التعلم الذاتي: أساليبه وطرق الاستفادة منه

ماذا لو قلنا لك أنَّ باستطاعتك التعلُّم بنفسك بفاعلية؟ ربما لم يكن هذا الخيار متاحاً مِن قَبل؛ ولكن بفضل سهولة اكتساب معلومات جيدة وغيرها مِن العوامل، أصبح التعلُّم الذاتي لازماً، حتى لو لم تكن تطمح إلى التقدُّم إلى وظيفة جديدة.

Share your love

ولكي يتمكن الناس مِن ذلك، غالباً ما يلجأ معظمهم للعودة إلى الجامعة بدلاً من التفكير في الخيارات الأخرى المتاحة، ولا ننكر الفائدة التي تمنحها الدراسة الجامعية؛ لكن ماذا لو قلنا لك أنَّ باستطاعتك التعلُّم بنفسك بفاعلية؟

ربما لم يكن هذا الخيار متاحاً مِن قَبل؛ ولكن بفضل سهولة اكتساب معلومات جيدة وغيرها مِن العوامل، أصبح التعلُّم الذاتي لازماً، حتى لو لم تكن تطمح إلى التقدُّم إلى وظيفة جديدة.

ماذا يعني التعلُّم الذاتي؟

يعني ذلك اكتساب سلسلة من العادات التي تُعزِّز عملية التعلُّم الذاتي؛ ومِن خلال خوض تفاصيل هذه العادات البالغة الدقة، نجدُ أنَّها تتكون مِن نظام يتيح لك البقاء مطَّلعاً على الموضوعات ذات الصلة التي تثير شغفك.

كما قلنا سابقاً، لم تظهر جدوى هذه الطريقة في التعلُّم إلا في السنوات الأخيرة؛ وذلك لأنَّ المعلومات لم تكن متاحةً بسهولة كما هي الآن، وكانت تصلنا فقط عن طريق الصحف والإذاعة والتلفاز؛ أما في عصرنا هذا، تُنشأ قواعد بيانات تفيض بالمعلومات يومياً مِن خلال منشورات المدوَّنات التي يديرها متخصصون أو شركات كبيرة.

لقد زادت جودة المعلومات وغزارتها بفضل الإنترنت وتشعُّبه؛ لذا أصبح بإمكانك تعليم نفسك بنفسك عبر الاستفادة مِن المعلومات الموجودة على صفحاته.

كيف تتعلَّم ذاتياً دون العودة إلى الجامعة؟

ما دام الإنترنت أفضل طريقة لجمع المعلومات، فمن الممكن تماماً أن نتعلَّم ذاتياً دون الالتحاق بالجامعة، وسنورد فيما يلي بعض الطرائق للشروع بذلك:

1. البقاء على اطلاع على آخر مستجدات الأعمال:

هذا لا يشمل الأخبار المتعلقة بمجال عملك فحسب؛ بل المجالات الأخرى التي تهمُّك، فتذَّكر أنَّ الأعمال آخذة بالتغيُّر طالما أنَّ التغيرات مستمرة في جميع المجالات؛ لذا إن أردت التعلُّم ذاتياً فابقَ على اطلاع بأخبار الأعمال أولاً بأول.

ضع في حسبانك أمراً واحداً فقط؛ وهو أنَّ هنالك العديد من السبل لتكون دائم الاطلاع على هذه الأعمال، فليس عليك اقتناء العديد مِن الصحف أو المجلات للبقاء على اطلاع؛ بل انتقل إلى منصات التواصل الاجتماعي وابحث عن الهاشتاغات أو الكلمات المفتاحية ذات الصلة ببحثك، أو اشترك في القوائم البريدية للمنافذ الإخبارية وغيرها الكثير مِن الخيارات المجانية.

2. التسجيل في دورة على الإنترنت:

أضحت المعلومات وفيرةً لدرجة أنَّ باستطاعتك التسجيل في جميع أنواع الدورات وفي أي وقت، لذا يُعدُّ التعلُّم عبر الإنترنت طريقةً فعالةً حقاً للتعلُّم هذه الأيام؛ حيث توجد بعض الخيارات المفيدة كمنصات مثل: يوديمي (Udemy) أو فرصة التي تحتوي على آلاف الدورات التدريبية المتاحة، وغيرها الكثير مِن المواقع التعليمية الفريدة.

كما تعلن بعض الجامعات عن افتتاح دورات عبر الإنترنت وبالمجان، مثل التي تُقام بالتعاون مع منصات مثل: منصة إيديكس (edX) التي تتضمن دورات مِن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعات مثل: هارفارد وبيركلي وغيرها، كما أصبح في إمكانك التسجيل في مثل هذه الدورات على منصة الأعمال لينكد إن (Linkedin).

3. طلَب نصيحة منتور:

تضم جميع الأعمال التجارية أشخاصاً ماهرين راغبين في تعليم الآخرين، ولديهم سنوات من الخبرة في هذا المجال، ويمكنهم إعطاء دروس مفيدة لن تتعلَّمها أبداً على مقاعد الدراسة.

