فيتامين D ودوره الحيوي في صحّتنا (1)

إنّ الفيتامينات كفيتامينَي "C" و"E" هي المفضّلة لدى الكثير من النّاس، لكنّ هذه الفيتامينات الهامة مهملة منذُ فترة طويلة لوجود الفيتامين الأهم ألا وهو فيتامين "D"، الذي وأخيراً حاز على الإهتمام الذي يستحقُّهُ.

Share your love

ممّا لا شكّ فيه أنّ لفيتامين “D” دور كبير في تعزيز صحّة العظام إلى حدّ كبير من خلال امتصاص الكالسيوم. إنّ نقص هذا الفيتامين قد يؤدي بالإنسان إلى هشاشة العظام أو لينِها، هذا ما أوضحتهُ الأُستاذة “لونا ساندون” المُساعدة في التّغذية السريريّة في جامعات تكساس.

ولكن تزايدت الأدلّة مؤخّراً التي تربط المستويات المنخفضة من هذا الفيتامين مع زيادة احتمال الإصابة بمرض السكّري من النوع الأوّل، بالإضافة لآلام العظام والعضلات، وربما أمور أكثر خطورة  كسرطان الثدي والقولون والبروستات والمبيض والمريء.

إذا كُنت ترغب في خفض ضغط الدّم فسيكون الفيتامين “D” أفضل ما ينصحُك به الطّبيب. إذا كُنت تحاول التّقليل من خطر مرض السكّري والأزمات القلبيّة وإلتهاب المفاصل الروماتيزمي، يجب أن يكون هذا الفيتامين في رأس النّظام الغذائي الخاص بك.

الفيتامين “D” هو الأفضل لصحّتك

كثرت الأبحاث حول الفيتامين “D” وأصبح من الصّعب أن نعرف من أين نبدأ في حديثنا عن فوائد هذا الفيتامين المنشّط، والذي يُعد واحداً من أقوى المثبّطات لنمو الخلايا السرطانيّة كما أنّهُ يحفّز البنكرياس على إفراز الإنسولين. وينظّم الجّهاز المناعي للجّسم. وذلك بعد أخذ الدّراسات التّالية بعين الاعتبار:

• في جامعة بوسطن، بعد تعرُّض الأشخاص الذين يُعانون من إرتفاع ضغط الدّم للأشعة فوق البنفسجيّة ولمدّة ثلاثة أشهُر، ارتفعت مستويات الفيتامين “D” بنسبة 100% والشّيء الآخر اللّافت أنّ ضغط الدّم المُرتفع أصبح طبيعيّاً. وبعد متابعته لمدّة 9 أشهُر أصبح ارتفاع ضغط الدّم لديهم أفضل ممّا كان عليه. إحدى النظريّات أيضاً عن الفيتامين “D” أكّدت أنّهُ يخفض من ضغط الدّم لأنّهُ يقلّل من إنتاج هرمون الرّينين الذي يلعبُ دوراً هامّاً في ارتفاع ضغط الدّم.

• في دراسة أجرتها مجلّة الجمعية الطبيّة الأمريكيّة في شهر كانون الأوّل عام 2003 على أكثر من 3000 من الجّنود بين سن الـ(50-75) عاماً، أنّهم كانوا يتناولون يوميّاً أكثر من 4 غرام من فيتامين “D”، فوجدوا أنّهُ يخفُض 40% من خطر الإصابة بالأورام السرطانيّة والأورام السرطانيّة الحميدة للقولون.

• نشر تقرير في المجلة الأمريكيّة لطب الشّيخوخة في شباط من عام 2004، أنّهُ أظهر باحثون في جامعة بازل بسويسرا أنّ إمرأة مسنّة كانت تحصُل على فيتامين “D” بالإضافة للكالسيوم لمدّة ثلاثة أشهُر، ممّا قلّل بنسبة 49% من خطر الإغماء مُقارنةً مع من يستهلك الكالسيوم وحدهُ. النّساء الذين كانوا يتعرّضون للإغماء مراراً وتكراراً في الماضي أصبحوا في حالة أفضل بكثير بعد استهلاكهِم للفيتامين “D”.

