5 طرائق يمكنك من خلالها زيادة معدل ذكائك

غالباً ما نعتقد أنَّ الذكاء متأصل داخل المرء منذ ولادته، وأنَّك إذا كنت تملكه، تكون قد ملكت الكثير من المعرفة؛ وإذا لم تكن كذلك، فهذا سيئ للغاية. فما هو الذكاء؟ وكيف يمكن تغييره؟ وما هي الطرائق المؤيدة بالعلم لتعزيز الذكاء؟ هذا ما سنتحدث عنه في مقالنا هذا.

Share your love

لطالما اعتقد علماء الأعصاب في السابق أنَّ أدمغتنا “ثابتة”؛ أي أيَّاً كان ما يفعله الشخص، لن يستطع تغيير عقله، وأنَّ العقل لا يتغير إلَّا إلى الأسوء مع مرور الزمن؛ ولكنَّ الأبحاث الحديثة تظهر خلاف ذلك.

لكن قبل أن نشرح هذا، دعونا نجيب عن السؤال الآتي:

ما هو الذكاء؟ وهل يمكن تغييره؟

هناك نوعان من الذكاء، الذكاء المتبلور، والذكاء السائل (أو المرن):

  • يشير الذكاء المتبلور إلى تراكم المعارف والمعلومات في دماغك، أي أنَّ الشخص الذي يحصل على الكثير من المعلومات من التجربة يمتلك ذكاء عالي التبلور.
  • أمَّا الذكاء السائل، فيشير إلى القدرة على تطبيق ما تعلَّمته سابقاً على مهارة أو مشكلة جديدة؛ كما يمكن للشخص الذي يتمتع بذكاءٍ عالي المرونة التأقلم في المواقف الجديدة وحلّ المشكلات واستنباط الأنماط.

هل يمكن زيادة الذكاء السائل مع الممارسة؟ وفقاً لإحدى الدراسات: نعم، هذا ممكن تماماً.

لقد وُضِعت موضوعات هامة في الدراسة تعتمد على الذاكرة العاملة لفترةٍ من الزمن؛ وبعد ذلك، اختُبِرت لتحديد ما إذا كان هناك تحسن في مستوى الذكاء أم لا؛ وكما هو متوقع، زادت درجاتهم في المَهمَّة بعد التدريب.

لم يكن هذا نهاية الأمر، إذ أراد الباحثون اختبار ما إذا كانت القدرة المعرفية الشاملة للمشاركين قد زادت أم لا؛ لذا فإنَّهم يضعون الموضوعات في مَهمَّة مختلفة تماماً.

إليكم ما توصلوا إليه: استطاع الأشخاص الخاضعون إلى الدراسة نقل مكاسب الذكاء هذه إلى مَهمَّة مختلفة تماماً، ووجد الباحثون أيضاً أنَّه كلَّما خضع التدريب إلى مزيدٍ من الموضوعات، ازداد الذكاء السائل.

يعني هذا أنَّ الذكاء السائل قابل للتطور والزيادة في الأساس، وأنَّك كلَّما تدرَّبت، زاد الإنجاز؛ وعندما تتدرب، يمكنك تطبيق ذلك الذكاء المتزايد على مجموعةٍ واسعةٍ من المجالات.

والآن، وبعد أن علمنا أنَّ الذكاء مرن، كيف نضع هذه المعرفة موضع التنفيذ؟

كيف تمنح ذكاءك دفعة إلى الأمام؟

إنَّها مسألة بسيطة جداً، ويوجد عدد من الأنشطة التي يمكنك القيام بها في وقت فراغك لزيادة ذكائك المرن؛ وعندما تمارسها يومياً، ستجد أنَّ الزيادة في الذكاء تنتقل إلى جوانب أخرى من حياتك.

فيما يأتي خمس طرائق مؤيدة بالعلم لتعزيز ذكائك:

1. حرك جسمك:

سِر، واجرِ، وافعل ما بوسعك للتنقل ورفع معدل ضربات قلبك؛ فهذا ليس مفيداً لصحتك الجسدية فحسب، بل هو رائع لدماغك أيضاً.

لقد أظهرت إحدى الدراسات أنَّ صحة القلب والأوعية الدموية ترتبط بشكلٍ إيجابيٍّ بالذكاء، كما يمكنها زيادة الذكاء اللفظي بنسبة 50%، وقد حقق الأفراد الذين يمارسون تمرينات القلب بانتظام نتائج أفضل في الاختبارات الإدراكية؛ لكن كان للقوة العضلية ارتباط ضعيف بالذكاء.

يزيد المشي من تدفق الدم إلى الدماغ، ممَّا يوفر العناصر المغذية والأوكسجين اللازم للوظيفة المعرفية؛ لذا في المرة القادمة التي تستريح فيها، ارتدِ حذاءً رياضياً واذهب لاستنشاق بعض الهواء النقي في الخارج.

شاهد بالفيديو: 9 فوائد تجعل من المشي أفضل نشاط يومي

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/CchqaQA6szk?rel=0&hd=0″]

2. تحدث إلى شخص غريب:

من وجهة نظر معرفية، قد يؤدي التفاعل مع شخص ما لفترة وجيزة إلى تعزيز أدائك في المهام الصعبة ذهنياً، والفكرة أنَّ الفوائد تأتي فقط من التفاعلات الودية، وليست من تلك التنافسية؛ لذا، إذا كنت تشعر أنَّ المحادثة تزداد حدة، فحاول رؤية الأشياء من منظور الشخص الآخر، وافهم وجهة نظره.

