمساعدتك على تغيير معتقداتك المقيدة، وتشمل العلاج والتنويم المغناطيسي والشفاء بالطاقة.

الخرافة الخامسة، “لا يمكن تغيير المعتقدات الموروثة من الأسرة”:

شيء آخر صادفته هو الاعتقاد بأنَّ المعتقدات المقيدة التي غرست فيك في أثناء الطفولة أو من قبل عائلتك من المستحيل التخلص منها، وأَعتقد أنَّ السبب وراء ذلك هو أنَّ عائلتك تعرفك أكثر من أي شخص آخر، ربما حتى أفضل مما تعرفه عن نفسك؛ فلذلك إذا أخبروك شيئاً عن نفسك، فلا بد أنَّه صحيح.

الحقيقة هي أنَّه لا أحد يستطيع أن يخبرك من أنت إلا نفسك، ويمكنك اختيار ما تصدقه.

الشيء الآخر الذي أَعتَقد أن يؤثر في هذه الخرافة هو الخوف، فنحن كبشر، نسعى إلى الانتماء وأن نكون محبوبين وغالباً ما يكون أفراد الأسرة الوحيدين الذين نعتقد أنَّه من المفترض أن يقبلونا ويحبونا، ولكن هناك خوف من أنَّنا إذا غيَّرنا الطريقة التي نؤمن بها أو نتصرف بها، فلن تعود عائلتنا تقدم لنا هذا الشعور بالانتماء والأمان والحب، ونحن لا نريد ذلك.

الشيء الذي يجب تذكره في هذه الحالات هو أنَّه يمكنك التخلي عن المعتقدات العائلية التي لا تخدمك وتظل محبوباً وآمناً ومقبولاً، وإذا انتهى الأمر بالتخلي عن المعتقدات السامة أو المقيدة إلى إبعاد الأشخاص السامين أو المقيدين، فهذا ليس بالأمر السيئ، وفي الواقع، في بعض الأحيان، تكون فكرة أنَّه يجب عليك قبول العلاقات السامة مع العائلة هي الاعتقاد المقيد الذي تحتاج إلى التخلي عنه؛ حيث أنَّني أثق بأنَّ هذا يساعدك على التفكير تفكيراً مختلفاً – حول المعتقدات المُقيِّدة – وتحويل القوة التي لديك إلى شيء يدعم أهدافك وأحلامك الكبيرة، فما هو المعتقد المقيد الذي يعوقك؟

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!