تحدث خلال فترة الحمل مجموعة من التغيرات في جسم المرأة، سواءً أكانت عضوية أو نفسية. نتطرق في هذا المقال إلى أهم التغيرات الجلدية التي تحدث عند المرأة الحامل.

تغير لون الجلد أثناء الحمل

تشمل التغيرات في لون الجلد أثناء الحمل ما يلي:

  • فرط التصبغ (بالإنجليزية: Hyperpigmentation)، وهو ظهور لنقاط أو بقع غامقة اللون على بشرة الوجه نتيجة زيادة في إفراز صبغةالميلانين (بالإنجليزية: Melanin) الطبيعية بسبب الزيادة في إفراز الهرمونات خلال فترة الحمل، وغالباً ما تزول هذه العلامات بعد الولادة لكنها قد تبقى لدى بعض السيدات لعدة سنوات.
    • من الأمثلة على هذه الحالة هوالكلف (بالإنجليزية: Melasma) أو ما يعرف بقناع الحمل، ويتميز بظهور بقع بنية على الوجه والخدود والأنف والجبين، لكن يمكن التقليل من فرصة حدوثها عن طريق استعمال واقي الشمس دائما وتجنب التعرض للشمس بين الساعة العاشرة صباحاً والثانية عصراً، وارتداء الملابس الطويلة والقبعات.

للمزيد: الطرق الطبية والطبيعية لعلاج تصبغات الجلد والبقع البنية

  • فرط التصبغ في مناطق معينة من الجسم، حيث تلاحظ الحامل أن بعض الأماكن في جسمها أصبحت أغمق، ويعتبر هذا العرض من العلامات المبكرة للحمل، والذي يظهر بوضوح أكبر عند النساء ذوات لون البشرة الأغمق، وبالأخص حلمة وهالة الثدي، بالإضافة إلى أن المناطق المتصبغة الأخرى مثل الشامات والنمش قد تصبح أغمق. كما تصبح المنطقة المحيطة بالسرة، والإبطين، والمنطقة الداخلية من الفخذين غامقة أكثر. غالبا ما تعود هذه المناطق إلى لونها الطبيعي بعد الولادة لكن من الممكن أن يبقى لون الحلمة أغمق مما كان عليه.
  • الخط الأسود (بالإنجليزية: Linea nigra)، وهو خط أسود عمودي يظهر في منتصف البطن ويستمر إلى العانة، وهو خط قد يكون موجود دائماً لكن لا تلاحظه الكثير من النساء لإنه يكون فاتح اللون قبل الحمل، وأثناء الحمل يصبح أغمق نتيجة الاضطراب الهرموني الناجم عن الحمل، وقد يصل عرضه إلى 1 سم. يظهر عادةً هذا الخط في الثلث الثاني من الحمل، ويزول من تلقاء نفسه بعد بضعة شهور من الولادة.

علامات التمدد وتشققات الحمل

علامات التمدد (بالإنجليزية: Stretch Marks) هي أكثر الأعراض الجلدية التي تصيب النساء الحوامل، حيث تؤثر على ما يقارب 90% منهن، وتظهر بالعادة في منطقة البطن، أو الثدي، أو الوركين، أو الفخذين.

يسبب الحمل تمدد الجلد بشكل كبير وسريع، كما تؤدي التغيرات الهرمونية إلى الإخلال بالاتزان البروتيني في الجلد وجعله أرق.تظهر علامات التمدد في البداية على شكل أشرطة بنفسجية محمرة اللون ثم يختفي لونها لتصبح فضية أو بيضاء، وعلى الرغم من أن العديد من هذه العلامات تختفي إلا أنها لا تذهب كلياً وعادة ما يكون علاجها بعد الولادة غير فعال إلا أنه يمكن اللجوء إلى بعض العلاجات المقترحة مثل العلاج بالليزر والكريمات.

