‘);
}

التَّعاون

التَّعاون خُلقٌ من الأخلاق الحميدة التي حثّ عليها الدِّين الإسلاميّ؛ وشجّع على ضرورة التَّمسك بها. قال الله تعالى:”وتعاونوا على البِّر والتَّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” ، التَّعاون كلمةٌ مشّتقةٌ من الفعل الرُّباعي أَعَانَ أي قدَّم المساعدة والخدمة للآخرين من دون مقابلٍ مادّيٍّ أو معنويٍّ في العادة؛ فالتَّعاون هو التَّشارك مع الغير في إنجاز أمرٍ ما بحيث تقلُّ تكلفة الإنجاز وتتحقّق المنفعة العامّة للجميع. التَّعاون ليس حِكرًا على بني البشر؛ فالله جلّ جلاله يكون معاونًا للإنسان الذي يُقدّم العون والمساعدة لأخيه الإنسان كما جاء في الحديث الشَّريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:(إنّ الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه)،[١] كذلك نجد التَّعاون بين مختلف الكائنات الحيّة من أجل تحقيق المنفعة لكلا الطَّرفيّن؛ فالنَّحلة على سبيل المثال تمتّص رحيق الأزهار لصُنع العسل وفي المقابل تستفيد هذه الأزهار من النَّحلة بنقل حبوب اللقاح من زهرةٍ إلى أخرى؛ فتتم عمليّة التَّلقيح وبالتالي التَّكاثر.[٢]

التَّعاون الإنسانيّ

الإنسان اجتماعيٌّ بطبعه؛ فلا يستطيع العيش بمفرده، لذلك أيضًا لا يستطيع عمل كُلِّ شيءٍ بمفرده؛ فهو يحتاج إلى عونٍ ومساعدةٍ من المحيطين به، كما يتوجّب عليه تقديم العون والمساعدة لمن حوله بالمقابل. قد تتطوّر فكرة التَّعاون؛ فيتّم إنشاء المؤسسات والجمعيّات التعاونيّة التي يكون هدفها في العادة تقديم الخدمات المجانيّة أو شبه مجانيّةٍ لأُناسٍ في أمسّ الحاجة إلى العون والمساعدة من الفقراء والأرامل وذوي الدَّخل المحدود.[٣]