• دراسة في شهر كانون الثّاني من عام 2004م أشارت إلى أنّ النّساء اللّواتي يحصلنَ على جرعات من الفيتامين “D” وبكميّة لا تقل عن 400 وحدة غذائيّة، هُم أقل عُرضة لمرض التصلُّب المُتعدّد بنسبة 40% مُقارنةً بأولئك اللّواتي لا يُداومنَ على المكمّلات الغذائيّة بشكل دائم.

يومك المليء بالفيتامين “D”… خطّة هجوميّة

قدّم العديد من الباحثين والمتخصّصين بالفيتامين “D” توصيات من أجل تحديد الجرعة التي يحتاجها الجّسم من هذا الفيتامين. وهذه التّوصيات تدعوا إلى تناول 200 وحدة دوليّة يوميّاً من الفيتاين “D” للأشخاص حتّى سن الـ50، و 400 وحدة دوليّة لمن هم بين الـ 50-70 عاماً، و600 وحدة دوليّة لمن هم فوق سن الـ70.

لكن يقول العالم “هوليك” بأنّ الدّراسات تشير إلى أنّهُ في حال تحقيق مستويات الدّم الطبيعيّة الحاوية على  فيتامين “D” فإنّ ضلك يحميك من الأمراض المُزمنة، وهذا ما يجعلُك تحتاجُ جرعة من 1000 وحدة دوليّة من الفيتامين “D” يومياً. حيث يتواجد الفيتامين بشكل كبير في الأطعمة المدعومة به كالحليب والحبوب الدّاعمة للفيتامين “D” سواءاً اُخذت لوحدها أو مع نوع معيّن من الأطعمة.

إذاً كيف سيكون بإمكانك الحصول على ما يكفي من فيتامين”D”؟

 مُعظم الأطعمة ليست مليئة كليّاً بالفيتامين “D” لكن على العكس من ذلك، فيمكنك الحصول على 425 وحدة دوليّة من هذا الفيتامين بتناولك 3 أوقيّة فقط من سمك السّلمون، و 270 وحدة دوليّة بتناولك 3.5 أوقيّة من السّردين المُعلّب، لكنّ مُعظم الأطعمة تحوي كميّات متواضعة للغاية من فيتامين “D” كصفار البيض (25 وحدة دوليّة للبيضة الواحدة) وجبنة القشقوان تحوي 2.8 وحدة دوليّة لكل قطعة.

تستطيعُ الحصول على 200 وحدة دوليّة من الفيتامين “D” إذا ما قمت بشرب كوب واحد فقط من الحليب المُدعَم، ولكن في سن الـ 70 يجب تناول الكميّة الموصة بها من الحكومة والتي هي 600 وحدة دوليّة من فيتامن  “D” يوميّاً من خلال نظام غذائي معيّن. لكنّ أشخاص في هذا السّن قد لا يستطيعون شرب 3 أكواب من الحليب يوميّاً لأسباب مُختلفة، فقد تحدث لديهم حالات عدم تحمُّل اللاكتوز التي تحصل لكبار السّن.

نحنُ بحاجةٍ لتدعيم الغذاء ليُصبح غنيّاً بالفيتامين “D” حيثُ تقول “سوزان سوليفان” الأستاذة المُساعدة في قسم علوم الأغذية بجامعة ولاية ماين: “نحن بحاجةٍ لأن نجعل من السّهل على النّاس تأمين متطلّباتهم من فيتامين “D” من خلال توفير المواد الغذائيّة الغنيّة به”.

بعض هذا التّدعيم هو موجودٌ اصلاً فبالإضافة للحليب فإنّ عدد الأغذية المُدعّمة بالفيتامين “D” في تزايُد، فهم أضافو الفيتامين “D” للّبن وحبوب الإفطار، بالإضافة للسّمن وعصير البرتقال. حيثُ أنّ كوباً من عصير البرتقال المُدعّم يحتوي على 100 وحدة دوليّة من فيتامين “D”.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!