يقترح البعض أن ممارسة التمارين ويساعد استعمال الكريمات التي تحتوي على فيتامين هـ (بالإنجليزية: Vitamin E) وحمض ألفا هيدروكسي (بالإنجليزية: alpha hydroxy acids) على التقليل من ظهور علامات التمدد إلا أن ذلك غير مثبت علمياً حتى الآن، حيث لا يوجد فعلياً ما يمنع ظهور علامات التمدد وتشققات الحمل ولكن يمكن التقليل من ظهورها عن طريق ابقاء البشرة رطبة باستخدام المرطبات طيلة فترة الحمل.

اقرأ أيضاً: عملية شد البطن بعد الولادة

توهج البشرة أثناء الحمل

يزيد إنتاج المرأة الحامل للدم بما يقارب 50% مما يؤدي إلى زيادة نشاط الدورة الدموية في الجسم ويجعل الوجه يبدو متوهجاً (بالانجليزية: Pregnancy Glow). ويمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى الشعور بالحرارة وأحياناً بالهبات الساخنة، حيث تؤدي زيادة الهرمونات إلى  زيادة عمل الغدد الدهنية وزيادة لمعان البشرة، كما تصبح البقع الحمراء الموجودة أساساً على البشرة أكثر وضوحاً، لكن تختفي هذه الأعراض بعد بضعة شهور من الولادة. يساعد شرب الكثير من الماء على تحسين حالة البشرة، وينصح باستخدام الغسولات الخالية من الزيوت في حال أصبحت البشرة شديدة الدهنية.

العلامات الجلدية أثناء الحمل

العلامات الجلدية (بالانجليزية: Skin tags) هي عبارة عن أورام جلدية غير سرطانية تظهر بالعادة على الرقبة، والصدر، والظهر، والأفخاذ، وتحت الثدي. وتعد هذهالحالة شائعة خلال فترة الحمل، وهي حالة لا تلزم العلاج، لكن في حال ظهور العلامات في أماكن تسبب تهيجها بسبب احتكاكها بالملابس أو الحركة يمكن مراجعة للطبيب إزالتها.

حب الشباب أثناء الحمل

قد يظهر حب الشباب أو يزداد سوءاً خلال فترة الحمل نتيجة الزيادة الهرمونية التي تؤدي إلى زيادة إفراز الدهون وانسداد المسامات الجلدية بها، وبالأخص في الثلث الأخير من الحمل.

يمكن التقليل من ظهور حب الشباب عن طريق ما يلي:

  • استعمال صابون خفيف وماء دافئ أو غسول لطيف وغسل الوجه مرتين يومياً، وعدم المبالغة في تكرار غسل البشرة لتجنب تعريضها للجفاف.
  • في حال كانت البشرة جافة، يمكن استعمال مطرٍّ مائي خالٍ من الروائح، ومرطبات خالية من الزيوت.
  • استخدام المكياج باعتدال، وبالأخص الأنواع الزيتية منه، وإزالته تماماً قبل النوم.
  • استعمال بعض المنتجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية خلال فترة الحمل مثل الكريمات التي تحتوي على بيروكسيد البنزويل (بالانجليزية: Benzoyl peroxide)، أو حمض السالسليك، أو حمض الأزيليك (بالYنجليزية: Azelaic acid)، أو حمض الجليكوليك (بالYنجليزية: Glycolic acid).

يمنع استخدام جميع أدوية حب الشباب سواء الفموية أو الموضعية التي تحتوي على الريتينويد (بالإنجليزية: Retinoids) مثلالأيزوتريتينوين (بالإنجليزية: Isotretinoin) حيث أنها يمكن أن تسبب تشوهات خلقية خطيرة، بالإضافة إلى المضادات الحيوية التي تنتمي إلى عائلة التتراسيكلين (بالإنجليزية: Tetracyclines)، والعلاجات الهرمونية التي يمكن أن تسبب تشوهات خلقية أيضاً.