تُعدُّ هذه إحدى أفضل الطرائق؛ نظراً لأنَّ المنتور يبقى الشخص الأكثر تأثيراً؛ حيث تجعله سنوات خبرته وفهمه للأعمال التجارية قادراً على إسداء نصائح أفضل، وفي نهاية المطاف، تميل الكليات والجامعات التقليدية إلى التركيز على المعلومات العامة والواسعة النطاق بدلاً من أن تكون محدَّدة في توجيهك نحو الأمور الضرورية بالنسبة إليك؛ في حين أنَّ المنتور يضفي صبغةً شخصيةً على تجربة التعلُّم لديك.

4. التسجيل في دورة فنون:

على الرغم مِن اعتقاد بعض الناس أنَّ الفنون بمختلف أنواعها مضيعة للوقت أو غير مجدية، فقد أمسى تعلُّمها أمراً مفيداً، فكيف لها أن تكون بغير قيمة في الوقت الذي ينبع فيه الابتكار مِن قدرة الأشخاص على النظر إلى مشكلة وتقديم حلول إبداعية لها؟ حتى وإن لم تسعَ إلى الاحترافية في هذا المجال، فإنَّ كونك شخصاً مبدعاً يمتلك معرفةً واسعة يعود عليك بفوائد أخرى مثل: 

  • استطاعتك القيام بها بمفردك: حيث توجد مزايا لفعلِها وتعلُّمها بنفسك.
  • عدم تكلفتها الكبيرة: إن أردت تنمية مهاراتك في تأليف الكتب، افتح مستنداً على جهاز الحاسوب خاصتك وابدأ الكتابة، كما يمكنك استخدام هاتفك المحمول أو اللوحي أيضاً، وحتى إن رغبت في تعلُّم الرسم، فاقتناء أدوات للرسم لن يكلِّفك الكثير مِن المال.
  • التعرف بأناس جدد: يوجد كتَّاب وفنانون ومغنون في كل مكان، وكلُّ ما عليك هو البحث عنهم.
  • تعلُّم مهارات جديدةٍ: توفر هذه الوسائط جميعها مهارات متنوعةً عندما تطَّلع عليها، كما باستطاعتك معرفة نفسك جيداً مِن خلال هذه الوسائط أيضاً.

5. كتابة اليوميات:

حتى لو لم يكن الفن أحد اهتماماتك، فعلى الأقل جرِّب كتابة يومياتك كي تمنح نفسك مساحةً للتأمل. لا يتعلق ذلك بتدوين الأحداث اليومية التي تصادفك؛ بل بالتركيز على المعلومات التي تعلَّمتها في ذلك اليوم سواء كانت شخصيةً أم غير ذلك، وهذه الطريقة هامَّةٌ كونها تُبقينا على صلة بالمعلومات التي نحتفظ بها لنتذكرها لاحقاً.

ومع وضع ذلك في الحسبان، يمكنك استخدام دفتر اليوميات لتدوين الدروس الثمينة في يومك أو الاقتباسات أو الحكايات القصيرة الأخرى ضمن المعلومات التي تريد تذكُّرها، واحرص بعد ذلك على مراجعة تلك اليوميات مرةً واحدةً في الأسبوع لاسترجاع ما تعلَّمته.

شاهد بالفيديو: 5 طرق تجعل من تدوين اليوميات عادة مكتسبة

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/6froVw1bLS4?rel=0&hd=0″]

6. المواظبة على البحث عن المعلومات:

يُعدُّ كلٌّ مِن محرِّك البحث غوغل (Google) وموقع البحث ويكيبيديا (Wikipedia) مِن المصادر الغنية بالمعلومات؛ لذا احرص على استخدامهما كلَّ يوم بمقدار معيَّن، خاصةً إن كنت تستخدم هاتفك المحمول وحاسوبك كثيراً.

كما يمكنك استخدام أحد البدائل الأخرى مثل: اقتناء قاموس أو موسوعة علمية لتتمكن مِن البحث عن الكلمات الجديدة لتستخدمها كأمثلة على مدار اليوم.

كيف تكون متعلِّماً ذاتياً فعالاً؟

هناك فرق بين التعلُّم الذاتي والقيام بذلك بفاعلية؛ حيث تتطلب بعض الاستراتيجيات تخصيص ربع ساعة يومياً في تعلُّم الأنشطة المذكورة أعلاه؛ لكن عليك أن تأخذ بالحسبان طرائق أخرى لتصبح متعلِّماً ذاتياً فعالاً، منها:

1. استخدام آلية تحديد الوصول:

يمكننا اتِّباع آلية تحديد الوصول -وهي بيئة الاختبار المغلقة المصمَّمة بغرض تجربة المواقع الإلكترونية أو البرامج الحاسوبية بأمان- في التعليم الذاتي المتواصِل؛ وذلك بعزل المعلومات غير النافعة عن نظيرتها المفيدة. تستند هذه الطريقة إلى كيفية تعلُّمنا ومعالجتنا للمعلومات.

