غزة ـ «القدس العربي»: لا تزال المخاوف الفلسطينية من الدخول في موجة ثالثة من فيروس “كورونا” مع حلول أجواء الشتاء، تقلق المستوى الرسمي، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وسط تحذيرات من أن ذلك سيدفع في اتجاه تشديد إجراءات السلامة التي جرى إدخال تسهيلات كبيرة عليها.
وأعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة، أنه تم تسجيل 8 حالات وفاة في محافظات الضفة الغربية مواطنة 69 عاماً من دير قديس، ومواطن 57 عاماً من عبوين، ومواطن يبلغ من العمر 74 عاما من رام الله بمحافظة رام الله والبيرة، ومواطنة 47 عاماً ومواطن 70 عاماً من مدينة الخليل، ومواطنين من مدينة بيت لحم، ومواطنة 70 عاماً من عزموط في محافظة نابلس، إضافة لحالة وفاة لمواطنة من سلوان في مدينة القدس.
وقالت إن عدد الإصابات الجديدة بلغ 498 إصابة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ولفتت إلى وجود 44 مريضاً في غرف العناية المكثفة، بينهم 10 مرضى على أجهزة التنفس الاصطناعي.
ولوحظ من الأعداد المذكورة عودة مؤشر الوفيات والإصابات للارتفاع عن الأيام السابقة، حيث تشير وقائع الإصابات والوفيات الأخيرة، إلى أن شدة خطر الفيروس ارتفعت، بعد أن سجلت وفيات في صفوف مواطنين لم يكن يعاني من أي أمراض مزمنة كأمراض الجهاز التنفسي أو القلب أو ضعف المناعة.ولذلك شرعت الحكومة الفلسطينية في الاستعداد للأيام الآتية، من خلال إجراء عمليات توظيف في القطاع الصحي، بهدف مواكبة تطورات المرض الخطيرة، المتوقع أن تزداد مع اكتمال وصول أجواء الشتاء الباردة، التي تتفشى فيها الأمراض الفيروسية المعدية.
وكان مجلس الوزراء الفلسطيني أكد أن الشتاء المقبل سيكون صعباً على الفلسطينيين، وقال رئيس الحكومة محمد اشتية، إن الحكومة تقوم بتوظيف مئات الأطباء والممرضين وموظفي الخدمات الصحية والطبية، وإنه بات لديها 45 مركز حجر وفرز وعلاج في الخليل ودورا والظاهرية، وجناح من مستشفى عالية، ومباني الهلال الأحمر في حلحول ونابلس، والمراكز العسكرية وجناح الطوارئ في مجمع فلسطين الطبي، وهوغو تشافيز، ومركز طوباس، وجنين، ومستشفى عزون، ومركز بديا وقلقيلية، ومستشفى العسكري في نابلس” بالإضافة إلى تجهيز مستشفى ميداني في معسكر القوات الفلسطينية في النويعمة في أريحا، عدا عن مستشفيات القدس.
وأطلقت وزيرة الصحة الكيلة، تحذيرات عالية المستوى من ارتفاع مؤشر تفشي الوباء، في الأيام المقبلة وخطورة حصر انتشاره، خاصة قبيل دخول فصل الشتاء، داعية المواطنين إلى تخفيف التجمعات خاصة في المناسبات الاجتماعية والالتزام بتعليمات وزارة الصحة من التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
وكان مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة في غزة، مجدي ضهير قال مع بداية فصل الخريف، وتقلب الحرارة، التي تنجم عنها في الغالب الأمراض الفيروسية، إن الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي تزداد في هذا الوقت، وستكون “عاملا خطيرا” في ظل تفشي كورونا في قطاع غزة وقد يزيد فرص انتشار الفيروس.
وتوقع ضهير ازديادا كبيرا في أعداد الإصابات بالأمراض التنفسية في الشتاء، بما فيها فيروس كورونا وقال إن ذلك سينهك القطاع الصحي لوجود حالات عديدة بمسببات عديدة، معلنا أن وزارة الصحة تكتشف بؤرا جديدة نتيجة لتفشي الوباء في قطاع غزة ويتم التعامل معها.
ولا تزال التحذيرات تواصل عن مسؤولين في قطاع غزة من عودة فرض الإغلاق الشامل، كما كان الوضع عند اكتشاف أولى حالات الإصابة بالفيروس في 24 من شهر أغسطس/ آب الماضي قائمة، بسبب تزايد الإصابات مؤخرا، وقد أكد ذلك من جديد اللواء توفيق أبو نعيم وكيل وزارة الداخلية في غزة.
