قصة نجاح المتحدث التحفيزي كريس جاردنر بطل فيلم “السعي وراء السعادة”

تحولت قصة حياة كريس جاردنر (Chris Gardner) إلى فيلم متميز من بطولة الممثل الأمريكي ويل سميث (Will Smith) وهو "السعي وراء السعادة" (The Pursuit of Happyness)، إذ يعرض قصة مثابرة وتصميم وصمود، وهو فيلم مستوحى من عنوان مذكرات رجل الأعمال والمتحدث التحفيزي وصاحب المؤسسات الخيرية كريستوفر بول غاردنر.

لا تقتصر المحن التي واجهها كريس جاردنر (Chris Gardner) طوال حياته على تلك التي ظهرت في الفيلم الناجح؛ لأنَّ الفيلم لا يسلط الضوء على طفولته القاسية، فقد تخلى والده عنه وعن وأمه وأخواته (وقد رأى كريس غارنر (Chris Garner) والده مرتين فقط بعدها: في سن الثامنة والعشرين وفي جنازته).

نشأ كريس غاردنر (Chris Gardner) في مدينة ميلووكي (Milwaukee) في ولاية ويسكونسن (Wisconsin)، حيث يقول إنَّ السيارة التي كانوا يسافرون بها إلى كندا (Canada) تعطلت بالصدفة، وقد أساء زوج أمه معاملته، ولأنَّ والدته كانت مسجونة، فقد دخل عدة مرات إلى مركز استقبال القاصرين حيث تعرض للاغتصاب، وازداد الوضع سوءاً مع مرور الوقت.

وعلى الرغم من انضمامه إلى السلك الطبي للبحرية الأمريكية لكن لم يحقق حلمه بدراسة الطب بسبب وظيفته منخفضة الأجر. كما أنَّه التقى بطبيب قلب مشهور اقترح عليه الانضمام إلى فريق البحث في المركز الطبي بجامعة كاليفورنيا (UCLA) ولكن استمرت مشاكله المالية بسبب نفاد تمويل هذا المشروع.

ورغم خبرته كمساعد مختبر، وجد كريس أنَّ بيع المستلزمات الطبية مربح أكثر، ولم تكن بالفكرة السيِّئة، لكنَّ هذه الآلات تُعَدُّ من الكماليات (إذ يُظهر الفيلم أنَّ ويل سميث (Will Smith) يستثمر كل ما لديه لشراء أجهزة قياس كثافة العظام باهظة الثمن والضخمة وإعادة بيعها).

كما أنَّه طلَّقَ زوجته الأولى، وسُجِنَ لعدم قدرته على دفع مخالفات المرور وقد أَفلَس، ومع مرور الوقت، تأزَّمَ وضعه، وفي عام 1981، التقى برجلٍ يقود سيارة فيراري حمراء يعمل سمساراً في البورصة، فسأله كريس (Chris) عن مهنته التي تجعله يقتني مثل هذه السيارة، وهو الأمر الذي دفعه للبحث عن وظيفة في هذا المجال ليكون قادراً على المضي قدماً مع ابنه كريستوفر جونيور (Christopher Jr)، الذي تُرك في عهدته وهو في الثانية من عمره.

قرر كريس جاردنر (Chris Gardner) التَّدرُّب ليصبح سمساراً في البورصة حيث كان بلا مأوى أثناء فترة تدريبه وعمله، وقد نام في أي مكان متاح من دون استسلام، حيث نام الأب وابنه لمدة أسبوعين في حمام عام في مترو سان فرانسيسكو (San Francisco Metro)، كما ناموا في قاعات الانتظار في مطاري أوكلاند (Oakland) وسان فرانسيسكو (San Francisco). وعندما تدرب كريس جاردنر (Chris Gardner) في سوق الأسهم، كان يجري حوالي 200 مكالمة في اليوم.

وقد دفع المبلغ القليل الذي كان يكسبه على تكاليف الرعاية النهارية والاحتياجات الأساسية لابنه كريستوفر جونيور (Christopher Jr)، وبعد عام، اجتاز الامتحان ليصبح سمساراً للبورصة، وفي نهاية تدريبه أصبح موظفاً بدوام كامل في بنك بير ستيرنز (Bear Stearns & Company).

وبعد خمس سنوات، أسَّس كريس جاردنر (Chris Gardner) شركته الخاصة غاردنر ريتش (Gardner Rich & Co)، وقد كان مكتبه الأول متواضعاً حيث عمل وعاش في نفس المكان.

وقد بدأ عمله برأس مال قدره 10000 دولار، لكنَّه لاحقاً باع حصته الصغيرة في صفقة بملايين الدولارات عام 2006. وبعد فترة وجيزة، أطلق شركة كريستوفر جاردنر إنترناشونال هولدينجز (Christopher Gardner International Holdings)، والتي لها مكاتب في نيويورك (New York) وشيكاغو (Chicago) وسان فرانسيسكو (San Francisco).

كان كريس جاردنر (Chris Gardner) يبلغ من العمر أربعة وثلاثين عاماً فقط عندما جنى أول مليون دولار له، واشترى سيارة الفيراري السوداء الخاصة به من لاعب كرة السلة المشهور مايكل جوردان (Michael Jordan).

يشارك حالياً كريس (Chris) والذي تبلغ ثروته عدة ملايين من الدولارات والمعروف أيضاً باسم “الرئيس التنفيذي للسعادة” في أعمال خيرية رائعة مثل تمويل الإسكان للأُسر ذات الدخل المنخفض بأسعار مقبولة، وقد ركزت أعماله على تقديم التوجيه المهني والتدريب الوظيفي للفئات السكانية المعرضة للخطر مثل أولئك الموجودين في شوارع شيكاغو (Chicago).

كما يزور بصفته متحدثاً تحفيزياً عدداً لا يحصى من البلدان ونظراً إلى مجال نفوذه الواسع، يقدم مئات فرص العمل من خلال الاستثمار في الأسواق الناشئة في بلدان مثل جنوب إفريقيا. وإحدى عباراته التي لا تنسى هي: “اعتمد على نفسك فقط، فلن يأتي الفرسان لإنقاذك”.

لقد علَّمَنا كريس جاردنر (Chris Gardner) أهم درس عن الحياة ألا وهو “من يزرع يحصد”؛ فقد تقدم بدون دراسات جامعية، ولم يتخلَّ عن تحقيق أحلامه.

وقد صرَّح في مقابلة مع مقدمة البرامج الحوارية الأمريكية أوبرا وينفري (Oprah Winfrey)، أنَّ والدته كانت مصدر إلهام كبير له حيث قال: “اخترت أن أعانق روح أمي التي على الرغم من تحطم أحلامها، لكنَّها غرست في نفسي أنَّها تستطيع أن تحلم؛ إذ أخبرتني والدتي ذات يوم في أثناء مشاهدتنا مباراة كرة سلة عندما علَّقت بأنَّ أحد اللاعبين سيحصل على مليون دولار: يا بني، إذا كنت ترغب من أعماقك بالحصول على المليون دولار، ستحصل عليها يوماً ما”.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!