نحن لا نحتاج في هذه الطريقة إلى حفظ الحقائق أو التركيبات أو أجزاء محدَّدة أخرى من المعلومات؛ بل نتَّبعها لتطوير فهْمٍ عميق للمهارات التي نستخدمها وولوج كمٍّ كبير مِن المعلومات حول هذا الموضوع، ويمكننا بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لتطوير أنفسنا وتشجيعها على نهل مزيد مِن العِلم.

إليك كيفية اتباع هذه الطريقة بالتفصيل:

  1. بناء آلية تحديد الوصول: يعني هذا انتقاء المكان الذي تريد منه الحصول على المعلومات وماهيتها، ويجب أن تكون آلية تحديد الوصول خاصتك رخيصةً أو مجانيةً، وذات مخاطر منخفضة وتحتوي بعض العناصر العامة.
  2. إجراء الأبحاث: تعلَّم كيفية عمل الموضوع المعني واجمع المعلومات العامة حوله، وبهذه الطريقة تتمكن مِن التدرب على مهاراتك، مما يمنحك فهماً أفضل للموضوع.
  3. التطبيق والممارسة: بمجرد تعلُّمك المهارة بمفردك، عليك لاحقاً نشرُها على العلن. على سبيل المثال: إن رغبت في تعلُّم كيفية الطهي، فادعُ أصدقاءك لتناول طعام حضَّرته بنفسك.
  4. الحصول على التغذية الراجعة: بمجرد الانتهاء من موضوع معيَّن، عُد وأجرِ المزيد من البحث، واحرص على مواصلة سدِّ الثغرات في عملية التعلُّم، ربما تتعلَّم وصْفاتٍ أو تقنيات طهي جديدة، أياً كان ما تريد تحسينه عليك أن تكون واثقاً من أنَّك تقوم به على نحو صحيح أو تجد طرائق لتحسين أدائك الحالي.

2. الاضطلاع بعادات التعلُّم:

لا شك أنَّ آلية تحديد الوصول طريقة مذهلة، إلا أنَّ هناك بدائل أخرى لاسيما العادات القوية التي لا تكون مفيدةً بمفردها؛ ولكن إن جمعتها مع نظيراتها منحتك تجربةً تعليميةً نافعةً.

فيما يلي بعض الأفكار التي تساعدك:

  • وجود بيئة دراسية ملائمة: لم تَعد طالباً على مقاعد الدراسة؛ لذا فإنَّ تخصيص مكان معتاد للدراسة سيكون له فائدة عظيمة، كأن تكون مكتبةً أو غرفةً في منزلك أو مقهىً، لا يهم ما تختار، طالما أنَّ لديك مكاناً يسمح لك بالدراسة والتعلُّم الهادف.
  • تحديد المعلومات بقلم التظليل: سواء كنت تُفضِّل الكتب الورقية أمالإلكترونية فاستخدم أقلام التظليل؛ حيث يمكنك أيضاً استخدام تطبيقات ملاحظات مفيدة -مثل إيفرنوت (Evernote) أو ون نوت (OneNote)- لتُسجِّل فيها أجزاء محدَّدة من المعلومات وتخزِّنها.
  • التعلُّم مِن مختلف الوسائط التعليمية: توجد 7 أنماط صالحة للتعلُّم؛ لكنَّنا نُفضِّل طريقةً أو طريقتين دون غيرها؛ لذا اكتشف الأشياء التي تحبها وتحدَّ نفسك لتتعلَّم بطريقة مختلفة.
  • وضع الأهداف: ليصبح التعلُّم أسلوب حياة لديك، واظبْ على هذه العادة، حيث يساعدك وضع الأهداف على إبقاء عاداتك النافعة ضمن مسارها الصحيح.
  • جرِّب التدريس: لن يكون التدريس مصدراً للدخل وحسب؛ ولكنَّه يعزز الأشياء التي تعلَّمتها فتُحفَر في ذاكرتك؛ حيث تُعدُّ الدروس الخصوصية أيضاً طريقةً تساعدك في التحقق من صحة ما تتعلَّمه والتأكد مِن أنَّه قد علِق في ذاكرتك.

الخلاصة:

يتعلق التعلُّم الذاتي بتبنِّي وتقبُّل طرائق مختلفة للتعلُّم؛ وتمنحك الدراسات الأكاديمية فائدةً تعليميةً كبيرةً؛ لكن بوجود هذا الكم الهائل مِن المعلومات المتاحة أصبح بإمكان الشخص تعلُّم أيِّ شيء يريده؛ لذا وفِّر على نفسك الوقت الطويل والأموال الطائلة التي تتطلبها الدراسة الجامعية واتَّبع هذه النصائح بدلاً منها، وستؤتي هذا العادات ثمارها في المستقبل.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!