كيف تدرب نفسك على اكتساب مهارة الاهتمام بالتفاصيل؟

يتطلب الانتباه إلى التفاصيل الهامة صقل تصوراتك وتفكيرك المستقبلي؛ حيث سنقدم فيما يأتي بعض النصائح التي تساعدك على تبنِّي هذه الممارسات في حياتك اليومية، وإيلاء مزيد من الانتباه إلى التفاصيل.

Share your love

لمَ من المجدي التدُّرب على مهارة الاهتمام بالتفاصيل؟

أنت تضيف قيمة إلى عملك عندما تبذل جهداً في إنجاز الأعمال إنجازاً كاملاً وفعالاً، لذلك تجد أنَّ “الاهتمام بالتفاصيل” من المهارات المطلوبة في إعلانات الوظائف.

عندما تقدِّم لرئيسك أو عميلك عملاً كاملاً وبجودة عالية من المرة الأولى، فأنت تزيد من قيمتك وتُقلِّل من الوقت الضائع؛ وذلك لأنَّ الأشخاص الذين يركزون على التفاصيل هم أكثر مهارة في اكتشاف الهفوات البسيطة التي قد تؤدي إلى أخطاء فادحة ومُكلفة؛ حيث يعد الاهتمام بالتفاصيل مؤشراً على امتلاك صفات أخرى مطلوبة لدى الموظفين، مثل التنظيم والدقة والتركيز؛ فلن تنجح في بعض المهن، مثل المحاسبة والهندسة والبحث الطبي وغيرها، إن لم تكن تملك مهارة الاهتمام بالتفاصيل؛ وهي الميزة التي ستؤدي إلى ترقيتك إلى منصب أكبر حيث سيُطلب منك الاهتمام وإنجاز المشروعات الكبيرة، فإذا كنت الشخص المسؤول عن المشروع، سيشعر زملاؤك بالراحة؛ فهم يعلمون أنَّ المشروع في أيدٍ أمينة ومن المحتمل أن تُكلَّف بالمزيد من المشروعات، وسيؤدي ذلك في النهاية إلى نجاحك وتقدُّمِك على الأمد الطويل.

3 جوانب هامة لتصبح أكثر تركيزاً على التفاصيل:

فيما يلي 3 أمور هامة يجب أن تتعلَّمها كي تصبح أكثر اهتماماً بالتفاصيل:

1. احترام المواعيد النهائية:

تفرض المواعيد النهائية أن تكون جميع المشروعات جاهزة في وقت محدد، وإحدى الأفكار الذكية هي أخذ الموعد النهائي المحدد والعمل عليه عكسياً، وحساب موعد استحقاق كل جزء من المشروع؛ فإذا التزمت بالجدول الزمني النهائي لاستكمال الخطوات الصغيرة للمشروع، فلن يفوتك الموعد النهائي لتسليمها.

من الأفضل تسليم عمل جيد مع الالتزام بالموعد النهائي، بدلاً من تفويت الموعد النهائي لتقديم عمل ممتاز؛ حيث يمكنك تحويل عملك من جيد إلى ممتاز لاحقاً، ولكن إذا تجاهلت المواعيد النهائية، فستفقد احترام رئيسك وزملائك في الفريق.

شاهد بالفيديو: 7 طرق لتسليم مهامك في الموعد النهائي

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/zh-HUbszw-Q?rel=0&hd=0″]

2. فهم خطة سير العمل:

يقوم فريقك بتطوير العمل بالاشتراك مع الفرق الأخرى التي لديها مشروعات ومواعيد نهائية أيضاً؛ لذا عندما تفهم خطة سير العمل بأكملها، ستتمكن من إضافة رؤية ثاقبة إلى الجزء الأكبر من المشروع أو إلى الجزء الذي تعمل عليه والذي يعدُّه الآخرون في الشركة ذا قيمة كبيرة.

3. منح نفسك الوقت الكافي كي لا تقع في الخطأ:

لا تبالغ في تحديد المواعيد النهائية، فمن المحتمل حدوث خطأ ما، ولكن إذا قمت بإصلاحه بالوقت المناسب، فلن يشعر مَن حولك بالقلق.

يمكنك التغلب على نفسك لتصبح أكثر تركيزاً واهتماماً بالتفاصيل، لكن يجب على المبتدئين أن يضعوا في حسبانهم أنَّ معظم الناس يأخذون وقتاً أكبر ويبذلون جهداً إضافياً في الأعمال أو المهام التي يقومون بها؛ لذا درِّب نفسك لتُولي اهتماماً أكبر بالتفاصيل؛ حيث يمكنك عد أعمالك بمثابة أمر آخر تهتم بتفاصيله، إذ يمكن أن تُطبِّق نفس الاهتمام الذي توليه لمظهرك، أو تصفيف شعرك، أو تناسق الألوان، أو ملاءمة إكسسوارات مع ملابس معينة.

