فيتامين D ودوره الحيوي في صحّتنا (2)

إنّ الفيتامينات كفيتامينَي "C" و"E" هي المفضّلة لدى الكثير من النّاس، لكنّ هذه الفيتامينات الهامة مهملة منذُ فترة طويلة لوجود الفيتامين الأهم ألا وهو فيتامين "D" الذي يملك الكثير من الفوائد.

Share your love

دور الشّمس.. كأهم مصدر للفيتامين “D”

إذا كُنت تسعى لتطبيق وصيّة الأطبّاء في الحصول على 1000 وحدة من الفيتامين “D” يوميّاً، فقد تُضطرّ للّجوء إلى مُكمّلات الفيتامين”D”، لذا فأنصحُك بالتعرُّض لأشعّة الشّمس بانتظام يوميّاً، لأنّهُ يحفّز الجّلد على إنتاج كميّات كبيرة من الفيتامين “D” والتي تتجاوز إحتياجاتك بكثير دون أدنى شك، فضوء الشّمس هو المصدر الوحيد الأكبر من الفيتامين “D” بالنّسبة للكثيرين من النّاس.

لكن قبل أن تستلقي على الشّاطئ لتأخذ حمّاماً شمسيّاً، يجب أن يكون بمعلومك أنّ المناطق الشماليّة على وجه الخصوص، قد تسبب لك مستويات الفيتامين “D” التي ترسلها إليك أشعّة الشّمس بعض المشاكل، وذلك إذا ماكُنت تعيشُ فوق 40 درجة شمال خط العرض.

رصدت دراسة في جامعة “ماين” مستويات الفيتامين” D” لدى 23 من الفتيات اللّواتي تتراوح أعمارهُن بين (10-13)عام، حيثُ أظهرت النتائج التي قدّمتها الجمعيّة الأمريكيّة للعظام والثّروة المعدنيّة أنّ ما يُقارب نصف الفتيات لديهنّ مستويات كافية من الفيتامين “D” في الدّم، وأكّدت هذه الدّراسة أنّ هذه الكميّات من الفيتامين تنخفض خلال أوقات السّنة التي تقل فيها أشعّة الشّمس، أي خلال فصل الشّتاء.

حيث أشار العالم “سوليفان” أنّهُ تفاجأ بالنتائج التي توصّل إليها، فقد كانت الفتيات بصحّة جيّدة ونشيطات وبشرتهن ساطعة وكانوا يقضون بعض الوقت في الهواء الطّلق، بالإضافة لتناولهن وجبات متوازنة وشُربهنّ للحليب، لذا فإن كانُ هُنالك من يملك مستويات طبيعيّة من الفيتامين “D” في الجّسم فكان يعتقدُ أن يكونوا تلك الفتيات. لكنّ نسب الفيتامين لديهنّ كانت مُنخفضة في شهر آذار، لأنّنا في ولاية “ماين” عند خط عرض 44 درجة شمالاً، لذا فلا يوجد لدينا فيتامين “D” خلال خمسة أشهر في السّنة بين شهري آذار وكانون الثّاني.

هذا النّوع من ندرة أشعة الشّمس يؤثّر سلباً على صحّة الإنسان، حيثُ أشارت الدّراسات أنّهُ هُنالك زيادة بنسبة الإصابات بمرض السّرطان كلّما إتجهنا شمالاً، بالإضافة لزيادة سرطان البروستات والقولون أكثر من أولئك القريبين من خط الإستواء.

المناطق التي هي أقل عُرضةً لأشعّة الشّمس تكثرُ فيها الأمراض مثل التصلُّب المُتعدّد واضطراب المناعة. فهذه الأمراض هي الأكثر شيوعاً في كندا والولايات المتّحدة الشماليّة أكثر منها في الولايات الجنوبيّة.

مخاطر أشعّة الشّمس

بالتّأكيد أشعّة الشّمس ليست كلّها جيّدة، حيث يقول أطبّاء الجلديّة أنّ الكثير من أشعّة الشّمس قد تسبّب حروق سيّئة. فجُرعة زائدة من أشعّة الشّمس قد تتسبّب بسرطان الجّلد. من ناحية اُخرى إذا كُنت مدمناً للجلوس في أشعّة الشّمس منذ شروقها وحتّى الغروب، فسوف تدفعُ ثمن كميّة الفيتامين “D” التي ستجنيها من خلال الضرر الذي تسببهُ الأشعّة فوق البنفسجيّة.

لذا كَم من أشعة الشّمس التي تجرؤُ على تعريض نفسك لها؟ حسبَ “هوليك” أنّهُ ما إذا قُمت بتعريض جسمك لأشعّة الشّمس لفترةٍ طويلةٍ كفاية حتّى يحصل إحمرار في الجّلد، ستُنتجُ ما يُعادل 10 آلاف إلى 25 ألف وحدة دوليّة من الفيتامين “D”.

إذا كُنت مُستلقياً على أحد الشّواطئ في أيّام الصيف الحار، يقولُ “هوليك” فقط 10 دقائق في الشّمس، مّرتين أو ثلاث مرّات إسبوعيّاً وتعريضُ يدَيك، قدميك وذراعَيك لأشعّة الشّمس، هي كميّة أكثر من كافية لتلبية متطلّباتك من الفيتامين “D”، وهذا ليس من المحبّذ بشكل كبير لأنّهُ يزيدُ من احتمال الإصابة بسرطان الجّلد. لذا بعد التعرُّض لأشعّة الشّمس لعشر دقائق، ضع واقياً شمسيّاً من أجل البقاء لفترة أطول.

الخبر السّار هو أنّك لا تستطيع الحصول على جُرعة زائدة من الفيتامين “D” عن طريق البشرة. كما في حالة الكبسولات أو الحمية، حيثُ أنّ الكميّة الأكبر يوميّاً تكون بحدود الـ2000 وحدة دوليّة.

هذا الفيتامين قابل للذوبان في الدّهون لذا فهُو يُختزن في الجّسم، إذا كُنت تتناولُ مكمّلاتٍ تجعل من مخزونك اليومي من الفيتامين “D” أكثر من 2000 وحدة دوليّة، قد تتعرّضُ لتأثيراتٍ سامّة نتيجةً لزيادة الجُرعة عن الحد المطلوب، والذي قد يُسبّب الحصى في الكلية أو الفشل الكلوي، الإرتخاء العضلي، أو حتّى النّزيف.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!