التغيرات في الأوردة الدموية السطحية أثناء لحمل

يحدث خلال الحمل بعض التغيرات التي تؤثر على الأوردة الدموية وتشمل ما يلي:

الأوردة العنكبوتية أثناء الحمل

الأورة العنكبوتية (بالإجليزية: Spider veins) هي أوعية دموية دقيقة حمراء اللون تظهر غالباً على الوجه، والرقبة، والذراعين، والصدر، وهي غير مؤذية وشائعة الحدوث أثناء الحمل. تظهر الاوردة العنكبوتية نتيجة زيادة الدم في الجسم مما يضع ضغطاً إضافياً على الأوعية الدموية، بالإضافة إلى زيادة مستوى هرمون الاستروجين. وغالبا ما تختفي بعد فترة قصيرة من الولادة.

يمكن أن يساعد تناول فيتامين سي، وعدم وضع الأقدام فوق بعضها على التخفيف من ظهور الاوردة العنكبوتية، إلا أنها قد تكون في بعض الأحيان حالة وراثية لا يمكن تجنبها. ينصح بتجنب الأجواء شديدة البرودة أو الحرارة التي يمكن أن تجعل من الحالة أسوأ، كما يمكن اللجوء إلى العلاج بالليزر في حالة عدم اختفاء هذه الاوردة بعد الولادة.

دوالي الساقين أثناء الحمل

دوالي الساقين (بالانجليزية: Varicose veins) هي أوردة دموية متضخمة مزرقة ومؤلمة تظهر على الساقين، تنتج عن زيادة الوزن،وضغط الرحم أثناء الحمل مما يؤدي إلى عدم وصول الدورة الدموية إلى الساقين بشكل كافي.قد

تختفي الدوالي بالعادة بعد الولادة، كما يمكنك التقليل من آثارها عن طريق اتباع ما يلي:

  • تجنب الوقوف والجلوس وعدم وضع الرجلين فوق بعضهما لفترات طويلة، ورفع الرجلين لمستوى أعلى من الرأس لمدة نصف ساعة على الأقل يوميا.
  • رفع الساقين على مقعد عند الجلوس.
  • ارتداء الجوارب الطبية المخصصة للدوالي.
  • الحصول على كميات كافية من فيتامين سي الذي يحسن من صحة ومرونة الاوردة.
  • ممارسة التمارين الرياضية، وتجنب زيادة الوزن، وتجنب حمل الأوزان الثقيلة.

اقرأ أيضاً: تنظيم الوزن في فترة ما قبل الحمل

زيادة حساسية الجلد أثناء الحمل

يمكن أن تؤدي زيادة مستوى الهرمونات في الجسم،وزيادة التدفق الدموي للجلد،وتمدده إلى أنّ يصبح أكثر حساسية، كما أنّ بعض الأمراض الجلدية قد تتحسن أو تسوء أثناء الحمل نتيجة حدوث تغيرات في آلية عمل جهاز المناعة مثل الصدفية، والإكزيما، والذئبة.

يمكن أن يصبح الجلد أيضاً أكثر عرضة للحرقنتيجة التعرض لأشعة الشمس، لذلك ينصح باستعمال واقيات الشمس، وتجنب البقاء تحت الشمس لفترات طويلة، بالإضافة إلى ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة وإبقاء الجلد رطباً.

اقرأ أيضاً: كيفية اختيار واستخدام واقي الشمس

الحكة الجلدية أثناء الحمل

من الشائع خلال الحمل حدوث الحكة والطفح الجلدي، ويمكن تقسيم هذه الحالة كما يلي:

