الوسم رأي في حياتنا

حلف أيسلندا

أعرف إنساناً مندَهشاً. إن قلتُ له إن اليوم هو الثلاثاء تتسع عيناه. لو أخبرته أنّ الليمون مفيد للزكام، كرّرها ورائي مثل من يسمع أول مرة أن هناك جمهورية للموز. مستعد هو للدهشة إن فاز ريال مدريد على الأنصار اللبناني، أو إذا انخفض سعر الليرة أو الجنيه أمام الدولار، ويحتاج وقتاً غير محدد لاستيعاب أن دولاً …

علموا أبناءنا في بيوتهم!

لم نكن يوما من أنصار التعليم عن بعد، خصوصا مع الأخطاء الكثيرة التي شابت التجربة السابقة بكل جوانبها، إذ وضعت أولياء الأمور والطلبة في اختبار صعب، ووضع لم نعتد عليه من قبل.لكن حينما تكون صحة أبنائنا وسلامتهم على المحك، فينبغي أن ننظر إلى الأمر على أنه أولوية قصوى لا تقترب منها اي أولوية أخرى، حتى …

الحلم القومي الكوميدي

العرب عموماً مفتونون بالرمزية، بالصور المطبوعة على “البوسترات”، بفكرة لف القتيل بالعلم الوطني، بكتابة الشعر الساذج في امتداح رئيس البلدية و… وضع الوطن كبند أول ورئيس دائماً في كل خيمة عرس أو عزاء!لكن العرب، أيضاً، ميّالون للنسيان، يغادرون أحزانهم بسرعة.. ويواصلون السير في حقل الألغام المسمّى وطناً!يدفنون ميّتهم، ويلقون قصيدة سريعة على المقبرة، ويعودون وهم …

نَسيتْ!

لستُ مشغولاً بالسؤال الذي يشغلكم: متى ستعود الحياة إلى طبيعتها؟فما يقلقني أني لا أتذكر تلك الطبيعة، وما يفزعني أني لا أعرف طريقاً مختصراً إليها، بل إن أكثر ما أخشاه حين يأتي موعد عودة الحياة إلى طبيعتها، أن أكون قد غادرتُ طبيعتي، وصرتُ “كوالا” من فصيلة الدببة الانطوائية، أنام عشرين ساعة في اليوم، وفي الساعات الأربع …

“حطّلي مصر في جملة مفيدة”

نحن نشتم البلاد حين نحبّها. وحين نسخر منها غالباً ما يكون في عيوننا دمعٌ حارٌّ وغزير على حالها، وحالنا. الشعبان العربيان اللذان استطاعا تحقيق معادلة الشتيمة تعني الحب هما المصريون، واللبنانيون وإن بدرجة أقلّ. قبل أسابيع صنع نحات مصري تمثالا لبلاده أسماه “مصر تنهض”، والحقيقة أنه كان ضعيفاً فنياً، كما أجمع العارفون، لكن شعب السوشال …

كأنّك إنسان قديم

ما الذي سيغضبكَ بعد الآن، ويدفعك لقذف التلفاز بحذائك القديم. ما هو الانكسار الذي لم ينكسر بعد، ليرميك أمام مدخل الطوارئ قبل انفجار شريان في دماغك. ما الذي لم يسقط أمام عينيك، وكنتَ تظنُّ أنه أكثر رسوخاً من الحجارة الرومانية. ما الذي لم يُرَقْ أمامك، ويجعلك تتعرّق، وتنتحب، وتنزف، فها هي الكلمة التي كنتَ تعتقد …

لسنا بخير.. “كورونا” ينخر في أرواحنا!

تقطعت بهم السبل، وباتوا بعيدين عن الأهل والأحبة والأصدقاء. وآخرون في البلد نفسه، لكن الظروف القاهرة تمنع من مشاركة الآخرين أفراحهم وأحزانهم عن قرب. إنه زمن كورونا؛ الزمن الذي تبدلت فيه الأشياء، وغدت اجتماعاتنا مرصودة بالخوف والانصياع لقوانين كثيرة لم نعتد بعد عليها.الأمر أشبه ما يكون بالمرور من قلب جبل بدهليز مظلم، فأنت تدرك أنك …