ولا يزال العمل جاريا ببعض الإجراءات التي فرضت مع بداية اكتشاف أولى الإصابات بالفيروس، وتشمل الإجراءات المتبقية، حظر التجول الكامل في بعض الأحياء المصنفة حمراء، وفي المناطق المصنفة صفراء، وإلزام المواطنين باتخاذ الإجراءات الوقائية كافة خلال الساعات المسموح التحرك فيها، وفي مقدمتها ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، مع حظر خروج الأطفال دون سن الـ 16 والمُسنين من 60 عاماً فما فوق حفاظاً على سلامتهم، وأكدت الداخلية أن استمرار الإغلاق لشاطئ البحر أمام المصطافين في جميع المحافظات، فيما لا تزل الداخلية تفصل أيضا بعص المناطق وتقطعها إلى مربعات لضبط عملية حظر التجول فيها.
وفي إطار متابعة حالة الأسواق، أعلنت إدارة  “مباحث كورونا” في شرطة غزة، أنها أوقفت 112 شخصا من أصحاب المنشآت التجارية، والمواطنين غير الملتزمين بإجراءات الوقاية والسلامة خلال 24 ساعة الماضية، وأوضحت أنها أوقفت 40 مواطناً خالفوا قرار حظر التجول في ساعات المساء في جميع المحافظات، وأنهت 41 تجمعاً مخالفاً لمواطنين.
ولفتت المباحث إلى أنها أغلقت 89 محلا ومنشأة تجارية غير ملتزمة بإجراءات السلامة العامة، كما أوقفت 72 من أصحاب المنشآت التجارية المخالفين، وحررت بحقهم تعهدات بعدم تكرار مخالفة الإجراءات، مشيرة إلى إحالة تلك القضايا إلى الجهات المختصة بالشرطة والنيابة العامة حسب كل قضية، واتخاذ الإجراءات القانونية.
وتواصل المباحث العامة في الشرطة، ومن ضمنها “مباحث كورونا” مهامها اليومية في متابعة التزام المواطنين وأصحاب المنشآت والمحال والقطاعات المختلفة بإجراءات السلامة العامة المقرّة للوقاية من فيروس “كورونا”.
ومع بداية العودة لأداء أولى صلوات الجمعة في عدة محافظات في قطاع غزة، وهي المنطقة الوسطى وخانيونس ورفح، أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينة بياناً توضيحياً بشأن إقامة تلك الصلاة  في المساجد التي تم  افتتاحها مع أخذ كافة إجراءات الوقاية والسلامة.
ونوهت ضمن البيان إلى أنه تبقى رخصة التخلف عن صلاة الجمعة قائمة لكبار السن والأطفال والمرضى، وأوضحت أن الأعداد التي تتسع لها المساجد في ظل تطبيق إجراءات الوقاية لا تزيد عن 30٪ من العدد الأساس، وعليه سيتم استيعاب هذا العدد فقط.
وطالب الحريصين على صلاة الجمعة باتخاذ إجراءات الوقاية وهي لبس الكمامة طوال مدة المكث في المسجد، والصلاة على السجادة الخاصة، والمباعدة مسافة مترين، وترك المصافحة والمعانقة، حيث لن يسمح لغير الملتزمين بدخول المسجد.
ولفتت إلى أن الحضور للجمعة يكون قبيل الأذان بدقائق فقط؛ لتقليل مدة المخالطة مع الآخرين، ولن تزيد خطبة الجمعة عن 10 دقائق فقط، وناشدت المصلين بعدم التجمع بعد الصلاة أمام المساجد، وكذلك منع نقاط البيع أمام المساجد بعد صلاة الجمعة.
وفي الضفة تواصل العمل بقرارات إغلاق المناطق التي سجلت فيها إصابات، حيث لا يزال هناك عدد من المدارس والمؤسسات الحكومة مغلقا، فيما نفت وزارة الصحة ما يشاع حول السماح بإعادة فتح قاعات الأفراح، في ظل جائحة كورونا وأكدت أن الحالة الوبائية التي تمر بها فلسطين تتطلب من الجميع الالتزام بتدابير الوقاية والسلامة للخروج من هذه الجائحة بأقل الأضرار.
وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين أن عدد حالات الوفاة في صفوف الجاليات في الخارج، منذ بداية وصول الفيروس للعالم بلغت 266 حالة وفاة، و6425 إصابة، لافتة إلى أنه جرى تسجيل إصابات جديدة، اثنتان في تونس وواحدة في الهند.
وأوضحت في تقريرها اليومي عدم تسجيل أية حالة وفاة في صفوف الجاليات لليوم الرابع على التوالي، وأفاد الفريق المختص بمتابعة أوضاع الجالية في الولايات المتحدة، بعدم تسجيل أية حالة وفاة لليوم الثامن على التوالي في صفوف الجالية، ليبقى عدد حالات الوفاة 78 حالة، وعدم تسجيل اية إصابة جديدة ليبقى عدد الإصابات3842 إصابة.