عندما تتحدث إلى شخصٍ جديد، فأنت تتبادل الأفكار والمعلومات الجديدة مع هذا الشخص؛ إذ إنَّه يطرح منظوراً مختلفاً بدلاً من النقاط نفسها المعاد صياغتها التي تحصل عليها من الأصدقاء والمعارف القدامى.

قد يكون من الصعب في بعض الأحيان العثور على غرباء لبدء الحديث معهم؛ وإذا لم يكن هنالك من أحد تتحدث إليه، تعدُّ قراءة الكتب أو الاستماع إليها أيضاً سبلاً جيدة للحصول على أفكار جديدة.

3. نم جيداً:

هل تحصل على قسط كافٍ من النوم كل ليلة؟ تشير التقديرات إلى أنَّ واحداً من كل ثلاثة بالغين في الولايات المتحدة لا يحصل على قسطٍ كافٍ من النوم بانتظام.

قد ترجع قلة النوم إلى أسباب عدة، كالتوتر في العمل أو اضطرابات النوم أو العادات السيئة.

يعتقد بعض الناس أنَّهم استثناء، أي أنَّهم ليسوا بحاجة إلى النوم الكافي؛ لكن هذا ليس صحيحاً، إذ تؤثر قلة النوم سلباً على الجميع بشكلٍ كبير.

يؤثر عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً على دماغك من خلال هذه الطرائق:

  • يصبح من الصعب التركيز في العمل، ممَّا يؤدي إلى تفاقم الأداء وخفض الإنتاجية.
  • يتباطأ الوقت الذي تأخذه للاستجابة أو رد الفعل، ممَّا يزيد من مخاطر السلامة.
  • تقل احتمالية حل المشكلات والتفكير الإبداعي.

عندما تحصل على نوم كامل، فإنَّك تحصل على جميع الفوائد التي تأتي منه، ويمكنك استيعاب المعلومات والاحتفاظ بها لوقت لاحق، ومن المحتمل أيضاً أن يبتكر عقلك أفكاراً إبداعية.

4. اعزف على آلة موسيقية:

وفقاً للأبحاث، قد يغير العزف على آلةٍ موسيقيةٍ بانتظام شكل دماغك، ويحسن مهاراتك المعرفية، ويزيد معدل الذكاء عند كلٍّ من الأطفال والبالغين.

قد تنتقل المهارات الموسيقية أيضاً إلى المهارات غير الموسيقية، بما في ذلك معالجة المعلومات السمعية؛ فالشخص الذي يمارس العزف على أداة موسيقية لديه فهمٌ متزايدٌ للغة والمهارات الحركية والذكاء بشكلٍ عام.

ومع ذلك، لا يكفي أن تعزف اللحن نفسه مراراً وتكراراً، بل يتعين عليك العزف على آلةٍ موسيقيةٍ عموماً، والتعلم النشط لكيفية تحسين مهارتك الموسيقية، والتقدم إلى مقطوعات موسيقية أكثر صعوبة.

5. تعلم لغة جديدة:

بغض النظر عن الوقت الذي تبدأ فيه، قد يحسِّن تعلم لغة جديدة دماغك بطرائق عديدة؛ حيث أظهرت الأبحاث أنَّ الدراسات اللغوية تؤدي إلى زيادة نشاط الحُصَيْن والقشرة الدماغية؛ إذ إنَّك عندما تتدرب على التحدث بلغةٍ أجنبية، تخضع أجزاء الدماغ المرتبطة باللغة إلى تغييرات هيكلية.

عندما تبدأ التحدث والاستماع إلى أكثر من لغة، فإنَّك تطور القدرة على التركيز، بينما تتجاهل المعلومات غير الهامة؛ وعندما يتعلم دماغك التبديل بين اللغات المختلفة، يصبح أكثر انسجاماً مع المعلومات السمعية.

قد يكون تعلم أي لغةٍ متاحاً كما تريد؛ إذ يمكنك التعلم باستخدام تطبيقٍ خاص بذلك، أو التسجيل في فصل دراسي، أو حتى قضاء الصيف في الخارج.

عندما يتعلق الأمر بالذكاء، يصبح لكلّ شيءٍ ثمن؛ فعندما تدفع نفسك جسدياً، قد تشعر بالألم، وتصبح أنفاسك قصيرة، فترغب في الاستلقاء والراحة، ثمَّ يأتي ألم العضلات بعد ذلك؛ وينطبق الأمر نفسه على دفع عقلك إلى مستويات جديدة.

إنَّ الأمر ليس بالهيِّن، ومن المفترض أن تشعر بعدم الارتياح؛ وفي الواقع، إذا كنت تشعر بالملل أو الراحة، فأنت لا تتقدم.

إنَّ بذل هذا الجهد الإضافي هو ما تحتاجه لتصبح أفضل، والمرحلة التي تبدأ فيها بالشعور بالراحة هي المرحلة التي تحتاج فيها إلى المضي قدماً؛ وعند نقطة التقاطع بين الانزعاج والتحدي، يحدث أكبر نمو لعقلك.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!