التواصل مع شريك الحياة أثناء فترة المكوث في المنزل

في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد يبقى الكثيرون منَّا محتجزين عدة أسابيعٍ في المنزل، متبعين بذلك توجيهات الحكومة ومسؤولي الصحة. بالنسبة إلى الكثيرين، إنَّ التباعد الاجتماعي يعني مشاركة مساحةٍ محدودةٍ مع شركائهم في العلاقة العاطفية في أثناء مجابهة القضايا العصيبة الجديدة، بما فيها: البطالة المفاجئة، والعمل من المنزل، ورعاية الأطفال، وحالة الترقب لما ستؤول إليه الأمور. إليك خمس نصائح عمليةً وقائمةً على الأدلة إلى الأزواج الذين تجعلهم فترة بقائهم في المنزل يشعرون بأنَّهم عالقون في علاقتهم.

Share your love

توجد تقاريرٌ غير مفاجئةٍ عن ارتفاع معدَّلات الطلاق في الصين منذ تفشِّي فيروس كوفيد-19، حيث يمكن أن يؤدِّي عدم الاستقرار والتوتر إلى تفاقم الشعور بانعدام الأمان وزيادة النزاعات الزوجية؛ لذا تقدِّم “كارا فليتشر” (Kara Fletcher) بوصفها عالمةً وزوجةً ومعالجةً أُسريّة، خمس نصائح عمليةً وقائمةً على الأدلة إلى الأزواج الذين تجعلهم فترة بقائهم في المنزل يشعرون بأنَّهم عالقون في علاقتهم:

1. امنح نفسك حيِّزاً خاصاً بك:

يمكن لمشاركة مساحةٍ ماديةٍ مع شريكك لفتراتٍ طويلةٍ من الوقت أن تزيد الضغط والتوتر؛ ممَّا يجعلك تشعر أنَّ حيِّزك الشخصي قد تناقص في أثناء عدم ممارستك “روتين مغادرة المنزل اليومي”، وأنَّ انزعاجكما من بعضكما بعضاً قد تفاقم بسرعة. يوضِّح البحث أنَّ اتخاذ خيار تمضية الوقت بمفردك يمكنه المساهمة في جعلك أكثر استرخاءً وأقل توتراً؛ لذلك ضع في اعتبارك أخذ فتراتٍ منتظمةٍ بمفردك كلَّ يوم، سواءً كان ذلك بممارستك للمشي حول الحي أم بإغلاق باب الغرفة؛ بحيث لا يقوم أحدٌ بإزعاجك أو التدخل بنشاطٍ يخصك وحدك.

يساعد الكلام عمَّا تخطط له من أجل الحصول على حيِّزٍ خاصٍّ بك في أن يعرف شريكك كيفية دعم جهودك، ويشجِّعه على القيام بالشيء نفسه. إذا كنت لا تعتني بنفسك، عندها لن يكون لديك الكثير لتقدِّمه إلى شريكك.

2. استخدم عبارات تحتوي على “أنا” حيثما أمكن:

عندما تحتاج لإخبار شريكك عن كيفية شعورك، فحاول أن تتكلَّم من وجهة نظرك؛ بدلاً من اتهامه بالقيام بأشياء خاطئة. على سبيل المثال: يمكنكِ أن تقولي: “أنا أشعر بأنَّني محبطةٌ جداً عندما أجدُ على الدوام أطباقاً متسخةً في حوض الغسيل، فهل من طريقةٍ تمكِّنك من مساعدتي في الحفاظ على نظافة المطبخ؟”. لقد وُجِد أنَّ استخدام عبارة “أنا” تحدُّ من مشاعر العداء والغضب، حيث يمكن لعبارة “أنا” أن تساعد شريكك في سماع وجهة نظرك، عوضاً عن فهمها على أنَّها هجوم؛ وبالتالي يمتنع عن اتخاذ موقفٍ دفاعي.

3. امنح نفسك مهلة:

خذ مهلةً في النزاعات التي لن تصل فيها إلى حل، وحدِّد وقتاً للمحاولة مرةً أخرى لاحقاً. عندما تصبح النزاعات حادة، يدخل العديد من الأزواج في استجابة “الكر والفر” التلقائية. تعدُّ أدمغتنا النزاع كتهديد، وبالتالي يمكن تنشيط انفعالاتنا ودفاعاتنا، فنفقد قدرتنا على التواصل عندما يحدث هذا، وتصبح تسوية النزاع مستحيلة؛ لذا إذا لاحظت أنَّك أو شريكك ستغضبون أو تكتئبون من النزاع، فاطلب إيقاف المحادثة لمنح كلٍّ منكما فرصةً للتراجع والتنفس والتفكير. حالما تصبح مستويات التوتر أقل، يصبح التفكير العميق والتأمل والتعليل ممكناً؛ لذا حدِّد وقتاً متفقاً عليه لمعاودة النقاش عندما يكون كلاكما يقظاً ومرتاحاً ويشعر بهدوءٍ أكبر.

4. اعرف ما هو دورك:

إذا وجدت نفسك مستمراً في النزاع مع شريكك، فاسأل نفسك: ما دوري في هذا النزاع؟ هل أتذمر أو أتواصل مع شريكي عندما أشعر بالقلق؟ أو هل لدي ميل للسكوت أو تجنُّب شريكي عندما أتعرَّض إلى الضغط؟

لقد وجدت الباحثة وعالمة النفس سو جونسون (Sue Johnson) بأنَّه غالباً ما يعلق الأزواج في دوامات تواصلٍ صعبة. يمكن للتفكير في الدور الذي تلعبه في ذلك أن يساعدك في تجربة مواقف جديدة. على سبيل المثال: ماذا يحدث عندما تستجيب لقلق شريكك بالتعاطف معه، بدلاً من الشعور بالانزعاج منه والابتعاد عنه؟ ماذا يحدث عندما تشارك مخاوفك مع شريكك، بدلاً من الغضب منه لعدم إخراج القمامة من المنزل، أو عدم المساعدة بما يكفي في رعاية الطفل؟

الأزواج الذين لديهم القدرة على تبنِّي مواقف جديدة في علاقتهما ويحاولان استخدام أساليب جديدة في الاستجابة هم أكثر مقدرةً على إيقاف عمليات التواصل الصعبة.

5. اعرف نقاط القوة عند الشريك:

حاولا التعرُّف على نقاط القوة عند بعضكما بعضاً، ما المهارات الخاصة التي يتمتع بها الشريك وتمكِّنه من تجاوز الأوقات الصعبة؟ إذا كان شريكك هو من يضع جداول التعليم المنزلي للأطفال أو يذهب إلى متجر البقالة في أثناء وجودك في العمل؛ فدعه يعلم أنَّه موضع تقدير، وأثنِ على مقدرته في التعامل مع المواقف الصعبة.

نوِّه عن نقاط القوة التي تعجبك لديه، فقد أظهر بحثٌ جديدٌ أنَّ التقدير الأكبر لنقاط القوة لدى الشريك تزيد من الرضا والألفة في العلاقة؛ إذ يخلق الاعتراف بالسمات الإيجابية للشريك مزيداً من المشاعر الجيدة فيما بينكما.

رغم أنَّ هذه النصائح ستساعدك في التخفيف من النزاعات في علاقتك مع الشريك، لكن تذكَّر ألَّا تتوقَّع الكمال؛ هذه أوقات عصيبة، وحتماً سوف تفقد صبرك وتختبر فترات إحباطٍ خلالها، لكنَّ التعاطف مع نفسك ومع الشريك سيجعلك تقطع شوطاً كبيراً في خوض غمار المجهول هذا معه.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!