إدارة العواطف في العمل

هذا المقال مأخوذ عن لقاءٍ أُجري مع الكاتبتين ليز فوسلين ومولي ويست دافي (Liz Fosslien and Mollie West Duffy)، مؤلفتا كتاب: "لا ضغينة بيننا" القوة الخفية للعواطف في العمل" (No Hard Feelings" The Secret Power of Emotions at Work؛ حيث تقدمان فيه نصائح حول السيطرة على المشاعر في أماكن العمل.

Share your love

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن لقاءٍ أُجري مع الكاتبتين ليز فوسلين ومولي ويست دافي (Liz Fosslien and Mollie West Duffy)، مؤلفتا كتاب: “لا ضغينة بيننا” القوة الخفية للعواطف في العمل” (No Hard Feelings” The Secret Power of Emotions at Work؛ حيث تقدمان فيه نصائح حول السيطرة على المشاعر في أماكن العمل.

هدفنا هو مساعدتك على معرفة ما تشعر به ولماذا تشعر به وماذا تفعل حيال تلك المشاعر في العمل، وبالنسبة إلى الأشخاص الانطوائيين، غالباً ما يعني ذلك إيجاد التوازن الصحيح بين احترام حاجتك إلى قضاء وقت بمفردك ودفع نفسك للمشاركة في المناسبات الاجتماعية المهمة المتعلقة بالعمل، فنحن ننظر إلى قضايا محددة غالباً ما يواجهها الانطوائيون في وظائفهم، ونقدم النصائح التي يمكنك تجربتها بغض النظر عن منصبك أو وظيفتك.

1. ما الذي ألهمكما لكتابة هذا الكتاب؟

لقد ألهمتنا بالتأكيد تجربتنا المشتركة كشخصين انطوائيين في أماكن عملٍ مخصصة للأشخاص المنفتحين.

ليز: مثل معظم الانطوائيين، أُنجز أفضل أعمالي عندما يكون الوضع هادئاً أو عندما أكون بمفردي، وأحد الاقتباسات المفضلة لدي هو من تأليف الراحل موريس سينداك (Maurice Sendak)، مؤلف كتاب “حيث تكون الأشياء البرية” (Where The Wild Things Are): “يتحدث الناس باستخدام أجهزتهم طوال الوقت، فتراهم يغردون ويتواصلون على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن أنا أبحث عن السلام والهدوء”.

ومع ذلك، غالباً ما أضطر إلى العمل في مكاتب صاخبة ومفتوحة، لكنَّ الخروج في نزهة سريعة أو الاستماع للضجيج الأبيض قد يساعد، لكنِّي وجدت أنَّ أفضل شيء يمكن للشركات التي تحوي مكاتب مفتوحة القيام به هو تخصيص غرفة اجتماعات للعمل فيها بهدوء؛ حيث لا يُسمَح في الغرفة الهادئة هذه التحدث أو الرد على المكالمات الهاتفية؛ بل العمل في صمت فحسب، فهذه الغرفة هي نعمة للانطوائيين.

مولي: أسافر كثيراً؛ مما يعني أنَّ هناك أياماً أكون فيها مع زملائي من اللحظة التي أغادر فيها غرفتي في الفندق صباحاً إلى اللحظة التي أعود إليها ليلاً، لقد وجدت أنَّ أفضل حل محاولة حجز بضع ساعات في نهاية كل يوم لأبتعد عن المجموعة، وفي أثناء فترات الراحة، أمشي وحيداً لمدة 5 دقائق حول المبنى، فإذا لم يكن لديك فترات راحة، تحدَّث إلى مديرك بشأن جدولتها، أو إذا كنت مديراً، فخصص لنفسك تلك الفترات.

شاهد بالفيديو: صفات الشخصية الانطوائية وكيفية التعامل معها

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/q24yHl-UlQM?rel=0&hd=0″]

2. كيف التقيتما؟ وما الذي دفعكما إلى المشاركة في تأليف الكتاب؟

ليز: لقد التقينا صدفة في اجتماع مع مجموعة من الأصدقاء، ففي أواخر سنة 2013، طلبتُ من أصدقائي أن يعرِّفوني إلى أصدقائهم المفضلين في نيويورك، ومولي كانت واحدة منهم.

