5 مخاوف عليك منعها من السيطرة عليك

يتصف الأشخاص الناجحون بالكثير من الصفات التي تساعدهم على تحقيق الإنجازات والوصول للنجاح. وفي هذه المقالة سوف نتحدث عن مواجهة الناجحين لمخاوفهم وكيف يسيطرون عليها. فتابعوا معنا.

غالباً ما يتملَّكنا الخوف سراً، ويؤثر فينا تأثيراً غامضاً، ولا ندرك أنَّه قد استولى علينا إلا عندما يكون الأوان قد فات، ثمَّ نرى أنَّ الخوف أصابنا بالعجز عندما كان علينا أن نتصرف أو جعلنا مندفعين عندما كان يجب أن نتأنَّى.

على العموم، يدرك الأشخاص الناجحون أهمية هذا السيف ذو الحدين؛ فهناك مخاوف لا يُلقون بالاً لها حتى، ويختارون بدلاً من ذلك تجنبها؛ لذا إليك 5 مخاوف لا يسمح الأشخاص الناجحون لها بالسيطرة عليهم:

1. الخوف من المخاطرة:

يدرك الأشخاص الناجحون أنَّ النجاح عادة ما يحتاج إلى مخاطرة كبيرة، جزء من هذا مرتبط بمبدأ العمل الجاد، فالعمل الجاد – بما في ذلك العمل لساعات طويلة، ووضع خطط كبيرة ومفصَّلة، والاستثمارات الكبيرة – قد لا يؤتي ثماره أبداً؛ لكنَّ الفائدة التي نجنيها منه هي الانضباط والممارسة والحصول على الخبرة، على الرغم من أنَّها قد لا تأتي في شكل أرباح أو ترقية أو مكافأة أو نجاح مباشر، ومع ذلك، فإنَّ الأشخاص الناجحين على استعداد لتحمُّل هذه المخاطرة؛ وذلك لأنَّهم يرونها ضرورية؛ إذ لا يخشى الناجحون المخاطرة؛ بل يتقبَّلونها.

2. الخوف من ضعف الأداء:

يدرك الأشخاص الناجحون أنَّه لا بأس بالأداء الضعيف، أو حتى الفشل التام؛ لذلك يحاولون أن يفعلوا ما هو أفضل في المرة القادمة، ويواجهون النتائج، لكنَّهم لا يستسلمون للمخاوف من مثل هذه الأشياء، وهذا جزء مما يميزهم عن الأشخاص الذين لم ينجحوا أبداً في أي شيء، ولكن لديهم الكثير من “الأهداف” والمعايير.

في الواقع، يُظهر العلم أنَّ وجود نقطة مرجعية أو معيار مرجعي يمكن أن يقوض الأداء غالباً بسبب تأثيراته النفسية، على سبيل المثال، تقول مفارقة بومان (Bowman’s Paradox) إنَّ كبار القادة غالباً ما يخاطرون مخاطرة مفرطة عندما يواجهون خطر ضعف الأداء؛ إذ يغدو الهدف بعيد المنال، فيصبحون يائسين، ويضاعفون جهودهم لتحقيقه، وبدلاً من ذلك، إذا تجاهل القادة هذا الخوف وتعاملوا مع المشكلات على أرض الواقع، فقد يغيرون الأمور بالفعل؛ بل وقد يتفوقون على معايير الأداء أيضاً.

3. الخوف من المنافسة والاضطراب:

سواء على المستوى المهني الفردي أم على مستوى الشركات، يدرك الأشخاص الناجحون أنَّ أي شيء يستحق جهدهم يدعو إلى المنافسة، كما أنَّهم يرون في المنافسة وسيلة لتحسين أنفسهم وأعمالهم، على سبيل المثال، أظهرت إحدى الدراسات أنَّ المنافسة تجعل قادة الأعمال الناجحين يبتكرون أكثر، وعلى النقيض من ذلك، يتجاهل القادة الأقل نجاحاً الابتكار عند مواجهة المنافسين مما يعطل عملهم في النهاية؛ بعبارة أخرى، يرى القادة الناجحون أنَّ المنافسة هي سبب لتبِّني التغيير؛ الأمر الذي يقودنا إلى الخوف التالي الذي يتجاهلونه، وهو الخوف من التغيير.

4. الخوف من التغيير:

الخوف من المجهول أمر طبيعي، ومع ذلك، يدرك الأشخاص الناجحون أنَّ التغيير أمر لا مفر منه؛ فلا يخشى الأشخاص الناجحون التغيير تماماً كعدم خوفهم من المخاطرة، وكما ذكرنا آنفاً، يمكن للمنافسة أن تفرض التغيير والإبداع والابتكار، ومع ذلك، فإنَّ الأشخاص الناجحين لا ينتظرون ببساطة حتى يُجبَروا على التغيير، عندما يقابل شخصٌ ناجحٌ التغيير الحتمي، فإنَّه غالباً ما يميل نحوه، في كثير من الأحيان، يقتنع الناجحون مباشرةً أنَّ التغيير الكبير يولِّد فرصة لهم، على سبيل المثال، قيل إنَّ العديد من الأشخاص الناجحين، مثل ستيف جوبز (Steve Jobs)، قد حققوا نجاحهم من خلال قيادة التغيير.

5. الخوف من فقدان الأهمية أو التأثير:

يخشى الكثير من الناس من أن يفقدوا تأثيرهم وأهميتهم، مما يقودهم إلى اتخاذ مجموعة من السلوكات؛ حيث يرتبك بعضهم، ويستسلمون تماماً، ويضعف تأثيرهم في مجال عملهم مبكراً بسبب رفضهم للاستجابة، بينما يستجيب الآخرون بعدوانية، ولكنَّ هذا غالباً ما يُنفِّر مَن حولهم، سواء كانوا الزملاء أم العملاء أم أفراد العائلة، وفي النهاية، يتفوق الآخرون عليهم إما بسبب المنافسة أو الحياة نفسها.

بدلاً من ذلك، يحاول الأشخاص الناجحون جاهدين تجاهُل الخوف من فقدان الأهمية والتأثير، ويدركون أنَّ العمل الجيد يحافظ على جودته مهما طرأت تغييرات، وأنَّه يمكن أن يصبح نقطة مرجعية للمستقبل؛ ونظراً لأنَّهم يتقبلون أنَّ التقاعد أو التنحِّي عن مناصبهم أمر لا مفر منه، فإنَّهم يفعلون ذلك بأمان من خلال تدريب الشخص الذي قد يخلُفهم ودعمه، إذا استطاعوا.

في زمن الجائحة والمخاوف المنتشرة، من الهام أن تعرف أنَّه لا يجب أن تكترث بكل المخاوف؛ حيث يتطلب التعامل مع الخوف والاستجابة له طاقة؛ لذا يكفي أن يتعامل الشخص مع المخاوف الضرورية للبقاء على قيد الحياة، ولهذا السبب، يتجاهل العديد من الأشخاص الناجحين “المخاوف الزائفة” والرهاب، حتى يتمكَّنوا بالفعل من مواجهة التحديات الحقيقية، ويكبتوا مخاوفهم أو يواجهوها، لكنَّهم لا يتركونها تسيطر عليهم أبداً.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!