هذا هو الأسلوب الذي يجب اتباعه عندما تفتقد مهارة الاهتمام بالتفاصيل، امنح كل بند دراسة متأنية بحيث يساهم كل منها في الكل الذي تريد تجميعه بشكل مثالي.

يتطلب الطهي اهتماماً بالتفاصيل من البداية حتى النهاية، فأنت تضيف المكونات بالتسلسل، وتُوقِّت كل شيء بحيث يصبح جاهزاً في نفس الوقت؛ وكذلك الأمر بالنسبة إلى عملك؛ حيث يجب أن تتأكد من إنجاز جميع المهام في وقتها وبما يتوافق مع المشروع النهائي الذي تريد تسليمه في الوقت المحدد.

نظِّم شبكة أعمالك كما تفعل مع جهات اتصالك، فإذا كان لديك العديد من الأصدقاء والمعارف على وسائل التواصل الاجتماعي، فيمكنك تطبيق مهارات مماثلة للبقاء على اطلاع دائم بالتفاصيل المرتبطة بمعارف العمل؛ فعندما تقابل شخصاً ويؤثر في حياتك المهنية أو مصدراً لتحسين مهاراتك، تابعه على وسائل التواصل الاجتماعي؛ وتابع مشاركاته وأضف تعليقاتك للحفاظ على التواصل معه.

12 نصيحة لمساعدتك إذا كنت تفتقر إلى الانتباه إلى التفاصيل:

يتطلب الانتباه إلى التفاصيل الهامة صقل تصوراتك وتفكيرك المستقبلي؛ حيث سنقدم فيما يأتي بعض النصائح التي تساعدك على تبنِّي هذه الممارسات في حياتك اليومية، وإيلاء مزيد من الانتباه إلى التفاصيل:

1. تعلُّم مهارة الإصغاء الجيد:

عند تطبيق مهارات الإصغاء الفعال، سوف تلتقط المعلومات القيِّمة والفروق الدقيقة؛ لذا درِّب نفسك في أثناء الحوارات على إجراء اتصال بصري، وإيلاء انتباهك الكامل للمتحدث، وطرح أسئلة ذات صلة؛ فعندما تُبدي اهتماماً أكبر بالتفاصيل ستركز تركيزاً كاملاً على ما يقوله الآخرون؛ وإذا وجدت الأمر صعباً، يمكنك تدوين الملاحظات حول ما يقولونه كي تُشكِّل سجلاً يمكنك العودة إليه.

2. انتبه إلى لغة الجسد:

احرص على ملاحظة لغة الجسد وتعبيرات الوجه التي توفِّر نظرة ثاقبة حول كيفية إدراك الآخرين للموقف؛ إذ يمنحك الانتباه إلى لغة الجسد فهماً لتأثير الكلمات والأفعال في الآخرين، كما تتلخَّص أهميته في فهم ما يعتلج في صدر محاورك على خلاف ما يقوله؛ فإذا وجدتَ محاورك يُقاطع ذراعيه وقدميه وينظر بعيداً بينما يقول أنَّه مهتم بما تقول، فاعلم أنَّ هناك خطباً ما؛ فإما أن يكون متوتراً أو أنَّه لا يوافقك الرأي فيما تقول؛ اعلم أنَّ لغة الجسد مصدر قيم للمعلومات ويحمل عدم الانتباه لها عواقب أنت بغنىً عنها.

3. اتَّبع القواعد:

تنبع القواعد والبروتوكولات من الدروس المستفادة سابقاً وتُوضَع لتجُّنب المزيد من الأخطاء؛ سواء من وجهة نظر السلامة أم الكفاءة؛ فإذا طُلب منك اتباع الإجراءات خطوة بخطوة، فتحقق منها في أثناء عملك، وراجع القواعد في نهاية المشروع للتأكد من التزامك بها.

4. دوِّن الملاحظات:

يعد تدوين الملاحظات وسيلة للاحتفاظ بالتفاصيل الهامة والعودة إليها عندما تحتاجها؛ حيث يزداد تركيزك في أثناء مراجعتها؛ لذلك راجع ملاحظاتك بعد وقت قصير من الاجتماع أو الحوار وحدِّد المحتوى الذي ستحتاجه.

5. حدد أولويات الأعمال:

عندما يكون لديك قائمة بالأعمال التي تتطلب الإنجاز، افرز المهام من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية، وابقَ على اطلاع على الجدول الزمني وجداول البيانات أو برنامج تخطيط المشروع وتوافقه مع جداول المواعيد النهائية مما يساعدك على أن تبقى منظَّماً.

في أثناء تنفيذك لمَهمَّة عاجلة، امنحها انتباهك الكامل حتى لا تفوتك أي تفاصيل، وامنح نفسك الوقت الكافي لأدائها؛ وذلك لأنَّ التسرُّع قد يجعلك تتجاهل التفاصيل الهامة.