  • الحكة العامة، والتي قد تكون أحياناً ناتجة عن حالة معينة إلا أنها في الأغلب غير مؤذية، وقد تنتج عن زيادة تدفق الدم إلى الجلد أو زيادة تمدد الجلد، بالإضافة إلى أن زيادة حساسية الجلد لبعض المواد، مثل الكلور الموجود في برك السباحة، قد يؤدي إلى حدوث الحكة.
  • الحكة الشديدة، وتنتج عن حالة غير شائعة تصيب امرأة واحدة من بين كل 50 امرأة حامل تعرف بالركود الصفراوي (بالانجليزية:Cholestasis)، تسبب حكة شديدة في مختلف أنحاء الجسم قد تزيد في منطقة الكفين وباطن القدمين، وقد يرافق ذلك أعراض أخرى مثل الغثيان، والتقيؤ، وفقدان الشهية، والتعب، واليرقان. ينصح بمراجعة الطبيب في حالة الشعور  بهذه الأعراض.
  • لويحات الحمل الحطاطية الحكية الشروية (بالانجليزية: Pruritic urticarial papules and plaques of pregnancy)، وهي حالة جلدية تصيب النساء الحوامل تظهر فيها نتوءات حمراء شاحبة على الجلد مسببة حكة، واحمرار، ولسعات قوية، وتختلف هذه النتوءات في حجمها من الصغيرة إلى الأكبر التي تشكل اللويحات (بالانجليزية: Plaque)، وغالبا ما تظهر على منطقة البطن أو الذراعين والرجلين، أو الصدر، أو الوركين، وتزول هذه الحالة من تلقاء نفسها عادةً بعد الولادة.  يتضمن علاج هذه الحالة استخدام مضادات الهيستامين (بالانجليزية: Antihistamine)، أو الستيرويدات الموضعية للتخفيف من الالتهابات والحكة، بالإضافة إلى بعض الأمور التي يمكن للمرأة القيام بها مثل الاستحمام بماء فاتر، واستخدام الكمادات الباردة،وارتداء الملابس الفضفاضة الخفيفة، وتجنب استخدام الصابون على الأماكن المصابة من الجلد.
  • الطفح الجلدي أو الشرى (بالانجليزية: Urticaria)، هي حالة شائعة أثناء الحمل قد تؤثر على منطقة معينة من الجلد، أو تنتشر بشكل واسع، وتظهر على شكل انتفاخات بسيطة على الجلد تسبب حكة شديدة، تنتج عن إفراز الجسم لمادة الهيستامين نتيجة التعرض لمهيج معين، مثل التغير في درجة الحرارة أو التعرض لمادة مثيرة للحساسية أو الإصابة بعدوى، ويمكن علاجها باستخدام مضادات الهيستامين، والكريمات المضادة للحكة مثل الكلامين (بالانجليزية: Calamine).
  • الحكاك (بالانجليزية: Prurigo)، وهي حالة تظهر فيها نتوءات صغيرة تسبب الحكة، تشبه لسعات الحشرات وتحدث غالباً نتيجة التغيرات التي تصيب جهاز المناعة أثناء الحمل، ويمكن أن تؤثر على المرأة طيلة فترة الحمل وقد تزداد حدة الأعراض يوماً بعد يوم. قد تتطلب هذه الحالة عدة أشهر لتزول حتى بعد الولادة.
  • شبيه فقاع الحمل (بالانجليزية: Pemphigoid gestationis)، وهو اضطراب مناعي ذاتي نادر، يحدث بالعادة في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، وفي بعض الأحيان مباشرة بعد الولادة، وتظهر أعراضه على شكل نفط (بالإنجليزية: Blisters) تسبب الحكة، وتظهر على البطن وبالأخص حول السرة، أو في مناطق أخرى، وتزيد هذه الحالة من خطر الولادة المبكرة.
  • طفح الحمل التأتبي (بالانجليزية: Atopic eruption of pregnancy)، وهو طفح أحمر يسبب الحكة ويظهر بشكل مشابه للاكزيما.
  • طفح الحمل متعدد الأشكال (بالانجليزية: Polymorphic eruption of pregnancy)، وهي نتوءات حمراء تسبب الحكة تظهر على علامات التمدد.