لقد كان هناك رابط جمع بيننا والكثير من القواسم المشتركة: فنحن انطوائيتان ونهتم بعادات نومنا، وكلانا لديها شركاء منفتحون للغاية، وعندما تقرَّبنا من بعضنا أكثر، أدركنا أيضاً أنَّ كلٌ منا مرَّت بفتراتٍ عانَتْ فيها من ضغوط العمل، لدرجة أنَّها أثرت سلباً في صحتها – فقد بدأتُ أعاني من الصداع النصفي وتخدَّر جزء من وجه مولي – وأنَّنا مُهتمتين بالقدر نفسه في فهم مشاعرنا فهماً أفضل.

لقد دمجنا أبحاثنا المنفصلة المتعلقة بالمشاعر في مقال مصوَّر بعنوان “6 رسومات توضيحية تُظهِر ما يجري في رأس الشخص الانطوائي” (6 Illustrations that Show What It’s Like in an Introvert’s Head)؛ حيث حدث أمران: أولهما أنَّنا استمتعنا كثيراً بالعمل معاً، وثانيهما أنَّه انتشر المقال بسرعة كبيرة، ولقد جعلتنا هذه العملية نرى التعاون بيننا أكثر من مجرد هواية جانبية ممتعة؛ بل أمراً مفيداً ومستداماً.

3. ما هي بعض المشكلات الأكثر شيوعاً في مكان العمل التي يواجهها الانطوائيون؟

غالباً ما يتم سؤالنا عن كيفية التعامل مع المناسبات الاجتماعية الكبيرة والمُجهِدة، من خلال تجربتنا، فإنَّ أفضل طريقة للشعور بمزيد من الراحة في أثناء قضاء ساعة سعيدة في المكتب أو حضور حفل هي الحضور مع وضع استراتيجية للمغادرة، وعندما تشعر أنَّك لست مضطراً إلى البقاء، قد تجد أنَّك ترغب في البقاء على الأرجح، فنحن لسنا الوحيدتين اللتين تستخدمان هذه الحيلة: فالمديرة التنفيذية السابقة  لشركة ياهو (Yahoo) ماريسا ماير (Marissa Meyer) تطبِّقها أيضاً، وفي مقابلة لها مع مجلة فوغ (Vogue Magazine)، اعترفت بأنَّ لديها رغبة مُلحة في الاختباء في الحفلات؛ لذلك قبل أن تصل، وعدت نفسها أن تغادر في وقت محدد مسبقاً؛ حيث تقول: “سأنظر حرفياً إلى ساعتي وأقول: “لا يُمكنني المغادرة حتى يحين الوقت الفلاني، وإذا كنتُ لا أزال أواجه وقتاً عصيباً بحلول ذلك الوقت، يمكنني أن أغادر”.

إذا كنت قائداً انطوائياً، فعليك التعامل مع الكثير من المواقف الاجتماعية؛ نظراً لأنَّ الاجتماعات وجهاً لوجه عادةً ما تشكِّل جزءاً كبيراً من وظيفتك، وللتأكد أنَّك لا تزال قادراً على تخصيص وقت كافٍ لنفسك، فإنَّنا نشجع القادة الانطوائيين على الانفتاح بشأن ما يفضلونه.

كان الرئيس التنفيذي السابق لشركة كامبل سوب (Campbell Soup) دوج كونانت Doug) Conant) يشرح للأشخاص الذين عمل معهم توجيه أنَّه كان انطوائياً، وكما كتبت جنيفر كانويلر (Jennifer Kahnweiler) في كتابها “القائد الانطوائي” (The Introverted Leader) أنَّ ذلك ساعدها على “تجاوز كل الأمور الشكلية الصغيرة التي يقوم بها الناس عندما يبدؤون العمل مع بعضهم بعضاً بسرعة”.