6. اطلب المساعدة من شخص يهتم بالتفاصيل لتتأكد من عملك:

إذا كنت قليل الاهتمام بالتفاصيل، يمكنك أن تطلب المساعدة من شخص يهتم بالتفاصيل؛ حيث إنَّ رأيين أفضل من رأي واحد، ولا تنسَ تقديم الشكر للشخص الذي ساعدك بعد انتهاء المشروع.

7. تعلَّم قواعد الكتابة الجيدة:

اللغة العربية لغة صعبة (وكذلك اللغة الإنكليزية)؛ حيث يمكن أن تؤثر الأخطاء في القواعد وعلامات الترقيم والقواعد النحوية والإملائية على جودة أعمالك ما لم تنتبه لها؛ فعندما تشعر أنَّك وقعت في خطأ ما؛ ابحث عن الصواب بأي وسيلة متاحة؛ حيث يمكن أن يساعدك استخدام منصات الويب المجانية مثل منصة جرامرلي (Grammarly) في التحقق من جودة كتاباتك باللغة الإنكليزية.

8. دقِّق المشروع لغوياً قبل إرساله:

لا شيء مثالي في مسودته الأولى، لكن إذا كنت لا تهتم لهذه التفاصيل؛ ابذل جهداً إضافياً قبل إرسال أي عمل مكتوب، تحقق جيداً ليس فقط من الأخطاء الإملائية والجمل غير المكتملة ولكن أيضاً من النبرة غير اللائقة والعبارات العامية غير الملائمة والتنسيق غير المتسق، فعندما تكون مشروعاتك المكتوبة خالية من الأخطاء، سيكون لها تأثير جيد عليك وستترك انطباعاً إيجابياً لدى الآخرين.

9. قلل من المشتتات:

من الصعب أن تبقى مركِّزاً على عملك عندما يواصل زملاؤك الحديث في مكان قريب أو يستمر هاتفك المحمول بالرنين طوال اليوم؛ لذلك قلل قدر الإمكان من هذه المشتتات، ارتدِ سماعات إلغاء الضجيج أو ابحث عن مكان هادئ إذا كنت تعمل حيث لا يوجد الكثير من الضجيج أو النشاطات الجانبية، وأوقف إشعارات هاتفك المحمول عندما تحتاج إلى التركيز؛ وتحقق منها بعد الانتهاء من أعمالك.

10. خذ فترة استراحة:

قد يبدو أن تتوقف عن العمل وتأخذ استراحة مخالفاً لبقية النصائح، لكن من الضروري أن تبتعد عن الشاشة ما أمكن؛ حيث يعد الانتقال من مهمة إلى أخرى خلال يوم العمل إرهاقاً للدماغ؛ لذا امنح نفسك وذهنك وقتاً للراحة عندما تشعر بالإرهاق أو بعد إنجاز مهمة ما وقبل أن تبدأ في مهمة أخرى؛ حيث تعد فترات الراحة القصيرة ضرورية لترتيب وتجميع المعلومات المطلوبة للتوصل إلى نتائج ناجحة.

11. خصص وقتاً للتفكير:

في نهاية يوم العمل، خصص بضع دقائق لاستعراض أحداث اليوم، مثل ماذا قيل أو نقل في الأحاديث؟ ما هي حالة المشروعات التي عملت عليها؟ ما الذي حدث ويجب الانتباه إليه؟ هل هناك أي تفاصيل ربما فاتتك ويجب أن تراجعها في اليوم التالي؟

12. احتفظ بقائمة مهام مفصَّلة:

هذه الأداة التنظيمية البسيطة هي أفضل حليف لك لإنجاز عملك في الوقت المحدد والاهتمام بالتفاصيل، فإذا كنت مضغوطاً بالعمل؛ اكتب قائمة مهام وحدد وقتاً لكل مَهمة، وخصص عدداً من الساعات لإنجازها، ثمَّ ألغِ تحديدها، فلا شيء أفضل من إنجاز جميع المهام في قائمتك، وإذا لم تتمكن من إنهائها؛ تابعها في اليوم التالي.

أفكار أخيرة:

قد تبدو التفاصيل صغيرة ولا تستحق الانتباه لها، لكن إذا تجاهلتها قد تصبح تفاصيل هامة، فإذا كنت تعلم أنَّك قليل الاهتمام بالتفاصيل، فالتزم بتدريب نفسك على تنظيم الجوانب العديدة التي يمكن أن تساعدك على إنجاز المهام التي حددتها في الوقت المناسب.

عندما تبدأ باكتشاف أخطائك السابقة أو تحليل المعلومات التي جمعتها من التفاصيل الصغيرة، ستدرك أنَّك درَّبت نفسك على مقومات الاهتمام بالتفاصيل، بعد ذلك ستبدأ بسماع عبارة “عمل رائع” في كثير من الأوقات.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!