هل لديكما أي نصائح حول مكان العمل للمديرين الذين يرغبون في إنشاء بيئات عمل أفضل للانطوائيين؟

بالتأكيد، فيما يلي ثلاث استراتيجيات يمكنك اقتراحها على مديرك أو فريقك للتأكُّد أنَّ لديك أنت وزملاؤك الانطوائيون الوقت والمساحة للقيام بعمل جيد:

  • تخصيص وقت للاستراحة: حاول تقسيم اليوم بين وقت للتعاون وآخر للاستراحة، ففي أثناء وقت الاستراحة، يحصل كل عضو في الفريق على إذن صريح للعثور على مكان هادئ في المكتب والعمل بمفرده.
  • عقد الاجتماعات سيراً على الأقدام: كما أوضحت الدكتورة جينيفر كانويلر (Jennifer Kahnweiler) في كتابها “عبقرية المتناقضات” (The Genius of Opposites) أنَّ المشي يجعل من السهل على الانطوائيين التحدث عن أفكارهم؛ حيث لا يتعين عليهم إجراء تواصل بصري باستمرار، فعندما يتحدث الانطوائيون أو يفكرون فيما سيقولونه، يميلون إلى النظر بعيداً عن الآخرين للتقليل من المحفزات البصرية.
  • تحديد طقوس في الاجتماعات: بما أنَّ الهدف من معظم الاجتماعات هو التواصل المنفتح، يحتاج الانطوائيون إلى إيجاد طقوس تجعلهم يشعرون بالراحة عند الانضمام إليها، ووفقاً للمُؤلِّف براد ستون (Brad Stone)، قبل كل اجتماع في شركة أمازون (Amazon)، يطلب جيف بيزوس (Jeff Bezos) من الموظفين كتابة ست صفحات عن الأمور التي يودون التحدث عنها بالتفصيل؛ حيث يقوم بيزوس بذلك كتشجيع على التفكير النقدي ويمنح الانطوائيين الوقت للتفكير قبل بدء النقاش.

كيف يمكن لكل واحدة منكما أن تستعيد طاقتها بعد يوم اجتماعي للغاية؟

كلانا تصاب بالصداع إذا قضينا الكثير من الوقت في التواصل الاجتماعي دون انقطاع، فالصداع هذا، كما كتبت المؤلفة شونا كورتر (Shawna Courter): “يبدأ الأمر برد فعل جسدي فعلي تجاه التحفيز المفرط؛ حيث تشعر وكأنَّ عقلك يتوقف عن العمل، ويبني حواجز حول نفسه كما لو كنت تقود سيارة على طريق مفتوح واسع، ودخلتَ فجأة في نفق ضيق، وكل ما تريده هو أن تكون في المنزل بمفردك، حيث الهدوء”، وفيما يلي علاج هذا الصداع الناتج عن كثرة التواصل لكل منا:

ليز: إذا استطعت، أعود إلى شقتي الهادئة ذات الجدران البيضاء التي لا تقدِّم أي تحفيز حسي تقريباً، فهي كالجنة بالنسبة إلي، وإذا كنت مسافرة، أحاول تخصيص ليلة أو ليلتين لأخرج بمفردي، ولدي روتين كامل حول الأمر: فأنا أشتري بعض الوجبات الخفيفة، وحين أعود إلى الفندق الذي أعمل فيه، أرفعُ شعري على الفور وأرتدي ملابس مريحة وأخلد إلى السرير، ثم أقرأ كتاباً أو أشاهد التلفاز لبقية الليل.

مولي: إذا كان الجو لطيفاً، أذهب في نزهة طويلة بمفردي، ففي الدقائق الأولى أمشي بصمت، مثل ممارسة التأمل في أثناء المشي، ثم بعد بضع دقائق قد أستمع للموسيقى أو لمدوَّنة صوتية في أثناء المشي، وبمجرَّد أن أعود إلى المنزل أو إلى غرفتي في الفندق إذا كنت مسافرة، أستلقي على أريكة أو سرير وأشاهد التلفاز.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!